أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعرفة الاسلامية














المزيد.....

محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعرفة الاسلامية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 02:09
المحور: سيرة ذاتية
    


محمد أركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات
المعرفة الاسلامية

بقلم: شاكر فريد حسن
مرة اخرى تفقد الساحة الثقافية والفكرية العربية المعاصرة قطباً آخر من اقطابها ،هو المفكر والأكاديمي والباحث الجزائري ،وريث ابن رشد ،البروفيسور محمد اركون،بعد حياة حافلة بالمنجزات والأعمال البحثية والفكرية في مجال الفلسفة والدراسات الاسلامية .
يعتبر محمد أركون من أعلام الفكر الفلسفي العربي الحديث ومراجع ثقافتنا العربية المعاصرة . اقام في فرنسا وأشغل رئيس قسم الدراسات العربية والاسلامية في جامعة السوربون الجديدة. وهو من أكبر وأعمق المثقفين التنويريين الجدد المتبحرين في محيطات المعرفة الاسلامية ،الذين راهنوا على قراءة الاسلام العربي بمنهجية علمية تحليلية وتفكيكية نقدية ، ومن المقاتلين والمدافعين عن قيم العلم والتنوير والتقدم، والداعين الى تأسيس وارساء نهضة اصلاحية مؤهلة لتجديد الفكر الاسلامي وتحديثه في العمق،وأحياء صوت العقل والأعتدال في الفكر الاسلامي ، وتأصيل الحداثة اسلامياً عبر تجديد الفكر الديني وتنويره بالعقل ليصبح مفتاحاً لفهم روح العصر والتفاعل معه، بدل أن يبقى ارثاً متحجراً يرزح تحت نير الرؤى السلفية الظلامية التي تعوق تطلعات الشعوب نحو الحرية والانعتاق.

بدأ محمد أركون مشروعه الفكري النقدي العلمي ، الاستمولوجي كرد على المعرفة الاتباعية، ونتيجة ذلك واجه التهم التكفيرية لكنه واصل جهوده العلمية ونشاطه المعرفي والفكري الواسع، منجزاً الكثير من الأعمال والمؤلفات والبحوث التاريخية ، وهي: " الأخلاق والسياسة، بحث في علم الأخلاق، ، قراءات في القراّن ،الاسلام ـ الدين والمجتمع، الفكر العربي الاسلامي، نقد واجتهاد الاسلام ـ أمس والغد، بحث في الفكر الاسلامي، الانسانية العربية في القرن الرابع عشر، اين هو الفكر الاسلامي المعاصر، الاسلام ـ أوروبا والغرب، رهانات المعنى وارادات الهيمنة، نافذة على الاسلام ، العلمنة والدين، الاسلام ـ المسيحية، الغرب، من الاجتهاد الى نقد العقل الاسلامي ، الفكر العربي، الاستشراق بين دعاته ومعارضيه، كيف نفهم الاسلام اليوم، قضايا في نقد العقل الديني ، من فيصل التفرقة الى فصل المقال.. أين هو الفكر الاسلامي المعاصر" وغير ذلك.

أن شواغل أركون كمثقف معاصر تطال موضوعات وجوانب كثيرة في سياق مشروعه الاسلامي ، وأبحاثه واسهاماته الفكرية والفلسفية تنصب على تحليل ما هو مفكر فيه وما هو محظور، وما يغفل التفكير فيه في الفكر الاسلامي ، أنها تكشف لنا عن عقل منهجي راجح واسع المعرفة وعميق الاطلاع، وعن توجه جديد داخل حقل الفكر الاسلامي يتجاوز المألوف ويبدأ من لحظة العقل المعاصر. وقد سعى أركون الى نقد العقل الاسلامي بتوسل ما أنتجته العلوم الاجتماعية والانسانية الحديثة والمعاصرة من أدوات ومفاهيم، ونجح بأن يجعل الاسلام، علماً وفلسفة، ساطعاً ومضيئاً على العالم بأكمله وذلك انطلاقاً من توجهه العقلي المنفتح.. وعن ذلك يقول: " عندما أدعو الى نقد العقل الأسلامي ، كما يبادراّخرون الى نقد العقل السياسي أو العقل الشرعي أو العقل الجدلي أو العقل اللاهوتي أو العقل الأخلاق، فأنما أهدف الى استكشاف كل ما يتحكم بنشاط العقل ونتائجه من عوامل متفاعلة وقوى متصارعة ، وأهواء متضادة وتوترات داخل الذات أو خارجة عنها".

وأبحاث وكتابات محمد أركون تمثل حالة معرفية وتنويرية وأخلاقية ، وذلك بتأكيده على ضرورة الخروج من دوائر العقائدية المتعلقة على ذاتها والأنطلاق نحو رحابة العلم والبحث الأستمولوجي وتشغيل المنهجيات التفكيكية.

وفي كتابه " من فيصل التفرقة الى فصل المقال.. أين هو الفكر الاسلامي المعاصر " يثير أركون قضية معرفية وهي القطيعة الفكرية التي حدثت في التاريخ الاسلامي .

صفوة القول ، محمد أركون فيلسوف التفكك الاسلامي ،ومدشن النزعة الانسانية في التراث العربي الاسلامي ، ساهم مساهمة عظيمة ورائدة في ضبط اليات التفكير العربي الاسلامي، وتقديم صورة مشرقة ومضيئة للاسلام الحقيقي والعريق، وهو واحد من المفكرين العقلانيين والتنويريين الذين استوعبوا حقائق عصرنا الراهن ، استيعاباً عقلياً نقدياً ومعرفياً، وجعلوا من المناهج التعليمية والتربوية مراكز لتجديد المعارف وجسارة الابداع والابتكار، لا قاعات للمتملقين أو ساحات لوعاظ السلاطين وبلهاء العصر.وبرحيله تنتهي حياة مفكر عميق وأصيل عرف بسيرته العلمية المتنورة، ونادى بضرورة مواجهة تردي الفكر العربي وتنوير العقل العربي ،وغيابه يشكل خسارة جسيمة بكل المقاييس للثقافة العقلانية والنقدية وللفكر الحر المتنور،من الصعوبة تعويضها.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي المصري الراحل عبد الحكيم قاسم
- خصوصية الثقافة العربية الفلسطينية في اسرائيل
- العدد السادس من مجلة (الاصلاح )الثقافية
- -ثقافتنا على مفترق طرق-
- القاص محمد علي طه ...عطاء لا ينضب
- رحيل آخر العمالقة .. .. المفكر الكويتي د. احمد البغدادي
- في رحيل الروائي الجزائري الطاهر وطار
- اضاءة على واقع القصة القصيرة في الداخل الفلسطيني
- صفحة من الماضي.. عن مهرجانات الصحافة الشيوعية
- صدور عدد جديد من مجلة (الاصلاح)
- الملصق السياسي الفلسطيني ...رموز ودلالات
- حول دراسة الدتور نبيه القاسم: (الحركة الشعرية الفلسطينية في ...
- -المجلس التربوي- للتعليم ..مبادرة طليعية مباركة
- احمد حسين في كتابه -رسالة في الرفض-
- مع كتاب يوسف سعده:(الشعر الشعبي في العرس الفلسطيني)
- 58 عاماً على ثورة يوليو الناصرية
- العدد الرابع من مجلة(الاصلاح)الشهرية
- نصر حامد ابو زيد... فجيعة الغياب
- في وداع الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر
- لينين والثقافة الجماهيرية


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعرفة الاسلامية