أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فنن حمودي المقدادي - تناغمات اللون مع العمارة والتصميم















المزيد.....

تناغمات اللون مع العمارة والتصميم


فنن حمودي المقدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 14:34
المحور: الادب والفن
    


تناغمات اللون مع العمارة والتصميم
اللون منذ القدم حاضراً بيننا فهو موجود في تكوينات الغيوم والزهور والسماء والقوس قزح والصخور والتراب وفي الشروق والغروب وفي كل شئ يتذوقه ويتناوله الانسان ، فاللون هو ذلك التأثير البصري والناتج من التأثير الفسيولوجي لشبكية العين ، فهو اذاً احساس وليس له وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية .
وفي هذا السياق نجد ان الإنسان عرف الألوان بأبسط صورها من خلال تميزه لألوان الثمار وألوان الحيوانات وحتى ألوان البشر ، وهذه كانت بداية معرفته بأنواعها، ذلك إن أية ظاهرة تبدأ بسيطة في حياة الإنسان ثم تتطور بتطور أفكاره وعاداته ليطورها حتى أصبح استعمالها ضرورياً كما في توظيف الألوان في تصاميم الفضاءات الداخلية .
ويرتبط التاثير السايكولوجي للون بالمعرفة الدقيقة لنفسية الانسان وتستطيع الالوان ان تهيىء الفرح والمرح والحزن والكابة لتدخل في مجال تطبيق التصميم العلاجي للفضاءات الداخلية وكذلك علاجات الطب النفسية منها . وتقسم هذه التاثيرات الى:
التاثيرات المباشرة : تظهر الاشياء بمظهر الفرح او الحزن وتعطي شعور ببرودتها او دفئها.
التاثيرات غير المباشرة : فهي تتغير تبعاً لشخصية الفرد وثقافته وحالته الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية والانطباعات الموضوعية وغير الموضوعية المتولدة من تاثير اللون عليه .
وعليه توصل المصمم إلى كيفية توظيف هذه الألوان في مجالات متعددة من حياته ومنها مجال التصميم الداخلي ، وإن الألوان لاتحمل المزاج معها فحسب بل تحمل الدلالات التعبيرية ويمكن أن يكون التعبير الجيد ناتج عن الاستعمال الجيد له بالشكل الذي يثير الاهتمام فاللون قد يفصح عن أمور عدة .
فالمعرفة العلمية بالتأثيرات النفسية للون على ذائقة الانسان المستخدم للفضاء ، تعد من العوامل ذات الصلة الرئيسية بنجاح تصاميم الفضاءات الداخلية ، والدلالة على كفاءة المصمم العالية في توظيف تأثيرات اللون ، كما إن التقيد باستخدام ألوان معينة لايعتبر قانوناً ثابتاً من قبل المصمم ، فهو حالة تخضع إلى ذوقه ، وحسب مقتضيات الفكرة التصميمية، والصورة التي يراها مناسبة ومؤثرة على نفسية المستخدم لان اللون المستخدم في الفضاءات الداخلية يعتبر من أهم المحفزات الحسية والذهنية المرتبطة بإثارة دافع الرغبة عند مستخدم الفضاء . فاللون في تصاميم الفضاءات الداخلية حالة طبيعية يقتضي اعتمادها من اجل إرضاء الرغبات المختلفة ، وان استخداماته المتغايرة يؤدي إلى إبراز جمالية التصميم .
وإن اهتمام الإنسان باللون ظهر منذ نشوء أولى الحضارات في العالم وصولا إلى الوقت الحاضر، حيث استخدمت الألوان في مختلف المجالات ، حيث اهتدى إلى كيفية توظيفه ، وما اللون الذي نلاحظه في الاستخدامات المختلفة فهو يأتي اما من خلال ما استمده من مشاهداته وتفاعلاته مع بيئته الطبيعية .
كما إن الألوان لها دلالات سواء عند الأفراد أو الشعوب ، فيمكن للفرد أن يزين نفسه بالألوان وذلك تقرباً للعبادة والصلاة ، وهناك الكثير من العبادات تعتمد على رموز الألوان التي يلبسها الكهنة ، كما نشاهدها بين رجال الدين في مختلف الديانات حيث يلعب اللون دوراً حيوياً في التصميم ، وان اللون الجيد يعطي انطباع عن شخصية المصمم رغم ان اختيار اللون صعب لان ارضاء الاذواق لهو امتحان عسير .
وقد اختلفت معاني الألوان ورمزيتها عند مختلف الشعوب واستخدمت قوة تأثيرها الرمزي في القيم الروحية عن طريق التقاليد والعادات ، كان يقارن اللون الأحمر بالاحتفالات ، والأزرق بالتفوق والأخضر بالطبيعة والأسود بالموت والأصفر بالشمس .
فاللون يعبر وظيفياً عن غرضين أساسين هما الغرض الرمزي والغرض الانفعالي أو العاطفي ، ففي المجال الرمزي يتم استخدام الدلالات التعبيرية للون لإيصال الفكرة وتأثيرها النفسي على المتلقي إذ إن للألوان معانيها التي تختلف باختلاف الأزمنة والأماكن والقيم الاجتماعية والحضارات فمعاني الألوان ترتبط بقيم لها أبعادها الاجتماعية والحضارات التاريخية ووفق ذلك فاللون هو تصعيد لدلالة الشيء وهو سلسلة من الاختزالات المعنوية التي ترتفع إلى مستوى الرمز.
ويتبين لنا ان الألوان ترتبط بعوامل تؤثر فينا فتؤثر هي بدورها على حواس الإنسان ومدركاته ، فاللألوان دلالات معينة ارتبطت بالظروف والأحداث وهذا تفسير للأسباب التي تجعل البعض يميلون إلى ألوان معينة دون الأخرى .
ولهذا فا يتوجب على المصمم المعرفة التامة بالألوان ومميزاتها وكيف يستخدمها في تصاميمه بالشكل الصحيح ، لذا ينبغي أن يخطط للون منذ البداية لان هذا ييسر عمله ويساعد على قوة بناء التصميم، كما إن تغير التصميم منذ البداية وحسب متطلبات التصميم تكون أسهل للمصمم وان عملية إجراء تجارب في عملية التلوين وتنويعها إلى أن يحصل على تصميم جيد الخطوات والتي يتطلبها التصميم الناجح . وعلى المصمم أن يركز على أن يكون اختيار اللون ملائماً للغرض الذي يستعمل فيه ، ويكون ذلك عن طريق معرفة التأثيرات النفسية للألوان .
ويرى عدد من علماء النفس إن إدراك اللون يشكل جانبا من سلوك الإنسان وهذا السلوك يتحدد من خلال مجموعة أبعاد هي البيئة ، العالم الفسيولوجي الداخلي، العالم السيكولوجي الخارجي الذي يتضمن التغيرات ومنها الانفعالات .
اذ يعد الوسيلة التي تعبر عن القيم الشكلية والمعاني النفسية وعن النواحي الجمالية عن طريق التوافق وتحقيق التناغم على وفق قانون جمالي من الصعب تحديده . وهو يعبر عن صفة الفضاء الداخلي التي خططت من اجل ان يبدو مظهره مرحاً وخفيفاً ومعبراً ، ولكل فضاء داخلي الوان خاصة بالوظيفة التي يعبر عنها وكذلك يمكن للالوان ان تجعل الشيء يظهر كبيراً او صغيراً قريباً او بعيداً وان العامل اللوني الاهم من غيره الذي يتوجب ان يراعى عند تصميم فضاء داخلي هو قوة الرمزية التي يملكها اللون ، ورمزيته لها علاقه بالموضوع الذي يرتبط اللون به وبالبيئة التي ينظر فيها اليه .
ولقد أدى اللون دوراً مهماً في تصاميم الفضاءات الداخلية من خلال تأكيد علاقته مع الفضاء وبكل ما يحتويه من عناصر تساهم في التأثير النفسي على المتلقي، كما أن له أهميه وظيفية وجمالية فهو يستخدم للترميز والتزيين أيضـا فكما هو معروف هناك لون يوحي باليأس والحزن والضيق وهناك اخر يوحي بالسعادة والتفاؤل مثلا الازرق يعطي أملا في الحياة والاحمر يعبر عن الانفعالات والتوتر… الخ ، وانه يضفي قيم تعبيرية ودلالات رمزية يمكن من خلالها نقل ما أراد له المصمم ان يعبر عنه خلال وسيطة بما يحقق التوافق للمضمون الفكري مع المتلقي فضلاً عن توجيه نظره وجذب الانتباه نحوه .
لذا تؤدي هذه الخصائص المرئية للون فاعليتها في تصاميم الفضاءات الداخلية ، اذ اصبح اللون في الفضاءات التصميمية المعاصرة غير منفصل عن فكرة الفضاء التصميمي ووظيفته حيث يأتي مؤكداً على الفكرة التصميمية وباعثاً لجماليات عناصره . فالناحية الجمالية هي من اهم النواحي التي يقوم اللون بالتعبير عنها عند تحقيق جميع العوامل الجمالية ، وتحقق الجمالية اللونية عن طريق التوافق والتناغم والانسجام اللوني.



#فنن_حمودي_المقدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فنن حمودي المقدادي - تناغمات اللون مع العمارة والتصميم