أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - لمحة مختصرةعن اليعاقبة















المزيد.....

لمحة مختصرةعن اليعاقبة


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 14:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اثار الدكتور يوسف زيدان في لقاء تليفزيوني ان الكنيسة القبطية هي كنيسة يعقوبية وقد اشرنا في المقال السابق زيف هذه التسمية ودحضنا فكرته بالادلة القاطعة, وفي هذا المقال وددت ان اوضح ماهي اليعقوبية ونشأتها ومن هو القديس يعقوب البرادعي حتي نستكمل البحث وتتضح الرؤية للقارئ العزيز .
ظهرت في المسيحية خلال عصورها الأولى آراء متباينة في العقيدة المسيحية فذهب البعض إلى أن الرب واحد في جوهره مثلث الأقانيم (الآب والابن والروح القدس إله واحد) وذهب البعض الآخر إلى أن إنكار لاهوت المسيح وأنه لم يكن إلهاً بل هو مجرد إنسان مخلوق وتم إطلاق مصطلح الهرطقة على كل مااعتبره الأكثرية خروجا عن مااعتبرته "تفاسير وتأويلات غير صحيحة لمفهوم آيات الكتاب المقدس فكان يعقد بين الحين والآخر اجتماعات تُعرف باسم المجامع لبحث هذه الهرطقات وإصدار الحكم بصددها
عقد في عام 449 المجمع الرابع أو ماسمي مجمع أفسس الثاني الذي تم رفض قراراته من قبل بابا روما ودعى الإمبراطور مرقيانوس والإمبراطورة بولخيريا لانعقاد هذا المجمع بناء على طلب أسقف روما فتم عقد مجمع خلقيدونية في مدينة خلقيدونية سنة 451 وحضره 330 أسقفاً (في رواية) و600 أسقف في روايةأخرى يعتبر المجمع الرابع ومجمع خلقدونية من أكثر المجامع المثيرة للجدل فقد ذهب البعض إلى أن أوطاخي قد "دلّس به وخدع آباء المجمع الذين أقرّوا بأرثوذكسيته، وهذه الكنائس هي التي رفضت لاحقاً مجمع خلقيدونية وإن كان آباؤها قد قاموا في ذلك المجمع (خلقيدونية) بالحكم بهرطقة أوطاخي وحرموه، أما الكنائس التي اعترفت بخلقيدونية فتطلق على مجمع إفسس الثاني انه مجمع لصوص وترفض كامل نتائجه وتعدّ مجمع خلقيدونية المجمع المسكوني الرابع . وقد أدى نتائج مجمع خلقيدونية إلى انفصال تدريجي لكنائس مصر والحبشة وأرمينيا
بعد انقضاء مجمع خلقيدونية آثار الأباطرة البيزنطيين اضهادات عنيفة ضد كل من رفض صورة إيمان ذلك المجمع وكأنه يرفض الخضوع للإمبراطور نفسه إذاما رفضها وتلك الصورة تقول أن للمسيح طبيعتان إلهية وإنسانية، بلا اختلاط ولا تغيير، وبلا انقسام ولا انفصال. وصورة الإيمان هذه تشبه في جوهرها إيمان رافضي مجمع خلقيدونية من السريان الأرثوذكس وغيرهم ولكن مسألة الخلاف بالدرجة الأولى كانت مسألة صيغة، إذ إنّ اللاخلقيدونييّن يكتفون بعبارة "طبيعة"
واحدة كما استعملها كيرلس الأول (القرن الخامس)، ويرفضون الصيغة الخلقيدونيّة (طبيعتان). ولكن كانت كل تلك التهم والاختلافات اللاهوتية غطاء لفرض سيطرة المحتل البيزنطي، والذي أذاق أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية صنوف التعذيب الذي طال حتى كبار رجال الدين عندهم فقتل البعض ونفي البعض الآخر وتشرد الكثيرين منهم في كل مكان ولم يبق لتلك الكنيسة عام 544 م سوى ثلاثة مطارنة (أساقفة).
وفي هذه الفترة العصيبة من تاريخ تلك الكنيسة ظهر يعقوب البرادعي، حيث توجه إلى القسطنطينية للقاء الملكة ثيودورة والتي كانت تتعاطف مع اللاخلقيدونين في ظروفهم القاسية التي كانوا يعيشونها، والملكة السورية ثيودوره ذات أصول سريانية من مدينة منبج في سوريا، وبرعاية الملكة ثيودورة رسم يعقوب البرادعي مطرانا عاما للسريان على يد ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية الذي كان منفيا في القسطنطينية، وابتدأ البرادعي بعد نيله لصفة شرعية بإحياء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية واقام لها من جديد عشرات المطارنة ومئات الكهنة والشمامسة، وتوفي عام 578 م، وتمكنت كنيسة السريان في تلك الفترة من الصمود أمام عواصف الاضطهادات بفضله لذلك أطلق البيزنطيون في مجمعهم السابع في القرن الثامن اسم اليعاقبة على السريان الأرثوذكس نسبة إلى يعقوب البرادعي، وغايتهم من هذا إثبات أن البرادعي هو موجد هذه الكنيسة، بينما يرفض اتباع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هذه التسمية بشكل قاطع وحجتهم بهذا أنهم لاينتمون لأي أب من آباء الكنيسة بل للمسيح ولأن تاريخهم بدأ مع تأسيس بطرس الرسول لكرسي أنطاكية فكان بحسب اعتقادهم أول بطاركتهم كما ترفض هذه الكنيسة أيضا باقي التسميات الغريبة التي نعتت بها كالأوطاخية لأنها بدعة تخالف إيمانها وهي تنبذ أوطاخي وتعتبره من الهراطقة.
يقول المؤرخ هنري بدروس تحت عنوان الكنيسة السريانية والقديس يعقوب البرادعى :
السريان لا يفضلون اسم اليعقوبية فالكنيسة السريان اسسها القديس مار بطرس وليس مار يعقوب البرادعي , والقديس يعقوب البرادعى له وزنة فى خدمة المسيح ولكن اطلق على السريان اسم اليعاقبة كنوع من التحقير لأنه كان فقيراً جداً ولكنه كان عظيم الإيمان فالقديس مار يعقوب البرادعي هو الذى ثبت الكنيسة السريانية ايام عصر الاضطهاد والابادة التي لحقتها من الكنائس الخلقدونية وقام بنشر الإيمان ورسم عدد من الاساقفة .
من هو يعقوب البرادعي
فعلى أثر مجمع خلقيدونية عام 451م الذي رأت كنيستنا المقدسة في قراراته الانحراف عن العقيدة التي تسلّمتها من الرسل الأطهار والآباء الميامين، وتبنّت الدولة البيزنطية قرارات هذا المجمع واضطهدت رافضيها وقتلت بعضاً ونفت آخرين ومات غيرهم من شدة الاضطهاد وتشرّد غيرهم. لم يبقَ للكنيسة السريانية في أواسط القرن السادس للميلاد سوى ثلاثة مطارنة. في هذه الفترة العصيبة قيّض اللـه للكنيسة رجلاً هماماً هو مار يعقوب البرادعي أحد قادة الكنيسة السريانية العظام والذي ندر أن يقوم مثله. ففي الزمن العصيب وقاها من محاولة أعدائها القضاء عليها وشجّع أتباعها على صيانة جوهرة الإيمان الأرثوذكسي الذي تسلّمته من الرسل الأطهار والآباء الأبرار. كان قد لبس الإسكيم الرهباني في دير فسلتا القريب من بلدته وأتقن اللغتين السريانية واليونانية وعرف بتقواه واجتراحه المعجزات وكان ناسكاً زاهداً، صار ثوبه الخشن مثل البردعة فسمي بالبرادعي وكان عالماً كبيراً وواعظاً ناجحاً ولاهوتياً قديراً. قصد القسطنطينية فاستقبلته باحترام الإمبراطورة تيودورة ابنة قسيس منبج السرياني وزوج الإمبراطور جوستنيان التي كانت تخدم الأساقفة غير الخلقيدونيين، السريان والأقباط المضطهَدين المنفيين وتساعدهم في ضيقهم. وبهمّتها رُسم مار يعقوب البرادعي مطراناً عاماً سنة 544م على يد مار ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية الذي كان آنذاك منفياً في القسطنطينية، واشترك معه بوضع اليد ثلاثة أساقفة كانوا في السجن. فشمّر مار يعقوب البرادعي المطران العام عن ساعد الجدّ وجال متفقّداً الكنائس ومثبّتاً المؤمنين في سوريا ومصر وآسيا الصغرى وما بين النهرين على العقيدة السمحة والإيمان الأرثوذكسي ورسم سبعة وعشرين مطراناً، ومئات الكهنة والشمامسة. وانتقل إلى جوار ربه في 30 تموز سنة 578م وعيّدت له الكنيسة المقدسة بتذكار نياحته .
القديس يعقوب البرادعي بخلاف القديس يعقوب السروجي الملقب بقيثارة الروح القدس، وعمود الكنيسة السريانية وكان أسقفاً على إيبرشية سروج سنة 519 م وهو من اصحاب الطبيعة الواحدة "المونوفيزتية": ويمكن ان نتناول سيرتهما في وقت لاحق .



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتلومن الكنيسة يادكتور زيدان !!
- هل جاء العرب لتخليص الاقباط من الرومان ؟!
- هل الاقباط اخوة ام اشقاء ؟
- هل نتكلم العربية ام المصرية ؟ (3)
- هل نتكلم العربية ام المصرية ؟ (2)
- هل نتكلم العربية ام المصرية ؟
- ظاهرة التظاهرات وتدمير مصر
- تهنئة
- النيروز عيداً قوميا لكل المصريين
- اثيناغوراس الفيلسوف
- عقيدة التوحيد في مصر قبل الاديان
- خطف البنات في مصرعلي المشاع
- عقيدة الموت والخلود
- حدث الآن في مصر ....!!!!
- الكلام الموجع يهيج السخط
- علي رأسها ريشة وفي يديها قفازات منقوشة
- دروس مستفادة من مارتن لوثر كينج
- حقوق الاقليات بين الامس واليوم
- دروس مستفادة من النضال اللاعنفي (1)
- الزوجة الواحدة ختام الانظمة الزوجية


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطيف شاكر - لمحة مختصرةعن اليعاقبة