أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ويكيليكس في خدمة الإرهاب















المزيد.....

ويكيليكس في خدمة الإرهاب


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أشبه اليوم بالبارحة، الكل مجتمعون ومصرون على ذبح العراق وباسم العراق والوطنية وحقوق الإنسان. فقبل أكثر من خمسين عاماً التقت إرادة أكثر من أربعين جهة عراقية وعربية ودولية، لا يجمعها أي جامع، سوى هدف واحد وهو، ذبح حكومة ثورة 14 تموز وقيادتها الوطنية، إلى أن أفلحوا في انقلابهم الأسود يوم 8 شباط 1963 بقيادة البعث الفاشي، حيث أغرقوا البلاد والعباد في مجازر متلاحقة وإلى الآن.

وقبل أكثر من 14 قرناً، وبعد أن اقترب جيش الإمام علي من تحقيق النصر على معاوية، رفع بنو أمية، وباقتراح من عمرو بن العاص، المصاحف على أسنة الرماح صارخين (لا حكم إلا لله) مطالبين بالتحكيم، وقد نجحت اللعبة في شق معسكر الإمام رغم تنبيهه لهم: "إنها والله كلمة حق أريد بها باطل" ولكن بلا جدوى، حيث ظهرت حركة الخوارج، وكان ما كان.

وما أشبه اليوم بالبارحة، عدا التغيير في الشعارات وفق تغيير الظروف، فقد حلت وثائق الوكيليكس محل المصاحف، أما اللغة والغايات فنفسها. فبذريعة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي يحشدون اليوم كل طاقاتهم لتضليل الرأي العام وإرباك الوضع العراقي والدفاع عن القتلة الإرهابيين من البعثيين والوهابيين.

والمفجع أنه التبس الأمر حتى على البعض ممن كنا نحسن الظن بهم، وإذا هم يسيرون مع جوقة الإعلام العربي بقيادة عبدالباري عطوان، وبذات الشعارات واللافتات، وبكل خفة وفق الأهزوجة العراقية (على حس الطبل خفَّن يا رجلية). ففي أحد هذه النداءات يطالبون منظمات المجتمع المدني وكل القوى الخيرة في العراق... ومنظمات المجتمع المدني في الدول العربية (نعم في الدول العربية..إي والله هكذا وردت، ولا أدري متى انتصرت الدول العربية للعراق إلا إذا أرادت به شراً)، وفي سائر أرجاء العالم، بتوجيه رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بتشكيل لجنة تحقيق دولية وتنظيم لائحة اتهام ضد المسؤولين عن تلك التهم وتقديمهم إلى محكمة حقوق الإنسان الدولية،...الخ!!!

من المعروف أن معظم الذين تحركت حميتهم للدفاع عن الشعب العراقي وحقوق الإنسان في العراق، لا يخفون عداءهم الشديد لأمريكا (الشيطان الأكبر، على حد تعبير المرحوم الخميني، وعدوة الشعوب وفق تعبير اليسار والإعلام العربي)، ورفضهم لكل ما هو أمريكي وما يصدر من أمريكا من قرارات وأعمال. ولكن ما أن رأوا في وثائق موقع ويكيليكس (الأمريكي للنخاع) ما يخدم أغراضهم في إرباك الوضع العراقي، حتى صارت أقوال هذا الموقع بمثابة الآيات البينات لا تقبل الشك، ولسان حالهم يقول : "إن القول ما قاله الويكيليكس" على غرار ما قاله الشاعر العربي:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذامِ

ومما يجدر ذكره، ولسوء حظ الذين طبلوا لويكيليكس، أن قال مكتب المدعي العام السويدي يوم السبت أن مؤسس ويكيليكس Wikileaks جوليان أسانجي اتهم في السويد بالاغتصاب والتحرش الجنسي، وهو أسترالي. وقال كارين روزاندر مدير الاتصالات في مكتب المدعي العام "يمكننا تأكيد انه مطلوب. وقد اتهم الليلة الماضية، والاتهام هو شبهة الاغتصاب."وأضاف "تهمة تتصل بالاغتصاب وتهمة تتصل بالتحرش. (الرابط أدناه). فيا ترى ما مصداقية هكذا شخص مشبوه في أخلاقه؟
وللمزيد من المعلومات عن حقيقة الوثائق التي نشرها موقع الويكيليكس، أشير على القارئ الكريم فتح الرابط في ذيل هذا المقال وهو تقرير لكاتب أمريكي وباللغة الإنكليزية. وقد جاء في هذا التقرير، أن من بين ما يقارب من أربعمائة ألف وثيقة نشرها الموقع، توجد 204 وثيقة فقط صنفت بأنها سرية وبشكل مخفف، يعني لا قيمة عسكرية لها، وهي أصلاً قديمة مرت عليها سنوات. ولكن وكما يقول الكاتب، هذا لا يعني أن نشرها صحيح، فالذي مرر هذه الوثائق يدعى Bradley Manning ألقي القبض عليه في أيار الماضي ويواجه الآن تحقيقاً بتهمة تسريب معلومات سرية ونشرها يعرض أمن أمريكا إلى الخطر. ومن بين هذه الوثائق التي صنفت بأنها سرية، واحدة على سبيل المثال، تشير إلى عثور الشرطة العسكرية الأمريكية في العراق على جثة شخص في قرية كان قد قتل بتاريخ 28/10/2006، دون أن تشير إلى الجهة المنفذة واسم صاحب الجثة. وجميع هذه الوثائق هي عبارة عن مسودات أو ما يسميها الكاتب بمعلومات خام Raw information، كتبها عسكريون عن نشاطاتهم الميدانية اليومية ذات المستوى الواطئ. ومعظم هذه "الأسرار" كانت قد أذيعت في وقتها من قبل فضائية الجزيرة وغيرها، فليس هناك من جديد، لذلك نقول إلى الذين تحمسوا وأثاروا كل هذه الضجة، وبفرح الأطفال السذج: صح النوم!!

والمعروف، أن السيد عبدالباري عطوان، رئيس جريدة القدس اللندنية، ومن لف لفه من جوقة الإعلام العربي، يبذلون قصارى جهودهم لتوظيف هذه المناسبة لتشويه الحقائق عن العراق، فهم ينكرون المقابر الجماعية والدمار الشامل الذي سببهما نظام البعث الفاشي، كما ويعملون على تضخيم أرقام القتلى في العراق ما بعد حكم البعث، فيقولون أن القوات الأمريكية والحكومة "العميلة" قتلت أكثر من مليون عراقي، ورمَّلت مليون امرأة، ويتَّمت 5 ملايين طفل!!. بينما في الحقيقة أن معظم الضحايا هم من عهد حكم البعث، ونحو99% من القتلى العراقيين ما بعد 2003 تم قتلهم على أيدي الإرهاب البعثي – الوهابي. والحكومة العراقية التي يصفها عطوان بـ"العميلة" صوت لها نحو 15 مليون ناخب عراقي بانتخابات حرة ونزيهة.

ولكن عطوان والشلة التي هللت معه لنشر تلك الوثائق، لم يقرؤوا معلومة أخرى ذكرتها وثائق ويكيليكس، وكما سمعتها من إذاعة بي بي سي، وظن المذيع خطأً، أن إذاعة هذه المعلومة ستحرج موقف الأمريكان والحكومة العراقية، ولكن في الحقيقة إنها في صالح الحكومة العراقية، ومفادها أن الحكومة العراقية أذاعت في وقت سابق، أن القتلى من المدنيين العراقيين منذ عام 2003 إلى الآن في حدود 100 ألف، بينما الرقم الصحيح هو 120 ألف قتيل. نعم، أن 120 ألف قتيل رقم كبير، وكارثة على الشعب العراقي، ولكن أين هذا الرقم من مليون ونصف المليون قتيل يدعيه الإعلام العربي بأن قتلتهم القوات الأمريكية والحكومية؟؟ ومع ذلك ما لنا إلا أن نشكر ويكيليكس على تسريب هذه المعلومة، ولكن هل يقتنع الإعلاميون العرب بهذا الرقم ؟ ويكفون عن التطبيل بأن عدد القتلى بعد سقوط البعث بلغ مليون ونصف المليون، قتلتهم القوات الأمريكية والحكومية؟

المصيبة ليس في ويكيليكس، ولا في عبدالباري عطوان وبقية الإعلامي العربي المضلل، فهؤلاء تضرروا بفقدهم لولي نعمتهم صدام حسين، ويعملون الآن لمن يدفع لهم أكثر لإفشال العملية السياسية في العراق، ولكن المصيبة في بعض المثقفين العراقيين الذين ركبوا الموجة واتخذوا من وثائق الويكيليكس مصاحف وآيات بينات، مطالبين بالتحقيق الفوري... ولكن لخدمة من؟ شاء هؤلاء السادة أم أبوا، فمساعيهم تصب في خدمة الإرهابيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال ذو علاقة بالموضوع:
1- WikiLeaks and the Culture of Classification | STRATFOR
http://www.stratfor.com/weekly/20101027_wikileaks_and_culture_classification?utm_source=SWeekly&utm_medium=email&utm_campaign=101028&utm_content=readmore&elq=430e572907744e61952cf5ad331938fb

2- اتهام مؤسس موقع وكيليكس Wikileaks بتهمة الاغتصاب بالسويد !!!!
http://100fm6.com/vb/showthread.php?t=177088
ــــــــــــــــــــ
العنوان الإلكتروني للكاتب: [email protected]
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.abdulkhaliqhussein.com/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات لمعالجة الطائفية في العهد الملكي (الطائفية السياسية- ...
- الطائفية في العهد الملكي (الطائفية السياسية، الفصل التاسع)
- رأي في النكات العنصرية
- من أساليب البعث الخبيثة (صورة وتعليق)
- دور الفقهاء الشيعة في العزل الطائفي
- العلاقات الدينية - الطبقية (الطائفية السياسية - الفصل السابع ...
- دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية في العراق
- ثورة العشرين ودورها في تأسيس الدولة الطائفية*
- من المستفيد من جريمة حرق القرآن؟؟
- الانسحاب الأمريكي الجزئي، نصر أم هزيمة؟؟
- التأثيرات التركية في الأزمة العراقية
- حول نداء المثقفين لردع المسيئين!!
- حوار حول حتمية ثورة 14 تموز
- حول الإنكشارية والمماليك والفزعة اليعربية!!
- في وداع المفكر الدكتور أحمد البغدادي
- الحل لأزمة تشكيل الحكومة
- هل من بديل للمالكي؟
- من وراء عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة؟
- من الأصلح لرئاسة الحكومة العراقية؟
- حوار مع القراء حول أزمة تشكيل الحكومة


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - ويكيليكس في خدمة الإرهاب