أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - علي بداي - دور اليسار العربي في الاعداد لظهور الامام المهدي















المزيد.....

دور اليسار العربي في الاعداد لظهور الامام المهدي


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 957 - 2004 / 9 / 15 - 09:45
المحور: اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت
    


كان الصراع ناشبا في اعماق العقل في منطقتنا النامية ذات الموروث الاسلامي، بين اتجاة التحديث والتمدن وفهم الحياة وفقا للمنطق من جهة، واتجاة الانحدار لمنطق العصبية البدائي، الغيبي،القوماني، المستند الى تدعيمات سلفية دينتاريخية من جهة اخرى، حين ُولد اليسار.
كان المجتمع يتقدم بخطى بطيئة نحو التحديث حين تشكل تيار اليسارفي منطقتنا من رافدين على مرحلتين: اليسار المقلد الذي لم يكد يترك فرصة لنفسة للتغريد ولو بنغم واحد خارج سرب" الاشتراكية الفعلية" و في مابعد الرافد الثاني الذي مثلتة حركات القوميين في طورماسمي وقتها بالديموقراطية الثورية وهو يسار متارجح . ساهم اليسار بمهمة التحديث والتنوير لكنه يدفع الان ضريبة ترسبات السنين السابقة الثقيلة في مجتمعات اصبحت تروج للخرافة والسحرعبر الانترنيت والتليفون المنقول، وتعيش يومها تلقائيا وبفعل قانون الاستمرارية دون تخطيط مسبق...وبمعزل عن شعوب العالم الاخرى... بفضاءات خارج حدود المنطق!
التابع والمتبوع وراي الشارع
لم ينعتق اليسار العربي طيلة تاريخه، من شرنقة البداوة وفي افضل حالاتة المتقدمة حين يوغل في التمركس والتلينن، كان يسلك درب التقليد والتبعية للاشتراكية الفعلية (كموروث عشائري يحتم التقيد باراء الاخ الكبير او شيخ القبيلة ) وهكذا فان اليسار العربي، لم يترك بينة وبين المتبوع مسافة، هي ضرورية لتدارك العثرات
وسخر طاقات اعلامية بمواقع مهمة، وضيفتها الاساس تبريرالواقع، لذلك تقدم الفكر الشعبي في منعطفات هامة على الايديولوجيا المقلدة.
مثال تاريخي على تقدم الفكر الجمعي الشعبي على ايديولوجيا التقليد هو الكيفية التي كان انسان الشارع في العراق يفهم بموجبها جوهر حكم البعث: من التجربة التاريخية كان الانسان العراقي، غير المسيس، يؤكد على ان البعث سيحيد الشيوعيين ويتحالف لوقت معهم، للانقضاض على الثورة الكوردية ومن ثم سيعود للاجهاز على الشيوعيين ليؤسس لدكتاتورية دموية جديدة.كل ماتنبا بة الشارع تحقق فصحت رؤية الشارع غير الايديولوجي لانه فكر بعقله، في حين ان العقل الذي تحالف مع البعث كان عقلا مطالبا بتاكيد نجاح الايديولوجيا وصانعتها الاستراكية الفعلية وتاكيد طروحاتها في بناء الاشتراكية في البلدان النامية المتحالفة معها. من الطبيعي، حين ينجح الفكر الشعبي مرة واخرى في التاشير على مواطن الخلل وتفشل الايديولوجيا لابد من حدوث شرخ بين الاثنين وهو شرخ خطير لان اليسار هو الحليف الدائم للفقراء و المالكين لقوة عملهم الجسدية والفكرية
باصرار ومثابرة، زرع قادة اليسارالتابع فكرة مثالية المجتمع الاشتراكي المشيد، عدالتة اللامتناهية،و ديموقراطيته، وكان ذلك كذبا فهمة الكثير من الاذكياء لكن بعضهم فقط امتلك الجراة للتصدي له
حكى لي شيوعي سنغالي مرة، ان حكومة بلادة الديموقراطية الثورية كانت ترسل الطلبة الشيوعيين واليساريين الى البلدان الاشتراكية للدراسة...لكي يعيشواالواقع كما هو، فيعودوا الى السنغال معادين للشيوعية او غير متحمسين لها!
الاممية الكاذبة
رفعت النخب الحاكمه في العراق، سوريا، مصر شعارا غاية بالصدق"الشيوعيون اصدقاءنا في الخارج واعداءنا في الداخل" فحطمت هذة النخبُ، الشيوعيين واليساريين بصمت، وبتواطئ من الاحزاب الحاكمة في الدول الاشتراكية في وقت كان اخلاص شيوعيينا للسوفيت ومن لف لفهم لامحدود.
في احدى كتبه يتحدث الدكتور رفعت السعيد عن صدمته من تعليق الاذاعة الروسية "افراح على النيل" سمعه سرا اثناءاعتقاله كسجين سياسي في وقت كانت فية سجون عبد الناصر تعج بالشيوعيين، نعم، لا يقدرهذا الموقف ومقدارالالم الذي يسببه الا من جربة فعليا.
حين كنت في الثانية والعشرين من عمري سُجنت للمرة الثانية بتهمة عدم ادانة الفكر الشيوعي ومعارضتي البعث الحاكم، من بين اساليب التعذيب البشعة التي تفنن بها بعث صدام كانت محاولات عزل السجين السياسي عن العالم والانفراد به، يفتتح ضابط التحقيق الجلسة بالتاكيد على ان كل احزاب اليسار في العالم تؤيد البعث وتؤيد الحملة التي بداها بتصفية الشيوعيين، كنت ارفض باصرار واستهزئ من ذلك، واتحمل تبعية موقفي تعذيبا الى ان اتى يوم من الايام التي كان الشيوعيون في العراق خلالها يُذبحون وُتسلخ جلودُهم وُتبقر بطونُهم، قابلني الضابط وقد مرت علي فترة في السجن، رمي الى بصحيفة" الثورة" لسان حال حزب البعث الحاكم وعلى طول وعرض صفحتها الاولى، صورة لسيارة مكشوفة تقل كاسترو وصدام حسين والالاف تحيط بهم يتصدر الصفحة مانشيت: ربع مليون عامل كوبي يستقبلون السيد النائب صدام حسين.
الشيوعيون في العراق ومعهم كل الوطنيين والقوميين الكورد، يُذبحون وُتسلخ جلودُهم وُتبقر بطونُهم والرفيق سانتياغو كاريللو يحيي رفاقة البعثيين ويجدد وقوف شيوعيي اسبانيا، احفاد ايباروري ، الى جانب القائد صدام حسين!!
الشيوعيون في العراق ومعهم كل الشرفاء، يُذبحون وُتسلخ جلودُهم وُتبقر بطونُهم، وتُغتصب نساءهم و غينادي زيغانوف يشيد بصمود القيادة العراقية
الشيوعيون في العراق ومعهم كل الشرفاء، يُذبحون وُتسلخ جلودُهم وُتبقر بطونُهم والرفيق شافيز امل امريكا اللاتينية يطوف مع صدام بسيارتة الخاصة لكي يبرهن على شعبية وبساطة الرئيس العراقي الواقف بوجة اميركا!!
اي قدرة يتوجب على اليسار امتلاكها، لاقناع الناس بوجود بصيص من الامل في هذا العالم ؟؟
الايديولوجيا اولا...ثم الانسان
لم يتعامل اليسار مع مفردة حقوق الانسان، والمجتمع المدني تعاملا موضوعيا، الايديولوجيا هي التي زكت الانسان ومن وقف ضدها وقف ضد المجتمع وضد الطبقة العاملة وضد الاشتراكية اي ُجرد من حقة كانسان، ُالغي الانسان الفرد المعترض، وسادت ثقافة القطيع وقد كان اليسار العربي ضالعا في ترويج هذة المفاهيم، لم يقف ضدها ومن ثم استخدمت هذة التنظيرات في مجتمعاتنا، من قبل حكومات متياسرة، ،اخذت هذه الحكومات من الاشتراكية الفعلية الكثير كمبدا منع الاضرابات والتضاهرومنع انشاء الاحزاب ومنع حرية التعبيروقمع التحركات القومية التحررية وزادت عليها قوانين الطوارئ والمحاكم الاستثنائية اللتان تتطلبهما"دقة المرحلة" و"المخططات الصهيونية التي تستهدف الامة".
عمليا قُطع الطريق على اول خطوة باتجاة الوصول الى مرحلة المجتمع المدني. تفتيش البيوت كان قبل سني الشرعية الثورية لايتم الا بمصاحبة وموافقة مختار الحي، الاعتقال كان لاينفذ من دون مذكرة القاء قبض
لقد سلبت الشرعية الثورية المواطن حقة كانسان واعطتة كامل الحقوق كجندي ابدي في جيش الثورة،هناك الدولة المنهمكة بتحقيق" الانجازات" وهو مطالب بالالتزام ب"الهدوء والسكينة" " واطاعة الانظمة والقوانين"
لم يكن الانسان هدفا بل الايديولوجيا. هدف الارض كلها الان دولة القانون، والديموقراطية، فهل بالامكان التنكر ببساطة للماضي؟؟
المؤسسة الدينية و فصل الدين عن الخرافة
امر لايحتاج الى تاكيد ان فكرة ما، طوال تاريخ البشرية لم تُحارب كما حُوربت الشيوعية.
الشيوعية وحدت ضدها جموع القومانيين والجهلة والمرتزقة والطفيليين والمستغلين الماديين كالراسماليين والاقطاعيين و المستغليين الروحيين كمستعبدي المراة والمؤسسة الدينية والنخب الحاكمة والنظام البطرياركي الابوي لان برنامجها كان جذريا و موجه ضد هذا الرهط كله، وفي حين كان هم اليسار الاوربي، توحيد الناس ضد استبداد راس المال في مجتمع متعلم فصلت فية الدولة عن الدين عمليا ، كان على يسارنا ان يتصدى للجهل المختبئ تحت عباءة الدين ورجالة، ففي مجتمعاتنا توقفت حركة الاصلاح والتنويرولم تمس موضوعة الدين وفصلة عن الخرافة فالملايين الجاهلة المؤمنة ظاهريا، تعبد الخوف لا اللة ،تعبد الهلع والمجهول الذي تلجا الية لدرء الخطوب التي لاقدرة لها على مقاومتها، وداخل هذة المنظومة عشعش وسطاء وسماسرة الدين من دجالين وكاتبي ادعية ومصممي تعاويذ ومستحضري ارواح ومتقبلي نذورومدراء مساجد متطفلين على جهد ملايين الفقراء الذين كانوا يعاملونهم بقدسية لاعتقادهم بقرب هؤلاء الوسطاء من اللة.
وقد جهدت قوى التخلف ان تعارض اليسار بالمعتقد الديني واليسار عاجز عن تبرئة نفسة من هذة التهمة لسبب موضوعي( من بين اسباب) يتصل بتخلف البنية الفكرية للمجتمع، وتركز هجوم قوى التخلف على الشيوعية باعتبارها تولي المادة ( الحياة الدنيا) اهتماما كاملا ،رغم ان في كل كتب الدين يرد اجماع، بان الكون قد خلق ليتمتع بة الانسان وليس الملائكة ولا الشياطين، و قد ظل الانسان محورا للاديان والمخاطب الذي يتوجة الية الخالق كما يقول الدكتور برهان غليون عن حق.
ورغم ان الاف الشيوعيين رموا بمصالحهم الخاصة، وحيواتهم ذاتها جانبا من اجل تاسيس عالم اكثر انسانية، ورغم ان الدنيا كلها، كانت في نظر الاف الشيوعيين واليساريين لاتساوي شيئا مقارنة بالوفاء لمصالح الفقراء و رغم ان حياة الشيوعيين وممارساتهم العملية تكاد تتطابق مع اساليب حياة الرهبان والنساك والمتعبدين الزاهدين فان تضحيات اليسارالهائلة لم تتناسب مع ما تحقق على الارض، ولم تستطع هذة التضحيات فرض ذاتها بمواجهة الفكر اليميني القوماني الديني الذي لم يقدم شيئا سوى المغامرات والكذب والتخلف واخيرا الارهاب بابشع صوره
وقد اثار انتباهي في سوريا مرات عدة مقولة شعبية تتكرر حين يحرص المرء على شان عام او لايسعى لاغراض شخصية ينهره اصحابة بقولهم: "لاتصير شيوعي"!! فهل يعني هذا ان هناك شبة اجماع على نزاهة الشيوعيين؟؟ وهل يتناسب هذا الراي الشعبي مع مكانة الشيوعيين السوريين الحالية في مراكز صنع القرار؟؟؟
لقد كان التصدي للجهل والخرافة يقتضي فك الارتباط القوي بين الدين، كقيم واخلاقيات من جهة، والخرافة من جهة اخرى، وقد كانت هذة المهمة غاية بالصعوبة حاول الشيوعيون اداها ببسالة ، لكنهم في النهاية خسروا المعركة برمتها لترجع شعوبنا الى عصر ما قبل الخرافة.....عصر الارهاب الاعمى ومن جانبها خاضت قوى الرجعية معركتها غير الشريفة مستخدمة كل انواع الكذب الرخيص ( كالادعاء كذبا بتمزيق القران من قبل الشيوعيين في العراق حيث اعترف مفبركو هذة الكذبة بعد اربعين سنة بكذبها)
مايثير الاعتزاز
هناك الكثير في تاريخ اليسار مما يدعو للاعتزاز
موقف الشيوعيين من الوحدة العربية ودعوتهم الى البدء بالكونفدرالية، مواقفهم ودورهم في حركة التنوير والدفع بمكانة المراة الى مستويات اعلى.
موقف الحزب الشيوعي العراقي من اقامة دولة فلسطينية على اكثر من نصف فلسطين عام 1948في حين يبكي العرب الان مستصرخين ضمير الامم المتحدة ان ترجع لهم غزة واريحا اولا
موقف الحزب الشيوعي العراقي عربا وكوردا من القضية الكوردية
مايثيرالقرف والاحباط
اننا في زمن لم تعد فية المقاييس الارضية وما يسمى بالمنجزات صالحة للقياس والفوز برضى الانسان، لقد اضحى القياس الوحيد هوتحقيق ماقررة اللة ان يكون على يد نوابه: مقتدى الصدر، يوسف القرضاوي، اسامة بن لادن.
اما متى قال اللة ذلك فذلك ما لا يعلمة المرء حتى ينتمي لجيش المهدي انذاك سيفهم ان المهدي سيظهر حين يعم الفساد والظلم في الارض، فلكي نستعجله ونساعدة على الظهور لابد ان نعيث في الا رض ظلما وفسادا!
كيف سيخاطب اليسار هذة العقول؟



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأرهاب الكردي ام عمى البصيره؟
- ايها العرب...احذروا يوما تصفق فية الشعوب للاحتلال
- ثلاثة مقاطع لضمير يهم بالنهوض....
- لنستمر في... حوارناالمتمدن
- عبرقلب العروبة النابض..... نحو العراق المطعون
- الخنجر الكردي في خاصرة الامة العربية
- -سعدي يوسف ..... حوار غير متمدن
- ,جولة في مجاهل العقل العربي: باي حق يحاكم الرئيس صدام حسين؟؟ ...
- امت(نا) العربية ايها العراقي
- دولة العباءات السود ...ديموقراطية الاستبداد


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- القصور والعجز الذاتي في أحزاب وفصائل اليسار العربي ... دعوة ... / غازي الصوراني
- اليسار – الديمقراطية – العلمانية أو التلازم المستحيل في العا ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار والقوى العلمانية و الديمقراطية في العالم العربي - اسباب الضعف و التشتت - علي بداي - دور اليسار العربي في الاعداد لظهور الامام المهدي