أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صفاء خلف - حرية التعبير والحريات الشخصية مهددة في العراق !!















المزيد.....

حرية التعبير والحريات الشخصية مهددة في العراق !!


صفاء خلف

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 19:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واحدة من سمات المناخ الديمقراطي ، حرية التعبير عن الرأي و انتقال المعلومة دون قيد او شرط ، ومنذ 8 اعوام ، تمتع العراق (دستوريا) و(عمليا) بمثل هذا المناخ ، غير انه لا يوجد قانون واضح او ضمان قانوني يمنع عودة سياسة تكميم الافواه و مصادرة الحريات الشخصية و قمع التعبير والتضييق على انتقال المعلومة.

الدستور العراقي ضمن "حرية التعبير" لكنه لم يضمن اليات حماية الحق الانساني في ذلك ، فبقي الامر مرهونا بمدى كفاح و نضال النشطاء المدنيين ووسائل الاعلام و الصحافة المستقلة في التصدي لمحاولات متعددة لخلق "اسوار" و "جدران" امام انتقال المعلومات و حرية التعبير والتظاهر و الاعتصام وتوزيع المنشورات وانتقاد السلطة التي تبادر باستعراض قوتها بمس الحريات لفرض هيبة منقوصة وعدائية في حين تجدر بها المسؤولية الاخلاقية والوطنية ان تحافظ على التنوع و الشفافية والحريات مهما كانت متعارضة مع سياستها وذهنيتها.

سلسلة من الاجراءات المخيفة والمقلقة ، ارتكبتها وترتكبها الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية المركزية في خرق واضح للدستور العراقي (الديمقراطي) ، في محاولة لفرض سياسة الامر الواقع الجهوية و الشخصوية على الارادة العراقية الدستورية ، وفي جانب اخر الاستمرار بنهج تدجين المجتمع و خنقه في اطار العقيدة الواحدة و المذهب الواحد والصبغة الواحدة كامتداد للسياسة التعسفية لنظام البعث السابق في العراق.

فمسيحيو البصرة – على سبيل المثال لاالحصر- و عبر متحدث باسمهم ، يرون انهم باتوا مستهدفين بشكل رسمي و واضح وانهم مرغمون على خيار هجرة مدينتهم ، بسبب ممارسات مجلس المحافظة التعسفية بحقهم في التضييق على مصدر عيش اغلبهم في ظل عدم تأمين وظائف حكومية لهم ، في خرق صارخ للدستور للباب الثاني ، ثانيا /المادة 22 و التي تنص على " العمل حقٌ لكل العراقيين بما يضمن لهم حياةً كريمةً".والمادة 33 من الباب ذاته في ان " لكل فرد حق العيش في ظروفٍ بيئيةٍ سليمة".المجلس المحافظة اعترف بالخرق الدستوري الذي ارتكبه بحق المواطنين المسيحيين.

ولربما الاجراءات غير المقبولة وغير المسؤولة للحكومة في مصادرة الحريات الخاصة و تعطيل رزق الناس والتعدي على حرمة حياتهم و مصادرة حريتهم بسبب توجهات "دينية" لم ترد بدستور ولا بقانون وانما اجتهادات لايعرف دافعها او غرضها ، ففي بغداد قررت حكومتها المحلية اغلاق جميع محال المشروبات الكحولية والنوادي الليلية المرخصة وفق القانون في حملة رسمية غير مسبوقة كالتي شهدتها البصرة بأمر من مجلس محافظتها الذي لم يولي احتراما للدستور ومواده الملزمة ، وكان الدولة دولتهم فقط ، وتسير وفق قناعاتهم و توجهاتهم ، ودون ان يراعوا حقا لمواطنين اخرين يرون في ذلك حقا مشروعا ومشرعا.

اهم مادة في الدستور العراقي و التي يمكن اعتبارها ، الاساس التشريعي و الاخلاقي للحفاظ على التنوع الثقافي في البلاد ، المادة 44 منه و التي تنص على ان " لا يكون تقييد ممارسة أيٍ من الحقوق والحريات الواردة في هذا الدستور أو تحديدها الا بقانون أو بناءً عليه، لا يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية".

ومن هذا المنطلق ، على اي اساس قانوني او تشريعي تستند الحملة المريبة في قمع الحريات الخاصة ، واقفال محال المشروبات الكحولية والنوادي الاجتماعية في البصرة وبغداد ، وكأن ما يهدد امن المجتمع البلاد هذا الامر بعينه فقط ، مما يعيد الى الاذهان صورة الدكتاتور في ثوب المؤمن بحملته الايمانية!!.

ومن المستغرب فعلا ان تقوم السلطات ببغداد باغلاق النادي الاجتماعي في اتحاد الادباء و الكتاب في العراق ، غير مراعين لتاريخية النادي و دوره في احياء الحياة الثقافية في البلاد بصفته نقطة لقاء كل ادباء العراق و وجهة ادباء المحافظات ، و هذا التصرف ايضا يضاف الى سلسلة الخروق الدستورية ، حيث تشدد المادة 35 من الفصل الثاني في ان "ترعى الدولة النشاطات والمؤسسات الثقافية بما يتناسب مع تاريخ العراق الحضاري والثقافي وتحرص على اعتماد توجهات ثقافية عراقية اصيلة".

وفي سياق ما يمكن وصفه بالجهد المنظم لتقييد الحريات في العراق ، بتموز/يوليو 2004 اصدرت الحكومة العراقية المؤقتة قانونا دعته بـ"قانون السلامة الوطنية" يتيح لها فرض حظر التجول واصدار مذكرات اعتقال وحل الاتحادات والجمعيات وفرض قيود على التنقلات والتنصت على المحادثات الهاتفية للمواطنين.

ومما جعل المخاوف حقيقية تكبر وتتحول الى غول شرس، هو فرض سياسات خطرة ضد التعبير وانتقال المعلومة للمواطن في العراق ،حيث اصدرت وزارة الاتصالات العراقية في تموز 2009 ضوابط لتحديد استخدام شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) في العراق.ويبلغ عدد مستخدمي الانترنت في العراق نحو 17 مليون مستخدم.

هذه الضوابط و مثلها اخرى صدرت عن هيئة حكومية اخرى في البلاد هي مخالفة لنص و روح المادة 40 من الدستور العراقي والتي نصت على ان " حرية الاتصالات والمراسلات البريدية والبرقية والهاتفية والالكترونية وغيرها مكفولةٌ، ولا يجوز مراقبتها أو التنصت عليها، أو الكشف عنها".

ومما زاد طين المخاوف بلة صدور قرار من الحكومة العراقية بمنع دخول بعض المطبوعات الى البلاد ، فتحول هذا القرار الى اعلان ضد كل المطبوعات العراقية وغير العراقية الداخلة الى البلاد وفق اجتهادات القائمين على الحدود كما حدث مع بعض الاصدارات.

هذه الانتهاكات دعت النشطاء العراقيين الى تنظيم تظاهرات في عدد من مدن البلاد ضد محاولة خنق حرية التعبير و انتقال المعلومة ، استنادا على مواد دستورية سمحت بالتنوع فيما القوانين غير المسؤولة منعت ذلك.

وتشدد المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان على ان ""لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير. ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، وو الحصول على الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية".

فيما تنص المادة 38 من الدستور العراقي على ان " تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب : اولاً : حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.ثانياً : حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.ثالثاً :حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون".

و من الملفت للنظر انه ، لم يصدر قانون في العراق يشرع حدود حرية التعبير و انتقال المعلومة ، و لاقانون للمطبوعات ، و لا قانون للاجتماع و التظاهر السلمي". وبذلك تكون المواد الدستورية مجرد "كلمات" غير ملزمة ، وبامكان أي سلطة في العراق تقييد الحريات و التعبير وانتقال المعلومة.

ان مخاوف حقيقية تبرز في العراق اليوم ، بعد ان صار خرق الدستور اجراء يومي معتاد لا يؤرق بال مجلس النواب و لا المحكمة الاتحادية و لا حتى الحكومة نفسها ، مادام الامر يتعلق بفرض سلطة الامر الواقع على الناس الذين مازالوا يعتقدون ان الدستور مجرد "كتابة على ورق" كاعتقاد نمطي من حقبة الاستبداد السابقة ، غير ان الحقيقة تؤكد ان صيانة الدستور لم تكن يوما من السلطة بل من الشعب الذي تحكمه السلطة و بالتالي ربما هناك من يحاول ادلجة القضية و تعويمها دينيا فيما يخص بيع المشروبات الكحولية ، الامر بغاية البساطة : طالما العقيدة الدينية و التدين وممارسة الطقوس مسائل لها غطاء حمائي دستوري وفق المادة 41 ، وطالما ان الدستور ايضا وفر غطاء حمائيا للحريات الخاصة ، فالامر ليس معنيا باتباع هذا الدين و تلك الطائفة ، وانما بالتعايش السلمي والتنوع الثقافي والحرية الممنوحة للافراد.

غير ان الطامة الكبرى ، في ان بعضا من المسؤولين الحكوميين و التنفيذيين في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية يعتقدون ان تلك الحريات المكفولة دستوريا "حرام شرعا" وبالتالي صارت السلطة عصا قمعية وفق توجهات ضيقة لديها مصلحة الجماعة وفق مصلحة البلاد.

*رئيس تحرير مجلة نثر للشغل الابداعي و حوار الثقافات.



#صفاء_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاجل فيروز : ورثة الدم ... خونة الإرث !!
- الرقيب العسكريتاري يمنع دخول مجلة ثقافية تحررية من دخول العر ...
- قريباً .. إنطلاق مجلة نثر الفصلية باللغتين العربية و الانكلي ...


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صفاء خلف - حرية التعبير والحريات الشخصية مهددة في العراق !!