أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم














المزيد.....

سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحروب اللبنانية المتنوعة منذ عقود فرضت حيزاً أساسياً للتعاطي مع الوضع اللبناني حسب التسويات الممكنة مع مراعاة التوازنات الطائفية ضمن ما يُعرف بالديمقراطية التوافقية بين المكونات الوطنية كافة, وقد يعتبر إتفاق الطائف رغم سيئاته أفضل الحلول الممكنة والقائمة للأزمة اللبنانية المستمرة على قاعدة أن تقويم الإعوجاج في مسار الأمور على المستوى الوطني أفضل بكثير من مشاريع التغيير نحو صيغة جديدة تكاد تكون معدومة في الوقت الراهن لتؤسس لمنطق الدولة والمؤسسات وتضع الطائفية السياسية على سكة الإلغاء من النفوس والنصوص.

يقوم منطق الديمقراطية التوافقية في لبنان على إحترام التوازنات الداخلية للعملية السياسية التي أفرزتها الإنتخابات التشريعية على إعتبارات طائفية وبالتالي فإن الشرعية التي تنبثق عن إنتخابات برلمانية تحدد المسار العام لقدرة التمثيل الشعبي القائم في أي محاولة سياسية تحفظ منطق التوازنات الحساسة.

ما حدث في لبنان من هرطقة ديمقراطية تمترست خلف الدستور أصابت الجسد التوافقي بجراح بالغة الخطورة وساهمت إلى حد بعيد في خلط الأوراق الطائفية والمذهبية المقيتة وإعادة الفتنة إلى الواجهة من جديد إلا أن الصورة تحمل في ثناياها وجوهاً متعددة للحيثية القائمة خلف الكواليس وضمن المطابخ السياسية السورية والإقليمية والدولية على قاعدة تقاطع المصالح المشتركة, قإسقاط الرئيس سعد الحريري بهذه الطريقة وتنصيب الرئيس نجيب ميقاتي في الربع الساعة الأخير طرح أسئلة متعددة عن دور سوري فرنسي بمباركة أمريكية وأقله عدم إعتراض سعودي لإقصاء الرئيس الحريري في الوقت الراهن وتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة في خطوة إستباقية تمنع إنزلاق الوضع في لبنان إلى التوتر الأمني والعسكري من قبل حزب الله تمهيداً لإدخاله ضمن الفلك الإيراني المباشر وبالتالي فإن اللون السياسي الواحد ضمن السلطة القادمة وإبتعاد فريق الرابع عشر من أذار عن أي مشاركة في الحكم يسحب ورقة التحرك العسكري والسيطرة الأمنية من يد حزب الله وحلفاءه على أن يتم إصدار القرار الظني قبل الإجتماع الأول في الحكومة المقبلة في خطوة إستباقية وبالتالي يبنى على الشيئ مقتضاه.

إن الغرب وعلى رأسه فرنسا والولايات المتحدة أدخل تغييراً جذرياً على طريقة التعاطي في المسألة الإيرانية ما شكل إنعطافة سياسية هائلة تجاه العاصمة السورية دمشق بإعتبار أن إيران تسير في إتجاهين متلاصقين لا يقل أحدهما أهمية عن الأخر فالملف النووي الإيراني بات يُشكل أزمة عالمية يسعى المجتمع الدولي إلى تفكيك أواصرها وفرملة سرعتها ضمن خطة عمل مشتركة لم ترسو حتى الساعة على بنود محددة للمواجهة الحتمية, إلا أن الإتجاه الملاصق الذي إعتمدته طهران عبر فرض نفوذها السياسي على المنطقة برمتها قلب الطاولة على الجميع وشكل رافعة كبرى لملفها النووي ولقدرتها التفاوضية من موقع القوة والقدرة, ما حتّم على الغرب إعادة حساباته تجاه سوريا مُعتبراً أن التوسع الإيراني الكبير في منطقة الشرق الأوسط يعادل في شكله ومضمونه خطورة إقتناء القنبلة النووية.

تعتبر سوريا اللاعب الأكبر والأبرز على الساحة اللبنانية والإقليمية, ويُجمع المراقبون على توصيف سياستها الناعمة والرشيقة تجاه الوضع اللبناني بالسياسة العبقرية, فهي تدرك جيداً أن المنصة اللبنانية الداعية للحرية والسيادة والإستقلال تشكل تهديداً صارخاً للأمن القومي السوري وبالتالي فإن أي تغيير في التوازنات الداخلية اللبنانية لا يتماشى مع النظرة السورية لمسار الأمور يُشكل إستفزازاً قومياً لها على صعيد نفوذها ضمن المعادلة اللبنانية ويتطلب تغييراً حاسماً في طريقة التعاطي مع الواقع القائم, ولكن وفي الجهة المقابلة ترى دمشق أن التوسع الإيراني الهائل في المنطقة وتعاظم نفوذها من المحيط إلى الخليج, لا سيما في فلسطين والعراق ولبنان, يُشكل تهديداً وحصاراً أكبر, ما يفرض تحركاً سريعاً ومدروساً على الساحة اللبنانية الداخلية, وتأتي الخطوات المتلاحقة من إسقاط الحكومة إلى تكليف الرئيس ميقاتي في سياق التحضير للمعركة ونصب الأفخاخ, على أن يدخل حزب الله حيّز الإستهداف بعد صدور القرار الإتهامي المرتقب, وحينها سيصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم ..!!



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- وزير السياحة والآثار المصري: المتحف المصري الكبير يستعد لحفل ...
- ماكرون يشرف على مؤتمر بباريس لتشجيع الباحثين الأجانب لاختيار ...
- مقتدى الصدر يطالب بالسماح لعامة الناس بأداء الحج دون حصص أو ...
- نيودلهي: مودي وبوتين بحثا هجوم باهالغام الإرهابي
- بوغالي: مقر الاتحاد البرلماني العربي الدائم سيبقى في دمشق
- تحرير دونباس والحرب الوطنية..مآثر مشتركة
- الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط منتصف مايو
- الشرع في العراق: خطوة نحو المصالحة أم مغامرة محفوفة بالمخاطر ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يوافق على خطة تشمل -احتلال- قطاع غز ...
- تصعيد جوي بين موسكو وكييف: إسقاط عشرات المسيّرات وتبادل للهج ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم