أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد احمد جميعان - االمشهد الانتخابي في الاردن : جائزة صوت واربح لجلب المقترعين للانتخاب ؟!















المزيد.....

االمشهد الانتخابي في الاردن : جائزة صوت واربح لجلب المقترعين للانتخاب ؟!


محمد احمد جميعان

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 5 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يشعر الانسان عديم الخبرة والانجاز بالغرق في بحر متلاطم من الانتقادات والرافضين لسياسته يعمد الى ان يتعلق بالاخشاب المهترئة التي تقذفها السفن العابرة او بقشة هائمة لعلها تنقذه من الغرق ونهاية حياته السياسية . والكارثة هنا عندما يدرك ان القشة والاخشاب خادعة ولن تنفعه في النجاة تتحرك معه حرارة الروح لاسيما ان مقام التوريث لديه سيخسر السياسة ومناصبها واضوائها فهو يعمد الى ان يتعلق بالماء نفسه عبر عمليات تخبط بيديه ورجليه وراسه وفمه لعله ينجوا من الغرق والنهاية .

ولكن الاوان قد فات والثواني اصبحت مفصلا ، وكان الاجدر به ان لا يخوض عباب الماء وهو العديم بالخبرة والسياسة والبحور المتلاطمة من الانتقادات التي تحتاج الى خبرة ودراية وصدق وعزم ، والا فان الغرق استحقاق طبيعي وفطري وسياسي تقتضيه سنن الكون لمن يعتقد انه قادر على التجريب والهواية واللهو ولو كان ذلك على حساب مقدرات وطن وعقول رجال يعرفون الغث من السمين ولا تاخذهم في الله ووطنهم لومة لائم ..



بالله عليكم من كان يصدق ان تصل حال ديمقراطيتنا الى هذا المستوى ، مستوى " صوت واربح " وتخصيص جوائز لمن يدلي بصوته حتى غدا التندر عنوانا وكاننا في دكاكين او مولات تجارية تستقطب الزبائن لشراء بضاعة قربت مدة نهاية صلاحيتها او تكدست في مستودعاتها او كسدت او كثر من تنافس عليها فلجات الى تسويقها عبر اليانصيب " اشتري واربح " ؟!



قبل بضعة شهور قرانا من كتب ساخرا يقترح تخصيص جوائز يانصيب لمن يدلي بصوته ، وفي حينه كان التعبير له دلالة كم سيكون حجم المقاطعة للانتخابات ضئيلا جدا ؟ ، وقد انكر البعض عليه ان يقول (لاحظوا ان يقول) ان انتخاباتنا تقترن بتخصيص جوائز لمن يصوت ، وقد اعابوا عليه واستنكروا كيف له ان يكتب ذلك؟! وها هو ما تندر به وكان ضربا من الخيال والاستغراب والحرمة لافهام الناس كم هو ضعف الاقبال كبيرا ، يتحقق عبر اعلان حقيقي لاكبر شركة في الاردن تخصص جائزة لمن يصوت ، فماذا انتم قائلون ، وماذا انتم فاعلون الان ؟!



حال الغريق لحكومتنا ادركناه مبكرا عبر سياسات وتعيينات ومواقف وقرارات فيها عمق التخبط وسوء الاختيار ، وراينا القلق يعتصر الحكومة ، حتى غدا خبزا وملحا وبرنامجا يوميا لها واصبح جل عملها ترقيع وترميم وردود فعل على سوء تصريحات وزرائها وتخبط قراراتها ومواقفها في سلسلة دوارة، ما ان تخرج من ازمة حتى تدخل في ازمات متوالية ، حتى اصبحنا نتساءل عن سر بقائها ، وقد افردت لذلك مقالين ، الاول بعنوان " حكومة قدس سرها " ، تبع ذلك مقال آخر بعنوان " هل تريد الحكومة منا الانتخاب لننشلها من الغرق"



ولم ادرك في حينه ان الحالة تجاوزت حالة الشعور بالغرق الى حالة الغرق ذاته الذي معه تشتعل حرارة الروح عبر تخبط الاعضاء كلها ، حتى ولو عبر فتح دفاتر عتيقة لخطباء طواهم النسيان بعد ان سقطوا او اسقطوا في الانتخابات وملؤا السماء صراخا ان الانتخابات مزورة، نراهم اليوم وعبر التلفزيون الحكومي يسارعون الى فتاوي حادة ومحمومة تخالف راي الجماعة والجبهة التي تحتضنهم وتطعن في قرارهم وموقفهم وصمودهم ، بل وتناقض مع ما قاله هو نفسه في الانتخابات قبل ذلك بانها وبانها ؟! ، فما الذي تغير.. فالقانون اصبح اسوأ والمعارضة اكبر والرفض اعظم والتخبط اشد بلاء ووو… ولا تعليق سوى بوضع اشارة استفهام وتعجب والله اعلم بالاسرار وما في تخفيه القلوب ؟!



واستمر التهافت بل تهافت التهافت الى حد اعلان شركة كبرى لجائزة " صوت واربح " كان رئيس الوزراء نفسه قد اختار بعض موظفيها ليكونوا وزراء ورؤساء ومناصب عليا ولو بكسر بعض بنود الدستور ، ويبدوا ان سداد الدين بالدين جاء اوانه ، باسلوب اصبح محل تندر واستغراب واستهجان الجميع وصدر بذلك بيانات لم تكن لتصدر لولا عمق البعد الاخلاقي والقانوني والذوقي والاستهجاني لذلك ، حدا وصل الاساء الى ديمقراطيتنا بل والى الديمقراطية منذ ان كانت واستحدثها الانسان لترفع من سوية الانسان عبر احترام عقله واختياره وسموه وليس محاولة افساده واستعباده في يانصيب " صوت واربح " تحولت معه القناعات العقلية والوجدانية التي يحترمها خالقها وترفع النفس سموا ورفعة الى الاغراء بسيارة واجهزة خلوية للنحدر بنا الى مستوى السلع الاستهلاكية والاساليب التجارية وقد كشف القناع فما الذي ننتظره بعد ذلك ؟!



لا والله لن اقبل ان يتحول العقل الذي ميزنا به رب العالمين، والنفس التي سما بها الخالق عبر الدين والفكر والديمقراطية ، والتي جاءت لتحترم الانسان في عقله ورايه وفكره وتجعل من راي الاغلبية والانتخابات التي هي اسلوب الديمقراطية في الاختيار الى اوراق يانصيب دواره تخاطب الاغراء الاستهلاكي وخصلة الطمع وافساد الاذواق لننحدر الى هذا المستوى باستدراج المقترعين عبر ورقة يانصيب وليس عبر قناعاتهم واحترامهم لانفسهم واحترام الحكومة لعقولهم وقناعاتهم ؟!



احاول ان اجد وصفا لما جرى فعجزت لان الفضيحة كبرى تسجل في تاريخ هذه الحكومة والتي يجب ان نسميها في سجلات السياسة والتاريخ بحكومة " صوت واربح " ، التي اساءت لنا في كل الاتجاهات ، بل وتسجل في تاريخ الديمقراطية منذ وجودها ان حالها اصبح حال المادة والتسويق والترويج التجاري ، تعطل معه العقل ليخاطب به الغريزة ، ووالله لو علمت العقول التي استحدثت الديمقراطية ان حالها سوف يصل الى صوت واربح لوضعوا لذلك قانونا في حينه افردوا له بابا ان الديمقراطية غير قابلة للاستغلال او الدونية المادية بل واوجدناها لاحترام الانسان وتقديره وتعظيمة كقيمة تعلو على المادة التي هو من يسخرها وليست هي من تسخره وتسحبه الى صناديق الانتخاب .. فما عسانا ان ننتظر بعد ذلك ؟! وهل تقبلون ان توصلنا ورقة يانصيب الى البرلمان ؟!



شعار مشاركون من اجل التغيير الذي طرح للحث على المشاركة بالانتخابات ، بانت معالمه ، دفاتر عتيقة تفتح ، واوراق يانصيب تطرح ، واخلاقيات اترك وصفها لمن يجيد الوصف اكثر مني ، يضاف لها سيل الازمات الى عشناها على اعصابنا ، وعلى حساب انتاجنا ، والاستفزازات المتوالية ، والفقر والبطالة وتجاهل مطالب المتقاعدين الذي جاء عبر كتاب رسمي من مؤسسة المتقاعدين الى الحكومة نفسها ، التي تجاهلته تماما واستثنتهم من عملية هيكلة الرواتب في سابقة لاول مرة في تاريخ الحكومات ، بل وقسمت المتقاعدين الى ما قبل حزيران 2010 وما بعده وعمدت الى استقالة من وقع الكتاب ورفعه وكذلك من وجه له واستقبله متاجهلة ومحاولة طي صفحة الحديث عن فقرهم المدقع لتضيف له الغبن والظلم ولتطرح علينا بعد ذلك يانصيب صوت واربح ، تريد ان تجلبنا به الى صناديق الانتخابات ؟!



والسؤال هنا اين هي الانجازات التي تريد حكومة " صوت واربح " البناء عليها لتطرح علينا المشاركة من اجل التغيير ، ودلوني على من يمدح الحكومة من غير بعض موظفيها والتابعين لها ، حتى تستطيع ان تحدث تغييرا راينا معالمه باعيننا وسمعنا به باذاننا ؟ّ



ان شعار مقاطعون من اجل التغيير هو من يخاطب فينا العقل والوجدان ، وليس الاغراء والافساد باليانصيب ، وشعار مقاطعون يقول لنا هذه الحكومة رايتموها باعينكم ، وقد اصبحت عبئا ثقيلا على مكونات الدولة تريد منا الانتخاب في ظلها لننشلها من الغرق ، نقول لها ان مقاطعتنا للانتخابات ما هي الا وسيلة من اجل التغيير الحقيقي والاصلاح الذي يصل بنا الى رفعة الوطن واهله .



واذا كانت المسالة الفاظ وشعارات وهوائيات فليكن الشعار ما بين مشاركون ومقاطعون حلا وسطا عدلا ، ينم عن قناعات لم تتزحزح منذ ان جاءت هذه الحكومة التوريثية الاستفزازية ، وهو شعار نعم مشاركون ( مع المقاطعين للانتخابات ) من اجل التغيير . ودمتم .



#محمد_احمد_جميعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاردن : هذا ما قدمته الحكومة للمتقاعدين العسكريين !! .. جرد ...
- الخروج من الازمات بحكومة ديمقراطية
- دوام الحال من المحال
- قوات دولية لحماية اسرائيل وتكبيل المقاومة ومنع عودة اللاجئين
- لرجولة مواقف لرفع الظلم عن المعلمين/ نحو موقف موحد،لرفع الظل ...
- المصالحة الفلسطينية ممنوعة لاشعار آخر
- مؤشرات قوية لمقاطعة الانتخابات النيابية في الاردن
- هل تشكل حماس مرجعية سياسية جديدة؟
- مقاطعة الانتخابات .. الرأي والموقف
- المعلمون والمتقاعدون الاردنيون رجال يطالبون بحقوقهم


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد احمد جميعان - االمشهد الانتخابي في الاردن : جائزة صوت واربح لجلب المقترعين للانتخاب ؟!