أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مهازل الثقافة..!














المزيد.....

مهازل الثقافة..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


هنالك ظواهر مرضية مستعصية تتفشى في حياتنا الثقافية والأدبية،عدا التراجع الثقافي المريب في مستوى الابداع عامة والشعر منه خاصة،وكذلك الضحالة التي اضحت سمة العصر وسيدة المشهد الأدبي.
هذا بالاضافة الى الشللية والشرذمة والفهلوة والمخترة الثقافية والادبية والرياء النقدي والتلميع الاعلامي وانتشار جوقات المطبلين والمزمرين وهيمنة الدجل والزيف الأدبي . ناهيك عن شيوع ظاهرة ارباع الموهوبين والدخلاء على الأدب ،الذين لا يمتون بصلة لعالم الشعر ودنيا الابداع . الى جانب تراخي الحركة النقدية وغياب النقد القادر على ازاحة اصحاب النصوص الرديئة والأعمال التافهة، فاقدة الحرارة والخالية من المتعة الفنية والجمالية.
والواقع ،ان الكثير من المثقفين ورجالات الأدب اصيبوا بداء العظمة وعشق الذات والغرور والعجرفة والانتفاخ والهوس الذاتي ،ويلهثون خلف الشهرة الكاذبة . ولا اغالي اذا قلت ان المشهد الأدبي الراهن محتشد بالعديد من المزيفين والمغرورين ،الذين لا يتورعون عن الاشادة بذاتهم وانجازاتهم المحدودة في كل محفل. فاذا أصدر احدهم ديواناً او عملاً شعرياً سارع بالحديث عن نفسه ، معتبراً نفسه اهم من نزار قباني وامل دنقل ومحمد القيسي.
وثمة من يعتبر نفسه الشاعر الوحيد في ساحات الأدب .وهناك من كتب قصيدة او نصاً ادبياً نشره مع صورته فيظن نفسه او "يتوهم" بأنه "متنبي"هذا العصر ،و يضاهي ادونيس ومحمود درويش والسياب والجواهري معاً. واذا تجرأ المشرف الادبي على شطب حرف او تغيير كلمة في نصه فانه يقيم الدنيا ولا يقعدها.
وهناك من قرأ كتاباً في الأدب فيعتقد انه ضالع في الأدب. اما عن العلاقات بين اهل القلم والثقافة فحدث ولا حرج .. فلا احد يحب الآخر.
والأنكى من ذلك ان كل مجموعة او شلة ادبية اصبحت تأتلف وتقيم جماعة ادبية او "رابطة" تحت اسماء مختلفة ،ويسوقون انفسهم بكتابة اخبارهم ونشر كلمات المديح والتقريظ والاطراء لبعضهم البعض.
لقد كان الشعر يوماً اشبه بالنبوة،والشعراء كالانبياء لا يأتون كل يوم او كل شهر،وكل عقد او اكثر كان يبرز شاعر حقيقي ،وكل عام كان يكتب قصيدة. اما في هذا الزمان الرديء والمشوه فكل يوم يولد شاعر جديد ويكتب في اليوم اكثر من قصيدة!.
الكتابة هي حالة حب وعشق ومسؤولية كبيرة وعظيمة،والكاتب الحق يعي ما يكتبه ويتحمل تبعات كتاباته ،ويقدم رؤى وأفكار جديدة تكون بمثابة غذاء للروح والعقل معاً. والمبدع الحق له موقف ولديه حلم وقضية يؤمن بها ويدافع عنها ويتناولها في كتاباته. لكن للأسف ان الكثير من المتأدبين والمتشاعرين يلهون بكتاباتهم ويتسلون على حساب الآخرين ،وينشرون كلاماً سخيفاً ويقدمون افكاراً ضحلة وفجة لا تسمن ولا تغني عن جوع.
برأيي المتواضع ،ان سهولة النشر في الصحف والمواقع الالكترونية هي التي اغوت المزيفين وادعياء الأدب اقتحام مجال الكتابة ،الذي يحقق ويوفر لهم الشهرة والنجومية وظهور صورهم بربطة العنق ويمدهم بمركز اجتماعي خاص.
ولذلك فان ادب هذه المرحلة هو ادب بلا هوية مميزة ،وتغلب عليه السطحية والركاكة والتقليد . واننا نجد الحركات الادبية والثقافية العربية ضعيفة ومليئة بالعيوب ،وقد فقدت وهجها وألقها ورونقها الخاص والمميز ،ونكص دورها الريادي التعبوي والتحريضي في عملية التغيير والتجديد والتحديث الاجتماعي الحضاري.
علاوة على ذلك بتنا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً،والعديد من القصائد والنصوص الشعرية والنثرية لا ترتقي الى درجة السحر والمتعة الفنية والحسية الجمالية . وشعراء اليوم دون شك هم شعراء بلا شعر وبلا ابداع حقيقي،وهم يتسابقون ويتزاحمون على المنصات والمنابر الشعرية لاقتناص الصور والألقاب واستجداء "المدائح"الأدبية وتحقيق الشهرة الزائفة الرخيصة واغتصاب جوائز الارتزاق ليس الا..!
ان ثقافتنا العربية المعاصرة تحتاج الى الابداع الاصيل والراقي وللروائع الشعرية والنثرية الخالدة . وبحاجة الى المبدع المغاير المتفرد ،الذي لا يكتب مجده او يبيع نفسه في سوق النخاسة ،بل يحمل الرسالة بصدق وأمانة وهدوء بعيداً عن الضجيج والصخب الاعلامي .. المبدع الذي يحمل صليبه على كتفيه ويسير على درب الآلام نازفاً روحه ودمه ليقرع جدران الخزان توقاً لمعانقة خيوط الفجر وشلالات الشمس.
فلتتوقف المهزلة والفهلوة في مشهدنا الادبي والثقافي ،وكفى لهذا "الاستمناء"الذي يضر يمستقبل هذا المشهد،الذي نريد ان تعود اليه ملامحه المشرقة والمضيئة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص الفلسطيني جمال بنورة
- جبرا ابراهيم جبرا بين الوفاء والذكرى
- قراءة في مؤلف الراحل علا عيسى :اضاءات على عالم ادونيس -
- عصام بدر..من اعلام الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية
- شهادة الكاتب مصطفى مرار حول (أدب الأطفال)
- عز الدين المناصرة .. الشاعر الفلسطيني الذي لن يفهمه غير الز ...
- محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعر ...
- الروائي المصري الراحل عبد الحكيم قاسم
- خصوصية الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل
- العدد السادس من مجلة (الاصلاح )الثقافية
- -ثقافتنا على مفترق طرق-
- القاص محمد علي طه ...عطاء لا ينضب
- رحيل آخر العمالقة .. .. المفكر الكويتي د. احمد البغدادي
- في رحيل الروائي الجزائري الطاهر وطار
- اضاءة على واقع القصة القصيرة في الداخل الفلسطيني
- صفحة من الماضي.. عن مهرجانات الصحافة الشيوعية
- صدور عدد جديد من مجلة (الاصلاح)
- الملصق السياسي الفلسطيني ...رموز ودلالات
- حول دراسة الدتور نبيه القاسم: (الحركة الشعرية الفلسطينية في ...
- -المجلس التربوي- للتعليم ..مبادرة طليعية مباركة


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - مهازل الثقافة..!