أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فنن حمودي المقدادي - الحداثة ومفهوم المسكن الغير مالوف















المزيد.....

الحداثة ومفهوم المسكن الغير مالوف


فنن حمودي المقدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


الحداثة ومفهوم السكن الغير المالوف
بعد ان كان تصميم المسكن التقليدي والذي يعد من التراث المعماري والذي لا يناسب استخدامه في الوقت الحاضر وذلك لاخضاعه لتقيم حالي وتاثير البيئة عليه فاعادة يخضع تقيم العمارة لعدة مقاييس وتقديرات ، فالمسكن التقليدي ( ذو الفناء المفتوح ) الذي كان ملائماً للعيش في الماضي ، اصبح اليوم غير ذلك .
ولتوسع التداخل الحضاري والمعرفي بين المجتمعات الشرقية والغربية ، من خلال السفر بين الدول والاطلاع على ما تنقله وسائل الاعلام المتطورة من شبكة المعلومات العالمية ( الانترنيت ) والقنوات الفضائية التي ساهمت بشكل فعال ومهم في نقل اساليب المعيشة وتصاميم المساكن والالوان المستخدمة ، وحتى مواد الانشاء الى المواطن الشرقي ، فصار مفهوم المسكن التقليدي من الناحية الجمالية والفنية ( التصميم ) عرضه لما تمخض عنه هذا الاطلاع على المنجز المماثل ( المسكن الغربي ) ، وقد عد البعض ان مواصفات المسكن الغربي لا تنسجم ومتطلبات الذوق والاستعمال المعتاد في العوائل الشرقية لاجزاء المسكن فالمسكن المصمم على النمط والمتطلبات الاوربية لا ينسجم مع متطلبات الساكن في البلدان الشرقية .
وبمقابل هذا الرفض لعمليات التحديث التصميمي للمسكن المحلي ، نجد ان موجة التحديث بدات تنتشر على اساس رغبة الانسان في التحديث والتجدد والتي هي نزعة طبيعية في النفس البشرية ، فالانسان دائماً ينزع الى الاختبار بين الاشياء المعروضة ، ويقدم واحدة على الاخرى ، حسب ما يراه هو ايهما تحقق له اهدافه ، فالانسان حسب ما قال عنه تالكوت بارسونز في كتابه بنية العقل الاجتماعي ( يقوم بالاختبار او المفاضلة بين اهداف مختلفة ووسائل تحقيق تلك الاهداف ) .
فكان من الطبيعي ، ان تكون مجمل الحياة الشرقية ، منجزاته ، ساحة مفتوحة لدخول الاساليب الغربية التي ليس في مجملها لا تتناسب ومتطلبات الذوق والمنفعة المحلية ، وان بالنهاية الجميع بشر ولهم نفس الحاجات الاساسية التي يحققها لهم المسكن ، هي المأوئ ، وهو مكان الراحة ومكان لقاء العائلة والاصدقاء والاقرباء، ومكان تحقيق الحاجات البايولوجية التي لايمكن ممارستها في سواه ، حتى صارت حياتنا تجد نفسها امام موجة شاملة لنقل التكنولوجيا لتزين مراكز المدن بابنية زجاجية ، مرتفعة وشوارع مستقيمة تقسم المدن في كل الجهات . ولذلك فان التصميم الداخلي شهد تطورات جديدة لم تكن مالوفة غير تقليدية فقد شهد نهاية العقد الخامس وبداية العقد السادس بزوغ فجر جديد في الافكار المعمارية في العالم ، حيث حفلت بحالات الخروج عن المالوف او التمرد على التقاليد القديمة الرائجة في شتى النواحي الحياة ، ولم يكن العراق بهذا الخصوص الا امتداد لحالة عامة سادت الساحة العالمية ، فقد بلغت العمارة الحديثة ذروتها في هذه الفترة .
ولذلك فاننا نلاحظ تاثر العمارة العراقية كثيراً بهذا التمرد والحداثة التي ظهرت في العمارة العالمية والعربية ايضاً والتصميم الداخلي فنلاحظ ذلك وخاصة في التصميم السكني ، ومن هذا يمكن ملاحظة الاتجاه الغربي في التخطيط والعمارة والتصميم السكني ، حيث اصبح البيت في بغداد متوجهاً نحو الخارج بشكل كلي تاكيداً لنزعة التحديث التي سادت في تلك الفترة .
وهنا نجد ان التصميم الغير التقليدي للمسكن قد ابتعد كل البعد عن التقاليد والعادات الاجتماعية المتعارف عليها في المجتمع العراقي والشرقي بصورة عامة وخاصة التي تتعلق بتصميم المسكن العربي باستعارات لتصاميم اجنبية لا تفصح فلسفة المجتمع وتتلائم مع تقاليده مما ادى الى ظهور وحدات سكنية لا تتلائم مع الطبيعة الاجتماعية .
وهذا ما نراه في فضاء الاستقبال الغير التقليدي حيث انه يرتبط مباشرة مع الخارج بواسطة مدخل . بخلاف المسكن التقليدي الذي كان يرتبط مع الفناء الداخلي للمسكن ، حيث ارتبطت هذه الفضاءات بالمدخل بشكل مباشر عن طريق بابا يفتح اولاً على فضاء الاستقبال الذي ارتبط بفضاء الطعام ، لقد جسدت هذه الفضاءات الحداثة كفكر تصميمي حيث الارتباط الوظيفي والتبسط والابتعاد عن الزخارف والافاريز والعناصر والمفردات التصميمية التزينية .
وان المسكن الغير تقليدي قد اختفت فيه الكثير من الفضاءات المهمة التي كانت قد استخدمت وبكثرة في تصاميم المسكن التقليدي ، ولم توضع بدائل لهذه الفضاءات عند تصميم المسكن الغير التقليدي ، فقد اختفت العديد من الوظائف والفضاءات الهامة التي كانت ضمن العمارة التقليدية ، بل عجزت عن توفير بدائل لها . فالفناء المفتوح يعتبر قلب الدار ، وافضل مثال للفضاء المتعدد الاستعمال ، اما في الدور الحديثة ، فقد استبدل الفناء بصالة مخصصة للحركة ، وهو بالتالي فضاء غير مريح نفسياً وجسدياً .
ولقد تميز المسكن الغير تقليدي بمحاولته التقليل من مستويات والعزلة والخصوصية داخل الفضاءات الداخلية ، فقد حلت مثلاً منظومات من الستائر المحمولة محل القواطع الثابتة المعتادة متيحة بذلك لقدر كبير من المرونة في تقطيع الفضاء الداخلي . فهي من جانب اخر تساهم في خلق جواً وشعور نفسي لدى الساكن بالانفتاح على المسكن وفضاءاته المتعددة ، فهو لم يعد يشعر بالعزلة والوحدة التي كانت تعززها الجدران العالية والمتقاربة التي كانت تعزل الساكن عن الساكن الاخر حتى من ناحية سماع الاصوات وطلب المساعدة او التحادث .
اما الجدران والشبابيك فتلك لم تكن ملونة او منحوتة بالخشب وكذلك بالنسبة الى غرف النوم فكانت بسيطة وتراعي اولاً الدور الوظيفي لها قبل الجمالي ، ولقد جاءت المحددات الاساسية لغرف النوم بنفس المفاهيم الفكرية للتصميم حيث مثلت البساطة والوظيفية ، فخلت الجدران والسقوف من اي معالجات واوضح التشكيل المنظوري للسطوح اي شعور حسي جمالي لولا التمايز اللوني او التعبير المستخدم في الاثاث داخل هذا الفضاء ، ايضاً مثل الفضاء مفهوم الانفتاحية الى الخارج من خلال فتحات الشبابيك الواسعة التي قللت مستويات العزل والاحساس بالانقطاع عن المحيط في هذا الفضاء ولكن الفضاء تمتع بعزل بصري جيد بينه وبين الفضاءات الداخلية الاخرى .
اما الفضاءات الانتقالية ومنها المدخل فقد حافظت على عامل الخصوصية التي يقوم بها ، فقد بقي غير مباشر محافظاً على خصوصية الفضاءات الداخلية على الرغم من ضعف الرابطة بين فضاءات المسكن بسبب الغاء الفضاء الوسطي جعل البيت عبارة عن مجموعة من الفضاءات ترتبط بعلاقة وظيفية .
ومما تقدم نلاحظ ان المسكن الغير التقليدي قد تاثر كثيراً بالعمارة الغربية واتخذت العمارة العربية التقليد في نقل الاشكال في العمارة وان التقليد دفع المجتمع الى تقمص الحياة الغربية شكلاً لا فكراً ، لان الشكل هو اول الاشياء القابلة للتغير قبل الفكر .
ومن هذا نجد ان العمارة والتصميم الداخلي للمساكن قد تاثرت تاثراً كبيراً بالحداثة والتطور التكنولوجي والتيارات الغربية التي وصلت لنا ، فغيرت الكثير من الفضاءات الموجودة في تصميم المسكن التقليدي بصورة خاصة والعمارة بصورة عامة .



#فنن_حمودي_المقدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناغمات اللون مع العمارة والتصميم


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فنن حمودي المقدادي - الحداثة ومفهوم المسكن الغير مالوف