أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا الشوك وحيدر علي الدليمي - الخليج العربي مركز للطاقة















المزيد.....


الخليج العربي مركز للطاقة


رضا الشوك وحيدر علي الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 16:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الخليج العربي مركز الطاقة

عن كتاب : عالم البترول وبترول العالم (سيصدر قريباً) لمؤلفيه
- رضا الشوك - دكتور في هندسة النفط
- حيدر علي الدليمي – دكتور في اقتصاد النفط

يمثل إنتاج منطقة الخليج العربي نسبة عاليه من الانتاج النفطي العالمي، وتكمن أهمية هذا الانتاج بأن نسبة عاليه منه تُصدّر الى الخارج وهذا يعكس بجلاء القيمة الاقتصاديه لمنطقة الخليج العربي في اقتصاديات الطاقة الدولية، واذا علمنا بان الولايات المتحدة الامريكية إستوردت حالياً أكثر من 50% من نفطها المستوررد من دول الاوبك، واليابان تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها النفطية وأكثر من 60% من إحتياجات أوربا وهذا يؤكد أهمية الانتاج النفطي الخليجي، وتبرز أهمية هذا الانتاج الذي يشكّل نسبة أكثر من 29.8 من الانتاج العالمي اليومي موزعاً على الشكل الآتي : -
نسبة الانتاج العالمي الدولة
8% السعودية
%4.4 العراق
%3.8 الكويت
%1.8 المنطقة المحايدة
%0.9 البحرين
%3.2 ابو ضبي
%1.6 دبي
%0.7 قطر
%0.5 سلطنة عُمان
%5.8 ايران
%29.8 المجموع


إن معظم إنتاج دول الخليج العربي يُصدّر للخارج كنفط الخام وهذا ناتج بفعل ضعف طاقة التكرير قياساً للعالم، وفي رأينا إن هذا ناتج بفعل سيطرة الشركات الاحتكاريه منذ إكتشاف النفط في هذه الدول والى فترة متأخره في القرن الماضي، ولا تقتصر أهمية الخليج النفطيه على الانتاج بل تتعداها الى ضخامة الاحتياطي المتواجد في باطن أراضيها، ويبلغ احتياطي النفط في الدول العربية المنتجه للبترول 65% من الاحتياط العالمي،بينما الاحتياطي للولايات المتحدة الامريكية يشكل 6%.
إن الانتاج الضخم والاحتياطي في دول الخليج العربي هو الذي شكّل موقع متميز في مجال الطاقة، وهو الذي يفسر لنا كل الصراعات للاستحواذ على نفطها والتلميح احياناً باحتلال منابع البترول في هذه المنطقه من قبل الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها، وبجانب الانتاج الغزير والاحتياطي الضخم فان نفط الخليج العربي يتميز بمميزات مهمة تجعله أفضل النفوط العالمية وذلك:
1- وجود الحقول العملاقة والمتميزة بغزارة الانتاج .
2- تكاليف الانتاج المنخفضة قياساً لتكاليف الاستخراج في العالم فمثلاً يكلف إنتاج البرميل في الخليج العربي 7 سنتات بينما يصل الى 2.29 دولار في امريكا .

النفوذ البريطاني في منطقة الخليج العربي:-
كان أول تطّلع بريطاني الى المنطقة في أوائل القرن السادس عشر لاهميتها الاستراتيجية باعتبارها أفضل الطرق التي توصلها الى مستعمراتها في الهند والشرق الاقصى، ولعبت شركة الهند الشرقيه في الخليج العربي دور فعالاً في هذا المجال متخذة من التجارة وسيلة لتحقيق هدف الوصول الى الخليج الذي ساعد بريطانيا في تحقيق هدفها هو تفوقها البحري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في المحيط الهندي والخليج العربي، وقامت بغزوات بحرية متكرره الى منطقة الخليج العربي متذرعة في ذلك باسباب متعدده، فمرة ًبادعاء محاربة القرصنه وتجارة الرقيق ومرة بالمحافظه على الوضع الراهن وتارة أخرى بمناصرة حليف لها وهكذا، وكانت عدن نقطة الوثوب البريطاني على الاطراف الشرقيه للوطن العربي ومن قاعدة (بريم) إتخذت بريطانيا مركز وثوب على جنوب الجزيره، كما أمّنت الطريق الى الهند وبعدها وجّهت بريطانيا أنظارها الى ميناء مسقط الميناء المهم القريب من الهند فأوفدت (حكومة الهند) البريطانيه (جون مالكوم) الى مسقط لتثبيت أقدامها فاجتمع بالسلطان وأرغمه على توقيع معاهدة سنة 1798 تنص على منع الفرنسيين والهولنديين من إقامة المراكز التجاريه لهم في مسقط، كما أبرمت إتفاقيه عن طريق شركة الهند الشرقيه مع سلطان مسقط منح الشركة بموجبها الحق باقامة مركز تجاري في (بندر عباس)، وبعد ذلك قامت بريطانيا في الهجوم على القواسم بالخليج وفرض الاتفاقيات الجائره عليه، ففي عام 1803 تمكنت من القضاء على قوة القواسم بالقرب من (قشم) وأجبرت شيخ القواسم (سلطان بن صقر) على توقيع إتفاقية تعهد فيها بارجاع كافة البضائع المصادره من السفن التابعه لشركة الهند الشرقيه، وتعهد بعدم التعرض لاية سفينه تحمل العلم البريطاني، ولكن القواسم عادوا لمحاربة الانكليز عام 1808 وطالبوا حكومة بومبي بدفع الضرائب لامارتهم (رأس الخيمة) مقابل منح الشركه حرية الملاحه والتجاره في الخليج وقد قبلت الشركه هذا الطلب، وإستمرت حالة السلم حتى عام 1814 التي أعقبها إرسال الانكليز حملة الى رأس الخيمة معقل القواسم تمكنت من تدمير الحصون وإرغام شيخ القواسم على توقيع معاهدة 1816 معهم يضاف لذلك توقيع الانكليز لمعاهدة جماعيه فرضت على شيوخ الخليج وسميت معاهدة الصلح لسنة 1820 وبعدها بادرت بريطانيا الى فرض إتفاقية جديده على شيوخ القواسم وبني ياس والنعيمي وال راشد في سنة 1834 نصت على تحريم أي إشتباك عربي في منطقة الخليج بين القبائل، كما وقعت معاهدة مع سلطان مسقط عام 1839 تنص على تنظيم العلاقات السياسيه والتجاريه بين البلدين ومكافحة تجارة الرقيق، وقد ختمت بريطانيا أعمالها التنظيميه لصالحها في الخليج العربي بفرض معاهدة على شيوخه سنة 1853 أطلقت عليها معاهدة السلام البحري الدائمه حيث إستقر لها الأمر في سلطنة مسقط وإمارات الساحل وأدخلت إمارة قطر تحت حمايتها ونفوذها ثم خضعت البحرين الى ذلك النفوذ ووقعت مع الشيخ (عيسى بن علي ال خليفه) إتفاقية عام 1880 ثم تلا ذلك توقيع اتفاقية بين الدولة العثمانيه والحكومة البريطانيه سنة 1913 نصت على أن يبقى الكويت تحت الحمايه البريطانيه ولا تتدخل الحكومة العثمانيه في شؤونه، وبذلك أصبحت بريطانيا المشرفة الوحيده على أمن المنطقة وسلامتها وإستطاعت أن تصفّي جميع الصراعات التي واجهتها في منطقة الخليج العربي ليصفو لها الجو لتركيز نفوذها على عموم منطقة الخليج العربي .
من خلال ما تقدم يمكننا التقدير ان سياسة بريطانيا في الخليج العربي تميّزت بكونها ستراتيجية إعتمدت الاساليب التاليه لتثبيت مصالحها :
1- الدخول عن طريق إنشاء شركات تجاريه واقامة المراكز التجاريه، فكان أول تطلع بريطاني للمنطقه في اوائل القرن السادس عشر حيث أسسوا علاقات تجاريه مع الهند وتبينوا أهمية عدن، وفي عام 1600 منحت الملكه (اليزابث الأولى) ترخيصها لشركة الهند الشرقيه بتأسيس مشروعات ومراكز تجاريه في عدن، وفي 1609 زارت سفينة بريطانيه عدن حاملة الرحاله التاجر (جون جوردين) .
2- إستخدام القوة باحتلال المناطق الحساسه في منطقة الخليج العربي ثم فرض اتفاقيات غير متكافئه مع شيوخ الامارات، وقد واجهت بريطانيا مقاومة السكان العرب أثناء سعيها لتثبيت نفوذها في المنطقه .
إن سياسة الانسحاب البريطاني من شرق السويس في موعد لا يتجاوز عام 1971 وإن المبررات التي إستندت عليها الحكومة البريطانيه يعود الى الصعوبات الاقتصاديه التي بدأت تواجها بريطانيا، ولكن على ما يبدو إن المنافس الجديد في منطقة الخليج العربي هو أمريكا، ففي العقد الثالث من القرن التاسع عشر أحدثت الولايات المتحدة الامريكيه إتصالا ثقافياً وتجارياً بعد نجاحها بتوقيع معاهدة (موده) وتجارة مع سلطان مسقط سنة 1833 تمنح المرور والاقامه لرعايا أمريكا في مسقط كما يتيح إرسال الممثلين التجاريين الى مسقط، وتضمنت المعاهده منح رعايا أمريكا رخصة الدخول الى أي منطقة كانت من المناطق التابعة للسلطان (جاه بن السيد سلطان) حامي مسقط من أجل البيع والشراء ويحق للرئيس الامريكي من تعيين وكيل له لدى السلطان .
ورغم كثرة المصالح البريطانيه في منطقة الخليج العربي الا إنها بدأت تشعر إن منافساً قوياً بدأ يشاركها مصالحها في المنطقه وهي عاجزة عن مواجهة نفوذه، لهذا فضّلت التراجع المصلحي أمام الاحتكارات الامريكيه والسماح لها بالدخول كطرف متمم في المنطقه وليس كطرف منازع وهذا التراجع يمثل مصلحة ذات منطقين :
1 - إنها أرادت إستغلال شريك قوي وليس لها القدرة على الوقوف بوجه طموحه.
2 - تأييد ما يبدو عليها من إختلافات آنيه أطلق عليها بالتنافس الودي بين مصالح انكلترا وأمريكا.

وقد إعتمدت السياسة الامريكيه استراتيجية جديده تعتمد على مايلي :
1 - إسلوب السيطرة الاقتصاديه سبيلاً للنفوذ السياسي، فقد إصبح في مقدمة الدوافع بترول المنطقه وأهميتها الاقتصاديه والعسكريه .
2 - سياسة الباب المفتوح في سياستها الاقتصادية من أجل السيطره على منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها منطقة الخليج العربي .
إن التوجه الامريكي نحو شبه الجزيرة العربيه ظهر واضحاً منذ عام 1924 بفعل ثلاث عوامل:
1- خروج أمريكا عن عزلتها في مبدأ (مونرو) وإشتراكها في مفاوضات معاهدة (فرساي) .
2- إعلان (ويلسن) سياسته في النقاط الاربعة عشر وعلى أثرها إزداد نشاطها الدولي في المجالين السياسي والاقتصادي .
3- تناقص الاحتياطي النفطي الامريكي مما دفعها الى البحث عن مصادر جديدة للبترول خارج حدودها .
إن الاسباب الواردة أعلاه دفع السياسة الامريكيه لزيادة استثماراتها في منطقة الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج، ولهذا نرى المهندسون الامريكيون بدأوا عام 1928 بالبحث عن البترول متخذين المملكة العربية السعوديه نقطة إنطلاق لنفوذهم في الخليج لجملة إعتبارات :
1 - إن منطقة الاحساء الغنية بالبترول لم تكن مشموله باتفاقية (الخط الاحمر) الموقعة عليها الشركات البتروليه والتي تمنع بموجبها عقد إتفاقيات ثنائيه بين الشركات والدول المنتجة للبترول .
2 - كانت شركة "ستاندرأويل أوف كاليفورنيا" التي حصلت على إمتياز التنقيب عن البترول في البحرين غير موقعة على إتفاقية (الخط الاحمر) ولهذا كانت حرة في تعاقدها مع السعودية في إستثمار البترول ومن دون عراقيل للشركات النفطيه .
3 - شجعوا (إبن سعود) عام 1927 في المطالبة بالغاء معاهدة عام 1915 مع انكلترا والتي لا يحق له بموجبها أن يبيع أو يؤجر أو يرهن أي قسم من أراضيه، وفعلاً نجح إبن سعود في الغاء الاتفاقيه، وبذلك أصبحت السعوديه مفتوحة للاحتكارات الامريكيه .
4 - إستغلال أمريكا أخطاء السياسة البريطانيه وسوء تقديرها لثروة المملكة العربية السعودية وفشل التكنيك الفني البريطاني "كانت بريطانيا تتصور ان المنطقة خالية من البترول " ونشاط السياسة الامريكية بدفع من شركات النفط الاحتكارية أفقد بريطانيا نفوذها في السعوديه .
نتيجة لكل ما تقدم إستطاعت أمريكا في 29 أيار 1923 من توقيع إمتياز التنقيب عن البترول للشركة الامريكيه المعروفة الآن بـ (أرآمكو) والتي عملت بتخطيط وتوجيه السياسة الامريكيه، وإعتبار كل ما هو صالح للشركه يجب أن يكون صالحاً لامريكا، وهناك عوامل ظهرت بعد الحرب العالمية الثانيه أدت الى توسيع النفوذ الامريكي وتراجع النفوذ البريطاني .
النفوذ الفرنسي :
بدأ تسابق فرنسا الى إكتساب النفوذ السياسي والعسكري بعد قيام الثورة الفرنسيه غير إنها إصطدمت بسبب ذلك ببريطانيا فكانت فترة التصادم بينهما (إستمرت من عام 1793 حتى عام 1809 ) وقد تركز هذا الصراع على ثلاث مناطق (مسقط وفارس وولاية بغداد) وقد كان الصراع الانكليزي - الفرنسي قد بدأ حال تأسيس مقر لشركة "الهند الشرقيه الفرنسيه" في مدينة (بوند شيري) في الهند التي جاءت متأخرة مائة سنه عن شركة "الهند الشرقيه الانكليزيه" وقد أدى الصراع الى وقوع حرب السبع سنوات بينهما في أوربا والتي نشبت عام 1756 والتي خرجت فرنسا خاسره في الحرب وإنهاء النفوذ الفرنسي في الهند لتلك الفتره، غير إن إنهاء تلك الحرب بمعاهدة (باريس) سنة 1763 والتي أعيدت بموجبها الممتلكات الفرنسيه، فانها لم تستطع الصمود أمام النفوذ الانكليزي طويلا، ً وتبدلت في سنة 1795 السياسة الانكليزية حيث تحولت سياسة الهند الشرقيه - الانكليزيه من الناحية التجاريه الى الناحية الاستعماريه، ولقد كان (نابليون) أخطر منافس لانكلترا وحينما إحتل مصر أخذ من هناك يبعث رسائله الى بعض الامراء العرب في الخليج العربي وبعض رؤساء الهنود ومن تلك الرسائل رسالته المشهوره الى سلطان مسقط ، والتي لم يستلمها لتعرض الانكليز لها كما عمد (نابليون) الى الاتصال بقيصر روسيا سنة 1800 عندما فكّر بغزو الهند، غير إن ذلك لم يتحقق لمرض القيصر ووفاته ولكن جميع هذه الخطط لم تثمر، بينما عملت بريطانيا على إرسال أحد موظفي شركتها من الفرس وهو ( مهدي علي خان ) للتفاوض مع سلطان مسقط لغرض عقد إتفاق معه، ووقع فعلاً في عام 1798 والذي شمل تقليص النفوذ الفرنسي في هذه المنطقه، وقد حاولت فرنسا إنتهاز صلح (اميان) المعقود مع انكلترا عام 1802 لتمد نفوذها الى مسقط ولكنها لم تنجح وبمجيء (سعيد بن سلطان) كحاكم لمسقط دخل مع فرنسا في معاهدة 1807 والتي رجحت فرنسا على بريطانيا في السلطنه، غير إنها رفضتها لعدم تحقيقها الحصار الاقتصادي على بريطانيا .
ولقد هدأ الصراع بين فرنسا وانكلترا على مسقط بعد أن توصل الطرفان الى تصريح سنة1862 (والذي تعهدت فيه باحترام استقلال مسقط وتمتعها بمركز متكافئ فيها لكن كلتا الدولتين تكيد الواحدة بالاخرى شراً وتحاول جذب العناصر الداخليه) .
إن الفرنسيون لم يدخروا وسعاً في منافسة انكلترا على منطقة الخليج العربي حيث عملوا على إشعال الشعور العدائي ضدها لكنها لم تنجح بالنهايه أمام النفوذ البريطاني ففشلت بذلك مساعيها وذلك بحكم إرتباط حكام الخليج بالمعاهدات المانعة الابديه مع بريطانيا، وحينما ظهر النفط في منطقة الخليج العربي كان لفرنسا دور محدود في هذا المجال قياساً الى دور بريطانيا، وقد أسهمت فرنسا بنسبة راس مال شركة "تطوير بترول الساحل المهادن" التي أسست عام 1936 والتي أُبدل اسمها عام 1962 الى "شركة نفط ابو ظبي المحدودة" وتساهم شركة النفط الفرنسية بنسبة الثلث في شركة مناطق ابو ظبي البحريه وبنسبة 16% من شركة مناطق دبي البحرية المحدوده، وفيما يخص سلطنة عُمان تساهم شركة البترول الفرنسيه بنسبة 10% من أسهم شركة "تطوير بترول عُمان" وفي قطر تساهم فرنسا بنسبة 75.23% من أسهم شركة "نفط قطر"، وعلى الرغم من المجهودات التي بذلتها فرنسا للدخول الى نفط الخليج الا إنها لم تستطع أن تساهم بأكثر من 5.6% من مجموع نفطه المستخرج عام 1958 . ويمكننا القول بان إهتمام اليابان بالخليج العربي جاء في مطلع الخمسينات وذلك حينما احتل جزء من العالم مكانة مرموقه في الانتاج النفطي وقبل هذا التاريخ لم يكن لليابان إهتمام عملي جاد بمنطقة الخليج العربي وفي تقديرنا إن هذا الاهتمام يعود الى عدة أسباب منها :-
1 - لم يكن الخليج العربي يسهم في الانتاج النفطي في مرحلة الاربعينيات بنسبة كبيرة ولم تكن حقوله النفطية العملاقه قد اكتشفت آنذاك .
2 - تمكّن بريطانيا من وضع معظم منطقة الخليج العربي تحت حمايتها ولا يحق لغير الشركات الانكليزيه أن تحصل على إمتياز نفطي وحتى الشركات الامريكيه دخلت المنطقة متاخره تقريباً .
3 - كانت اليابان قد خرجت من الحرب العالمية الثانيه فانصرفت الى إصلاح أوضاعها الداخلية وإعادة بناء ما تهدم نتيجة الحرب، حينما ظهرت شركة النفط المستقله على مسرح عالم البترول لتكسر طوق إحتكار الكارتل العالمي، بدأت بعض المصالح اليابانيه في تأسيس شركات نفطيه من أجل الكشف والتنقيب عن البترول في داخل البلاد وخارجها وشجعتها الحكومة اليابانيه في هذا المجال ودعمتها لان نجاحها سيوفر إحتياجات اليابان من النفط بطرق أكثر استقراراً وضماناً ولذلك كان من الطبيعي أن تتجه الشركات النفطيه اليابانيه الى منطقة الخليج العربي لتوفير كميات كبيره من النفط وتقربها النسي من اليابان وكانت أول اتفاقية نفطية يابانيه تلك التي وقعت بين الكويت والسعودية من جهة واليابان من جهة أخرى عام 1958 .
وقد تبع هذا النشاط النفطي الياباني في الخليج العربي تحوّل هائل في الأسواق النفطيه بحيث أصبحت السوق اليابانية تستهلك قدراً كبيراً من نفط الخليج بعد أن كان يذهب الى سوق أوربا .
إن إهتمام اليابان بمنطقة الخليج يبدو لنا واضحاً من تزايد الشركات النفطيه فيها ومحاولتها للحصول على إمتيازات للتنقيب والبحث عن النفط بشروط مغريه وبناءً على ذلك زادت إستثمارات اليابان في الشركات النفطية العامله في الخليج حتى أصبحت تنافس إستثمارات الشركات العالميه الاخرى التي سبقتها في هذا المضمار، ويبدو إن روابط اليابان النفطيه في الخليج تتركز بشكل قوي في ابو ظبي حيث بدأت هذه الروابط منذ عام 1968 حيث تعمل شركة (زيت ابو ظبي اليابانيه) منذ ذلك التاريخ .
لم تقتصر إهتمامات اليابان على الطاقة في منطقة الخليج العربي بل عمدت الى تطوير علاقتها التجاريه، اذ تعتبر منطقة الخليج العربي سوقاً استهلاكية واسعه للبضائع اليابانيه حتى إحتلت المركز الأول في قائمة الدول المصدرة لهذه الاقطار بعد أن كانت بريطانيا وأمريكا تتنافسان على هذا المركز.
إن سبب تطّلع اليابان لمنطقة الخليج العربي هو حاجتها الى الطاقة، فهي تعتمد على أكثر من 85% من إستيرادات نفوطها من منطقة الخليج العربي وهذا يعني إستمرار مركزها الاقتصادي الدولي يعتمد بالدرجة الاولى والاساسية على هذه المنطقه من العالم وحكم التغيرات الدوليه وبروز الصين على المسرح الدولي خاصة بعد قبولها في عضوية الامم المتحدة ودخولها المجال النووي وتطوير اقتصادها وصناعتها وحكم طموحها يأتي من التطلع الصيني لمنطقة الشرق الاوسط خاصة في الخليج العربي، وفي تقرير لها إعتمدت الوسائل والأساليب التاليه :-
1- توثيق علاقاتها الدبلوماسيه مع دول المنطقه .
2- تقديم المساعدات والقروض لدول المنطقه .
3- عقد إتفاقات تجاريه واقتصاديه لايجاد أسواق لبضائعها .
إن علاقات الصين حديثة عهد ولا يمكن باي حال قياسها بالعلاقات الدوليه للدول الاخرى في هذه المنطقه، حيث إن القوى الدوليه لم تعد تأخذ في الاعتبار سوى مسألة النفط وسلامة التمّون به ورغم الخلافات السياسية الايديولوجيه القائمة في المنطقه، يبدو إن النفط مهما بدت هذه الفكرة متناقضه كعامل إلتقاء وتوحيد بين القوى المحليه، فالنفط لا يشكّل في الواقع عنصراً حاسماً في تطوير النزاعات القديمه التي كانت تهز المنطقه قبل أزمة 1973 فقد كانت ردة الدول الصناعيه وخاصة الولايات المتحدة الامريكية هو إنتقال من فرضية التدخل العسكري المباشر في الخليج العربي التي راودتها لفترة من الزمن الى السعي من أجل الاستقرار الذي هو في صالح الجميع .



#رضا_الشوك_وحيدر_علي_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقع بترول الشرق الاوسط في السياسة الدولية


المزيد.....




- العراق: تمديد خفض إنتاج النفط يرجع لـ أوبك
- كاميرون: حظر صادرات الأسلحة البريطانية لإسرائيل قد يزيد من ق ...
- كوريا الجنوبية تدعم صناعة الرقائق بأكثر من 7 مليارات دولار
- قطر للطاقة تستحوذ على حصة بمنطقتين استكشافيتين في مصر
- الإمارات.. دبي تطلق -فيزا دبي للألعاب الإلكترونية-
- لدعم صناعة الرقائق.. حزمة تمويل كورية تتخطى 7 مليارات دولار ...
- التأشيرة الموحدة.. نقلة نوعية مرتقبة للسفر في منطقة الخليج
- الأردن يخاطب العراق لتمديد مذكرة تفاهم لشراء النفط
- شركات صينية تفوز بالمزيد من العقود للتنقيب عن النفط بالعراق ...
- وزير النفط العراقي: خفض الإنتاج الطوعي يخضع لاتفاق دول أوبك ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رضا الشوك وحيدر علي الدليمي - الخليج العربي مركز للطاقة