البنك العربي – فلسطين وكلمة حق يجب أن تقال

بلال عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 08:33
المحور: القضية الفلسطينية
    

هناك ثقافة أو بصورة أدق صورة نمطية تحملها الشعوب العربية والفلسطيني بشكل خاص عن البنوك على أنها (مصاصة دماء الغلابة ) وتعابير كثيرة تحمل في طياتها الكثير من الحذر والتوجس والبنك العربي كمثيله من البنوك ينال من هذا الوصف كمّا لا بأس به
وعلى الضفة الأخرى يقال لا إن هذه البنوك شريان الاقتصاد الوطني وداعمة له وتدعم القطاع الخاص , مع العلم أننا لسنا خبراء اقتصاد لكي نحسم أمرا لسنا أهلن له بل نحن نموذج للمواطن البسيط ( على قد الحال ) يرى المشهد بصورة أخرى ورغم بساطة الحال كما يقال وجب علينا كلمة حق تقال وكلمة الحق في هذا الشأن هو البنك العربي كما أراه .

مشهد : ادخل إلى البنك العربي فرع طولكرم حارس الآمن على اليسار مبتسم ويراقب لا تحسه أن رجل امن أمامك بل موظف مبتسم يحييك , مباشرة موظفي الصناديق ( الكاونتر ) يستقبلونك كأنهم أصدقاء ينتظرونك وتشعر بانتهاء الماديات والتي جئت من اجلها , نائب المدير في غرفته الزجاجية المتواضعة التي تعج بالزبائن يشعرك هذا المشهد أن أصدقاء التقوا ويبتسمون , وخلف موظفي ( الكاونتر) يجلس موظف تحس انه مراقب على أداء الجميع يتابع هذا وذاك يسأله الموظفون عن بعض التفاصيل لا تغفل عينه عن الجميع من زبائن أو موظفين وفي زاوية أخرى من القاعة ترى موظفي العلاقات لا تخلو وجوهم من الابتسامة وكلامهم من الملاطفة للزبائن والمراجعين خلاصة هذا المشهد انه بالرغم من الماديات التي أسس البنك لأجلها تشعر بدخولك إلى هذه القاعة بانتهائها وتدخل في جو من الود والعاطفة والابتسامة

مشهد آخر :
نبقى في رحاب البنك العربي نصعد السلالم إلى الطابق العلوي الذي لا يقل عن الأرضي من انتهاء الماديات وابتداء علاقة أخلاقية إنسانية خالية عن أي معنى مادي حيث يستقبلك المدير أحيانا أثناء تفقده الدوري بابتسامة تشعرك بود خارج عن أي معنى مادي وإذا كنت تريد أن تودع الشيكات المؤجلة يستقبلك الموظف استقبال الأصدقاء بحيث تشعر انك جالس مع صديق قديم , خلاصة القول انه مشهد ظاهره مادي مضمونه اخوي أخلاقي عاطفي
.. هذا وصف بسيط لدخولك إلى أروقة البنك العربي , إجمالا كان لنا كما شعبنا صورة نمطية عن البنك بشكل عام وخاصة بالنواحي المادية وهي أن البنك سيدخلك في متاهة ( ليس لها أول من أخر ) وفي هذا تحضرني حادثة حصلت معي .......اتصل بي احد موظفي البنك العربي / فرع طولكرم واسمه محمد عمير يعمل مسؤول قطاع الشركات ( التسهيلات ) وقال نتشرف في استقبالك عندنا , سرح خيالنا وبدأت أفكر بهذا الاتصال واضرب أخماس بأسداس ( شو القصة ) وأسئلة كثيرة تدور في فكري ,ماذا يريد البنك مني كوني لست من أصحاب رؤوس الأموال ولست مقترضا ولست من حاملي الشيكات ......... الخ كانت الساعة حوالي الواحدة بعض الظهر وكنت في العمل ولم استطع الذهاب بنفس اليوم وبفارغ الصبر انتظرت اليوم التالي للذهاب للبنك وسألت عن السيد محمد عمير فاخبروني انه في الطابق العلوي صعدت السلالم وهنا سالت عنه فارشدونني إلى غرفته فإذا برجل جالس تبدو عليه الجدية بالرغم من ابتسامته الظاهرة فقال لي أهلا وسهلا تفضل بالجلوس عرفت على نفسي قدم لي القهوة وبدأ أسئلته ما هي طبيعة عملك أتريد أن توسع عملك وكثير من الأسئلة وبعد أن ارتوى من أسئلته وأجوبتي عرض علينا الاقتراض والتسهيل في الأمور المالية لتوسيع العمل فقلت له أن البنك وحسب الصورة النمطية التي احملها يورط الأشخاص بقضايا اقتصادية وأعباء الديون التي لا اقدر أن أتحملها وان كثير من زبائن البنوك اخبرونا بذلك , عدل جلسته وحمل قلما وورقة وبدأ يرسم دائرة ويكتب ويشرح لي أن هذا البرنامج هدفه تقوية اقتصاد البلد وان من يريد استثمار هذا جيدا يستطيع تحقيق الربح وكثير من الشرح بحيث أنني وافقت على اقتراحه وشكرته وغادرت مكتبه مطمئنا وسارت الأيام وتطور عملي بحيث قفز مشروعي الزراعي قفزة كبيرة وتطور بشكل كبير وانقلبت الصورة النمطية عندي من مصاص دماء الغلابة إلى إنعاش الغلابة
وهي كلمة حق وجب قولها

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل