أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي














المزيد.....

ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائماً ما يتردد الحديث عن علاقة حميمة تجمع إيران بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إبتداءً من الحرب على العراق وصولاً إلى وثائق ويكيليكس وإنتهاءً بالهيمنة الفعلية على المنطقة برمتها, فما تريده إسرائيل والغرب في المنطقة هو الإخضاع التام والخوف الدائم من قوة ما تقف خلف الحدود وتملك قوةً ناعمة خارج حدودها تصل لحدود النفوذ المُطلق, وقد لعبت إسرائيل دوراً كبيراً في تعميم الخوف والرعب بين شعوب المنطقة تمهيداً لإخضاعها ونجحت بالفعل, قد يكون البترول وأمن إسرائيل إحدى الأهداف المهمة والقوية والحساسة, إلا أن الهدف الأهم لمثل هذا الإخضاع يتمثل بعدم قيام دول عربية قوية ذات قدرة على المواجهة عسكرياً وسياسياً ونذكّّر هنا على سبيل المثال لا الحصر بالحرب الأمريكية على العراق, والقيود المفروضة على قيام دولة مصر إقتصادياً و عسكرياً بما تمثل من نواة لقدرة جبارة جسّدها الرئيس جمال عبد الناصر يوماً ولن يُكتب لها أن تعود.
الهدف الأساسي للحرب على العراق هو فتح المنطقة أمام التمدد الفارسي وإزالة جميع الحواجز التي تُعيق قيام ذلك, وقد نجحت إيران فعلاً في نخر الجسد العربي المهترئ أصلاً بغية السيطرة الكاملة على المنطقة وما الوثائق الأخيرة التي نشرها موقع ويكيليكس إلا حلقة مثيرة في مسلسل إيراني طويل يحمل بصمة إسرائلية واضحة عمدت إلى كشف بعض الدول العربية الداعمة للحرب على إيران ما شكل حرجاً كبيراً لهذه الدول أمام شعوبها وأمام إيران, أما التوقيت المشبوه لتسريب هذه الوثائق لموقع ويكيليكس الذي إكتسب ثقة الأنظمة والشعوب في العالم فهو للعزف على عدة أوتار متباعدة بغية ثني واشنطن بالدرجة الأولى عن ممارسة ضغط كبير على إسرائيل فيما خص عملية السلام ووقف الإستيطان وربما خوف إسرائلي حقيقي من إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد, وتالياً التشويش على المساعي السورية السعودية لحل الأزمة اللبنانية قُبيل أسابيع على صدور القرار الظني.
الإتفاق حول تشكيل الحكومة العراقية بعد ثمانية أشهر من المخاض العسير لولادتها أتى بصفقة أمريكية إيرانية واضحة تولى على أساسها السيد نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية على الرغم من خلافاته القوية مع دمشق على خلفية إتهامها من قبله بالضلوع في تفجيرات متعددة داخل العراق وأيضاً عدم رضا سعودي على توليه لمنصب رئاسة الحكومة لا سيما بعد رفض الأخير مبادرة الملك عبدالله للحوار في الرياض, هذا الإتفاق بين واشنطن وطهران حول تشكيل الحكومة في العراق قابله إتفاق أخر يقضي بتخريب المساعي السورية السعودية للحل في لبنان بإنتظار صدور القرار الظني الخاص بجريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ما يفتح المرحلة المقبلة على إحتمالات متعددة لا تخلو من التسوية الكبرى في المنطقة على حساب القضية التي تغنى بها حزب الله طولياً, أو ربما تحويل المقاومة العسكرية في الجنوب إلى حارس لحدود إسرائيل مقابل تسليم بعض العناصر الضالعة إلى المحكمة الدولية ضمن صفقة إعدت مُسبقاً للبقاء على سلاح حزب الله وتنظيمه لضبط الوضع اللبناني بنفوذ إيراني مباشر يحاكي في شكله ومضمونه النفوذ السوري المُطلق في العقدين الماضيين بمباركة إسرائلية مباشرة توفر على إسرائيل عناء الدخول مجدداً إلى المستنقع اللبناني بحرب غير محسومة للقضاء عسكرياً على حزب الله.
الخطة الإنقلابية أعدت سلفاً ومنذ سنوات وهي تنتظر صدور القرار الظني حتى يُطبق حزب الله على الدولة ومؤسساتها ويسقطها بساعات قليلة ضمن خطة أعدت سلفاً وأختبرت عدة مرات في شوارع بيروت, ليعم "الفلتان" الأمني داخل العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية كافة تمهيداً للإتفاق طائف جديد يحصل من خلاله حزب الله على ثمن سياسي كبير مقرر مسبقاً ومتفق عليه على أن يُسلم بعض العناصر الضالعة بعملية الإغتيال للمحكمة الدولية لإغلاق الملف أو ترحيله تمهيداً لإعادة بناء المؤسسات بإتفاق جديد تحت وطأة الحديد والنار يشبه إلى حد كبير إتفاق الدوحة, حيث أن العماد ميشال عون وُعد من قِبل الإيرانيين بمنصب رئاسة الجمهورية الجديدة وفاءً لدوره في المرحلة السابقة .
الإتفاق الإيراني مع إسرائيل وأمريكا لتولي زمام الأمور وصل إلى خلاصة ترضي الطرفين وتُبقي إيران بموقع متقدم على لائحة الدول الممانعة في المنظقة ولسان حالها يعلن العداء التام لإسرائيل بالمواقف والخطابات فقط على أن تتم حماية الحدود الشمالية لإسرائيل من قبل حزب الله الذي سيبقى على الخطاب المقاوم دون أي تحرك عسكري على الحدود, وكذلك هي الحال مع حركة حماس فإسرائيل تريد للحركة البقاء في غزة مع تقليص بسيط في الإمدادت العسكرية والمالية لأنها تُشكل ورقة رابحة تُشكل رافعة كُبرى للسياسة الخارجية الإسرائلية حيث أن لا خيار أمام العالم إلا حماية إسرائيل من حركة حماس الإرهابية التي تهدد المدنيين الآمنين في إسرائيل.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- إليسا ونانسي عجرم اختارتا الفستان الأسود.. أي إطلالة كسبت ال ...
- الجيش اللبناني يعلن تسلمه فلسطينيين من حماس يشتبه بإطلاقهما ...
- إسرائيل تصادق على خطة احتلال غزة وسموتريتش يؤكد: لا انسحاب ح ...
- حزب البديل يقاضي استخبارات ألمانيا بعد تصنيفه كحزب متطرف
- وزارة الصحة في غزة: 37 قتيلا في غارات إسرائيلية منذ منتصف ال ...
- الجيش اللبناني يتسلم فلسطينيا ثانيا لتورطه في إطلاق صواريخ ن ...
- مشهد الرشق بالحذاء يتكرر.. في كينيا! (فيديو)
- الخارجية الألمانية ترد على تصريحات ماركو روبيو بشأن -الاستبد ...
- ماكرون: فرنسا ستخصص 100 مليون يورو لاستضافة علماء من الولايا ...
- مصر.. تفاصيل حبس المتهمين بابتزاز رجل الأعمال أبو هشيمة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد يوسف - ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي