أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - الكتابة إرث القادم














المزيد.....

الكتابة إرث القادم


هناء شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 13:32
المحور: الادب والفن
    



لطالما استفزتني مواقف ما انفككت عنها إلا بإمساك القلم فالكتابة، حتى إذا انتهيت
وجدت نفسي أصوغ استفزازاتي على شكل خاطرة، قصيدة أو حتى قصة.
ما أدركت يوما بأنني سأُقرأ، أو حتى سيدون استفزازي على شكل كتاب قد يجند لاحقا ليكون إرثا.
منذ أقل من أسبوع بدأت تجتاحني فكرة طرح سؤال يجب كشف نقاب الاستفسارات حول مضامينه:
لماذا نكتب؟
من أجل من نكتب؟
ومن يقرأ ما نكتبه نحن؟

أسلافنا قاموا بما نقوم به، صنعوا إرثا يحتذى به، وإرثنا نحن من يقوم بالحفاظ عليه؟ أو بالأحرى من سيخوض النبش بإرثنا ليكون إرثا حقا؟
هل ما نقوم بكتابته يفسر شرح ذواتنا لذاتنا؟ أم أننا نخاطب مجتمعا بكل طبقاته ومشاكله واستهجاناته؟
ربما يكتب الفرد منا ليعانق نفسه ظاناً بأنه يخفي لفيف النظرات عنه بحجة المجتمع، اقصد بأنه يتوهم ! وربما يدخل الكاتب منا رغبة الخوض في تجربة استلذ بها، ليسلط أضواء حوله، عالماً يصنعه لنفسه فلا يجد لذاته جمهورا إلا ذاته.

هناك سؤال يحيرني بعض الشيء: ما هو مقدار إنتاج مثقف ليغدو كاتبا بلقب يعطيه حق ميراث الكتابة؟
بات اليوم أسهل ما يمكن اعتباره لقبا لكاتبٍ أو شاعر، هو إنتاج كتاب وطرحه بالأسواق والإعلان عنه بواسطة الزغاريد التي تلفظها الصحف الإلكترونية والورقية.
الكتابة مسؤولية تحملنا الرصانة لاتخاذ قرارات قد نتحمل عقباتها لاحقا، ليس كل من خط حرفا وعبارة غدا كاتبا ! بدأت الكتابة بعمر الثانية عشر، واتخذت قرار صدور كتابي الأول بعمر الرابعة والثلاثين. اصطحب صدور كتابي الأول هاجسٌ أقلقني وقض مضجعي لتحملي مسؤولية ما تحمله صفحات الكتاب من أفكار وطروحات قد يتم التحدث عنها لكل من قرأ. نحن نكتب ذواتنا بكل الصور لكننا نكتب للقارئ، ولا يشترط بالقارئ أن يكون مثقفا ليفهمنا، لكن على الكاتب أن يكون مثقفا وملما بكل ما يحيط به من علوم ليكون بقدر مستوى القلم الذي يحمله بين أصابعه.

لا أكتب هذه السطور لأقول لمن لديه رغبة إنتاج جديد أن يتوقف ويتمهل اثنان وعشرون عاما، ولا اكتب هذه الملحوظة لأعلن عن التأني الذي مارسته بحق نفسي، هنا سأكون قد غدرت برسالة وددت إيصالها لأشهر بمقالتي وأكون قد أودعت الحروف ببورصة الإشهار، لكن حقا علينا دراسة مشاريعنا وإن كانت مقالة أو موضوعا وطنيا سياسيا أو حتى قصيدة وربما قصة أو رواية، فالموضوع ليس بزخرفة الحروف بل بمضمون الرسالة التي يتوجب علينا الإرشاد عن طريقها، لنغدو أمة مثقفة تتحمل مسؤولية مجتمع سيرث القادمَ ليكون أفضل.

كل يوم يولد كاتب، وكل فترة وجيزة نسمع عن ميلاد صحيفة، أين القارئ؟ أيعقل بأن نكون أمة ً مثقفة تكتب بأقل عدد من القراء؟ أم أننا حقا نكتب لنعزز كبرياءَنا بإلقاء نظرة الرغبة فينا على أسمائِنا المطرزة بجانب عناوين خطها الغرور بنا.
أين الداعمون الحريصون على أجمل وأرقى وأرصن لغة بسطها الله على خليقته؟
وما مدى صنع القرار في مراقبة طيات صفحات قد تكون قواعد لجيل ما عاد يرى سوى الرصاص والسكين والشتم والعنف رجولة لنفخ عضلاته، ومهرباً إلى لذة الانتشاء عن طريق الفواحش والمحرمات.
صناع القرار في صدق المراقبة، كل فرد منا بداخله زر أحمر يضيء وقت شذوذه عن مسلك ضميره، لم نطيل الغفوة في ركاب المصلحة الذاتية؟ ولم نحتاج رقابة عُليا على ذواتنا لنستفيق؟ وما نوع المخدر الذي تجرعه ضميرنا ليصبح كل شيء فينا ينمو إلا الصدق .

علينا بالوقوف أمام ضمائرنا، وأنفسنا، فنحن في فترة انحطاط نسبية ، التي فُسرت بعض عواقبها بأنها حرب لا بد وأن نخرج منها منتصرين لنعود قبل أي شيء أسيادا على أنفسنا. إن في الجهل عبودية، وفي الرتابة موت سريري، لا بد وأن نؤازر بعضنا ونتعلم لنكتشف خبايا ضعفنا فنرتقي شيئا فشيئا. الإصغاء يا أمتي! ما فشل قوم إلا لأنهم ما أجادوا الإصغاء ، ففي الإصغاء حكمة، وحكمة الكتابة الصدق في الرسالة.



#هناء_شوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع احتملات
- أشباه حب
- حلم على غدير الشوق
- خيوط حب
- غادة ٌ وقسيم
- كل ألف عام
- قصص قصيرة جدا
- خربشات في الحضور
- حبيبي
- الحال والترحال
- حوار الفراق
- كلمتني
- أنا النار
- حب ٍ يُدرك
- قانعة
- يا شام الارض
- بشراك مطرا ً
- غزيرة
- خالية المسار
- مهزومة في جولة إنتصار


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - الكتابة إرث القادم