أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم الكيلاني - حوار صريح مع الروائي بيات محمد مرعي















المزيد.....

حوار صريح مع الروائي بيات محمد مرعي


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 959 - 2004 / 9 / 17 - 09:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


* أين تجد نفسك أكثر في القصة أم المسرح ، وهل هناك فرق بينهما ؟

- في اللحظة الاولى للكتابة أضع رؤيتي على طريق طويل من زاوية التأمل مفترشاً تلك الصور والحالات والدلالات كي أجد الخطوة المناسبة لحركتي ، وهذا يتطلب مني جهدا كبيراً لمعرفة أي الكتابات التي سأحل ضيفاً عليها ، هل هي كتابة القصة أم المسرح وبعد هذا المشوار تتضح الرؤية بدقة . إذن المحوران هما في نفسي وبذات القوة التأثيرية من حيث تعاملي معهما . أما الفرق فهو بقدر الاقتراب من حين الفعل يكون بعيد كل البعد باتجاه خطاب كل منهما وتفعيل ديناميكية كل طرف على الطرف الآخر .

* كيف تقرأ المشهد الثقافي العراقي في ظل الظروف الراهنة ؟


- يمر المشهد الثقافي االعراقي الآن بقراءات أخرى كالعزف على أوتار صلبة وهذا يتطلب اصابع تتوافق مع هذا التردد الصعب ، فهنا صحف كثيرة ومجلات واصدارات ولكل من هذه الظاهرة أو الوسيلة مرجعية ايدولوجية وفلسفية واجتماعية وحتى اخلاقية ، وبقدر التنوع والاختلاف كان ولابد ان تحدث انشطارات منطقية بظهور تلك القراءات ، على الرغم من ذلك الكم الهائل من الصحف … والتي جاءت في احيان كثيرة ليس بالطموح والنضوج العالي لما حققته الثقافة العراقية عبر أزمنة طويلة وبعيدة … ولكن لو أخذنا هذا الحال على انه مثلبة ثقافية لكنه لايخلو من ايجابياته والتي ربما سترتسم استشراقاتها في المدى البعيد ، لانها تعتمد بالاساس على صراع الافكار وتصادم الايدلوجيات ، وهذا ربما يكون بالجديد على واقع الثقافة العراقية وأساليب تقديمها .
ان الثقافة المستقلة المتحررة مرتبطة بوعي مستقل ومتحرر لكي تنفتح ابواب يدخل منها ضياء خيالها وتخيلها ولتستطيع ان تحقق عمق هائل في دلالاتها واحالاتها ، ولتقدر ان تثبت عناوين حديثة للقراءة قادرة على ان تستوعب كل المتغيرات وان تحقق ذلك التأثير المطلوب


* الحلم أم الواقع .. أيهما تحبذ في نصوصك القصصية ؟


- ان كان الحلم أمام الباب فالواقع خلفه وان ما بينهما هو ذلك المفتاح الذي نبحث عنه جميعاً ..وفي كل من هذين الطرفين آلية تختلف بشكلها وضمونها في حالة الكتابة ولكن يبقى الحلم المساحة الواسعة التي تتيح لخلق فضاءات تثير في النص قراءات مختلفة مغايرة في الكثير من الاحيان ، ولهذا يكون الحلم الوثبة الاستفزازية للتجريب والاغتراب والتمرد ..
ان الحلم هو التطلع الجديد لرسم الواقع الذي نطمح في أن يكون لاكما كان … وعليه كان الجنوح اليه أكثر الخيارات القريبة الى ان أجدها في نصوصي …


* المتخيل ، والفنتازي هي العوالم الأبرز لنجاح الأعمال الفنية
لاسيما القصصية والروائية لانها تسمح للمبدع بالتحرك الاوسع والتجريب والتشكيل الفني المتميز ، هل أنت مع هذاالطموح ؟


- النص الجيد يعلن جودته بموقومات بنائية وديناميكية كثيرة وهو ذل كالنص الذي يقرأ القارئ قبل ان يكون العكس … وتبقى مديات التفاعل بين الاثنين رهينة مستويات الوعي والمعرفة للطرفين … هكذا يكون الخطاب الجيد والاكثر نجاحاً ، ذلك الخطاب الذي يبحث في الصمت عن الضجيج تاركاً صراخاً داخلياً في فكرته ولغته وصنعته وقدرته على تحقيق الخيال والتخيل داخل عوالمه المخلوقة بتأني وحبكة عالية الجودة .


* كتابة المعاناة أم كتابة المعرفة ، أيهما تحبذ حين تهم بالكتابة ؟


- المعرفة تسبق المعاناة … هكذا أجد نفسي في محاولات الكتابة ، فأنا معماري أجيد وضع لنوافذ في امكنتها التي أراها مناسبة وصحيحة ، بالقدر المتيسر لي من الوعي والدراسة والبحث والقراءات المختلفة والطويلة … هذه النوافذ التي أطل منها على القارئ لنتبادل الحس والشعور فيما يعلق بنا نحن الاثنان من معاناة ...فالمعرفة هي التي تجلي المعاناة ان توفرت كي لاتتبعثر تلك المعاناة الى مساحات فارغة تبطل من قوة فعاليتها واختناقاتها وأجوائها وانفتاحاتها .


* هل تقرأ لأدباء الموصل ..بمعنى آخر ..هل يغريك ما يكتبه أدباء الموصل أم لا ؟


- بكل فخر نعم .. فلقد جاءت خطوة اهتمامي الاولى عن طريق تأثري بالجيل الذي سبقني وأخص بالذكر القاص انور عبد العزيز والقاص محمود جنداري والقاص حمد صالح والقاص ثامر معيوف وسمير اسماعيل وغيرهم ، وقد كانت تلك القراءات هي نوع من المشاهد التفحصية التي أخذت منها قصاصات أوراقي للدخول الى هذا العالم الثري .
لكن بعد هذه المرحلة أدرجت نفسي مع الجيل الذي أنا منه أو الذي سبقني بقليل ، بحالة من النضج وبقراءات مغايرة لتلك المرحلة بحثاُ عن الآليات التي يكتب بها الزملاء نصوصهم متوقفاً لفترة طويلة ومتفحصاً الاساليب والخصوصيات لكل نص على انفراد لأبلور تحليلاً خاصاً بي ولأشكل علمي القصصي الخاص بي ، وقد أنتجت هذه المرحلة تجربة جديدة أسميتها (قصص ممسرحة) في مجموعتي القصصية الاولى والتي حملت عنوان (الخيول الجريفونية) والتي صدرت عن اتحاد الادباء عام 1994 .
وقد استطعت أن أجد أصدقاء كثيرين في عالم القراءة القصصية مثل د.عمار احمد ويعرب السالم ونزار عبد الستار وناظم علاوي وكليزار أنور وبهجت درسون وفارس الغلب ونوزدت شمدين وكثيرين من الادباء المبدعين من ابناء نينوى . ولقد وجدت أن لكل من هذه الاسماء محاولات في كثير من الاحيان وجب الوقوف عندها لأنها تشكل لبنة في بناء المشهد القصصي في نينوى .

* في قصتك (مهبط الاراجيح) سلطت الضوء على المكان - باب الجديد- البدن- تل ريمة- وما تجري فيها من فعاليات انسانية هل هي رؤية رومانسية لزوال المكان ؟


- في كل النصوص التي قدمتها كان الزمان والمكان كائنان لها أغلب امتيازات الكائنات الحية التي تحيا معنا ليس على اعتبار تقني في الكتابة ، بل اعتبار مجازي اتعامل معها كمحاور حسية تمد النص بالحيوية والاستقراء للكشف عن خفايا النص ذاته الذي يشتغل فيه ، ولهذا حين كنت أحاةل الاستغناء عن أحد هذين الكائنين لاعتبارات فنية وتقنية أجده مدسوساً ينبض في مكانات كثيرة مسجلاً حضوراً عند القارئ ، وان كان وضوح المكان في قصة (مهبط الاراجيح) ذلك التسجيل التاريخي للمكان محاولة في استنطاق الذاكرة بدلالات رمزية حملت معها رؤى مجازية في تحديد مشهدية القصة بشكل مقصود ، لخلق النبض المتوافق ما بين الماضي والحاضر ، بدلالات معاصرة .


* لمن ولماذا يكتب القاص بيات محمد مرعي ؟


- أكتب لكي أرى ما تخبئه نفسي ما لاتستطيع عيناي ان تراه الخطاب المقدس من الداخل الى الداخل ، من السر الى العلن وربما هو العكس .. انه صراخ بوجه الموت ، أكتب لأرد الجميل لتلك الرفوف التي أثقلت كاهل ذكرياتي واحساسي وشعوري … انه نوع من الاتصال والتواصل .


* ما رأيك بانتشار الصحف في المحافظة ، وهل هي حالة صحية ؟


- أنا مؤمن بالاختلاف ، على ان يكون مقترن بنسبة من الوعي والشعور العالي بالجانب الانساني الخير .. فاذا كانت هذه الصحف استوعبت هذه المبادئ فان اختلاف الرأي لايفسد القضية الجوهرية والتي هي الثقافة ومشهدها في نينوى .
واذا كان ولابد ان نخلق قارئ جيد له بصيرة ناضجة يستوعب ويتقبل الرأي والرأي الآخر فلنفترش النقاش وبالنتيجة نصل الى رؤية واضحة للاشياء .
فلقد شكلت هذه الظاهرة سلاح ذو حدين قابلة للهدم والبناء ، بين ان تكون سلعة تتداولها القوانين التجارية المادية او ان ترتبط بضمير الكتاب ورؤيتهم للمنجز الثقافي بشكل علمي واكاديمي في ميزان النقد والتحليل ، واعتقد ان عامل الزمن سيختزل الكثير من هذه النشرات التي لاتتعدى ألا ان أصفها فقاعات مرحلة مضطربة .

* ما رأيك بمستقبل الكلمة في عصر ثورة المعلومات ؟

الكلمة عنصر اساسي من عناصر الحياة ولها القابلية على ان تديم فعاليتها في كل التفاعلات الانقلابية التحضرية وتبقى الكلمة محور كل الدلالات والتأويلات في الخطاب الادبي والثقافي ، فالكلمة هي روح الشعر والنثر وهي مفتاح الدخول الى جزئيات الواقع وسحر الحلم ، وهي الخيط الذي ربط الاجيال والحضارات ببعضها منذ اقدم العصور .. وتبقى ثورة المعلومات بكل طاقاتها أسيرة الكلمة التي تنطلق منها إيهام الاشياء كلها

.
* أما زلت تنادي بالقصة الممسرحة ؟


- هذا مشروعي الذي قدمته منذ منتصف التسعينات والذي سبقته بدراسة وافية وهو القاسم المشترك لانتمائي لمحوري الادب في المسرح والقصة القصيرة .. لقد افترضت ان هناك نظام يعمل داخل القصة القصيرة ابتداءً بالفكرة والسرد واللغة والتكثيف ..الخ من مقومات القصة ، كانت محاولتي وما تزال هي خلق بعض الانعطافات على هذا النظام من خلال تفاعل مع نظام آخر هو النظام المسرحي في فتح مساحات لاحلال مشهد بصري داخل منظومة سرد القصة تعين القارئ وتكسبه فسحة للانتقال وجدانياً من المتابعة الذهنية الى القراءة البصرية .. وهنا اقدم للقارئ مجموعة من الافكار بشكل صور حسية متلاحقة بين مجريات الفكرة الاساسية التي يقدمها السرد .. انها محاولة أطمح الى توصيلها .

اجرى الحوار
عبدالكريم الكيلاني



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيل الجمالي في الروي المزدوج
- حوار مع القاصة الروائية الاردنية رقية كنعان
- الفنان التشكيلي العالمي .. بديوي .. في حوار صريح
- سيدة المطر
- حوار مع الفنانة .. بشرى الفائزة بجائزة الاوسكار في مهرجان ال ...
- المركز الثقافي الكردي في الموصل
- حوار مع المخرج التلفزيوني غازي فيصل
- عري القناديل
- المتخيل ألشعري في المجموعة الشعرية ( هذا التعري قبل قدوم الب ...
- حوار مع الشاعرة والصحفية سعدية مفرح
- حوار صحفي مع الشاعرة العراقية منى كريم
- مجدي القاسم .. سأغني لأهلي في العراق الحر
- خيط النور......
- حفر في المرايا
- حوار مع الشاعر العراقي عمر حماد هلال
- حوار حول الابداع الشعري
- حوار مع الروائية دينا سليم
- كوابيس عقيمة
- لؤلؤة العالم انت
- المرأة والمساحات الشاسعة في الصورة الشعرية قراءة لمجموعة ( م ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالكريم الكيلاني - حوار صريح مع الروائي بيات محمد مرعي