أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيما كدمون - أيها الوزير يشاي إذهب الى البيت














المزيد.....

أيها الوزير يشاي إذهب الى البيت


سيما كدمون

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 15:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يديعوت – 5/12/2010: في دولة طبيعية، كان يمكن لأحد ما أن يُجري انتحارا على النمط الياباني. أو يستقيل. في دولة طبيعية، قبل يومين كان سيصدر نداء جماهيري مصمم لاقالة المسؤولين. في دولة طبيعية، بدلا من جلب قوات الانقاذ والبسكوت وعصير البرتقال كان مواطنو الدولة سيقفون هذا الصباح أمام مكاتب الحكومة مطالبين بتحسين شروط حياتهم، باقالة المذنبين والشروع، بحق الجحيم، فورا في إحداث النظام في دولة العالم الثالث هذه التي تُسمى اسرائيل.
ولكننا نحن لسنا في دولة طبيعية. ولهذا فان وزير الداخلية، الوزير المسؤول عن خدمات الاطفاء والرجل المسؤول وزاريا عن القصور الفظيع هذا، يدعو دون ذرة خجل لتشكيل لجنة تحقيق. نعم، نعم، لجنة تحقق في قصورات الوزارة التي هو نفسه مسؤول عنها. إذ انه اذا كان يطالب، بل وبحزم، بلجنة تحقيق، فهذا دليل على انه ليس مذنبا، واذا لم يكن هو المذنب، فعندها يكون هناك مذنبون آخرون.
ولعله مثلما هو الحال عندنا دوما، لا أحد مذنب، فقط "الحكومات السابقة"، أو "وزراء سابقين"، أو وزراء مالية سابقين – باستثناء نتنياهو بالطبع – الذين لم يعرفوا ولم يسمعوا ولم يفهموا ولم يصادقوا على الميزانيات.
ولكن في نهاية المطاف، المسؤول الرئيس سيكون أصغر المراتب، تلك العائلة من عسفيا، التي نرجيلتها أحرقت لنا الكرمل، وليس القصور الساحق، الذي لا يُفهم ولا يُغتفر، والذي ليس فيه للدولة أي وسيلة اخرى، فقط طائرات من القوى العظمى قبرص واليونان التي تُستدعى على عجل لتطفيء لنا الحرائق.
لا توجد كلمات أمام حزن وخراب عائلات الضحايا في هذه المصيبة الباعثة على الصدمة.
ولا توجد كلمات لوصف ألم القلب، وجع النفس، الكرب الهائل في ضوء مشهد النار التي تأكل الاحراش الطبيعية، الغابات المزروعة، الجبل الاخضر على مدار السنة، الحيوانات البرية، الحديقة القومية. سويسرا الصغيرة خاصتنا. وبقايا المنازل المتفحمة، الدليل على أنه قُضي هنا في لحظة على حياة كاملة. وربما ايضا لا يوجد حقا سبيل للاعراب عن الحرج والخجل حيال القطار الجوي الذي يأتي من كل العالم، بما في ذلك عبر الانترنت، وذلك لأن يدنا أقصر من أن تنقذنا أنفسنا.
ولعله مع ذلك يوجد في هذا درس ايجابي: اسرائيل لا يمكنها أن تعزل نفسها عن العالم. وها هو حتى نتنياهو نفسه فهم ذلك.
ولكن توجد، بل وتوجد جدا، الكثير من الكلمات التي ستُقال وتُكتب على ما حصل هنا. على أين كانت ابراج الرقابة، بالونات الرقابة، الاطفائيات وطائرات الاطفاء. كيف تطورت شعلة صغيرة كان يمكن اطفاءها بدلو من الماء، الى الحريق الأكبر في تاريخ الدولة. وكيف في دولة في معظم اشهر السنة هي إما صيف، أو حرب أو كلاهما، لا توجد منظومة مرتبة لمنع واطفاء الحرائق.
ولماذا وزير داخليتنا، ايلي يشاي، الذي يُجيد جدا اطفاء الحرائق التي تشتعل في حزبه، ويقاتل حتى آخر قطرة من دمنا في سبيل كل أغورة لأبناء المدارس الدينية ويُخضع الحكومات الواحدة تلو الاخرى يُبدي اهمالا وتسيّبا تاما في كل ما يتعلق بمجالات وزارته.
وعن التنكر التام من الجميع. كيف يسارع كل وزير ليمتشق روايته. احساس بالتقزز والنفور يثيره السياسيون، حراس غاباتنا، ممن سارعوا الى "الساحة" ووقفوا الواحد الى جانب الآخر وهم يحملون المناظير لمراقبة ما يحصل من الشرفة. سخافة وحقارة أثارتها دعوة نتنياهو لاقامة اتحاد فيدرالي اقليمي لاطفاء الحرائق وتشكيل أسراب طائرات خاصة.
هكذا هو الامر عندنا: إما كل شيء أو لا شيء، أسود أو أبيض. في يوم ما لا يوجد حتى سلم، وفي الغداة، لا أقل ولا أكثر – يتحدثون عن سرب طائرات كامل. وكله في تصريحات صاخبة، وافعال تظاهرية، اعلانات غير مسنودة وبالأساس غير متحققة.
يُقال إن حريق الكرمل هو يوم الغفران لرجال الاطفاء. من اجل جيل حرب يوم الغفران فان شيئا لم يكن ولن يكون مشابها لتلك الحرب. ينبغي أن نأمل، في أن حريق الكرمل سيكون حرب لبنان الثانية لحكومة نتنياهو. تلك الايام التعيسة التي تشكك بالمفاهيم السائدة، تهز الأسس، وتُغير المذاهب الفكرية. مشاهد وأحداث تتراكم في الوعي، بالضبط مثلما تتراكم في الارض المحروقة.
ولعل هذا هو زمننا، نحن الجمهور الاسرائيلي، لنصرخ ونقول: يا وزير الداخلية يشاي، إذهب الى البيت.
وذلك اذا كان ما حصل هنا لن يُحرك شيئا، فان شيئا على الاطلاق لن يفعل ذلك.



#سيما_كدمون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام للسلام


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيما كدمون - أيها الوزير يشاي إذهب الى البيت