انها مهمتنا نحن العلمانيين واليساريين

هيثم المهندس
(Haitham Al Muhands)

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 09:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

انها مهمتنا نحن العلمانيين واليساريين
لا يمر يوم على " العراق الجديد" الا ويأتيك سكنة الكهوف وطلاب الظلام بعمل او قرار او قانون يسحق فيه حقا من حقوق المواطن ويصادر منجز او اكثر من منجزاته التي حققها بدماء الالاف من مواطنيه وعبر نضالات مريرة خاضها على مر السنين . وفي كل مرة يقومون بسابقة لم تحدث على ايدي اكثر الطغات ممن حكموا العراق ليبرهنوا انهم الاكثر بينهم قمعا وتسلطا وفسادا .
قبل ايام ومن ضمن مسلسل مصادرة الحريات في العراق وتنفيذا لتقاليد نظام الملالي في ايران قامت بعض الوزارات العراقية وبعض مجالس المحافظات بشن هجمة شرسة على مكتسبات الشعب العراقي . فقد قام مجلس محافظة بابل بمنع اقامة مهرجان بابل بحجة انه مخالف للشريعة . ومنع مجلس محافظة البصرة اقامة سيرك فرنسي بفعالياته لنفس السبب . لتأتي وزارة التربية والتعليم بقرار رفع التماثيل التي تزين مداخل معهد الفنون الجميلة في بغداد واصدار قرار بمنع تدريس مادتي المسرح والموسيقى في نفس المعهد ليأتي بعد ذلك مجلس محافظة بغداد بقيامه بهجمة شرسة على الادباء والمثقفين ليغلق ناديهم وغلق كل النوادي الاجتماعية ومحال بيع المشروبات الكحولية . والانكى من ذلك هو الاصرار والتعنت الذي يبديه رئيس المجلس لتنفيذ هذا القرار بحجة معارضتة للشريعة . ان قوى الظلام وسكنة الكهوف يريدون باجراءاتهم هذه قمع ما تبقى من الحريات الشخصية والعامة وفرض القوانين القروسطية على مجتمع متمدن علماني . مجتمع يحب المسرح والموسيقى والفن والادب والشعر , مجتمع يحب الغناء والطرب والسينما والتلفزيون وكل ما يمت للفرح والسرور والسعادة بصلة . وتاريخ هذا البلد حافل بالشعراء والادباء والفنانين وحافل بانجازاتهم التي لا تستطيع كل قوى الشر من محوها ) .
ان الحكومة ومجالس محافظتها لا يعالجون الجوع والفقر والبطالة وانعدام الخدمات وانعدام الماء الصالح للشرب والانقطاع المستمر للتيارالكهربائي وانعدام الامن والامان وفسادهم الذي لا حد ولا سقف له والذي ينخر كل زاوية من زوايا المجتمع لا يعالج مشاكل ومعضلات ملايين اللاجئين في داخل العراق وخارجه وملايين الايتام والارامل ونهب المليارات من اموال العراق والامية والامراض وتدهور مستوى التعليم الى الحضيض والعنف ضد المراة والطفل والمعتقلات السرية والاعتقالات العشوائية والمحاصصة الطائفية والصفقات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و و و ...لان كل ذلك لا يخالف شريعتهم ولكن ان يجد الناس في العراق منفذا للتنفس من هول السنوات الي عاشوها وما زالوا يعيشوها فان ذالك مخالف للشريعة ويجب منعه .اي رجعية وفساد اكثر من هذا انهم يريدون ارجاع العراق الى عصر الكهوف. انهم يريدون يهدمون مدنية المجتمع العراقي .
ان مهمة اليسار والعلمانيين في العراق وخارجه هي مواجهة هذه القرارات الطاعنة في التخلف والرجعية . وعلينا فضح كل هذه الاعمال في الجرائد والسايتات والاذاعات التي يستطيع اي واحد منا الوصول اليها .علينا اقامة الحملات في داخل وخارج العراق ورفع اللافتات والبوسترات واقامة المظاهرات والندوات في اي مكان تتواجد فيه قوى اليسار والعلمانية. انها مهمتنا نحن اليساريين والعلمانيين , ولا صاحب لهذه المواجهة الاجتماعية غيرنا . انه نضال ضد قوى الاسلام السياسي وطغيانه . على قوى اليسار والعلمانية فرض التراجع على قوى الظلام والعبودية وتقزيم رموزها والمروجين لها .

#هيثم_المهندس (هاشتاغ)       Haitham_Al_Muhands#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل