أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تفارق المصائر بين جوبا وأربيل















المزيد.....

تفارق المصائر بين جوبا وأربيل


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك تشابهات في المسار بين جنوب السودان وشمال العراق:تمرد جنوبي مسلح أول(آب1955- آذار1972) فصلت اتفاقية أديس أبابا للحكم الذاتي للجنوبيين بينه وبين التمرد الثاني(أيار1983- كانون ثاني2005)الذي انتهى بإتفاقية نيفاشا بين العقيد جون غارانغ والرئيس عمر البشير،فيماعاش العراق على تمرد مسلح كردي بقيادة الملا مصطفى البرزاني(11أيلول1961-11آذار1970)كان (اتفاق11آذار للحكم الذاتي)فاصلاً قصيراً يفصله عن التمرد الثاني في آذار1974الذي أنهته اتفاقية الجزائر في يوم6آذار1975بين صدام حسين وشاه ايران قبل أن يعود حزب مسعود البرزاني (ومعه جلال الطالباني الذي شكَل حزبه بعد اتفاقية الجزائر)لاستئناف القتال ضد حكومة بغداد المنشغلة بحربها مع ايران منذ22 أيلول1980. هناك أيضاً تشابهات في التحالفات بينهما:دولياً مع السوفيات عند الملا البرزاني بين عامي1946و1964ثم مع شاه ايران بين 1969و1975 وعلاقات بين الملا البرزاني و إسرائيل بين عامي1963و1975حسب كتاب اليهودي الأميركي شلومو نكديمون:"الموساد في العراق"،قبل أن ينتقل ابنه مسعود،والطالباني ،إلى علاقات وثيقة مع واشنطن منذ حرب1991 الأميركية ضد العراق لم يقطعها سوى استعانة مسعود بصدام حسين في يوم31آب1996لإستعادة سيطرته على مدينة أربيل بعد سقوطها بيد قوات حزب الطالباني،فيماكان غارانغ حليفاً أساسياً للسوفيات(وفي الوقت نفسه كان مدعوماً من إسرائيل ومن مجلس الكنائس العالمي ) منذ عام1983قبل أن ينتقل للتحالف مع واشنطن إثرانتهاء الحرب الباردة التي تزامنت مع وصول الاسلاميين للسلطة في الخرطوم بيوم30حزيران1989وهو ماتزامن أيضاً مع انتهاء التحالف بين الأميركان والحركة الاسلامية العالمية بعد هزيمة السوفيات.أيضاً هناك تشابهات عندهما:استعانة بالجوار الاقليمي المعادي للحاكم المحلي،واستقواء(في حالة الضعف) أوتجيير لقوى المعارضة المحلية الأخرى لصالح الأجندات الخاصة في جوبا وأربيل.
هنا،أوحت فترة2003(سقوط نظام صدام حسين)،واتفاقية نيفاشا في السودان بعام2005،بأن هناك مساراً واحداً،تحت رعاية واشنطن، لكل من أربيل وجوبا،بعد أن شارك الجنوبيون في سلطة الخرطوم إثر تلك الاتفاقية،فيماأصبح الأكراد جزءاً رئيسياً من التركيبة السلطوية التي أقامها الأميركان في بغداد،مع وجود منطقتين كبيرتين في شمال العراق وجنوب السودان هما بالترافق مع ذلك في حالة"شبه دولة" بمعزل عن العاصمتين .وقد اعتقد الكثيرون منذ ذلك الحين بأن "الخرائط الجديدة"ستحكم بمفاعيلها كلاً من البلدين.
رغم طرح جوبايدن لمشروعه"حول تحويل العراق إلى دولة كونفدرالية لمناطق ثلاث"عندما كان سيناتوراً في أيلول2007،إلاأن الأمور قد قادت إلى تسقيف توقعات أكراد العراق:كان دخول واشنطن في حالة التعثر في العراق،وبعموم منطقة الشرق الأوسط،مؤدياً منذ عام2007إلى تقوية أدوار دول اقليمية معادية للأميركان(ايران)أوممانعة لهم(سوريا)أوصديقة لواشنطن(تركية)،تجتمع ثلاثتها على العداء لفكرة الدولة الكردية(التي تعني تقسيم أراضي الدول الثلاث هي والعراق)أولاترى مصلحة في أن يقوى أكراد العراق إلى حدود تضر بمصالحها.هذا يجعل عملياً مصير "اقليم كردستان العراق"في وضع ليس بعيداً عن ماكانت عليه جمهورية مهاباد الايرانية الكردية بمنتصف الأربعينيات قبيل سقوطها لماتخلى ستالين عنها بعد قيامها على يديه وذلك بعد أن قايض اعترافه بوحدة الأراضي الايرانية(والتركية)مقابل قبول الغربين الأميركي والأوروبي بالأمر الواقع الذي فرضه ستالين في أوروبة الشرقية والوسطى.فالأمر متعلق بمعادلة صعود(الاقليمي) في منطقة الشرق الأوسط أمام(الدولي)الذي أتى غازياً في عام2003"لكي يعيد صياغة المنطقة".هذا أولاً،فيماهناك ثانياً اتجاه عند واشنطن،وهو واضح منذ كابول2001وبغداد2003،إلى أن لاتكون هناك خرائط جديدة في المنطقة الممتدة بين كشمير وشرق المتوسط وبين دياربكر وعدن،وهو أمر كانت ارهاصاته ملموسة منذ وقوف الولايات المتحدة مع صنعاء ضد انفصاليي الجنوب اليمني في حرب1994،ويبدو أن واشنطن ،التي تعرف كيف قادت مشاكل البلقان ذو التركيبة الفسيفسائية إلى الحرب العالمية الأولى ثم كيف كان تفكك يوغسلافيا بتسعينيات القرن العشرين مصحوباً بأنهار من الدماء والدموع،لاترى مصلحة في إعادة رسم خريطة غرب و وسط آسية وجنوبها( وقوف الأميركان ضد التاميل مثلاً في سيريلانكا )لأن هذا سيقود إلى لهب عالمي ،واقليمي، ومحلي بالعديد من البلدان،وقد كانت الولايات المتحدة مديرة فاشلة للحريقين العراقي والأفغاني ،اللذان ارتدا لغير صالحها.
في السودان الوضع مختلف:أولاً كان هناك (في المحيط الاقليمي) انشاءُ لخرائط جديدة من خلال الاعتراف الدولي بقيام دولة إريتريا في يوم24أيار1993.ثانياً ،كانت البيئة الاقليمية(أوغندا- كينيا- إثيوبيا- إريتريا حتى حربها مع أديس أبابا في عام1998)حاضنة،وبرعاية واشنطن، للتمرد الجنوبي ضد حكم الفريق عمر البشير،أولاً بزعامة غارانغ الذي كان لايريد الانفصال وإنما "أفرقة السودان الجديد" ضد سودان مابعد1955الذي حكمته"أقلية عربية" وفق تعبير غارانغ،ثم تحت زعامة سيلفا كير،خليفة غارانغ بعد مقتله بحادث طائرة في تموز2005،الذي سعى بالسنوات الخمس الماضية لقيادة الجنوبيين في مسارات انفصالية واضحة.كان المحيط الاقليمي الافريقي المجاور لجنوب السودان مؤيداً بوضوح لتوجهات سيلفا كير،فيماكانت واشنطن في موقف رمادي تجاه انفصال جنوب السودان ،الذي تقع الآن ضمنه80%من احتياطات النفط السوداني(إذا احتسبت بداخله منطقة أبيي،المتنازع عليها بين قبيلة المسيرية العربية وقبيلة الدينكا الزنجية)،حتى أظهرت الوزيرة هيلاري كلينتون،في خطاب أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن بيوم8أيلول2010،الموقف الأميركي معتبرةً أن"الإستفتاء القادم 9كانون ثاني2011سيقود إلى انفصال حتمي لجنوب السودان عن الشمال...وواصفةًالوضع في السودان بأنه قنبلة موقوتة"،وهو مااستُتبِع بتحركات جنوبية سودانية،وعند بعض القوى السودانية المعارضة وأيضاً عند بعض سلطة الخرطوم،توحي وكأن كلام كلينتون هو "خريطة طريق"لذلك الإستفتاء،فيماتجري مؤخراً تحركات في أروقة مجلس الأمن الدولي بنيويورك لتطبيق مطالبات الجنوبيين بإقامة مناطق عازلة بين الشمال والجنوب قبل الإستفتاء تشرف عليها قوات دولية.
عقب الرعاية الدولية لإستقلال كوسوفو عن صربيا ،في شباط2009،كان هناك الكثير من ارتفاع الروح المعنوية عند قيادات"الحراك الجنوبي"في اليمن:لم يؤد هذا إلى جعل مصير علي سالم البيض مماثلاً لهاشم تاشي أولسيلفا كير ،وإنما بدلاً من ذلك رأينا مزيداً من الإحتضان الدولي للرئيس علي عبدالله صالح.هذا يعني ،موضوعياً وأيضاً في رؤية الدول المؤثرة دولياً واقليمياً،أن السودان ،أوعلى الأقل جنوبه،هو في دائرة اقليمية هي غيرالتي تقع فيها عدن،التي من الواضح أنها ضمن دائرة اقليمية واحدة تشمل آسية العربية ومصر وتركية وايران ووسط آسية وصولاً إلى كشمير ثم جنوباً عبر شبه القارة الهندية حتى سيريلانكا.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن ومحاولاتها ايجاد تسوية للصراع العربي الاسرائيلي
- التصنيع الأيديولوجي للعدو
- الإنقسام الاجتماعي أمام الاحتلال
- 11سبتمبر:الحضور العسكري الأميركي المباشر للمنطقة وتناقص وزن ...
- المفاوض الفلسطيني
- هل ستكون أفغانستان فيتنام أميركية ثانية؟...
- تمظهرات الصراع السياسي-2
- صعود القوى الإقليمية وحروب منطقة الشرق الأوسط
- إدارة أوباما تكرس واشنطن قطباً عالمياً أوحد
- الملتحقون بالأجنبي
- أزمات السودان وإعادة صياغة الدائرتين العربية والإفريقية
- هل انتهت مرحلة التسوية للصراع العربي الاسرائيلي؟
- الدول المتوسطة القوة
- ايران اقليمياً
- الدولة الغيتو
- أردوغان في المدّ والجزر أو... عدنان مندريس مستعاداً
- مناخات حروب الصراع العربي الاسرائيلي: نموذجا1956و1967
- حركات الأقليات الإثنية في السودان:محاولة لمقاربة الذهنية الس ...
- حسن الترابي كنموذج سياسي
- روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة


المزيد.....




- إسبانيا: رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يفكر في الاستقالة بعد تحق ...
- السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟
- كأس الاتحاد الأفريقي: كاف يقرر هزم اتحاد الجزائر 3-صفر بعد - ...
- كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغرا ...
- خبير عسكري: عودة العمليات في النصيرات تهدف لتأمين ممر نتساري ...
- شاهد.. قناص قسامي يصيب ضابطا إسرائيليا ويفر رفاقه هاربين
- أبرز تطورات اليوم الـ201 من الحرب الإسرائيلية على غزة
- أساتذة قانون تونسيون يطالبون بإطلاق سراح موقوفين
- الإفراج عن 18 موقوفا إثر وقفة تضامنية بالقاهرة مع غزة والسود ...
- الى الأمام العدد 206


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تفارق المصائر بين جوبا وأربيل