-ابن علي بيناديك فندق جدة مستنيك-

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 08:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

المظاهرات الحاشدة في يوم الغضب المصري باتت تعكس مدى شوق الشعوب العربية للتحرر من سلطة مافيات البيزنس الكومبرادوري الحاكم في البلدان العربية
والذي تغول حتى على الحقوق الاساسية للمواطن المصري والعربي
ثورة الياسمين التونسية تنقل شيفراتها التغييرية لعموم الوطن العربي
وتشغل اليوم ساحة التحرير في القاهرة
ويستشهد اثنان من اجلها في السويس
وقبلها وصلت رسائل الشهداء الذين احرقوا انفسهم محتجين على ان قدرتهم على التحمل باتت صفرا
فرغيف الخبز اصبح مشكلة يتهاوى من اجله الناس بالعشرات قتلى على طوابيره
وبيع الممتلكات العامة بأبخس الاسعار
واحيانا وهبها مجانا للبيزنس لم يعد استثناء بل القاعدة للاستهتار بحقوق واملاك الشعب المصري
وصفاقة خدمة المحتل الصهيوني الامريكي لم تقتصر على حصار الشعب المحاصر في غزة بل تقديم الغاز المصري مجانا للعدو الصهيوني عربونا لرهن الوطن من اجل العائلة الحاكمة ومصالحها الشخصية
في الحلة اندفع عشرات الاف المتظاهرين منادين بالتغيير كما في اغلب شوارع القاهرة ومدن و ريف مصر
فعدم عدالة توزيع الثروة يحتل تفاصيل الحياة اليومية المصرية بينما تهرب المليارات من اموال الشعب المصري التي استحوذها البيزنس
ان جميع ابناء الشعب المصري بعرفون ان احوالهم تزداد سوءا
وان تمثيلهم البرلماني شبه معدوم
بعد ان وضعت كل امكانيات الدولة في خدمة البيزنس المصري الذي دوره تحديدا وكالة لشركات الغرب الاستعماري وتحديدا مصالح العدو الصهيوني الامريكي
سلمية المظاهرات المصرية تؤشر الى ان الشعب يرغب بالتغيير دون ان يحمل اي احقاد على احد
وان تمثيل ارادته باقامة حكومة انقاذ وطني مطلبا اساسيا
ليكون مسؤولا فعليا عن خياراته
وانه لم يعد يقبل الصمت على انهيار خدمات التعليم والصحة والنقل
ولاشك ان شعارا تابعه كل من اهتم بتفاصيل المظاهرات بان الحال المصري مأساويا فأكبر نسبة اصابة بالفشل الكلوي والكبدي وامراض السرطان في العالم تعرفها مصر
يدل هذا ان استلام البيزنس غير الوطني الخادم لمصالح العدو الصهيوني الامريكي الذي يرى ان المصري الطيب هو الميت او من ينتظر الموت بأمراضه المزمنة التي تصل نسبتها في حقبة هذه السلطة الى نسبة ثمانين بالمئة اي ان الشعب المصري بأغلبيته الساحقة مشروع اموات
موقع مصر ان تكون في قلب شعبها لافي علله وامراضه المزمنة والقاتلة
وان العدو الصهيوني عبر سياسة الكامب اوصل مصر الى الاحتلال غير المباشر و الى تصفية صحية لابناء الشعب المصري وهذا هدف صهيوني امريكي ولاسيما على كل عاقل ان يتابع ان شركات واستثمارات قطع مياه النيل في اثيوبيا ودول المنبع هي استثمارات صهيونية وامريكية لابادة الشعب المصري
"ابن علي بيناديك فندق جدة مستنيك" احد شعارات انتفاضة الشعب المصري على حكم البيزنس الطفيلي ومافيات حكمه المتمثلة بفساد اعلى هرم السلطة فهل يلجأ مبارك وحكمه سلميا الى احد فنادق جدة عند مملكة ال سعود ويريح الشعب المصري بدلا من الاستمرار في التعنت ضد ارادة الشعب
فخيارات الشعب المصري واضحة اليوم اكثر من اي يوم سابق فمسيرة حرق الاجساد البريئة التي طحنتها مافيات البيزنس اكثر من نار على علم
فلم يعد ثمة من ملجأ الا حرق اجساد ابناء الشعب المصري بما فيها بعد ان عجزت عن تحمل اعباء الحياة اليومية
والشعب المصري لايقل تضحية عن الشعب التونسي بثورة الياسمن المصرية فقد سقط شهيدان مضرجان بدمهما في السويس
وهو مستعد لتقديم المزيد من الشهداء ليعبر عن ارادته وتمثيلها
وارادته بالتغيير من اجل توزيع عادل للثروة والبناء العلماني والاشتراكي لمصر
الموت الصامت لثمانين بالمئة من الشعب المصري الذي لم يعد راتبه يكفي الا لكيلو او كيلوين لحمة في الشهر بينما في عهد التحول الناصري كانت حصته وراتبه يكفي لسبعين كيلو لحمة وكان ينافس كوريا الجنوبية بينما حال مصر اليوم اسوأ من دول جنوب الصحراء الافريقية من حيث الكثير من المؤشرات كالامية والبطالية والفساد
فلا ينافس مصر الا العراق المحتل فسادا والدول العربية الاخرى التي تليه فسادا
فهل حانت لحظة التغيير الشاملة
وان الشعب المصري كما التونسي يعلن رسالته واضحة انه لن يقبل بالانتحار الجماعي الذي هو السناريو الوحيد لانظمة الفساد والبيزنس الطفيلي
وانه بكل بساطة معاديا لاعداء الشعب المصري وعلى رأسهم العدو الصهيوني الامريكي التي باتت تصفية مصالحه مسألة حيوية لتمثيل نفسه وبالتالي تحسين اوضاعه المعيشية
............................
لييج - بلجيكا
كانون الثاني - 2011

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل