أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 1 3 )















المزيد.....

الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 1 3 )


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نقول الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي فنحن لا نعني حزبًا بعينه ، ولكن نتمثل حزبًا يضم المكونات الرئيسية لشعب مصر ، بحيث يكون هو الحل ، كما يمكن القول إن هذا التركيب سيحل قضية "المواطنة" الشائكة والحساسة والملتبسة .
ولابد أن نعلم أن "الحكم السليم" لا يمكن أن يكون محددًا معلوم الأبعاد كما لو كان ثوبًا يمكن أن تلبسه أي دولة فينطبق عليها ، لأنه يتوقف على عدد من العوامل يختلف بعضها عن بعض في الدول .
وبصفة عامة فيمكن القول أن الحكم السليم ، هو الذي:
(1) يحقق التجاوب مع خصوصيات الدولة فكل دولة لها خصوصيات تعود إلى تاريخها وموقعها وجغرافيتها .. الخ ، لا يمكنها أن تنفك عنها ولابد لنظام الحكم أن يتجاوب معها بحيث يحول دون أن يطمس النظام هذه الخصوصية وفي الوقت نفسه لا يجوز لهذه الخصوصية أن تطمس بقية العوامل .
(2) يحقق المعاصرة فلابد لكل حكم أن يعيش في عصره خاصة وأن العالم الآن أصبح عالمًا واحدًا ولا يمكن لدولة أن تتحرر من الضرورات التي تفرض نفسها على الدول ، وأي نظام حكم لا يلحظ ذلك فسيكون متخلفاً .
(3) يطبق قدر الطاقة القيم الموضوعية التي يقوم عليها الحكم الرشيد ، مثل العدل والحرية والمساواة والمعرفة ويتوصل إلى إيمان الفرد بها وخير الطرق هو الدين بالدرجة الأولى لأن إيمانه أعمق الإيمانات .
* * *
وإذا قلنا أن هذا الحزب "ديمقراطي" وبدأنا بهذه الصفة فهذا لأننا نأخذ من الديمقراطية ما نراه أفضل وأهم خصائصها ألا وهو الحرية في الفكر والتعبير والمساهمة الفعلية للجماهير في إقامة وتسيير الدولة . فضلاً عن أنها تحقق المعاصرة ، فالعالم كله يأخذنا بالديمقراطية .
ونحن نؤمن بالحرية إيماناً تامًا لا يخالجه أقل شك ونرى أنها باب التقدم ومناخه ، وأنها للمجتمع مثل الهواء للإنسان ، فإذا امتنع الهواء مات الإنسان وإذا امتنعت الحرية اختنق النظام ، ونحن نرفض كل التعلات والأسباب التي يقدمها أعداء الحرية ، لأن الحرية تصلح نفسها بنفسها ، كما أن المشاركة الجماهيرية هي الميزة العملية التي حققتها الديمقراطية بكفاحها الطويل ضد الملوك الذين كانوا يحكمون بحق إلهي .
ولكن تحليلنا للديمقراطية المعاصرة أدى بنا للاعتقاد أن الديمقراطية المعاصرة ليست إلا الوجه السياسي للرأسمالية وأنها نقلت كل خصائص الرأسمالية الحسنة والسيئة فهي تقوم على الفرد وتتمسك بحرية العمل ، وهي محايدة بالنسبة للقيم وتتجاهل العدل ، كما أننا نرى أن نقطة الضعف التي تؤتى منها الديمقراطية هي آلياتها مثل الأحزاب ، والانتخابات القائمة على أساس دوائر جغرافية ، والظن أن صندوق الأصوات هو الممثل لإرادة الشعب حيث أن التجربة العملية أثبتت وجود ثغرات جسيمة في هذه الآليات تنعكس على أدائها بحيث لا تحقق الغرض المطلوب ، ولا يمكن الاقتصار عليها والتسليم بها .
ومع أن إيماننا بالديمقراطية إنما جاء لأنها توفر الحرية ، فإن استقراء التاريخ يوضح لنا أنها يمكن أن تعصف بالحرية ، وأن الديمقراطية الإثينية قد حكمت طريق قضائها الشعبي على سقراط بالموت ، وفي مواجهة هذه الظاهرة التي تتكرر ، فإننا في ديمقراطيتنا نتمسك بحرية الفكر والتعبير ، وأنه لا يجوز حتى للأغلبية المساس بها ، لأن الحرية أصل رئيسي في الديمقراطية .
ونعني بحرية الفكر والتعبير الحرية في كل ما يتعلق بالفكر سواء كان بحثاً علميًا أو معتقدًا دينيًا ، أو دراسة تاريخية ، فكل واحد حر في أن يقول ما يعتقده حتى لو كان مخالفاً لآراء الأغلبية وحتى لو رأى فيه المتدينون كفرًا وإلحادًا ولا يجوز محاكمته ، ولا مصادرة ما كتبه أو ما دعا إليه مادام يرتكز على منطق ، ولا يتضمن سـبًا أو قذفاً أو ابتزازًا ، ويكون الرد عليه بالكتابة حجة بحجة وبرهانا ببرهان ، أما حرية التعبيــر فهو أن لا يقتصر الأمر على الفكر ، ولكن أن يضم إقامة آليات أو هيئات تدعو لهذا الفكر وتعمل لتفعيله كالجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان وحرية إصدار الصحف ، فتكوين هذه الهيئات والمؤسسات يجب أن يكون مباحًا لكل المواطنين دون إذن أو ترخيص ، ولا يمكن حلها بطريق إداري أو إخضاعها لمراقبة إدارية أو سياسية ، وإن كان من الممكن رفع قضايا عليها إذا أساءت ممارسة حقوقها أو استغلت مناصبها لتحقيق مغانم دنيوية أو ارتكبت مخالفات مالية جسيمة على أن يكون أمام القاضي الطبيعي وتقبل الاستئناف .
وفي نظرنا أن أفضل الصور للمارسة الجماهيرية في الحكم هي الحركة النقابية كما ظهرت في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية لأنها استطاعت أن تحقق للعمال ما أرادته الديمقراطية وهو الحكم بالشعب عندما جعلت للعمال صوتاً في وضع القرارات الصناعية ، كما حققت لهم ما أرادته الاشتراكية وهو العدل وزيادة الأجور كل هذا دون أن تتورط في المتاهة السياسية ، وتماثل الحركة النقابية في المشاركة الجماهيرية الحقيقية والفعالية في "إصدار القرار" الصحافة ، لأن الصحيفة يمكن أن تراقب الأداء السياسي وما يقع فيه من أخطاء فتكشفه وتعمل للقضاء عليه حتى لا يستفحل ، كما أنها منبر حر يمكن لكل واحد أن يقول رأيه دون قيد أو شرط .
وفيما نرى ، فإن هذه هي المشاركة الجماهيرية الفعالة في مجتمع ديمقراطي وأنها أكثر فعالية من العمل السياسي وانتخاب نواب .. الخ ، لأن العمل في هذه الهيئات حر مفتوح على مصراعيه لكل واحد ، ولأنه مباشر فالذين يريدون الجهر برأي يجهرون به عن طريق هيئات يكونونها ويديرونها بأنفسهم ، أما العمل السياسي الذي يتمثل في صندوق الأصوات فإن الطريق إليه طويل ، وحافل بالصعوبات فالانتخابات أصبحت صناعة بمعنى الكلمة ، ولم يعد من السهل على المرشح أن يتعرف على مائة ألف واحد هم سكان الدائرة ، ولابد للوصول إليهم من تحقيق وسائل الاتصال من اجتماعات وزيارات ومطبوعات ولافتات ، ولابد أن يكون له مندوبين ، ولابد أن يمر على المقاهي والنوادي والمساجد والكنائس وأماكن العمل .. الخ ، ولابد أن يتصدى لمنافسة خمسة أو ستة أو أكثر يغلب أن يكونوا أكثر ثراء وأعظم قدرة على الإنفاق ، وفي هذا الاجتماعات والمنافسات يتحقق قانون "جريشام" من أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، فالأعلى صوتاً ، والأسخى إنفاقاً ، والأوثق أتصالاً يغلب الأكثر أمانة أو إخلاصًا أو كفاءة أو جدارة ، على أن أصوات الدائرة لابد وأن تتفتت على عدد المرشحين (خمسة أو ستة أو أكثر) ، والفائز هو الذي يظفر بأكثر الأصوات وقد لا يزيد عمن سبقه إلا ببضعة أصوات .
العملية من البداية إلى النهاية مرهقة ، منهكة ، مكلفة ، يحكمها المال والظهور ولا يفيد منها إلا من يبيع صوته أو يرتزق من "مولد" الانتخابات .
والمرشح فيها إما أن يكون مستقلاً وعليه أن يتحمل كل شيء ثم يجد نفسه ــ إذا نجح ــ صوتاً فريدًا أو أقلية لا يمكن أن تؤثر ، فإذا كان عضوًا في حزب فهو أسير إرادة الحزب ، والأحزاب حتى عندما تتكون تكوناً طبيعيًا تمثل مصالح ، فللعمال حزبهم وللملاك حزبهم وللفلاحين حزبهم .. الخ ، واجتماعهم في مجلس الشعب يؤدي إلى محاولة تغليب المصلحة التي يمثلها حزب ما على بقية المصالح التي تمثلها الأقلية .
وإذا فاز حزب بالأغلبية فسيمكنله أن "يمرر" آراءه واقتراحاته في المجلس بينما ترفض الآراء والاقتراحات الأخرى ، ويستطيع رئيس المجلس أن يتحكم ، وأن يؤجل الاستجوابات المحرجة للحكومة ، وفي انتخابات سنة 1987 كان هناك مائة نائب إسلامي استطاع رئيس المجلس القدير رفعت المحجوب أن يحجمها وحال دون النظر في قانون تطبيق الشريعة ودفنه في مكتبه وقتل ومفتاح مكتبه معه ، وفي الانتخابات التي نعيشها استطاع رئيس المجلس الذي راكم خبرات عديدة في المماطلة والتسويف .. الخ ، أن يهدر 12 استجوابًا في جلسة واحدة ، وهناك دائمًا طلب من عشرين عضوًا بإغلاق باب المناقشة والعودة لجدول الأعمال يستطيع رئيس المجلس استخدامها .
ونحن نرى أن لا مناص من الإقلاع عن انتخابات الدوائر الجغرافية إلى انتخابات المندوبين "السوفيت" القائمة على أساس الانتخابات النقابية والمهنية والممثلة لكتل الشعب بحيث يرشح مندوبون يمثلون العمال وآخرون يمثلون الفلاحين والثالثة للطلبة .. الخ ، ويكونون في مجموعهم مجلس الشعب وبهذا نخلص من مستنقع انتخابات الدوائر ، ولا يكون هناك حاجة للأحزاب ، وإن كان من الممكن أن توجد كمدرسة لإظهار القيادات ولممارسة الموضوعات السياسية دون أن تكون أجهزة الحكم ، ولا حاجة لنسبة 50 % عمال وفلاحين لأنها ستوجد بصورة صادقة وطبيعية .
وهؤلاء المندوبون منتخبون من قواعدهم في انتخابات لم يتطرق إليها فساد وصعوبات انتخابات الدوائر ، فهم أصدق تمثيلاً للشعب ، وعلينا أن نؤمن أن الديمقراطية يمكن أن تتحقق بدون تلك التظاهرات الانتخابية التي يغلب الباطل والصناعة فيها الحق والطبيعة وأن طريق المندوبين أسلم في الأداء واصدق في التمثيل في انتخابات الدوائر الجغرافية التي أصبحت "مقتل" الديمقراطية .
ونظام المندوبين يمكن أن يعد الصورة الحديثة من نظام "أولى الحل والعقد" في أدبيات السياسة الإسلامية ، والذي لا يمكن تطبيقه بالصورة التي ارتآها الفقهاء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[email protected]
[email protected]
www.islamiccall.org
gamal-albanna.blogspot.com



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 2 3 )
- الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 3 3 )
- الطقوسية العدو اللدود للإسلام
- الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 1 3 )
- الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 2 3 )
- الحكمة باب يفتحه الإسلام على الزمان والمكان
- امريكا افضل من صدام
- الرد على شاكر النابلسي
- دعوة لإعمال العقول
- فصل من كتاب ( مسؤولية فشل الدولة الاسلامية) الذي منع نشره
- يا نواب الشعب.. التعذيب في أقسام البوليس أولي بالاستجواب من ...
- معضلة التعليم بين الدين والعلمانية.. والحل تعلم الحكمة
- مرة أخرى أقول لمحمود سعد لا يوجد حد للردة
- الحل الإسلامي لطريقة انتخاب رئيس الجمهورية


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 1 3 )