أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربه ( ضحايا حسن النية ) ج7 لأبو غريب حكاية-














المزيد.....

أوراق مهربه ( ضحايا حسن النية ) ج7 لأبو غريب حكاية-


الاء حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 16:45
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


يضيق بنا المقام لو شأنا ذكر قصص السجناء ومظالمهم التي تبدوا أحيانا وكأنها من نسج الخيال لتفاهة التهم الموجة إليهم وقساوة الإحكام الصادرة بحقهم . وبناء على ما وردني برسائل القراء عبر البريد الالكتروني . ببرهة الحديث عن ((أبو غريب ))" والكثير منهم وصفه لي وصفا دقيق حيث يتكون هذا السجن من قاطعين الأول للاحاكم الثقيلة والثاني للخفيفة وكل قاطع يتكون من ردهات وأقسام والردهة عبارة عن قاعة كبيرة قسمت على شكل مربعات بواسطة أسرة فكل أربعة أسرة تشكل مساحة مربعة ينام فيها تسعة سجناء وهي لا تسع لأكثر من ثلاثة ينزوي البعض منهم تحت الأسرة ويفصل هذه الأسرة ممر ممتد بأمتداد القاعة لا يتجاوز عرضه المتر الواحد تنام فيه مجموعة كبيرة فمن ينام في أخر القاعة يجد الصعوبة في الوصول إلى المرافق الصحية إثناء الليل.

وبأختصار: إن النوم في (( أبو غريب )) بأستثناء أصحاب الأسرة إما إن يكون على ذات اليمين أو ذات الشمال فأذا حصل إن استلقى السجين على ظهره فلا يكون ذلك آلا على حساب من ينام عن يمينه وشماله, لذا يتعين على السجين إن يضغط فراشه ما أمكنه ذلك كي لا يشغل مساحة اكبر من المخصصة له , وقبل التعداد الصباحي يطوي السجين فراشه ويضعه على جانب الممر , إما الذين ينامون في الباحات الصغيرة فيضعون أفرشتهم تحت الأسرة , ولا يتمتع بالنوم إثناء النهار سوى أصحاب الأسرة الذين حصلوا عليها بعد معاناة طويلة بعد إن أطلق سراح أصحابها !!
فالسجين ينتظر سنتين او ثلاثة لعله يحصل على سرير وهذا مما جعل السرير يعادل القصر المنيف وينتاب صاحبه شعور طبقي حين يرى المحرومين من قيلولة الظهيرة يتملقون له ويتوددون إليه وأحيانا يباع ويشترى كما تباع وتشترى الأشياء الثمينة والنفيسة!!

هذا من جانب إما من جانب أخر فان المعارك في سجن (( أبو غريب )) لم تضع أوزارها والتي غالبا ما يكون السلاح المستخدم فيها آلات جارحة كما إن عمليات الثار مستمرة بين إفراد هذه المحافظة وتلك , فالولاء المطلق للمدينة فهي العشيرة والقبيلة التي يحتمي المرء بها وتدفع عنه شر العوادي.

وتزيدها سعيرا تجارة السكاكين والحبوب المخدرة الضالع فيها إفراد ( مديرية الأمن العامة ) الذين يشرفون على السجن فثمن السكينة ام الحلقة كما يكنونها مرتفع جدا ولقد مرت فترة منعوا فيها ارتداء الكوفية" لان مثلما موتورا قضى على احد السجناء ثم غاص بين الجموع الغفيرة التي تضيق بها الساحات الواسعة المتصلة فيما بينها بأبواب مفتوحة والتي تبدو وكأنها أسواق شعبية حيث اللحوم والأسماك والفواكه والخضر وتنانير الخبز المتنقلة وكل ما تدعو الحاجة إليه.

وقد ذكر مدير السجن السابق ذات مرة ( نقلها لنا احد السجناء )أنهم يرفعون أكثر من خمسين طنا من النفايات يوميه لكثرة النزلاء الذين يتزايد عددهم بأستمرار وليقولها صراحة بأنه لا أمل في تخفيف معاناتهم فالعدد إضعاف ما يمكن إن يستوعبه السجن المذكور بالإضافة إلى انسداد مجاري المياه الثقيلة وشحه مياه الشرب وانعدام العناية الصحية والنظافة بشكل كامل مما جعل الإمراض السارية متفشية كالجرب والسل وهذه الإعداد المتصاعدة بشكل غير مسبوق بمثيل تعكس حجم الجريمة في المجتمع في زمن الجهل والحروب العبثية والحصار وغياب كل ما يمت إلى الإصلاح بصلة.

وما يلفت النظر إن الأغلبية الساحقة ممن ارتبكوا جرائم بحق المجتمع هم أولئك الذين أكثروا وأدمنوا الفرار من الخدمة الإجبارية المكرهة والسبب في ذلك إن الهارب يصبح طاقة معطلة كون إن الجهات المعنية بهذا الشأن تلاحقه وتضيف عليه كما انه منبوذ من قبل أهله وذويه وعندما تضيف به السبل ولا يستطيع ان يوفر ما يمكن إن تستقيم به حياته ينحرف حينئذ نحو الجريمة مما يعني إن هناك ربط بين الجريمة وبين الإكراه على أداء هذه الخدمة التي ينفر منها الشبان ولا يجدون الخلاص منها سبيلا.

وأستميحكم عذرا في الخاتمة لأنقل لكم هذه المفارقة الغريبة التي رواها لي احد السجناء القدامى ممن شاهدها في (ابو غريب ) وهي ان احد النزلاء في ردهتهم يتصل به بعض السجناء بشكل مفضوح وكان الفتى حسن المنظر ولم يكن يدري ان قاتل شقيقته غسلا للعار الا حين تشاجر مع احد السجناء فعيره مستنكرا هذا التناقض حينها ادرك مدى فداحة الظلم الذي تتعرض له المرأة في مجتمعنا!!

فالحديث عن أبو غريب حديث ذو شجون وذات يوم اصدر مجلس الوزراء عفوا عام وشمل جميع المحكومين وبذلك انطوت صفحة من صفحات مر العذاب.

تمت




#الاء_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج6
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج5 جهنم التعليمات
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) ج4 الطريق إلى جهنم
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجز الثالث
- أوراق مهربة ( ضحايا حسن النية ) الجزء الثاني
- أوراق مهربة (( ضحايا حسن النية )) ج الأول
- وزارة النفط الارهابية
- المرأة في زمن الكيكية!!!
- عيني على ابن الكوت وشرطيه!!


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - الاء حامد - أوراق مهربه ( ضحايا حسن النية ) ج7 لأبو غريب حكاية-