أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - نشيج شموس غاربة ..














المزيد.....

نشيج شموس غاربة ..


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3164 - 2010 / 10 / 24 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


لماذا أتمسك بهذا الشرخ الظالم الذي شطرني إلى نصفين ،واحد ميت هنا ، والآخر يحترق على لظى نار ظالمة هناك ، لااصدق انك ترحلين وتنئين بي وبحبنا إلى غياهب المجهول ، وتضحكين ملئ قلبك ،ثم تبكين هناك حيث الحدود البعيدة بندم ..

هاهي الأيام تأخذ مني كل شيء جميل
حاضنا وجهي بالكفين
أداري الدمع الهاطل خلفهما
كنت وكان الوداع ،
ليس سوى تمتمة شفاه
ودمع سخين في حدقات نُجل

هاجروا
رحلوا
غادروا ..
م ات وا

ريتا الأشورية
نداوة حية
طيبها الأريج للإزهار
صوتها سقسقة عصافير الصباح ..
ريتا هادئة الطبع
كجدول حالم رقراق
من عينيها النجلاوين يتدفق بهاء ساطع ..
ما أجمل عينيك اللوزيتين الضاحكتين..
ريتا أيتها الأشورية
لكي أكون مثلك وسيما مليحا
بسام الثغر
وضاح الجبين مرحا
ينبغي لي
أن لا أكون شاعرا
يهصر قلبه الشجن ..

قالت بصوت مختلج : الجم لسانك ،لاتنطق بكلمة
هل لك أن تبكي على اللاشيء!؟
ما هذه النار التي يتكوم عليها رماد تعبي وإرهاقي وخوفي الأبدي ، فلا يتعالى منها لهيب وإنما تظل تتقد في باطنها بعبوس كأنه اتقاد الجحيم – سئمنا الهروب والتخفي ، والشيخ المدجج بالوعيد يعدو خلفنا ..
كان بودي أن نسير طويلا في وداعة ضوء الشمس الغاربة عبر الشوارع المألوفة لنا ، ولكنها أطبقت علينا بضيقها وتشابهها وقسوة تضاريسها ، فما لبثت خطواتنا أن ساقتنا إلى نفس المكان الذي التقينا عنده أول لقاء ،
تعالي ندق بنبضنا جرس القبور النائمة
تعالي ربما لنا في الخراب وطن ..
- عبثا تحاول
ها قد حان الوداع ..
بل قولي حان وقت غروبنا
القلب يفيض بأشجانه يا ريتا والمسافات أغلال ..
إنني احبك ولست نادما لأني عرفت بهذا الحب معنى أن يولد الانسان من جديد ، معنى أن يحب الرجل امرأة يعرفها بدقة وتعرفه بدقة ،ها قد تهدم كل شي ياريتا وها أنا مرة أخرى أعود إلى صحراء التيه وحيدا ارثي غروبك ،
اعرف سيحل ليل بارد عما قريب ، و ستزيد من صداعي الذكريات ، وفي قاع قلبي سيبقى الحزن بلا حدود ..
ارحلي ياريتا أقولها وغراب جثتي يصفق فوق أجنحة التراب ، وعلى نشيج طبوله تدمع أعين التماسيح ..
رحلوا
غادروا
هاجروا

كان الوداع
ليس سوى تمتمة شفاه ودمع سخين في حدقات نُجل ..

من البصرة – الموفقية – إلى بغداد – الدورة – المشتل – كم الأرمن ، هروب متواصل ، مطاردة ، تضييق كانت رحلة شقاء ريتا وعائلتها ..
- في مساء آخر حزين استقلت ريتا وعائلتها الباص المنطلق إلى الحدود مهاجرة، حيث باعت كل ما تملك لتوفير مبلغ ضخم لتهريبها وعائلتها عبر الحدود من قبل سماسرة تهريب متمرسون، في هجرة سرية قسرية منظمة تطال الأقليات في العراق .



#صادق_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف البطريرك -بشارة ماركيز ووهم الانعتاق /قراءة متأخره
- لوركا..الفكاهة في ممازحة الموت
- نزف كلمات ..
- رمضان شهية للأحتيال
- دمعة على ثرى صاحبي ..
- الدين ليس بديلا للحياة
- رموز .. وطنية !؟
- ثلاسيميا أمراء الطوائف
- رسالة وذاكرة..
- طلاسم الخزاعي ..أسئلة البكلوريا هذا العام انموذجاً
- دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟
- يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
- الصندوق ذي الجلد المرمري ..
- حلم صبي من شمال الجرح ..
- لافتاتٍ...سود
- رجل محافظ
- خطأ
- الليل وأنين انثى..
- حب بلا... حدود
- كذلك قال شوبنهور..


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق البصري - نشيج شموس غاربة ..