أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - الانتخابات الأردنية..التحريض على المقاطعة!














المزيد.....

الانتخابات الأردنية..التحريض على المقاطعة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 15:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الحكومة الأردنية، على ما أعلن رئيسها سمير الرفاعي، لا تجبر أحداً على التصويت؛ وتلك "فضيلة" حكومية كـ "فضيلة" عدم ارتكاب آدم لإثم "الخيانة الزوجية"، فكيف له أن يخون حواء ولم يكن من وجود لأمرأة غيرها؟!

وكيف للحكومة أن تجبر المواطنين، أو مواطنين، على التصويت وهي لا تستيطع إلى ذلك سبيلاً؛ وإنَّ كل فعل حميد يأتي من طريق الاضطِّرار، أو ينعدم في أمْر الإقدام عليه كل ما يمكن أن يجعله ثمرة اختيار، ليس من الفضيلة في شيء.

أمَّا الغرض أو القصد الكامن في هذا القول الحكومي فهو تبرير ما أظهرته الحكومة من عداء للداعين المواطنين، أو الناخبين، إلى مقاطعة الانتخابات النيابية المقرَّر إجراؤها في التاسع من تشرين الثاني المقبل، والذين تصوِّرهم على أنَّهم مرتكبون لإثم التحريض على تلك المقاطعة؛ وكأنَّها تريد أن تقول إنَّها لا تقبل لنفسها، ولا لغيرها، إجبار المواطنين على التصويت، ولن تقبل، بالتالي، "إجبارهم" على عدم التصويت، أو المقاطعة، فكلا الأمرين (الإجبار على التصويت والتحريض على المقاطعة) يتساويان في خرقهما وانتهاكهما "القانون".

ونحمد الله أنْ ليس لدينا في حياتنا السياسية (والانتخابية) مرجعية دينية بوزن ونفوذ مرجعية السيستاني، وإلاَّ صدرت فتوى بتحريم المقاطعة وعدم التصويت، وتبشير مرتكب هذا "الإثم" بعذاب أليم في الآخرة!

إنَّنا نفهم "الحقوق القانونية" فهماً ضيِّقاً، أحادي الجانب، مع أنَّ ممارسة هذه الحقوق، أو تجربتها الواقعية، تُعلِّمنا، أي يمكن ويجب أن تعلَّمنا، أمراً في منتهى الأهمية (العملية، وليس النظرية فحسب) هو أنَّ الحق القانوني لا معنى له إلاَّ إذا قُبِل ومورِس بصفة كونه وحدة لا انفصام فيها بين "الإيجابي" و"السلبي" منه، فالحق في الاقتراع لا معنى له إذا ما انْتُزِع منه نقيضه، وهو الحق في عدم الاقتراع؛ والحق في حضِّ المواطنين على المشاركة في الانتخابات لا معنى له هو أيضاً إذا لم يقترن، أو يكتمل، بالحق السلبي، أي بالحق في حضِّهم على المقاطعة؛ ولو كان الحق القانوني لا يشمل الشي ونقيضه في الوقت نفسه لقُلْنا لكل مواطن إنَّ لك الحق في أنْ تعبِّر عن رأيك؛ لكن ليس لك الحق في ألاَّ تعبِّر عنه، وكأنَّ المواطن (أو الإنسان) مُلْزَم (قانوناً) ألاَّ يبقي على رأيه في أمر ما حبيس رأسه؛ ولقُلْنا للراغب في الزواج من الرجال إنَّ لك الحق في الزواج؛ لكن ليس لك الحق في الطلاق!

الحكومة تقول للمواطن (الناخب) إنَّ لك الحق (القانوني) في أن تدلي بصوتك؛ ولك أيضاً الحق في ألاَّ تصوِّت؛ لكن ليس لك، ولا لأي جماعة، الحق في أن "تحرِّض الناس على مقاطعة الانتخابات"، فإنَّ "التحريض" لإثم لو تعلمون عظيم.

و"التحريض" يُذكِّرنا بعبارات لا تقلُّ عنه شرَّاً في معانيها، كـ "القوى المندسة"، و"مثيرو الفِتَن".

و"المحرِّض" على ارتكاب فعل (شرِّير) ما يصوَّر دائماً على أنَّه "التفسير النهائي" لكل حادث لا ترضى عنه الحكومات، فلو أضرب عمال لسارعت الحكومة إلى تفسير إضرابهم على أنَّه ثمرة تحريض محرِّض شرِّير، لا يريد لمجتمعنا الأمن والاستقرار والوئام؛ وكأنَّ سَوْء أحوالهم، ومعاناتهم، لا يصلح تفسيراً وتعليلاً لإضرابهم؛ وكأنَّ المحرِّض، ولو كان لديه من طاقة الشر ما يجعله بوزن وأهمية إبليس نفسه، يستطيع، مثلاً، أن يحرِّض أرباب العمل على نبذ الرأسمالية، والأخذ بالاشتراكية!

وعندنا، لو كان القانون الانتخابي، الذي بموجبه تجرى الانتخابات النيابية المقبلة، يحظى بما يكفي من "الشرعية الديمقراطية"، أي لو اُقرَّ عبر استفتاء شعبي مثلاً، لوَقَع كلام المحرِّضين على المقاطعة على أسماع شعبية لا تشبه أبداً أسماعهم، ولعجزوا عن أن يجدوا أُذْناً واحدة تصغي إليهم.

إنَّ الخوف الحكومي من "التحريض" و"المحرِّضين" إنَّما يعكس ما يعانيه قانون الانتخابات الذي استنته الحكومة للشعب من قصور ديمقراطي يمكن أن يتسبَّب (هو لا المحرِّض) بإظهار الانتخابات المقبلة، مع نتائجها، على أنَّها دليل جديد على أنَّ كل حياة ديمقراطية تشتمل حتماً على انتخابات؛ لكن ليس كل انتخابات تعني، أو يجب أن تعني، وجود وازدهار الحياة الديمقراطية؛ ونحن كثيراً ما أسأنا فهم نقيض الحياة الديمقراطية، فتصوَّرناه على أنَّه حياة سياسية تخلو خلوَّاً تاماً من الديمقراطية، ولا تعرف شيئاً من الانتخابات؛ مع أنَّ نُظُم الرئاسة الأبدية (العربية) تُقْنعنا، أي يجب أن تُقْنعنا، بأنَّها تعشق الانتخابات!

قالوا لـ "السلبيين" و"المقاطعين"، غير مرَّة، وكأنَّهم الفضيلة التي تشكو صَمَّ الأذان عن سماع صوتها، إيَّاكم أن ترتكبوا خطيئة المقاطعة، فلتذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ولتدلوا بأصواتكم (التي هي أمانة) حتى تنالوا مجلساً نيابياً ترجح فيه كفَّة الجيِّدين من النواب على كفَّة السيئين، فإنْ ابيتم واستكبرتم فلا تلوموا غير أنفسكم إذا ما حَفِل المجلس النيابي المقبل بغير الأكفاء من النواب؛ لكنَّ قولهم سرعان ما ناقضه عملهم، فما أنْ قرأنا أسماء المرشَّحين في كل دائرة "وهمية" حتى تبيَّن لنا أنَّ الانتخابات المقبلة، ولجهة ديمقراطيتها، أقرب إلى الوهم منها إلى الواقع، وكأنَّ شعارها الحكومي الخفي وغير المُعْلَن هو "أيَّها الناخبون انتخبوا من اخترناه لكم"!

وعمَّا قريب ستتحدَّث الانتخابات وديمقراطيتها عن نفسها؛ لكن بلغة "الأرقام والنسب"، التي هي أصدق إنباءً من "الكُتُب"، فلتأتوا بالورقة والقلم، ولتحسبوا عدد الناخبين الذين بفضل "إيجابيتهم" وأصواتهم فاز 120 مرشَّحاً؛ فكم عدد هؤلاء الناخبين (الناجحين)؟ وما نسبتهم، انتخابياً وشعبياً؟



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلفور الفلسطيني!
- صراع رُبْع الساعة الأخير.. إسرائيلياً وفلسطينياً!
- -القرار الفلسطيني-.. معنىً ومبْنىً!
- فتوى جيِّدة لزمن رديء!
- 26 أيلول.. ما قبله وما بعده!
- هل تتلاشى فلسطينية -القضية الفلسطينية- بعد تلاشي قوميتها؟!
- -شقَّة- ليبرمان و-حَماة- عباس!
- الحكومة الأردنية تبحث عن -خلخال حزبي- للبرلمان المقبل!
- التناقض في منطق الاعتراف العربي بإسرائيل!
- العرب يحتاجون إلى هذا -التَّتريك الديمقراطي-!
- نتنياهو إذ تحدَّث عن -الشراكة- و-الشعب الآخر-!
- سنةٌ للاتِّفاقية وعشرة أمثالها للتنفيذ!
- أسئلة 26 أيلول المقبل!
- في انتظار التراجع الثاني والأخطر لإدارة أوباما!
- لا تُفْرِطوا في -التفاؤل- ب -فشلها-!
- حرب سعودية على -فوضى الإفتاء-!
- في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - الانتخابات الأردنية..التحريض على المقاطعة!