أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - صرعات جنونية














المزيد.....

صرعات جنونية


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرعات جنونية:

تظهر بين الحين والاخر صرعات غريبة تدل على ان الانسان مازال يفقد توازنه العقلي والمنطقي او لا يعير للتخطيط المستقبلي المتوازن اية اهمية خاصة اذا توفرت لديه المقدرة المالية الكبيرة التي يحتار في ايجاد منافذ جديدة للانفاق والاستهلاك تكون قادرة على استيعاب الوفرة المالية المتراكمة فيقوم بأيجاد طرق واساليب تخالف الشائع لاغراض مختلفة قد يكون من بينها اشباع الغرائز الذاتية المختلفة والتي من بينها جلب انظار الاخرين واهتمامهم...ومن بين تلك الظواهر الغريبة التي انتشرت في السنوات الاخيرة بصورة خاصة هي ظاهرة شراء الاندية الرياضية في الدول الغربية او الانفاق عليها لغرض الدعاية والاعلان من خلال كتابة اسم صاحب الاموال وهو غالبا مؤسسة تجارية على قمصان اللاعبين او في داخل الملاعب او حتى اطلاق الاسم على المنشئات الرياضية وقد كان مصدر الاغلبية من الخليج او من روسيا!...ومن الملاحظ ان تلك الاشياء لا تجلب اهتمام الجمهور بالقدر الذي يبرره حجم الانفاق الهائل لانه غالبا ما يكون متابعا للعبة اكثر من ان تثيره اعلانات ودعايات اضافية تضاف الى الكم الهائل الذي يراه ويسمعه ويقرأه في كل لحظة وفي كل مكان حتى في داخل غرفة نومه حتى اصبح من المستحيل عليه متابعتها او الاهتمام بها !هذا بالاضافة الى حالة الاستهزاء الموجودة لدى قطاعات واسعة في الغرب في رؤية بعض الاشخاص او المؤسسات التي تنتمي الى دول يعتبرونها اقل مستوى حضاري منها في ان تقوم بمثل تلك الاعمال التي يرونها دالة على حماقة وسفاهة اكثر منها عملا تجاريا يحضى بالعناية والاهتمام كمثل قيام البعض بتصرفات فردية حمقاء في دول يخضع الجميع لقوانينها الالزامية!.

واخر تلك الصرعات الجنونية،هي قيام مؤسسة قطر الخيرية بدفع اعلى مبلغ يدفع لحد الان الى نادي رياضي وهو نادي برشلونة الاسباني الذي يعاني كثيرا من جراء ازمته المالية المستعصية كغيره من الاندية الرياضية التي اصبح من النادر ان نجد منها بدون ديون! والمبلغ قدره 225 مليون دولار لمدة 5 اعوام ويضاف اليه سنويا مبلغ اضافي وقدره 5-7 مليون دولار في حالة الفوز بلقب الدوري الاسباني!!.

الغريب في الامر ان تلك المؤسسة خيرية وليست تجارية،كذلك فأن النادي المذكور يرفع اسم اليونسيف وهي احدى منظمات الامم المتحدة لرعاية الطفولة مجانا مع تبرع سنوي وقدره مليوني دولار وهو عمل يثير الانتباه والاحترام بلا شك!.

قد يكون الامر معقولا وان كان يعتبره البعض مثيرا للاشمئزاز والرفض عندما يقدم بعض الاثرياء وبخاصة الذين لا يفقهون في الرياضة ومعانيها السامية او قيام بعض الشركات التجارية على شراء النوادي الرياضية او الانفاق عليها لغرض الاعلان لان العائد قد يكون مجزيا او معوضا لكافة الخسائر بالرغم من ان الاعلان على تلك المسائل لا تثير الانتباه او الاهتمام بقدر الاعلان على بقية وسائل الاعلام الاخرى!... اما ان تقوم مؤسسة خيرية لا تهدف للربح من عملها بالاعلان بهذه الطريقة والتي لا تفيد المؤسسة اصلا...لا من ناحية جلب متبرعين جدد او حتى جلب اهتمام الجمهور فأن الامر برمته يبقى محيرا في التفسير المعقول الذي يجعل تلك المؤسسة قادرة على اعطائه للمتبرعين لها او لمالكها وهي حكومة قطر! التي من المفروض ان تكون حريصة على مصالح شعبها...

مجالات صرف المؤسسات الخيرية غير محدودة من خلال انتشار الفقر والمجاعة والامراض في اغلب بقاع الارض مع وجود عدد هائل من المحتاجين،ولا توجد انقى وافضل واروع دعاية سوى عن طريق بذل الجهود المخلصة لمساعدة اكبر عدد من المحتاجين في مختلف بقاع الارض،اما ان اقوم بتلك العملية الغريبة من الانفاق الغير عقلاني في بلد يحرم النقد على مواطنيه فأن الامر برمته يصبح شاذا ويستدعي الوقوف عنده من قبل الاخرين!...امامنا الان للمقارنة عدد كبير من المؤسسات الخيرية في الغرب والتي يمتلك بعضها مثل مؤسسة بيل غيتس الخيرية اصولا مالية ضخمة جدا وتقوم بمختلف النشاطات الخيرية في داخل بلادها او خارجها ولم نرى ايا منها ان قامت بمثل ذلك العمل من قبل بل تركز الجهود على صرف الاموال بعقلانية بغية احترام جهود المتبرعين الاخرين لها بل ان بعض المؤسسات الاعلامية تقوم متبرعة بالاعلان المجاني لتلك المؤسسات او تقوم مؤسسات حكومية اخرى بنفس العملية بغية تسهيل مهمات العمل الانساني الذي يكون خارج قاعدة التناحر والعداء المستحكمة في العالم!.

العمل الجاد المخلص والذي يقوم على قاعدة بذل اقصى الطاقات لانتاج افضل المنتجات والخدمات هي خير وسيلة للدعاية والاعلان،وما عدا ذلك فأنه من المستحيل تغيير الصورة،ويمكن ملاحظة مثال على ذلك وهو طيران الامارات الذي شاعت شهرته في الافاق من خلال استخدامه افضل الطائرات وتقديمه افضل الخدمات بأقل الاسعار فكانت خير دعاية لها،ولكن مع مرور الوقت اخذت خدماته بالتدهور واسعاره بالاتفاع فقامت الشركة كتقليد بائس لغيرها بصرف الاموال الطائلة لغرض الدعاية والاعلان وبخاصة مع الاندية الرياضية فكانت النتائج غير مشجعة ولم توازي الانفاق بينما لو قامت بتحسين الخدمات وتخفيض الاسعار لكانت اكثر ايجابية من غيرها بدون تكاليف تذكر!.

محاولات تقليد الاخرين في كل شيء هي مذمومة! فأن كانت في المجالات التي تعم بها الفائدة والخير على الجميع فأنها سوف تنال الاستحسان والشكر وتكون بداية لتطوير الذات...اما اذا كانت مخالفة لذلك فأن التساؤل بداية فضلا عن الاستنكار والرفض هو الرد الطبيعي عليها!.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتفاع بلا تخطيط
- عندما تظهر الحقيقة!
- الاستهلاك والادخار والتنمية
- دعونا نزور الانتخابات
- نزاع عبر الاثير
- عولمة الانفصال!
- من اسفار المكتبة:السفر الخامس
- رسالة الادب
- الثورة النفطية الجديدة!
- عشرون عاما على الوحدة الالمانية
- مهزلة التسلح العربي!
- كتب المقالات
- المدونون الاسرى
- المعارضة بين الواقعية والمثالية:5
- المعارضة بين الواقعية والمثالية:4
- المعارضة بين الواقعية والمثالية 3
- المعارضة بين الواقعية والمثالية:2
- المعارضة بين الواقعية والمثالية:1
- الانتخابات الاسترالية
- الصعود الى القمة


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - صرعات جنونية