أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - يجب لأا يمر ما جرى في كنيسة النجاة















المزيد.....

يجب لأا يمر ما جرى في كنيسة النجاة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3173 - 2010 / 11 / 2 - 12:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضية شديدة المأساوية , و عدد الضحايا استثنائي , لقد وصل جنون القتل إلى مستويات غير مسبوقة , و ليس طريقة تعامل الحكومة العراقية القائمة مع عملية احتجاز الرهائن أو الطريقة التي أعلن بها أوباما ( القائد العام لأقوى قوات عسكرية في عصرنا و ربما في التاريخ ) شخصيا عن اكتشاف الطرود "المشبوهة" و رسالة ابن لادن أو تهديداته في وقت كان فيه نظام ساركوزي يهتز تحت تصاعد الحركة الشعبية في الشارع إلا أدلة على أن الإرهاب و الاستبداد يتكاملان , إنهما إذ "يتصارعان" فإنهما يفعلان ذلك على اللحم المذبوح للضحايا . إن جنون القتل الذي استبد بالأصوليين لا يضعف من قبضة دائرة الاستبداد المغلقة حول البشر العاديين بل يقويها و يشرعنها و يعززها و يساعد فاشية الاحتكارات الرأسمالية في أن تصبح أكثر همجية و شمولية هي أيضا في عدوانها على البشر العاديين , إن نظام فاسد و وقح في عدائه للفقراء و في محاباته للمليارديرات و أصحاب رأس المال و فاشي في عدائه للأجانب كنظام ساركوزي استمد أخيرا شيئا من الشرعية المزيفة فقط نتيجة رسالة ابن لادن تلك , لأن الشيء الأخير المتاح لهذه الأنظمة هو أن تزعم أن أجهزة القمع و الموت و الملاحقة و العقاب التي تشكلها و تدربها ضرورية , ليس فقط لقمع العمال و الطلاب الرافضين لسياساتها , بل أيضا "لحمايتهم" كما تزعم من هجمات كالتي جرت باستخدام تلك الطرود "المشبوهة" , نظام أوباما لم يجد في الوقت المستقطع قبل انتخابات التجديد سوى تلك الطرود ليحاول أن ينسي الناخب الأمريكي أنه اقتطع من لقمة عيشه و من ثمن علاجه و اضطره ليبيع بيته كي ينفق على الإدارات الفاسدة للشركات الرأسمالية تريليونات الدولارات التي أنتجها هؤلاء أو سينتجونها حتى سنوات طويلة قادمة . لا أعرف كم تستطيع عبوة حبر في طابعة أن تستوعب من "مواد متفجرة" , لكن لنحاول فهم الموضوع , تستخدم الطائرات المقاتلة في التدريب قنابل زنة 6 كغ , و هي قنابل محدودة التأثير جدا , أما في العمليات القتالية فإنها تستخدم قنابل زنة 250 , 500 كغ و حتى طن فما أكثر , قنابل الطن هذه هي تلك التي استخدمتها الطائرات الأمريكية في قصفها لمدن أفغانستان و العراق في حربيها الأخيرتين هناك , هذا لا يعني أن موت إنسان , أيا كان , هو أفضل , أو يفضل , على موت ألف أو مائة , لا توجد قوة في العالم , سلطة , جهاز عقاب أو قمع أو إكراه أو رجل دين أو مؤسسة دينية أو إيديولوجية , يحق لها قتل أي إنسان أيا يكن , لم يمنح أي من هؤلاء البشر حياتهم و لا يحق لأي منهم أيضا أن يلغيها , ناهيك عن أن يستغلها أو يمارس ضدهم أي نوع من القمع أو القهر أو الاستغلال أو الإكراه أو حتى المراقبة . تصوروا ذلك المنطق في أخذ عراقيين رهائن في بلدهم , في عقر بلدهم , لإطلاق سراح سجناء ما لدى الحكومة العراقية القائمة , تصوروا هذا المنطق المعادي للإنسانية في مثل هذا العمل و فظاعة و همجية مثل هذا المنطق , و تصوروا منطق أن يهددك أحد ما و أنت في بيتك , في دار عبادتك , في وطنك , كما فعل الأصوليون مع مسيحيي مصر بعد العراق , فقط لأنك مختلف , هذه قمة الهوس الديني التي لا تنتج إلا همجية و وحشية غير اعتيادية و جنونا منفلتا ضد الآخر , و كما هو طبيعي , لجأت حكومة المحاصصة للمزاودة بدماء الضحايا , بدماء أكثر من خمسين "رهينة" , في بلدهم و على أرضهم , كيلا نقول على الأرض التي وهبتهم الحياة كما وهبتها لمن احتجزهم و قرر أن ينهي حياتهم و كأنه من طينة أخرى غير طينة هذه الأرض , فقط بسبب الهوس الديني و جنون إلغاء الآخر , أو حتى لمن أصدر الأمر بتنفيذ اقتحام دموي على هذا الشكل , إن دماء الضحايا اتهام للجميع , إن مجانين إلغاء الآخر سواء أولئك الذين في السلطة أو في الميليشيات أو في التنظيمات الأصولية المهووسين بدماء الآخر جميعهم متهمون و مدانون , يجب ألا يمر ما جرى في كنيسة النجاة , و يجب أن يكون مفهوما أنه إن لم يكن إخاء الجماهير العراقية , الفقراء العراقيون , من كل الأديان و الطوائف و المذاهب , و تضامنهم و إصرارهم على انتزاع حريتهم ممن يسلبهم إياها , هو الحامي الحقيقي للمسيحيين و الشيعة و السنة و الكلدانيين و الآشوريين و الصابئة المندائيين و أي عراقي , فلن تحميهم أية سلطة مشغولة بمصالحها و اقتسام خيرات العراق أو أي جيش من المرتزقة يقوم بتسليحه و تدريبه و يدفع له قتلة الشعوب وناهبي خيراتها و بالتأكيد لن تحميهم ميليشيات الهوس الديني و الطائفي و المذهبي , التي لا تعرف إلا قتل الآخر و قهر الفقراء من ذات الطائفة و مصادرة حريتهم و حياتهم بنفس السلاح الذي تقتل به الآخر , لم تكترث الحكومة القائمة بدماء العراقيين و كما استخدمهم مهووسو إلغاء الآخر "رهائن" استخدمتهم تلك الحكومة أيضا في المزاودة على الإرهاب , و كذلك يستخدمهم من يريد أن يبرر نهب ميزانية بلده لسنوات قادمة لصالح كبرى الاحتكارات بعبوات مشبوهة من أنصاف الكيلوغرامات , وبرسائل الكراهية التي يحركها الهوس الديني و الطائفي و المذهبي . كما أن ساركوزي لا يستطيع إخفاء حقيقة سياساته المعادية للجماهير إلا برسائل ابن لادن فإن حكومة العراق القائمة و نخبته السياسية و الإكليروسية الدينية لا تستطيع أن تقنع أحدا بأن وجود حكومة فعلية يعني الخير للعراقيين الفقراء و ليس لجيوبها هي إلا بمثل هذه المجازر الدموية , ليس هناك اليوم من شك في أن الإرهاب و الاستبداد يكملان بعضهما البعض و يؤدي كل منهما إلى الآخر , و إلى حلقة جهنمية من الموت و الموت المضاد الذي لا يسقط ضحية له إلا الفقراء من كل المذاهب و الأديان , إن القضاء على إرهاب المهووسين دينيا و طائفيا لا يكون عبر المزيد من الأجهزة القمعية التي لا تقمع إلا من يزعج سادتها , و التي لا تبالي لدماء العراقيين البسطاء من أي طائفة , و بالتأكيد ليس من خلال المزيد من سجون الظلام و المزيد من انتهاك حقوق الإنسان على يد تلك الأجهزة , إن هذا الإرهاب السلطوي و إرهاب الميليشيات المرتبطة بالنخبة السياسية و الإكليروسية الحاكمة هو المبرر الأساسي لإرهاب الأصوليين المهووسين بقتل الآخر على أنه المصدر الوحيد لحماية الجماهير السنية و ككرة الثلج يصبح الموت المجاني للفقراء من كل الأديان و الطوائف على موائد القتلة و المهووسين هو النتيجة الحتمية , إذا لم تأخذ الجماهير مصيرها بيدها و تنتزعه من أيدي طغاتها و من يريد أن يسلبها , ليس فقط خيرات بلدها و عملها هي بالذات , بل و حتى حقها في الحياة بكل همجية و وحشية , فلن تكون أبدا بمنأى عن هؤلاء القتلة و لن يحميها أحد من هذا الجنون المنفلت سوى نضالها هي بالذات إلى جانب كل ضحايا الطغاة الآخرين من كل الأديان و المذاهب ..........

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب في الظلام
- الأفكار المادية عند المعتزلة
- ملاحظات عن الجدال الاقتصادي الدائر اليوم في سوريا
- رؤية في وعي الواقع
- جدال حول التغيير
- أناركي روسي يكتب عن جهود الحركة الأناركية الروسية لمقاومة ال ...
- أناركي أمريكي يكتب عن الدين و الثورة
- لأسباب خاصة بالدولة , لميخائيل باكونين
- هل يمكن لملايين السوريين الفقراء أن يرسموا سياسة اقتصادية أف ...
- هناك طريقتان لفهم أو قراءة التاريخ
- لكن هذا سخف أيها الشيخ !
- نحو سلطة العمال لموريس برينتون
- الشبه بين النظام الستاليني و السوري : دروس الماضي و المستقبل
- كلمات في غياب مراقب الإخوان المسلمين السوريين السابق
- النقاب في سوريا
- عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد
- مناقشة لموضوعات المؤتمر السابع لحزب الشعب الديمقراطي السوري
- أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية
- أحداث كومونة باريس
- عن الخرافة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - يجب لأا يمر ما جرى في كنيسة النجاة