أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - زكية خيرهم الشنقيطي - رواية المجتمع















المزيد.....

رواية المجتمع


زكية خيرهم الشنقيطي

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 07:14
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


رواية نهاية سري الخطير

وتستمر الفحولة التي لا تعرف الكهولة في ورطة الإنسان العربي

لا أدري لماذا بادرتني قصة افلاطون مع الفيلسوف ديوجنيس فيما انا احاول فتح نهاية روايتي "سري الخطير" وكأنني لفرط احساسي بتعقيد ما انا مقدمة عليه احتاج الى لغة الفلاسفة وعقول كبار الحكماء..نقول القصة :التقى افلاطون ذات يوم بالفيلسوف ديوجنيس وهو يغسل بعض الأعشاب بالماء. فقال أفلاطون لديوجينيس "لو أنك تودّدت لديونيسيوس (الملك) لما كنت تغسل الأعشاب الآن. فردّ عليه ديوجينيس قائلا "ولو أنّك كنت تغسل الأعشاب لما كنت مضطرا للتودّد إلى ديونيسيوس. كما يتردّد أن ديوجينيسيس كان مستلقيا ذات يوم على شاطئ البحر، وأثناء استلقائه على رمال الشاطئ مرّ به ابن الملك الأمير (أي الإسكندر) وسأل وهو فوق صهوة حصانه الفيلسوف ديوجينيس (أيها الفيلسوف الحكيم، ماذا تطلب مني؟) فردّ عليه الفيلسوف قائلا : (ألا تحجب الشمس عني.)
فمن روح الفيلسوف ديوجنيس وإلى كل روح لا تقبل القيود ولا سجن الموروثات الفكرية المتخلفة والاوضاع المتشابكة الخانقة ولا تقبل سجن الفزع والجزع من الحداثة والمعاصرة والحرية ، ومشاركة المرأة في المجتمع بحجة التخوف على خصائصنا الثقافية خصوصا التي تتعلق بشرف المرأة ودورها في المجتمع. .. من روح الفيلسوف الى ارواح الاحرار جميعا تسري معاني الكرامة والعزة وعدم القبول بالتضليل والظلم..نقول هذا فيما تصدمنا مقولات فجة لا تأمل فيها ولا بحث عن مصلحة الانسان.. تصدمنا مقولات من شبيه:
- المرأة درتنا المصونة، اللؤلؤة المكنونة، هي الأم، أغلى شيء، هي الزوجة، البنت، الأخت، العمة الخالة. هي الفاضلة الكريمة العفيفة التي تمثل نصف المجتمع، هي المجتمع كاملا، هي مجتمع بأسره. هي أغلى من الذهب، لذلك يجب حفظها بعيدا عن الأعين حتى لا تمد لها يد فاسق.

وهنا أستحضر قولة للمفكر طارق حجي ، يذكرها في الكثير من كتبه : " نحن نطلب من المرأة أن تختبئ حفاظا على نفسها، على شرفها وهذا جيد، ولكن لا نسأل الثعاليب أن تتصرف بسلوك حسن ". نحن نتحدّث عن شرف المرأة ووجوب صون أخلاقها ولا نتحدّث ونركز عن من يكون السبب في ضياع شرفها.

وفي القسمة الاجتماعية غير العادلة يصبح الرجل مطالبا بمعاشرة المرأة بالتي احسن ، وأن يعطيها حقوقها المالية وما تحتاج إليه في معيشتها. أن يرفعها إلى مستواها الطبيعي كزوجة وأم مربية، أن يتجنب أذاها أو إهانتها، وجرح كرامتها بالقول أو الفعل، وأن يحسن تأديبها إذا نشزت أو عصته أو أخطأت قولا أوفعلا. أما الر جل فلا شئ يترتب عليه ان اساء التعامل فهو لانشوز له ولا خطأ منه . لأنه ليس ناقصا عقلا ودينا كالمرأة. هو فقط يعدد الزوجات ، وله الحق أيضا في ملكات الأيمان.

ويتم تفسير للعلاقة بينهما على اعتبار أنه يعاشرها بالقدر الذي يصونها من الوقوع في المعصية والإثم. ويعدل بينها وبين ضرتها. وهذا في ارقى صور العلاقة بينه وامراته.. وكنت أتساءل منذ صغري، كيف يمكن لرجل له زوجتين أو أربعة أن يعدل بينهن في كل شيء وحتى لا يقعن في المعصية. وفي هذه الثقافة يتم ترويج مقولة: كل رجل عظيم وراءه امرأة" لكن لانلتفت الى حياتنا ومجتمعاتنا لنرى ان كل فتاة أضاعت شرفها أو أنتهت في بيوت الماخور أو أنتهت في عالم المخدرات كان وراءها رجل.

ومن باب التميز المخل بالتوازن الانساني ان تصبح المراة فقط متلقية تابعة كان لاعقل لها ولا مبادرة ولا حرية اختيار وهنا نرى انه من باب مسئوليات الذكر في مجتمعاتنا نحو المراة أن يعلمها أحكام وتعاليم الدين وما تحتاج من أمور دنياها ودينها طبعا التعاليم التي تعزز سلطانه وحضوره وتمسح عناصر انسانيتها. وانا أتساءل كم من رجل في أمتنا العربية يعرف تعاليم الدين والدنيا حتى يعلّم ذلك لزوجته؟

أن يمسكها بمعروف إذا كان راغبا فيها أو يسرحها بإحسان إذا كره معاشرتها..طبعا هنا تفرغ المصطلحات من معانيها حيث لايعرف احدهم معنى المعروف او الاحسان . وهي لاتستطيع رفضه، فله ان يجبرها على بيت الطاعة. ا وان يسرحها وهنا نرى كم هي المصيبة إن كانت من غير شهادة وسرحها بإحسان!! فمآلها الضياع في المجتمع الذي سيبتلعها بوحشية هي وأبناءها المتشردين.

في الوقت الذي قنن فيه الرجل حياة المرأة وحدّد مكانتها في البيت لتربية الاطفال، بحكم أنها نصف المجتمع، والحرم المصون الجوهرة الغالية، قنّن الرجل لنفسه ولإشباع نزواته عشرات من أنواع الزواج: زواج المسيار، والمسفار، والمصياف والسياحي والعرفي، وغيره. بينما هناك من من الرجال من يمنع استعمال الانترنيت في بيته خوفا من سوء طوية المرأة. وإن كان لابد من ذلك فلابد من محرم. كل ذلك حفاظا على الشرف المزعوم.

مرّة رجع والدي من بلاد بعيدة حيث كان يعمل، وأخبرنا بأن أصحابه نصحوه بأن يتزوج زواج متعة مادام بعيدا من الأهل وليس هناك من يساعده في اعداد الطعام ويؤنسه. قلت له ان ذلك يا أبي من حقّك. ابتسم راضيا عن كلامي، واكملت حديثي. حتى أمي يا ابي من حقها أن تتزوج زواج متعة في غيابك. لانها تحتاج هي أيضا من يؤنسها ونحتاج نحن اطفالك من يساعدنا في واجباتنا الدراسية في غيابك. اختفت ابتسامته وتجهّم صارخا في ، أما أنا فلذت بالفرار من غضبه.

ان مواجهة الحقيقة الاجتماعية وعرضها على اوجهها لادراك ماهو اصيل فيها وما هو ترام الافهام المختلفة ..اين هي مصلحة الانسان فيها واين هي رغبات التسلط والافساد ..وللاسف اصبحت الحقيقة الاجتماعية شيئا مقدسا لايمكن المساس به ..يقول نيتشه في كتابه ما وراء الخير والشر، في فصل بعنوان"الروح الحر"،"إلى المؤمنين بالواقع، أيتها السذاجة المقدّسة، يا له من تبسيط وتزييف غريب يعيش فيه الإنسان! فما أن يفتح المرء عينيه يبصر هذه الأعجوبة حتى لا يعود للعجب من نهاية!

ولكم مثلا من عشرات الامثلة، لرجل دين، مفتي مصر الذي أجاز رتق البكارة للنساء اللواتي فقدن عذريتهن" لأي سبب كان" قبل الإقدام على الزواج، مؤكدا أن ذلك مباح شرعا لأن الدين الإسلامي يدعو إلى الستر، وأتساءل الم يكن من الواجب على فقهاء الإسلام وأصحاب الفتاوى مثل د. جمعة ان يصدروا فتاوي واحكام ضد ظلم الرجل وإغتصابه للمرأة وكم قرأنا عن ذكور ليسوا غرباء بل أخ وأب وخال كانوا وراء فقدان عذرية ابنته أو أخته أو أبنه عمه؟ كم من فتاة فقدت عذريتها في سجون المجتمع الكثيرة في مختلف أقطار أمتنا وفضلت الفتاة أن تبقى في سجنها حتى لا تلاحق من طرف أفراد عائلتها وتقتل، علما أنها ظلمت في السجون وانتهكت عذريتها هناك رغما عنها ، والطامة الكبرى أن نساء كثيرات أيضا يؤيدن هذه الخرافة للأسف..الم يكن مطلوبا من هؤلاء العلماء النهوض للدفاع عن المراة بالتصدي للوحوش من الرجال الذين يتعاملون مع المراة كأنها سلعة للتمتع.

أما الشيخ القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة حين سأله مقدم البرنامج عن رأيه في هذه العادة. يجيبه قائلا أن هذه العادة كانت منتشرة في الريف، لكن مع انتشار العلم والثقافة لم تعد موجودة، وبأنه سافر إلى الريف مرارا ولم يعد يراها. وبأن الاسلام ليس فيه عادات من هذا الشكل. المهم هو أن المجتمع الاسلامي مازال يحافظ على البكارة والعذرية ليس كالمجتمع الغربي الذي تكون فيه الفتاة تبلغ 15 سنة وعندها بوي فراند. فكل مجتمع يختلف في ثقافته وقيمه بناء على القيم المتوارثة. الشيخ القرضاوي وأمثاله من رجال الدين، لم يفعلوا شيئا للقضاء على جريمة الشرف، ويرون قيم المجتمع في حفظ البكارة، وماذا عن من يفض تلك البكارة، ماذا يقولون في ذلك؟ أو أن ممارسة الرجل الجنس لا تدخل في اطار قيم المجتمع؟ والسواح الذين يملأون فنادق دولنا ويتوفر لهم كل الموبقات من خمر وفتيات صغيرات عذروات لتلبية غرائزهم، ذلك ليس في أطار القيم ... من يعتبرون أنفسهم ولاة أمر في المجتمع ويفوضون أنفسهم كرجال دين، ينزوون في الأركان ويغزلون خيوط الروح وهم يعلمون جيّدا أن الحقّ الذي يتلفظون به خلف كلماتهم الأثيرة وتعاليمهم المفضلة وأحيانا خلف أنفسهم، لهي اكثر جدارة بالإطراء، فالأفضل لهم أن يروغوا جانبا! فالمجتمع من المحيط إلى الخليج، يتخبط في مستنقع كبير من الزيف والادعاء والتقاليد التي تعطّل نماء الروح وتفسد فطرة الإنسان. ما لا يفقهه بعض رجال أمتنا العربية أن العدالة هي التي تجمع الإنسان واي تهديد لتلك العدالة والعدل بين الناس رجالا ونساء يعرّض المجتمع بأكمله للخطر. كلّ إنسان يستحقّ أن يعامل باحترام. وان من يمارس العنف باسم الشرف والدفاع عنه يحصد مردوده، لأنه لا يدرك أن العنف لا يولّد إلا العنف وأن التمييز ضد حق المرأة التي هي نصف المجتمع، لن يجنوا به إلا جحيما هم كانوا ومازالوا سببه.

انني ناقشت ذلك بعمق في روايتي "سري الخطير" وهي نص مفتوح لقراءة أركيولوجية تستوجب التفكيك والحفر في طبقاتها التاريخية لماضينا وحاضرنا على السواء، كإشكالية علمية نفسية سيكولوجية للحوار المفيد والبنّاء. إن إثارة مسألة الشرف المزعوم الذي لا يتعدى حدود البكارة، موضوع حسّاس جدا وشديد التعقيد لدى اصحاب النظرة الضيقة. مازالت البكارة تعتبر حتى الآن عند الكثيرين أنها الشيء الصحيح. والرواية كانت بمثابة مرآة كاشفة للقراء أن يروا الحقيقة عارية امامهم متبرجة تنادي صارخة، انظروا واعرفوا وانتبهوا وعالجوا. مخاطبة الأب والفقيه والعم والخال والأخ أنّ أهمية ذلك السّر الذي تخشاه كل فتاة عربية في عالمنا العربي. حقيقة يعيشوها الناس ولا يحسّون بها .... حقيقة الظلم الذي يقع على المرأة ويعطل طاقتها وحرّيتها.


طقوس فرعون الجزار وآلهته العمياء
إن روح المعاناة وأصلها الذي تحرك في غالية بطلة الرواية ، هو عملية الختان التي أجريت لها، فشعرت غالية بالظلم الذي وقع عليها كأنثى، وظلت عمرا بأكمله تتساءل " لماذا يستأصلون عضوا في جسم الانسان خلقه الله" تقول غالية مخاطبة اختها سلمى:
"وأنا أتذكر في وهم طفولتي الممتدة ما بين فتحات رجليّ إلى أن أصبحتا فخدين عريضين كبيرين. عندما فتحت أرجلي على امتداد الحياة لأول مرة وأنا قطعة من لحم أبيض وكيف لا أتخيل طفولتي في يومها الأول أو ساعاتها الأولى عندما انتزعتني القابلة من بطن أمي وأنا أصرخ للحياة التي أجهضت أجنحتي الطرية والقابلة تضحك وتدوزن مراحل حياتي المقبلة. سمعتها وأنا أتحسس جسد أمي وعمري ثلاث دقائق. كانت تقول لأمي إن ابنتك ولدت مفتوحة الفخذين وفتَحََت فخذيّ فعلا وأنا عمري سبعة أعوام للمرة الثانية. ثلاث من النساء الغلاظ، واحدة تمسك بيدي والأخرى برجليّ والثالثة جاثمة على صدري وأنا أسترق السمع والبصر معا وكان يلهيني عن الاستراق بهرجة نساء وأطفال واحتفال... والقابلة تحمل موسى ثم مقصا وخيطا وإبرة وأدوات أخرى. وأنا أتلاعب بحلي من ذهب وبعض النقود وحلوى وحنة على يدي ورجلي ترتسم سوادا ممتدا في الماضي والحاضر، صرخت صرخة دوت لها أركان حياتي وأنا أرى قطعتين من لحم كانتا عندي وأخرى ذهبت إلى الأبد وذهبت معها أعصابي وأحاسيسي وبعد ذلك لم أر غير فتحة كأنها كوة في متاهات الزمن السحيق تتلون باللون الأحمر الداكن في عتمة خائبة. تلك المراسيم الغادرة كانت يوما طويلا في حياتي وأعدّ له من طقوس فرعون الجزار وآلهته العمياء وتوالت طقوس ثم طقوس ... سؤالي ... من يا ترى ينفض الغبار عن تلك الطقوس المتجمدة والمتعفنة في ذاكرتنا الخربة، وكانت خيبة الآخرين هي الأكثر انهزاما دون مسميات. حتما سوف أنزف دما ... دم يحيط بإطار لوحتي من الخارج وفي الداخل قارورة زيتها المنساب على فخذيّ اللذين لم يكونا يوما هزيلين. أتصبب عرقا ليستمتع الآخرون بلحظة أجمل وأنا أتعامل بالتسامح الأبله ... هل هي مشيئة الأقدار؟؟؟ هل سوف أفتح أفخاذي بعد أن طالت رجلاي لأرسم خيوط معركة مرسومة منذ زمن، تشوهت فيها المعالم والجدران وكلّ الأسطح النموذجية والمحيط البناء وذكرياتي وطفولتي العالقة في قطعتين من لحم سمراوين وأنا أتساءل هل كانتا عبئا ثقيلا عليهم أم عليّ ...؟ كما أنّ فنجان قهوة مقلوبا على أمره فلبس على رأسه، لا يقول شيئا غير شعارات مكتوبة بحبر مغشوش حتى إذا ما طلعت عليه شمس الحقيقة تبخر وتلاشى وتبقى جدرانها تذكر بأن هنالك كتابات لا نعرف معناها ولا نستحضر حروفها الأبجدية. ما زلت في غرفتي أنتحب وأندب حظي في عتمة من الحزن وروحي أشلاء مبعثرة تهوي تحت رحمة اللعنة الفرعونية." إنهم يريدون أن يعدّلوا
ما خلق الله، فيا ليتهم قطعوا لساني أيضا لكي لا أتكلم وبتروا قدمي لكي لا أمشي وقلعوا عينيّ لكي لا أرى. يا ليتهم قتلوني ليقولوا قتلناها لأنها لا تستحق العيش.

تعقيدات المجتمع الإنساني، أين الهروب؟
خرجت غالية من مجتمع محافظ إلى آخر غربي متحرّر على أنه الخلاص النهائي والحرية التي كانت تحلم بها، فوجدت مشاكل من نوع اخر لها تعقيداتها ومرجعياتها. تقول غالية:
". كنت أنظر إلى تمثال الحرية من الشرفة، رفعت يدي وكأنني أريد أن أصافحه ... وأخيرا وصلت إليك أيتها الحرية...وأخيرا ساعدتني السماء أن أخرج إليك كخروج الأميرة من سجنها، تاركة خلفي الحلي والحلل والخدم والحشم، تاركة أهلي وعشيرتي. رفعت عيني أنظر إلى المياه التي تحيط بتمثال الحرية. التفت يمنة ويسرة، طوابق من غرف زجاجية واسعة، بعضها يفضي إلى الآخر، أستغرب اتساعها وكبر حجمها، مملوءة بأشياء لا تعد ولا تحصى، أشياء خارقة الجمال، مثيرة بزخارفها ... عالم بعيد ... غريب ... رهيب ... عملاق ... مخيف. في الغرفة أريكة مرتفعة وسجادة مبثوثة ونمارق مصفوفة. حولت نظري مرة أخرى إلى الشارع، تجهمت وقطبت ما بين عيني، أتأمل ذلك النمط من الحياة وذلك الاختلاف والتفاوت بين مجتمعي وهذا المجتمع الذي طالما تشوقت لأعود إليه. جلت بعيني من ذلك المكان المرتفع الذي أقف فيه متأملة تلك الناطحات العملاقة وذلك التفنن في الترف. صراعات ، تناقضات اجتماعية، العنف، الارهاب اليومي، الاجرام، القتل، عمليات اغتصاب، وممارسات الشذوذ. هل هذا هو المجتمع الذي أريد العيش فيه؟ ماذا أريد وعن أي شيء أبحث؟ هل الحرية والاطمئنان هنا؟ هل حياة الاستقرار هنا؟ كم من مرة حلمت بهذا السفر... أصبح الحلم حقيقة لكنني لست سعيدة.


كانت غالية تعيش حالة حصار وشدّ بين الحنين إلى الأهل والوطن وحالة التعلّق بالحرية والاستفادة من الثقافة في الغرب. غالية وجدت مشاكلها لم تعد إقليمية، وجهوية، بل أكثر من ذلك، أنها كانت أمام مشاكل إنسانية.
هكذا تبدو الامور اكثر وضوحا..فاية لغة تستطيع ان تحيط بماساة الانسان ..فهو ان عاش في مجتمعه المهشم والمقيد لتقاليد غير مفهومة الا انها في مانة القداسة فانه يفقد حريته في ممارسة ان يعتقد مايريد ويتصرف ضمن الحق الانساني ما يعتقد..وهو ان فر الى الشمال حيث الحريات وتوفر الفرص فانه يعيش مشلات اثر تعقيدا ..وعندما يون الموضوع هو المرأة يكون المشهد ماساويا..
لم تكن غالية في روايتي الا متحدثة باسم مئات الالاف متجاوزة الجغرافيا والاديان وهي مفتوحة على كل الاحتملات.



#زكية_خيرهم_الشنقيطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين المفر ...؟
- انفصاليو المغرب وازدواجية مواقف بعض الأسبان
- من خلف الجدار
- زكية خيرهم الشنقيطي
- صدى من داخل زنزانة
- انطباعات وأوهام قصصية
- أسد يفترس صديقتي
- مسرحية من فصل واحد
- كل شيء أو لاشيء
- مسرحية أشباح
- شجرة الزقوم
- احتاج إلى طبيب نفسي
- انفصال
- صرخة المونش
- منتهى الرقة
- مسرحية محاكمة الحذاء العربي
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية مع الدكتور عبد الباسط البي ...
- صحراء جافة
- استطلاع حول قضية الصحراء المغربية - الدكتور عبدالخالق حسين
- ذات بدون هوية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - زكية خيرهم الشنقيطي - رواية المجتمع