مصطفى عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 16:01
المحور:
حقوق الانسان
سقط زين العابدين بن على ..خلع الرئيس الذى ظن انه سيموت على مقعده فجأة رداء السلطة مكرها مبعدا منبوذا بعد أن استيقظ الشعب فجأة ليقول انه الاول والأخير . وأن كلمته هى النافذة ، وصوته هو المسموع ، وأحلامه وتمنيات أبنائه أوامر لا تقبل المناقشة . قال الشعب أن تونس لا يمكن أن تسير فى طريق الديمقراطية وبن على يتربع على رأس السلطة . واضطر الرجل أن يغادر بعد أن حاول المقاومة بالعنف حينا وباللين حينا آخر دون جدوى .
ماأصعب لحظات السقوط . من أعلى قمة السلطة الى المنفى والعزلة ..لا خدم ولا حشم ، لا سلطان ولا هيلمان ولا صفوف انحناء ولا طوابير نفاق ، ولا طاعة عمياء لا تعى خطورة القرارات أو تحسب مصالح الشعوب . من صدارة المشهد السياسى الى الخارج المنبوذ حيث لا أضواء ولا صخب . وحيدا ، مبعدا ، مرفوضا ، مكروها حتى نهاية العمر .
تونس الخضراء .. فتاة المتوسط الفاتنة . مملكة الثقافة والجمال ، مختلط الحضارات ، حاضنة التاريخ ، حقل الزيتون ، غابة السنونو ،موطن الشعروالأدب ، ومدرسة ابن رشيق صاحب "يا ليل الصب متى غده" ، و منجبة الشابى مبدع " اذا الشعب يوما اراد الحياة " .
هذه البلد الجميلة قدمت درسا للطغاة والمستبدين وأحيت الأمل فى نفوس الباحثين عن الحرية . يمكن التغيير أذا صدق العزم وخلصت النوايا .
لا ضمانة للاستبداد فى البقاء فى السلطة مهما كانت سياج العسكر عالية ، ومهما كان القهر غالبا . . تذكروا شاه ايران ، واستعيدوا نهاية شاوشيسكو ، وراجعوا واقعة سلبودان ميسولوفتش ، واقرأوا تاريخ الثورات الكبرى .
الظلم لا يدوم . ودولة العدل هى الابقى ، ولا توجد شعوب مجبولة على الذل والخضوع الى الابد ، فالامم تتغير والشعوب تتطور والأوضاع تتبدل ويذهب الزبد جفاء ، ولا يمكث فى الارض الا ما ينفع الناس .
مصطفى عبيد
[email protected]
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟