أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق آلتونجي - شعراء دهوك يتغنون باسم المحبة















المزيد.....

شعراء دهوك يتغنون باسم المحبة


توفيق آلتونجي

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 21:41
المحور: الادب والفن
    


شعراء دهوك يتغنون باسم المحبة

قراءة لديوان المحبة للشعراء الاكراد بالعربية، ترجمة الشاعر بدل رفو
تقديم: د. توفيق آلتونجي
"
سيدي
قالوا .....
بان حبك يطلب قرابينا
سامحني...
ليس لدي شئ
افترشه تحت قدميك
غير هذا القلب !
"
الشاعرة: آمنه زكي



المحبة، تعني للشاعر الحجر الفكري الأساس لتركيبة القصيدة أينما كتبت وبأي لغة قرضت. الشعراء والشاعرات الكورد يكتبون بشغف متغنين في هوى المعشوقة، الرب، الحبيبة، الوطن ، الصديق.....
هكذا نرى العشق في الملحمة الخالدة "ممو زين" لاب شعراء الكورد احمد خاني احد كلاسيكيات الادب الكوردي. يبقى ان نعلم ان المحبة محور اساسي في اساطير او حكايات الحب والهوى التي انتشرت بصورة او باخرى بين ثقافات شعوب المنطقة ملهما شعرائها الكثير منطلقين في مخيلتهم الابداعية يحاكون تلك الحكايات والاساطير التي فقدت خاصيتها القومية متحولة الى أساطير شرق أوسطية. تلك الاساطير وحكايات العشق والغرام والهيام ملك تعتبر اليوم لشعوب المنطقة باسرها لا بل تعتبر جزء من الثقافة الانسانية. ففي الشرق يتغنى الشعراء بالمحبوبة بكل الكلمات اينما كانوا في الصين ،الهند ، ايران ، تركيا وكوردستان ناهيك عن مكانة المحبين والعشاق في الادب التراثي المكتوب بالعربية. وهناك امثلة كثيرة ك شيرين وفرهاد ، خجي وسيامند وممو زين و حكايات اخرى تعتبر نماذجا للادب الوجداني في الشرق. اليوم يقدم لنا الشاعر بدل رفو قافلة من الشعراء والشاعرات المعاصرات معظمهم ينتمون بشكل او باخر باحد مناطق اقليم كوردستان الغنية بحضوره مثقفيهم وبناشطهم الابداعي المتميز، اعني طبعا مدينة دهوك نواحيها حيث اقضية دهوك، شيخان آمدى، زاخو، سميل وآكري (بردرش).
لا يمكن الحديث عن الانتاج الابداعي لمثقفي هذه المنطقة دون العروج على تاريخ المنطقة واهلها.المدينة بحد ذاتها حديثو ولكن تاريخ استيطانها قديمة جدا وترجع الى عصور الحضارات العراقية القديمة. تحول ناحية فايدة الواقعة جنوب المدينة الى معسكر مهم للجيش العراقي في عهد النظام البعثي البائد. وهناك اثار تاريخية تؤكد استيطان المنطقة ابان العهد الاشوري ونرى اليوم اثار ذلك حاضرا على بوابة رديف كهف جوار ستون (الاعمدة الاربعة). تتدرج تاريخ المدينة وتمر بفترات تاريخية وصولا الى تاسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1922 متحولا الى محافظة كبيرة حسب معاهدة حزيران من عام 1966تشمل الاقضية التي ذكرتها سابقا. حيث كان هذا احد مطاليب الكورد ابان العهد العثماني وصولا الى الحكم الملكي وحتى الحكومات العراقية في العهد الجمهوري. الجدير بالذكر ان المدينة عرفت اولى مدارسها في العهد العثماني على يد القس دومنيك عام 1905.
قراءتي هذه لتسليط الضوء على بعض هؤلاء المبدعين ال 44 شاعرا وشاعرة، وتقديمهم لقارئ العربية. ساترك موضوع تقييم ترجمة النصوص من اللغة الكورية للمختصين رغم معرفتي الحقة بموهبة شاعرنا بدل وامكانياته اللغوية في ترجمة النصوص الادبية. فشاعرنا ابدع في ترجمة الشعر من لغات عديدة وكنت قد قدمته الى قارئ العربية في مادة سابقة.
عندما نتصفح الكتاب ياخذنا الشاعر والاديب بدرخان السندي الى عالم الميثلوجيا لنحيك معا على الطريقة الاغريقية منديلا سحريا للحبيبة تمتد بكل زوايا الوطن طولا لتلفها بالمحبة. الشاعر الذي في المجال الادبي منذ الستينيات وتغنى اشعاره كبار مطربي ومطربات العراق و كوردستان . درس علم النفس لاحظ قارئي الكريم كيف يغوص في عالم النفس الانسانية حيث ينشد فائلا:
غزلنا ...و غزلنا ... و غزلنا
من خيوط القلب
من الوان الورد من آلام الجروح
من لحى الاباء والجدود
من اهداب الرضع
غزلنا
لكن واسفي
اخطئنا في الحياكة
بينما ياخذنا الشاعر اشتي كرمافي الى محبة ملائكية من نوع اخر اكثر مادية وهو في شوقه للوطن في منفاه حيث يعطي للرموز اسماء ويعين اماكنها في الوطن بعد ان ذاق سعير المنفى والانفال ليصرخ قائلا:
....

ولكن ...! في حدقات اعيننا
وفي سهول (بارزان)
وقلعة (آمد)
وعلو جبل (جودي)
كنت حياة
وكنت محبة.

الجودي جبل يذكرها القران الكريم كمكان ترسو عليها سفينه نوح عليه السلام والجبل يقع على الحدود الفاصلة بين كردستان الشمالية والجنوبية ليست بعيدةعن مدينة زاخو الحدودية.
نرى ان الشاعر الدكتور كاميران برواري ينطلق الى افق جديدة ويختار الكل مقابل الجزء ويقدم اقتراحا وجيها للملائكة:
ارادت ملائكة العشق
ان تنتخب رائدا
لعشاق العالم
فقلت لهم..
ان شئتم عندنا الكثير من العشاق والعاشقات
فانتخبوا كوردستان.
هكذا ببساطة يؤكد شاعرنا مؤيد طيب ما قاله رفيقه:
عرفت كم هو رائع وطني
.....
...
بينما يرد مواطنه البرواري كاميران رشيد ليعرف عالم الملائكة لنا:
في عالم الملائكة
الجمال ينهل من الجمال

يجيب شاعرنا المبدع بلند محمد بخجل:

عيناك الخجولتان
تحاوراني..
هل لا زلت يقظة

سؤال وجيه تحاول الشاعرة نذيرة احمد بالاجابة عليها من منطلق فكر فلسفي ديني زردشتي فترد قائلة:
انها المرة الاولى
اجد نفسي فيها عاصفة خفيفة
والوذ بعتبات العشق.....
اما الشاعرة ترفه دوسكي فانها تتسائل بكل عفوية :
حبيبي ...
اقترب عيد الحب،
فما اهديك!؟
لتجيب متلهفة:
وردة حمراء،
قبلة حمراءاو احتضان احمر
او اغني لك اغنية حمراء
في ها الشتاء
ان المرء ليبقى في حيرة امام الاختيارات المتعددة التي تقدمها تريفة في حبلها، انه العطاء دون مقابل اليس المحبة فن العطاء والترقي امام نرجسية الانسان. نرى صدى تلك الكلمات عند كلمات الشاعر درباس مصطفى وهو يصور لنا الدمعة المنهمرة من احداق الحبيبة:
هطلت دمعتان
من عينيها
حين كانت تقص حكاية عشقها
لذا وبسرعة
احتظنت كبد الارض
وتجددت الوردة الحمراء
في تلك البقعة المقدسة.

اما العين عند الشاعر سلمان كوفلي فعبادة:
عيناك...
كالمسجد،
كلما صليت فيه
زادني شوقا كصوفي
كي اعو داليه.
يقول العاشق الملهم شمال اكري بخيال السكران:
اسكرتني رقتها
وحين ايقظتني،
بحلاوتها افقدتني عقلي..

لا سامح الله يا شمال كيف تفقد عقلك وانت المحب الولهان نقولها نصيحة لشاعرنا شمال.
يقول الشاعر بيار زاويتي وبعناد الكوردي الايجابي منه طبعا:
مهما ابتعدت عني
سادنو منك اكثر.

بينما يثور الشاعر حسن نوري طالبا المستحيل الممكن ويصرح في يمين مقدس مع الجموع مستذكرا ايانا:
اتتذكرين
قسمنا بان نحمي وجهك
الرقيق والوسيم
ونرسله للالهة!
يستخدم الشاعر عبد الرحمن مزوري مصطلحا عسكريا اخر وهو يقول:
ايا حبيبتي...
عند الضرورة،
سوف احيل صدري
ساترا،
نتمنى ان لا يتحول صدر شاعرنا العزيز الى ساتر بل ليكون حاميا للحبيبة من كل خوف.
تقول الشاعرة سلوى كولي وبكل برود مستدركة:

ذلك الحجر الشبيه براسي الحديد
تركته امام ناظريك
كي يقبل انفاسك كل صباح
ويغدو حارسا لغرفتك
وشاهدا لوجودي.
بينما نرى الشاعر الحكيم نديم يغرد من كرميان قائلا:
ولا الشمس اشرقت من بعدك......
هنا يتحسر شاعرنا خليل دهوكي ويردد:
لقد غرق ربيعي
في رحلة من البكاء
فتعالى واصنعي من حياتي ربيعا
كي لا نمر بدروب الالم ((مم وزين))...
هكذا يطلق الشاعر محسن قوجان نعتا ووصفا مقارنا للحبيبة متمنيا ان تكون:
حبيبتي...
لو احببتني من القلب
فعليك ان تكوني كوالدتي
تالفين الارض وتلملمين السنابل
وفي الليلة التي لا ننال رغيفا
عليك ان تقضي من أردان ثوبك
وتربطي بها خصرك
و......
...

في حين يردد الشاعر ناجي طه البرواري في ورقته:
حين تتراقص قطرات ندى الصباحات
على جيدك
تستحيل مناهلها غزلا
هنا اترك الكتابة عزيزي القارئ الكريم معتذرا من الشعراء الاخرون الذين ابدعوا بقريحتهم الابداعية نسجا في كلمات المحبة فكلهم مبدعون يتغنون للمحبة التي كادت ان تكون دينا...............هنا في الخنام استدرك لاقول مع الشاعرة الامل هيفي برواري:
.....
وسكتت الصرخة
واجعل يدي تعتصمان
باهداف العافية
فانت الحكيم،
الكتاب من198 صفحة موشح بصور المبدعين وشيئا من سيرتهم الذاتية وقد طبع الكتاب على هامش المهرجان الشعبي التكريمي للاديب بدل رفو في دهوك_ اقليم كوردستان.

السويد
20101110



#توفيق_آلتونجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسات الثقافة والتغير الديمقراطي
- الحنين الذي يرتعش له شغاف الحجاب الحاجز في لقاء مع الشاعر وا ...
- جماعة كركوك الأدبية مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة ال ...
- العشق على الطريقة النمساوية
- تركيا والسير بجنوح
- رومانيا، عقدين من الحلم بالحرية
- جرائم الشرف وثقافات الشرق
- نظرة الى المهاجر بعيون غربية
- الملف التقييمي الذي سيصدرفي التاسع من كانون الاول 2005
- رد على اسئلة الحوار المتمدن حول العمل المشترك
- الحركة النسوية الكوردستانية ومؤسسات المجتمع المدني
- أستفتاء وأستطلاع رأي ألشعب أداة لترسيخ الممارسة ألديمقراطية ...
- تحت ظلال علم العراق الجديد
- وداعا يا فقر والى اللقاء يا فقراء
- توسع الاتحاد الاوربي نحو الشرق- حلم الملوك- ومتاهة تركيا


المزيد.....




- البعثة الأممية في ليبيا تعرب عن قلقها العميق إزاء اختفاء عضو ...
- مسلسل روسي أرجنتيني مشترك يعرض في مهرجان المسلسلات السينمائي ...
- عيد مع أحبابك في السينيما.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك أ ...
- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق آلتونجي - شعراء دهوك يتغنون باسم المحبة