أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نضال دروزه - الثقافه العربيه من العقم الى الاحياء















المزيد.....

الثقافه العربيه من العقم الى الاحياء


محمد نضال دروزه

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 22:09
المحور: المجتمع المدني
    


كتب المفكر الإسلامي التنويري الشيخ عبد الرحمن الكواكبي، في مطلع القرن الماضي كتاب ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) قال فيه:" الاستبداد أصل كل فساد، فهو أصل الجهل والاتكالية والخوف والنفاق، وهو أصل الاستغلال والقمع والاضطهاد".
فثقافة الاستبداد المنتشرة بين أفراد المجتمعات العربية تضطرهم للكذب والاحتيال والخداع، وتلغي التفكير السليم، وتجمعهم في قطعان، وكل قطيع أو طائفة أو عشيرة منهم تكون قابعة تحت سلطة حاكمها المستبد بأحوالها، وأضاف قائلا، إن أصحاب ثقافة الاستبداد تحول الميل الطبيعي للأمة من طلب الترقي إلى طلب التسفل. ووصل الكواكبي في ثورته ضد ذلك الداء الوبيل إلى الاعتقاد بأن التوالد في أزمنة الاستبداد نوع من أعمال الحمقى، لأنه يحول البنين والبنات إلى أوتاد تربط الأهل إلى عجلة الذل والهوان" كما يفقدهم القدرة على الخروج من مستنقع التخلف، وقد دافع الكواكبي عن الحريات السياسية وأحلام الناس في الرقي والتقدم. ولكن المجتمعات العربية على ما يبدو لسان حالها كقول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
وفي مطلع القرن الحالي صدر في تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية إن العالم العربي تندر في مجتمعاته المعرفة العلمية والتفكير العلمي بالإضافة إلى عدم وجود حرية الاعتقاد وضعف حرية التعبير فيها.وما زالت هذه المجتمعات تمارس الوأد الاجتماعي على المرأة .
وهذه المحاور السلبية الواردة في التقرير تؤكد ما قاله الكواكبي منذ أكثر من 100 عام بعقم الثقافة العربية السائدة.فما هو مفهوم الثقافة ؟ما هي اسباب ومحددات عقمها؟ وما العمل لإحيائها.؟ أسئلة مطروحة على علمائنا ومثقفينا العلمانيين الديمقراطيين، لمضاعفة وتعميق دراسة ظواهر ثقافتنا بالتحليل والنقد الجاد والإجابة الجماعية عليها: بوضع المناهج والبرامج المناسبة لإحيائها على مستوى الأفراد والجماعات وصناعة ثقافة المواطنة المدنية الديمقراطية في مجتمعات العالم العربي.
فالثقافة هي كل ذلك الجزء من الكون الذي هو من صنع الإنسان ، وان أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية فان ثقافتة تحكم مسيرتة التاريخية وهي الثقافة المتكونة من الذهنيان الفردية والجمعية لهذا المجتمع، ومن منظومات المعارف والمعلومات ومنظومات المعتقدات والمفاهيم الدينية والأعراف الاجتماعية ومنظومات القيم والعادات والتقاليد،ومنظومات طرق الفهم والاستيعاب والتفكير، ومنظومات أنماط السلوكيات لدى افرادة.
وتكون الثقافة حسب فاعليتها في المجتمع، فتكون إما نشطة أو خاملة، جدلية أو سكونية، تنموية أو استهلاكية، تقدمية أو رجعية.
الثقافة بمعناها الانثروبولوجي الذي تبناه قيرقز: "هي آليات الهيمنة من خطط وقوانين وتعليمات، كالطبخة الجاهزة التي تشبه ما يسمى بالبرامج في علم الحاسوب، ومهمتها التحكم في السلوك والتفكير.
والإنسان هو الكائن الوحيد الأكثر اعتمادا على هذه البرامج التحكمية غير الطبيعية من اجل تنظيم سلوكه وانشطتة الحياتية."
ويقول لسكز: " إن تصميم ثقافة ما يماثل تصميم تجربة." فما هي تصاميم الثقافة العربية السائدة؟
إن العوامل المكونة لتصاميم الثقافة في المجتمع هي العلاقات الجدلية بين المجتمع والظواهر الطبيعة الجغرافية والمناخية، ومدى قدرته الحصول على المعرفة بها للسيطرة عليها وتسخيرها لخدمته. والعلاقات الجدلية في المجتمع لوسائل الإنتاج والعلاقات الإنتاجية، والعلاقة الجدلية بين المفاهيم والمعتقدات والأعراف الموجودة في المجتمع والوافدة اليه من المجتمعات الأخرى. فمن من تصميمات ومحددات الثقافة العربية المتحكمة بمنظومة الفهم والاستيعاب والتفكير، في ذهنية الافراد والجماعات في العالم العربي هي ثقافة العجز والخوف أمام قوى القمع والقهر الموجودة في الطبيعة والمجتمع.
وثقافة الاتكالية والمعتقدات الطوباوية، وثقافة التعصب والاستبداد المذهبي والطائفي والعشائري، وثقافة المحافظة على السائد وإعادة انتاجة ولو بصورة رديئة، والخوف من التفكير العقلاني الواقعي. وقد أثبتت إحصائيات وتقارير المنظمات الدولية صحة هذا الواقع الذي تعاني منة الثقافة العربية: حيث تصل نسبة التخلف في العالم العربي إلى ما لا يقل عن 90%، عن التطور والتحديث المعاصر. وتبلغ أمية القراءة والكتابة حوالي 80 مليون عربي ممن يستطيعون التعلم.
وتصل الأمية الثقافية بين المتعلمين إلى ما يزيد عن 110 مليون عربي، وما تبقى تحت سن التعلم.
لكن عسكرة العولمة الثقافية والسياسية والاقتصادية الأحادية القطب، بقيادة الإدارة الرأس مالية الأمريكية المتصهينة ، أصبح لزاما على العالم العربي ضرورة القيام بما يمكن تسميته بالتكيف الايجابي. فالتمترس خلف الخصوصية الثقافية السائدة قد تجاوزته الأحداث. فالعزلة والجمود وإعاقة الاجتهاد العقلي والعلمي الرامي إلى التكيف، ما زالت مدمرة. فالمدارس والجامعات والمؤسسات التربوية والتعليمية والتثقيفية من بداية عصر النهضة حتى الآن ما زالت تنتج أجيالا عاجزة عن تمثل واستيعاب الثقافة العلمية المعاصرة. وهذا دليل على العقم الثقافي العربي الذي أخرجهم من التاريخ، بعد أن فقدوا القدرة على المشاركة في صناعته .كما فقدوا القدرة على النمو والتطور والتحديث، وأصبحوا مجتمعات اتكالية متلقية عاجزة حتى عن الدفاع عن الوطن والهوية والاستقلال. فان عجز مفهوم المواطنة في البنية الثقافية العربية، وعدم فاعليتة لدى المجتمعات على المستويين القطري والقومي العربي هو السبب الأساس في استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967م ، بل منذ ضياع ارض فلسطين وقيام دولة إسرائيل منذ عام 1948م. وقد اخذ مفهوم المواطنة لدى الشعوب العربية والسلطات الحاكمة فيها، في التراجع والمزيد من الوهم حتى عادت إلى الظهور في نفوسهم وعقولهم مفاهيم الطائفية والعشائرية والتعصب المذهبي والقطري. مما أيقظ فيها ابنيتها الثقافية السكونية المقفلة، وعززها بذهنية ثقافة الخرافة والجهل والعجز والخوف، وذهنية الاتكالية والتهرب من المسؤولية. وذهنية ثقافة الاستبداد التي أنتجت كسالى العقل الذين يقنعون بالمتيسر المألوف والمستورد الجاهز، والدخيل السهل من الأفكار.يربكهم الجديد ويفزعون من المختلف يفضلون التدثر بعباءة السائد.
فان أرادت الشعوب العربية الخروج من مستنقعات وأقبية الاستبداد والتخلف، لا بد لها من العمل الجماعي: على مكافحة الجهل والفقر والخرافة والخوف، ومكافحة الوأد الاجتماعي للمرأة العربية، بعزيمة رواد ثقافة المعرفة العلمية والتفكير العلمي والنقدي، وحرية الاعتقاد وحرية التفكير والإبداع وحرية التعبير حتى يولد الإحياء الثقافي وينمو ويتطور، لتصبح المجتمعات العربية قادرة عن صناعة حاضرها والمشاركة في صناعة التاريخ الحديث والدفاع المشرف عن أوطانها.



#محمد_نضال_دروزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والبداوة 2 ( تتمة)
- الثقافة والبداوة
- تفضلوا للصلاة مع الملوك والرؤساء العرب
- اذان العزاء
- الغفلة مذهبنا والخبية نعمتنا الفضلى
- المخدرات الثقافيه
- كيف تتكون الثقافه
- العلمانية الديمقراطية طريق التنمية والوحدة الوطنية
- الاستبداد والديمقراطيه


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نضال دروزه - الثقافه العربيه من العقم الى الاحياء