أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية














المزيد.....

جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


تثار بين فينة وأخرى مسألة هامة وجوهرية ،وهي عزوف الناس عن المشاركة في الندوات الأدبية.
وكلما تثار وتطرح هذه المسألة أتذكر ندوة أدبية نظمتها حركة "أبناء البلد"في أم الفحم،قبل سنوات سابقة،إحياء لذكرى الكاتب والأديب الفلسطيني الفذ والمبدع غسان كنفاني،ولم يزد عدد الحضور عن ثلاثين شخصاً ، ويومها تساءلت عن أسباب عدم مشاركة الجمهور في النشاطات والفعاليات الثقافية والندوات الأدبية، في حين إذا اقيم حفل غنائي مع عشاء فاخر فان الجمهور لا يتخلف عن الحضور والمشاركة في هذا الحفل، ونجد الناس زرافات ، ومن كل حدب وصوب، لقضاء ليلة غنائية.
إن هذه الصورة الكئيبة القاتمة والمقلقة تدل بكل جلاء ووضوح على الواقع المأزوم الذي يعيشه إنسان هذا العصر، واقع الإحباط واليأس والقهر اليومي والضغط النفسي، الناجم عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وثقافة العولمة والاستهلاك، كما تؤكد غياب الوعي لأهمية الثقافة والإبداع ، وأهمية الندوة الأدبية والمحاضرة الثقافية والتربوية في حياة الشعوب المقهورة والمستضعفة والمناضلة، في معاركها السياسية والطبقية والأيديولوجية ضد الظلم والاستبداد والفقر العاري، ومن اجل الغد الأجمل والأفضل.
والسؤال المطروح في هذا السياق : من المسؤول عن هذا التدهور الثقافي الحاصل في حياتنا، وعن القطيعة بين الناس والندوات الثقافية والأدبية؟!
برأيي المتواضع ،إن هناك أكثر من طرف مسؤول عن ذلك. أولا:المؤسسة الحاكمة في البلاد التي تحرم أطفالنا وشبابنا من المراكز والنوادي الثقافية والشبابية، ولا تخصص الميزانيات الكافية للنشاطات الثقافية والأدبية ولا تبدي اهتماماً بالثقافة والأدب في الوسط العربي.
ثانياً: الآباء الذين يهملون شؤون أبنائهم ولا يوجهونهم لإثراء ثقافتهم وتعميق وعيهم، بل يغرسون في نفوسهم منذ الصغر الثقافة الاستهلاكية ، ثقافة الأكل والطبيخ والكوكاكولا والبيتسا، وعبادة المال وحب السيارة الفاخرة.
ثالثاُ : المدرسة التي لا تبث في عقول طلابها روح المعرفة وعشق الكتاب وضرورة الاطلاع على الآداب الإنسانية والتزود بالمعارف الإنسانية والفلسفية والفكرية، وإنما الالتزام بالمنهاج الدراسي، ولا تحثهم على المشاركة في الندوات الأدبية والفكرية والسياسية، وكيف يشارك الطلاب في مثل هذه الندوات ومعلمهم لا يشارك فيها؟!
إنني أقولها بكل ألم وحرقة وأسف ومرارة، ان قسماً كبيراً من معلمينا مساهم في ولادة ونشوء هذا الوضع الخطير وآثاره السلبية المدمرة. والغالبية العظمى من المعلمين أصبح همهم وشغلهم الشاغل المعاش "السمين" في بداية كل شهر..!
رابعاً : الحساسيات بين الأدباء والمتأدبين والمتثاقفين، وظاهرة "الشللية" المتفشية، والصراعات السياسية والخلافات العقائدية والأيديولوجية الحادة والعميقة بين القوى السياسية والفكرية ، ناهيك عن الإحباط النفسي. فكل ذلك أدى الى ابتعاد الناس عن المشاركة في العمل والنشاط السياسي والاجتماعي والثقافي والأهلي، وعدم الإقبال على الندوات والمحاضرات.
ان الخروج من هذه الحالة يتطلب نهضة جديدة وانطلاقة ثورية تجديدية وانتفاضة في العقل العربي بهدف محاصرة الثقافة الاستهلاكية المتعولمة، وبناء الشخصية المتحررة المتنورة والمستقلة ذات المسلك الاجتماعي القادر على قهر الأزمات وتجاوز الصعوبات ، والمساهمة الفاعلة والنشطة في عملية البناء الحضاري والتغيير والتحول الثوري الشامل لمجتمعنا العربي، على أسس سليمة بعيدة عن الزيف والدجل والتلون والنفاق والتقليد الزائف. إضافة إلى تأصيل المفاهيم والقيم الحضارية بين الأجيال الشبابية الصاعدة، وتنشئتها على حب الكلمة وأهمية الثقافة والعلم والأدب والتنور في الحياة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع ديوان شفيق حبيب -انا الجاني-
- مع المفكر اللبناني النقدي فواز طرابلسي
- مهازل الثقافة..!
- القاص الفلسطيني جمال بنورة
- جبرا ابراهيم جبرا بين الوفاء والذكرى
- قراءة في مؤلف الراحل علا عيسى :اضاءات على عالم ادونيس -
- عصام بدر..من اعلام الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية
- شهادة الكاتب مصطفى مرار حول (أدب الأطفال)
- عز الدين المناصرة .. الشاعر الفلسطيني الذي لن يفهمه غير الز ...
- محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعر ...
- الروائي المصري الراحل عبد الحكيم قاسم
- خصوصية الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل
- العدد السادس من مجلة (الاصلاح )الثقافية
- -ثقافتنا على مفترق طرق-
- القاص محمد علي طه ...عطاء لا ينضب
- رحيل آخر العمالقة .. .. المفكر الكويتي د. احمد البغدادي
- في رحيل الروائي الجزائري الطاهر وطار
- اضاءة على واقع القصة القصيرة في الداخل الفلسطيني
- صفحة من الماضي.. عن مهرجانات الصحافة الشيوعية
- صدور عدد جديد من مجلة (الاصلاح)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية