أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان














المزيد.....

سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشهد الأيام والأسابيع القليلة المُقبلة تحركات ولقاءات سياسية مكثفة ضمن مشاورات حساسة حول المستجدات في المنطقة لا سيما الوضع اللبناني الذي يتصدر أولويات جدول الأعمال لدى العديد من الدول المعنية, ويأتي اللقاء المرتقب على أهميته بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمريكي باراك أوباما ليفتح الوضع اللبناني برمته على مرحلة مفصلية ودقيقة, وبالتالي فإن الزيارات المكوكية لبعض القيادات اللبنانية إلى باريس مطلع الأسبوع القادم يأتي في إطار التشاور حول مسودة مشروع فرنسي تمت بلورته مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية, هذه المسودة تنطوي على بنود متعددة تدخل ضمن الحل المتكامل الذي تطرحه دمشق تحت سقف الأدلة القاطعة والدامغة بعيداً عن ما يسمى المسعى السوري – السعودي من جهة, وعن الرفض الإيراني المطلق لمنطق المحكمة الدولية من جهة إخرى, وربما شكل اللقاء الأخير للعماد ميشال عون والرئيس نبيه بري مع الرئيس ساركوزي فرصة للترغيب بالمشروع المقترح تمهيداً لصفقة سورية مدروسة على قاعدة أنهما الرابح الأكبر وأن أي خسارة سياسية مفترضة لحزب الله ستذهب إليهما معاً.
القيادة السورية تملك هامشاً كبيراً من المناورة داخل الساحة اللبنانية إلا أن التواجد والحضور الفعّال في المعادلات الداخلية أو الخارجية يتم على حساب حلفاءها بشكل أساسي وبالتالي فإن عودة دمشق للعب دورها المؤثر في التوازنات الداخلية اللبنانية يصطدم مباشرة بالتعاظم الكبير للدور الإيراني الذي يلعبه حزب الله ضمن الوضع اللبناني, ولهذا فإن المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب يُشكلان تقاطعاً مهماً بين السياسة السورية الجديدة (القلقة من التنامي الكبير للدور الإيراني في المنطقة ومن تعاظم حزب الله) من جهة, وإرادة المجتمع الدولي (القلق أيضاً من ملف إيران النووي وسياساتها المتطرفة, وهذا ما يُفسر إلى حد بعيد إعادة تعين سفير لأمريكا في سوريا بعد قطيعة طويلة) من جهة أخرى, ما يُعيد إلى الأذهان فترة الصراع الدموي بين حركة أمل والوجود الفلسطيني في لبنان, فحينما لمست القيادة السورية تعاظماً في دورالحركة ضمن الطائفة والوطن قامت بدفعها إلى دخول نزاعات خاسرة أدت إلى ضعفها وتراجع دورها وموقعها على المستوى الشيعي والوطني.
المشروع السوري المقترح للحل في لبنان يدخل في إطار إعادة السيطرة السياسية الناعمة للقيادة السورية على الوضع اللبناني مقابل تحجيم حزب الله والحد من التعاظم الهائل للدور الإيراني في لبنان والمنطقة (شكلت العودة الأخيرة للسيد مقتدى الصدر إلى النجف الأشرف دليلاً إضافياً يؤكد دخول العراق برمته ضمن الفلك الإيراني) وبالتالي فإن صدور القرار الظني بشكل مباغت تزامناً مع إستمرار المسعى السوري – السعودي القائم, ودخول الجيش اللبناني بشكل عملي لضبط الأمن والإستقرار بدعم مطلق من المؤسسات الشرعية اللبنانية والدولية سيشكلان مأزقاً كبيراً يحد من هامش الحركة العملية لحزب الله, يدعمه قرارٌ سياسي سوري لحلفاءها في لبنان بغية الإنكفاء عن المشاركة في أي تحرك عسكري أو أمني قد يُقدم عليه الحزب, وإعادة إحياء الورقة الفلسطينية عبر المظاهر المسلحة خارج المخيمات وداخلها لخلق توزان رعب ضمن المعادلة العسكرية (المستعصية على الجيش اللبناني) لصد أي تحرك عسكري مُفترض لحزب الله.
التصريح الأخير للرئيس الحريري في صحيفة الحياة يضع حداً لتفكير البعض في إمكانية قيامه بنسف المحكمة الدولية أو تفريغها من مضمونها, فعلى إعتبار أن المسعى السوري السعودي قد أنجز الإتفاق قبل مرض العاهل السعودي فلماذا لم يُطبق؟ وما هي بنوده؟ ولماذا يستمر المسعى رغم الإتفاق؟ ... جاء التصريح ليؤكد أن المسعى قائم بالفعل وأن الهدف منه لا يتجاوز (في شكله ومضمونه) تهدئة الأوضاع المحمومة في لبنان تمهيداً لصدور القرار الإتهامي المرتقب وبالتالي فإن المشهد اللبناني سيُفتح في الأيام والأسابيع القليلة المُقبلة على مرحلة جديدة من التطورات المتسارعة التي قد تحمل في ثناياها بعض الرسائل الدموية لمن يهمهم الأمر.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان