أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - جدلية العلاقة بين الأدب والجريمة.














المزيد.....

جدلية العلاقة بين الأدب والجريمة.


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


جدلية العلاقة بين الأدب والجريمة. بقلم : ابراهيم حجاج مدرس مساعد بقسم المسرح كلية الآداب جامعة الاسكندرية.
قصة " الإنسان والجريمة " فى تاريخ الإنسانية قديمة طويلة كتبها الإنسان بكل معاناته وإنسانيته ، ورواها بكل معرفته وخبرته . ولكل قصة بداية ويخبرنا القرآن الكريم بأول جريمة قتل ارتكبت فى عالم البشر ، ذلك عندما قتل قابيل أخاه هابيل وقد جاء ذلك فى قوله تعالى " فطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيه فَأصْبحَ مِنَ الْخَاسِرينَ " { المائدة 30 }
ومنذ أن وقعت الجريمة وهى تشغل الأذهان بهذا التساؤل المحير ما الذى دفع الإنسان إليها؟ وهل هى حقيقة صادره عنه ، نابعة منه ، أم أنها آتية من قوه خفية "فالإنسان القديم كان يعتقد بوجود أرواح شريرة تتقمص روحه وتدفعه إلى ارتكاب الجريمة.
" أما الإغريق فقد أبرءوا الإنسان منها لأنهم اعتبروا الجريمة قدراً من الآلهة . هى لعنه تصيب الفاعل قبل أن تصيب المفعول به ، هى إرادة الله التى شاء للإنسان أن يخطئ وان يذنب، والإنسان ـ أمام إرادة الله ـ ضعيف لا حول له ولا قوة. "
وهذا ما نجده بوضوح فى التراجيديات الإغريقية تحت مسمى "الحتمية القدرية " ففى مأساة "أوديب " للشاعر اليونانى "سوفوكليس " Sophocles نجد أن " أوديب" قاتل أبيه وزوج أمه لا يعد مسئولا ـ فى منطق عصره ـ عما أتاه ، ويأتى هذا المعنى على لسان أوديب حيث يقول :

"أوديب : إن هذا كله قد وقع منى بقضاء من غله قاسى "

وتأتى الجوقة لتؤكد هذا فى رثائها لأوديب

" الجوقة : أى أله قد انتهى بالقضاء فيك إلى أقصاه فصب عليك من الآلام ما يتجاوز طاقة الناس "
وفى هذه الكلمات يظهر بجلاء أن لعنة الآلهة لها وطء رهيب وعندما تحل بالإنسان فإنها تقوده إلى الهاوية .
ورويداً رويداً أخذ العالم القديم يطور أفكاره ويوجهها وجهة إنسانية تتفق مع واقع المجتمع والمثل السائدة فيه .
ومع تقدم الفكر الفلسفى اخذ البحث عن أسباب الجريمة بعداً جديداً فقد حاول الفلاسفة بدورهم تفسير الجريمة مثل إيبوقراط وسقراط وأفلاطون وأرسطو ، وقد أرجه هؤلاء الجريمة إلى فساد المجرم ، والى العيوب الخلقية والجسمية الكامنة فيه ، وظل هذا الاتجاه الفلسفى قائما حتى العصور الوسطى ، حيث سادة نظرية مقتضاها أنه يمكن الوقوف على طباع الشخص من فحص خطوط يديه ورجليه وتقاطيب وجهه ، ثم تلت هذه النظرية أخرى تربط الجريمة بالكواكب، وتعلق مصير الإنسان على الكوكب الذى كان متسلطاً عليه عند ولادته تبعاً لما إذا كان كوكباً طيباً أو كوكباً خبيثاً .
" وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أصبحت الأخلاق هى محور الاهتمام فى تفسير السلوك الإجرامى ، وكانت محور اهتمام الفلاسفة المصلحين الاجتماعيين أمثال فولتير وروسو وغيرهما "
وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ومع الثورة العلمية التى بدأت أولا فى نطاق العلوم الطبيعية ثم الاجتماعية بعد ذلك بدأ البحث فى أسباب الجريمة يأخذ طابعاً علمياً .
" كما أن النظريات النفسية ترجع السلوك المنحرف إلى أسباب خاصة بالتكوين النفسى للفرد مثل نظريات التحليل النفسى " لفرويد " Freud التى ترجع السلوك المنحرف إلى الصراع القائم بين مكونات الشخصية ( الهو والأنا والأنا العليا ) الذى ينتهى بخضوع الأنا والأنا العليا لرغبات الـ هو "

وفى ميدان الصراع القائم بين (الهو) ويعنى بها الشهوات والغرائز ، والانا العليا الممثلة للضمير والقيم المكتسبة تحاول الأنا ـ وهى التى تمثل العقل والواقع ـ التوفيق بين الطرفين المتعارضين فإن استطاعت التوفيق بينهما تكيف سلوك الإنسان مع مطالب الحياة الاجتماعية ، وإن أخفقت اضطرب السلوك وكانت الجريمة .
ويذكر فرويد عددا من الدوافع والقوى المحركة لهذا الصراع والكامنة فى اللاشعور ، ومن ذلك مثلاً عقدة النقص ، عقدة الذنب ، عقدة أوديب ، عقدة ألكترا .
وهذا يقودنا إلى أن التأكيد على أن أصحاب هذا الاتجاه لم يكونوا وحدهم فرسان هذا الحقل العلمى الجديد فى دراسة نفسية المجرم وتحليل شخصيته إذ سبقهم إلى ذلك عدد غير قليل من الروائيين العالميين .
فلقد لجأ " فرويد " ـ كما هو معروف ـ إلى تاريخ الأدب يستمد منه كثيراً من مقولاته ومصطلحاته فى التحليل النفسى فسمى بعض ظواهره العقد النفسية ـ مثلاً ـ بأسماء شخصيات أدبية معروفى كما سبق أن أوردنا .
بقلم : ابراهيم حجاج مدرس مساعد بقسم المسرح كلية الآداب جامعة الاسكندرية.



#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفن للفن ..
- ظاهرة التمرد فى المسرح
- قضايا المجتمع بين المسرح الأمريكى والأوروبى الحديث
- نظرية الانعكاس ....ما لها وما عليها.
- الجريمة ودلالتها الرمزية فى المسرح المصرى
- -عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بي ...
- جرائم الاعتداء على السلطة فى الدراما المسرحية
- الاغتيالات السياسية فى المسرح المصرى
- مسرح العبث المصرى بين البيروقراطية والديمقراطية.. دراسة نقدي ...
- الدراما المسرحية وجرائم شركات توظيف الأموال دراسة نقدية لمسر ...
- المسرح المصرى وظاهرة التطرف الدينى
- مسرحية-ع الرصيف- بين جرائم الصفوة وصغار الاتباع
- المسرح والمجتمع
- ظاهرة الجريمة فى المسرح المصرى -رسالة ماجستير-
- القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة
- القرد كثيف الشعر وقضية الانتماء
- قراءة جديدة لمسرحية-الحكيم- -يا طالع الشجرة-


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - جدلية العلاقة بين الأدب والجريمة.