أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام عودة - هالقصة فوائد يقول ابو عبدالله















المزيد.....

هالقصة فوائد يقول ابو عبدالله


بسام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


هالقصة فوائد

يقول ابو عبدالله

أن أخ زوجتة الارمل لديه مجموعة من الابناء الصغار وكان هوا العائل الوحيد لهم يلبسهم ويأكلهم

ويقوم على شؤونهم ولم يرضى ان يدخل عليهم زوجة اب وكان يعيش هذا الرجل مع ابية وامه

الطاعنين في السن ويقدر الله ان يحصل لهذا الرجل حادث يموت على اثرها فترك الاطفال الصغار

لوحدهم مع ابويه الطاعنين في السن ليأتي القدر بعدها ب شهر ولاتندمل جراح الاسرة وتموت الجدة

ويبقون الاطفال الصغار مع جدهم الشيخ الكبير وهنا قامت خالتهم بالذهاب الى بيت ابيها يوم وفاة الام

وقالت يا ابي سأخذ اولاد اخي لاربيهم لعلمها ان والدها لن يستطيع مرعاتهم ولتحمل عنه هذا الحمل

وكان زوجها ابو عبدالله خير معين لزوجتة واخذوا الاطفال وجمعوهم مع اطفالهم ليصلوا قرابة 13

طفل فمع مهنة ابو عبدالله البسيطة الا انهم تحملوا المشاق لتربية الايتام وتربية اطفالهم بروح الرضا

والمحبة وفي اجازة المدرسة قرر ابو عبدالله ان يصطحب الاولاد لاداء العمرة وذهبوا الى الاراضي

المقدسة ومن بعد اداء العمرة اخذ بالاولاد الى جدة ل السياحة واخذوا لهم شقة وارتاحوا وفي اليوم

التالي انطلقوا الي البحر

وجلس الاطفال يلعبون ويمرحون الى منتصف اليل ف طلب من الجميع الركوب الى السيارة ومع كثرة

الاطفال ماشاء الله وتعب الاب والام وكان الكل تعب بعد يوم شاق فأخذ كل طفل مكانه واستغرق في نوم

وعند وصولهم الى الشقة القى كل طفل ب جثتة في سبات عميق وبعدما رتبت الام كل شي القت هي

الاخرى بنفسها في نوم عميق ومع اذان الفجر صحيت الام واخذت تغطى هذا وتعدل من نوم هذا الى

انها لم تجد ابنتها ليلى فقد نسيوها وصحيا الاطفال على صوت الاب الذي يقول بصوت عالي ابحثي هنا

وهناك وكانت الام كما نقله لنا ابو عبدالله في هدوء من امرها فقالت دعنا نرجع للبحر لاننا نسينا ابنتي

هناك فركبت الام والاب السيارة منطلقين الى مكانهم الذين كانوا علية على الشاطي فأذا هم يرون

ابنتهم ليلى تجلس على تلك الحصاة الكبيرة وتنظر الى البحر في طمأنينة وهدوء ولم يبدوا عليها

الخوف والقلق وعند ما شاهدت اهلها جريت نحوهم وقالت يا امي لماذا قلتم ان خالي ((اب الاولاد)) قد

مات لقد كان معي طيلة الليل واول ما اتيتم ذهب؟!

هنا بكت الام والاب وعرفوا ان الله قد حفظ ابنتهم لحسن معاملتهم لهؤلاء الايتام

سبحان الله

جزا الاحسان بالاحسان..

حبيت انقل لكم القصه .. كلها عظه وعبره احسان باليتيم ... ومو بس اليتيم حتى ابنااء زوجكِ ارحميهم ماذنبهم...!! ارحمي تُرحمي




ربَّ أخ ..؟؟
ربَّ أخ ..؟؟

ربَّ أخ ..؟؟


عرفته بعد دقائق من وصولي إلى مكَّة المكرَّمة، دلَّني عليه أوَّل من لقيته من الطلبة الوافدين حين عرف أنني من جمهوريَّة رواندا. كانت الدَّقائق الأولى للقائنا شديدة الوطأة على نفسي؛ توجُّساً منه، كان يأسرني رغم حاجتي إليه في تلك اللَّحظة، حيث بشاشته في وجهي، واحتفاؤه بي. كانت أسئلته الكثيرة عن الصَّيحات العصبيَّة بين قبيلتَيْنا تزيد من وطأة الإحراج، فقد كان ينتمي إلى قبائل الهوتو وأنا أنتمي إلى الأقليَّة التوتسي.. قبيلتان قيل: إنَّهما عدوَّتان منذ الأزل! وكأنَّ ربّاً واحداً لم يخلقهما. ناوَلني شيئاً من الكعك ومن حليب بارد، قال: هيَّا لنبدأ بالبيت.
وفي الحرم كان هو مطوِّفي ودليلي في هذا المكان المفعم بالجلال، وفي المسعى بدا بقامته الفارعة وخطواته الواسعة كأنَّه في هرولة مستمرَّة بين الصَّفا والمروة، سبعة أشواط خضتها وأنا أعدو خلفه في سباق ماراثوني حقيقي.
وبعد عودتنا إلى السَّكن الجامعيِّ بالعزيزيَّة خلدت إلى نومة كأنها أطول من نومة أصحاب الكهف. استيقظت بعدها على روائح أطعمة مصفوفة وسط غرفته الصَّغيرة ومجموعة من الطَّلبة الذين أتوا لتهنئته بقدوم «أخيه الصَّغير». وعاتبه أحدهم:
- هيهْ! أكنت تخفي عنَّا قبول أخيك بالجامعة؟
- معذرة، لم تكن الأمور محسومةً تماماً هنا وهناك.
التفت إليَّ ساخراً، وقال:
- هاها.. إنه ولدٌ مهذَّب، أبشروا فلن تنزعوا منه كلمة واحدةً عن سوالف أخيه الأكبر.
ضحكاتٌ أتبعناها بالهجوم المكثَّف على كتيبة الطَّعام المصفوف، وعرفت فيما بعد أن من أسمائها: الكبسة، والدَّجاج المحمَّر، والزَّبادي، والشَّاورما، والكفتة، والزَّيتون.
ومنذ ذلك اليوم ومنذ السَّاعات الأولى لقدومي إلى مكَّة المكرَّمة؛ لم يشكَّ أحدٌ في أنني وكالوشا أخوان شقيقان قد ولدتنا وأرضعتنا وفطمتنا أمٌّ واحدة، وساعد في تصديق هذا الزَّعم ملامحُ وراثيَّة مشتركة بيننا من بشرة سمراء فاتحة، وقامة فارعة مثل شجر الباوبابْ الاستوائي، وعضلات مفتولة تشعرك بعمالقة في رفع الأثقال بما فيها الفيَلة الإفريقيَّة الضَّخمة.
وبعد تخرُّجه في علم الاقتصاد الإسلاميِّ عاد إلى الوطن ليتابع العمل في تجارة الماس والعاج. وهي مهنة ناجحة لدى أفراد عشيرته. وكان يستحثُّني على الإسراع بالتَّخرج واللِّحاق به في الأعمال. وبالفعل لحقت به بعد التَّخرُّج على استحياء برأسمال زهيد لا يغني شيئاً في تجارته الرَّائجة ذات رأس المال الكبير. وسرعان ما أثارتْ تلك العِشْرةُ والأخوَّة استغراب النَّاس وسخريّتهم. وكان بعضُهم يتأفَّفُ قائلاً:
- أمعقــول؟! سبحان الله شخصان: توتسيٌّ وهوتــوِيٌّ يتــآخيان ويجتــمعــان؟!
أما أفراد عشيرتي التوتسي وإخواني الأشقَّاء فكانوا يحذرونني منه: لا تأمن اثنين ما حييت: الدُّنيا والهوتو! مَثَلٌ قديمٌ كانوا يردِّدونه على مسامعي.

ومنذ الأيام الأولى من نشوب الحرب القبليَّة بين قبيلتَيْنا كان أخي قد أقنعني بعد جهد جهيد بضخِّ جميع رأسمال الشَّركة في شراء العاج والاحتفاظ به في مكان آمن.. قال: بهذا سوف نؤمِّن على أموالنا، فمن يدري لعلَّ العملة المحليَّة هذه تُلغى من التَّداول بفعل الحرب الطَّاحنة. وكان رأيي أن نحوِّل الأموال إلى بلد آخر؛ لاستثمارها هناك، لكن ذلك لم يكن في الحقيقة صائباً. وأخيراً لم يكن بدٌّ من الإذعان لرأيه.. كميَّة كبيرة من العاج اشتريناها بسعر زهيد وسط استغراب التُّجار ودهشتهم في وجه هذا الفنِّ الجديد من الجنون والخبل. وفي مخزن الشَّركة حفرنا - نحن الاثنين - حفرة، وأفرغنا في أرضيَّتها ترسانة من الإسمنت المسلَّح، وبنينا فيها جداراً من البلاط، وبإحكام وضعنا فيها صناديق العاج، وأقسَم لي أخي الأكبر أنَّه لا يعلم بهذا إلاَّ الله ونحن الاثنان.
- هكذا سنستخرج كنْزنا بعد الحرب إن شاء الله، دون أن نخسر شيئاً.. وحتماً سوف يزداد الطَّلب على العاج بعد الحرب!
قال ذلك وهو يربِّت على كتفي، ويلقي ببعض الأحجار فوق الحفرة، بعد أن ردمنا فوقها لإخفاء آثارها.
وفي الأيام الأولى من الحرب، والإبادة الجماعيَّة على قبيلة التوتسي؛ غَدَت دار أخي الأكبر مأوى ودار أمان للاَّجئين الفارِّين من الميليشيات المتهمِّجة، والقتَلة الوحشيِّين.. وفي ذات ليلة حين كانت طلقاتُ المدافع والبنادق الرَّشاشة تطنُّ في كلِّ اتِّجاه من العاصمة مثل طنين أسراب نحل، وصيحاتُ الاستغاثة تعلو على نباح الكلاب المسعورة؛ افترقنا شذرَ مذرَ دون وداع، ونجا كلُّ فرد بجلده، وانقطعت عنِّي أخباره زهاء سنتين، والحرب تأكل الأخضر واليابس. وبالفعل ظهرت حصافته وحنكته – لولا أنَّه أخي لقلتُ: شطارته - التِّجاريَّة، إذ لم يمضِ عام على نشوب الحرب حتى استولت الميليشيات على البنك المركزيِّ وكسَّروه ونهبوه؛ فسارع البنك الدولي إلى إلغاء الفرنك الرواندي الذي لم تعُد قيمتُه تعادل قيمة أوراق الشَّجر الجافَّة التي تملأ شوارع كيغالي.
وذات يوم وقع خبره على مفرق رأسي وقوع الصَّاعقة، شابٌّ من فلول الميليشيات من عشيرتي أكَّد لي أنَّه رأى أخي الأكبر في العاصمة منذ أشهر في سيارة جيب بصحبة مجموعة من الجنود عند مستودَع شركتنا! تُرى.. لماذا عاد إلى كيغالي وكلُّ حيٍّ فيها محكوم عليه بالموت؟ فهل عاد أخي الأكبر ليستخرج الكنْز؟ أيظنُّ أنني مقتول؟ أقبضت عليه الميليشيات فدلَّهم على الكنز؟ كانت الوساوس والظُّنون تساورني كلَّ ليلة، وخيبة أملي تتضخَّم يوماً بعد يوم، خاصَّة أنني كنت قد أنفقت الفلس الأخير في جيبي منذ زمن طويل، وعلى عاتقي عيالي في هذا المهجر الفقير حيث لا وجود لما يسمَّى «عمل» أو حتى شبه عمل، بل كان نصف المواطنين في هذا البلد قد انقلبوا «لاجئين» مثلنا، وأصبحوا مثل كبار الموظفين الحكوميِّين يأخذون نصيب الأسد من المعونات الغذائيَّة التي توزعها علينا منظمة اللاَّجئين.. كان المثل الشّعبي يجلجل في أذني: «لا تأمن اثنين ما حييت: الدُّنيا والهوتو!»

ويوم عدتُ إلى كيغالي بُعَيد الحرب، وقبل أن يعرف أقاربي القلائلُ بعودتي، وقبل أن أشرع في إخلاء داري من جيوش الأعشاب، وكتائب السّحالي والحشرات التي بدتْ كأنَّها كانت تستعجل مغادرة أهل المدينة؛ لتحتلَّها احتلالاً مؤبَّداً، وتتكاثر فيها بسرعة مذهلة في انفجار سكانيٍّ تعوِّض به خسارة مئات الآلاف من الأرواح التي حصدتها أيدي الميليشيات المتوحِّشة. وقبل كلِّ شيء كان لا بدَّ لي من جولة استكشاف عاجلة لمستودع شركتنا. وحين وصلتُ إلى المستودَع كنتُ أحمل عصاً يعلم الله أنَّني لم أقصد أن أتَّكئ عليها، ولكن لأصارع بها الأعشاب الطَّويلة، وما قد يوجد بالمكان من سلالات الأفاعي في ضخامة «أناكُونْدات» أدغال الأمازون، وسحالي «الكومُودو» العملاقة. وبعد أن نجحتُ في اختراق الحوش المحيط بالمستودع إلى عمقه؛ فوجئتُ بمنظر مروِّع: بقايا عظام هيكليَّة آدميَّة وعدَّة جماجم هنا وهناك. لا شكَّ أن القتلة الوحشيِّين أقاموا هنا مهرجان جزارة مُروِّعاً.. سواطير متصدِّئة، وقِطع فولاذيَّة حادَّة غليظة مرميَّة بالمكان تشهد ببشاعة ذلك المهرجان الآثم.. كان المِعْوَل والرَّفش والمحراث التي استخدمناها في الحفر موجودةً أيض اً.. تُرى أستخدمها القَتَلة الجزَّارون في جريمتهم؟! وخلال دقائق كان الهلعُ قد أنساني ما جئتُ من أجله، وحين تخلَّصتُ من إسار هذا المشهد الجنونيِّ؛ وقع بصري على الردم الذي غطينا به الكنْز المدفون، وقد أصبح كومةَ تراب نبت فوقها العشب.. ثم درت دوْرَة حول كومة التُّراب تيقَّنتُ بها أنَّ الكنْز ما زال تحتها، وفجأةً انتابني شعورٌ عنيف بالخجل. تُرى إذا ما باغتني أخي الأكبر الآن في هذا المكان فماذا أنا قائلٌ له؟ كيف جئتُ إلى هذا المكان قبل ذهابي إلى دار أخي؛ لتفقُّد أحواله والاطمئنان عليه؟ يا لها من خيانة عظمى لرباط الأخوَّة الذي يجمعنا! تسـلَّلتُ بخفَّة من المكان وكأنَّني غريبٌ دخيلٌ أحذر أن يراني أحدٌ متلبِّساً بجريمة اقتحام موقع محظور.
لم أكدْ أتخطَّى عتبةَ دار أخي الأكبر حتى فوجئتُ بزوجتي وقد سبقتني إلى هذه الدَّار، وهي في بكاء حارٍّ، وقد تحلَّق بها عددٌ قليل من نساء الحيِّ النَّحيلات. كانت زوجةُ أخي الأكبر تواسي زوجتي.. يا إلهي! ما هذا الحِداد المفاجئ؟! عجزت ساقاي عن تحمُّلي حين سمعتُ بالنَّبأ الفاجع.. هويتُ جالساً على كومة طوب وأنا أسترجع.. لقد مات أخي مقتولاً! كان قد عاد فجأةً إلى كيغالي لأمر عاجل تاركاً رسالةً لزوجته، وأخرى لي. واثنان من أطفاله الثَّلاثة توفُّوا بعده بالكوليرا التي تبيضُ وتصفر حرَّةً طليقةً بمعسكرات اللاَّجئين.
وبيد مرتعشة قرأتُ رسالته إليَّ، وكان فيها:
«أخي الأصغر! أكتب إليك هذه الكلمات، ولكن رجائي أن لا تتهيَّأ الظُّروف حتى تقرأها.. أرجو أن يجمع الله بيننا، وأن تضع هذه الحرب الوحشيَّة أوزارها عاجلاً. إنَّني الآن في طريقي إلى كيغالي؛ لإصلاح خطأ جسيم لم نفطِن له: لا بدَّ من عمل فتحة خفيَّة للحفرة تنفذ منها الحرارة، وإلاَّ فإنَّ الحرارة سوف «تحرق» العاج، ويصفرُّ لونه في غضون أشهر.. سأجعل أنبوباً خفيّاً في جدار. وقد جزمتُ لزوجتي ألاَّ تفتح هذه الرِّسالة تحت أيِّ مبرِّر إلا إذا أيقنت أننا - نحن الاثنين - قد فارقنا الحياة. أخي الأصغر! كم أنا مشتاقٌ إليك!».




اثرالصدقه على صاحبها
بسم الله الرحمن الرحيم

يذكر رجل يسمى ابن جدعان
وهذه القصة حدثت منذ أكثر من مائة سنة تقريبًا فهي واقعية ..
يقول : خرجت في فصل الربيع ،
وإذا بي أرى إبلي سماناً يكاد أن يُفجَر الربيع الحليب من ثديها ،
كلما اقترب ابن الناقة من أمه دَرّت وانفجر الحليب منها من كثرة البركة والخير ،
فنظرت إلى ناقة من نياقي وابنها خلفها
وتذكرت جارًا لي له بُنيَّات سبع ، فقير الحال ،
فقلتُ والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري ،

والله يقول : (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران:92]

.. وأحب مالي إلي هذه الناقة ،
يقول : أخذت هذه الناقة وابنها وطرقت الباب على جاري
وقلت خذها هدية مني لك ..
يقول: فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول ،
فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها
وينتظروليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خيرٌ عظيم !!

فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه ،

تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلأ ،
يقول شددنا الرحال نبحث عن الماء في الدحول ، والدحول :
هي حفر في الأرض توصل إلى محابسمائية لها فتحات فوق الأرض يعرفها البدو ،

يقول : فدخلت إلى هذا الدحل لأُحضر الماء حتى نشرب ـ
وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون ـ
فتهت تحت الدحل ولم أعرف الخروج !
وانتظر أبناؤه يومًا ويومين وثلاثة حتى يئسوا

وقالوا : لعل ثعبانًا لدغه ومات ..
لعله تاه تحت الأرض وهلك ..
وكانوا والعياذ بالله ينتظرون هلاكه طمعًا في تقسيم المال والحلال،
فذهبوا إلى البيت وقسموا الميراث
فقام أوسطهم وقال: أتذكرون ناقة أبي التي أعطاها لجاره ،
إن جارنا هذا لا يستحقها ،
فلنأخذ بعيرًا أجربًا فنعطيه الجار ونسحب منه الناقة وابنها ،
فذهبوا إلى المسكين وقرعوا عليه الدار
وقالوا: أخرج الناقة ..
قال : إن أباكم أهداها لي .. أتعشى وأتغدى من لبنها ،
فاللبن يُغني عن الطعام والشراب كما يُخبرالنبي،

فقالوا : أعد لنا الناقة خيرٌ لك ،
وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها الآن عنوة ، ولن نعطك منها شيئًا !
قال : أشكوكم إلى أبيكم ..
قالوا : اشكِ إليه فإنه قدمات !!
قال : مات .. كيف مات؟ ولما لا أدري؟
قالوا : دخل دِحلاً في الصحراء ولم يخرج ،
قال : اذهبوا بي إلى هذا الدحل ثم خذوا الناقة
وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم ،
فلما ذهبوا به وراء المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي ذهب
وأحضر حبلاً وأشعل شعلةً
ثم ربطه خارج الدحل فنزل يزحف على قفاه
حتى وصل إلى مكان يحبوا فيه وآخر يتدحرج ..
ويشم رائحة الرطوبة تقترب ،
وإذا به يسمع أنينًا وأخذ يزحف ناحية الأنين في الظلام ويتلمس الأرض ،
ووقعت يده على طين ثم على الرجل
فوضع يده فإذا هو حي يتنفس بعدأسبوع من الضياع ، فقام وجره وربط عينيه ثم أخرجه معه خارج الدحل وأعطاه التمروسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ،
ودبت الحياة في الرجل من جديد ، وأولاده لا يعلمون ،
قال : أخبرني بالله عليك كيف بقيت أسبوعًا تحت الأرض وأنت لم تمت !!
قال: سأحدثك حديثاً عجيباً ، لما دخلت الدُحل وتشعبت بي الطرق
فقلت آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه,
ولكن الجوع لا يرحم ، فالماء لا يكفي ..
يقول : وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ ،
وبينما أنا مستلقٍ على قفاي سلمت أمري إلى الله
وإذا بي أحس بلبن يتدفق على لساني
فاعتدلت فإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأرتوي ثم يذهب،
فأخذ يأتيني في الظلام كل يوم ثلاث مرات ،
ولكن منذ يومين انقطع .. لا أدري ماسبب انقطاعه ؟
يقول : فقلت له لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت !
ظن أولادك أنك مت جائوا إلي فسحبوا الناقة التي كان يسقيك الله منها ..
والمسلم في ظل صدقته ،
وكما قال : ))صنائع المعروف تقي مصارع السوء!((
فجمع أولاده وقال لهم: أخسئوا
.. لقد قسمت مالي نصفين، نصفه لي ، ونصفه لجاري !
أرأيتم كيف تخرج الرحمة وقت الشدة .. !

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج..!

للأمانة منقول



#بسام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل الفرح القادم على هيئة عيد
- الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية ، وذلك بناء على قرار
- حل أزمة كهرباء غزة بين تذمر الموظفين وتساؤل المواطنين
- - الانروا- والتعليم
- موساة لكل من انهكته المصائب وأحاطت به اروع كلمه
- التاريخ ، ولا ننسي مخيم الشاطئ والبريج وخانيونس .


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام عودة - هالقصة فوائد يقول ابو عبدالله