حملة توريث حمال مبارك

مصطفى عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سنوات وسنوات وهو ينفى .. ويرفض .. ويستبعد .
يقول ما لا يحب ، ويلعب فى ملعب السياسة متحفظا ، ويتدخل فى شئون الدولة تدخلا غير مباشر .
ظل جمال مبارك سنوات طويلة وهو مطروح وغير مطروح .. مرغوب وغير مرغوب ... يقدم قدما ويؤخر أخرى على سلم السلطة ..
كان جمال يتحرك تحرك الطامح الحذر الذى يسعى الى القيادة على مهل . مرارا وتكرارا سمعناه يعتبر دوره مجرد مشاركة فى قيادة حزب سياسى حاكم يرغب فى تطويره وتحديثه وتجديده . وكثيرا ما قال جمال أنه لا يخطط للترشح لرئاسة الجمهورية ، وكثيرا ما ردد والده كلاما شبيه ذلك . لكن يبدو أن الكلام شىء والفعل شىء آخر .

لقد انطلقت الحملة لتوريث جمال مبارك وأمتلأت شوارع القاهرة وبعض المحافظات بملصقات التأييد ، وانتشرت على الفضاء الافتراضى مجموعات محبى جمال مبارك أمل التغيير . وقبل أيام خرج علينا الدكتور على الدين هلال القيادى فى الحزب الحاكم وأبرز اساتذة جمال مبارك ليؤكد لنا أن الحزب الوطنى لا علاقة له بحملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة . واشار استاذ جمال الى أن الحملة جاءت من سياسيين وكوادر خارج الحزب ، فى اشارة منه الى مجدى الكردى منسق الحملة وهو عضو بحزب التجمع عاش حياته على الهامش ولم يعرفه احد حتى أطلق حملته الغريبة .

وكلام الدكتور "هلال " طريف ومضحك اذ انه يفترض أن سذاجة الناس وطيبتها ستجعلها تصدق أن ترشيح جمال مبارك قادم من المعارضة ، وأن تصرف مجدى الكردى هو تصرف شخصى ناتج عن قناعة ذاتية لسياسى معارض رأى أن جمال هو الأنسب والأفضل لقيادة بلد مثل مصر .إن استاذ جمال يريدنا أن نقتنع أن مجدى الكردى الذى عاش عمره فقيرا معدما هبطت عليه ثروة من السماء فجأة وخشى أن يبددها فسارع واشترى ملصقات بأكثر من مائة الف جنيه ليخصصها للدعاية لنجل الرئيس !

هل من المنطقى أن يتحرك مجدى الكردى دون استئذان صاحب الشأن ؟ وإن كان صاحب الشأن رافضا أو ممتنعا - كما يحاولون اقناعنا - فلماذا ترك ملصقاته بشوارع القاهرة ؟ ولماذا لم تقم اجهزة الدولة بنزع تلك الملصقات ، بينما تم نزع ملصقات نشطاء واصلاحيين ومطالبين بالتغيير ؟ إن الدكتور على الدين هلال عالم كبير فى السياسة ويعلم كيف يتم توظيف وتوجيه بعض الحركات المعارضة لصالح نظام الحكم . لقد انطلقت مرحلة جس النبض وسيليها رسم قلب تفصيلى قبل اجراء عملية انتزاع الوطن .

مصطفى عبيد
[email protected]

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل