أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهام محمد - عيد الموت














المزيد.....

عيد الموت


سهام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


العاشر من أيلول وأهازيج الألعاب النارية يخترق سماء القرية
يركض الأطفال وهم يكررون بمرح"عطونا عيديتنا" وصوت كاظم ينسكب كالملح فوق جرحي وهو يغني
( عيد وحب هاي الليلة وناس معيدين لو انت وياي الليلة العيد بعيدين )
وكأنه يقراء أمنيتي الوحيدة في هذا العيد البارد وهو حضور صوتك إن كان حضور عينيك شيء من المستحيل لم أرتدي فستان مزركش كحال جميع فتيات القرية كنت أتوسد حبوب الصداع وأصارع ضجيج المرض في محاولة مني للنوم ورؤية وجهك الكريم كنت أركض كامرأة ممسوسة بجاّن إلى أعلى جبل في القرية وأتمنى لو أقتلع جميع هذه البيوت وأستبدلها ببحر لِـ أطير وأغرق كما انتحرت ألفونسينا ستورنيو غرقًا عندما فقدت حبيبها في البحر أنا البنت دائمة العطش سأجد في ذات البحر مايروي عطشي الأبدي منك أذكر صوتك المربك هنا في هذا المكان الذي جمعني بك لأول مرة وأنت تضحك على شربي للماء بكثرة وأنا أقول لك بجدية سأكتب في وصيتي أن يرمون جثتي في محيط كبير لايصل إليه اّنس ولاجاّن أن أكون في بطن قرش أفضل من أن تكون جثتي من نصيب الدود الذي أكرهه والتراب الذي منه خلقت ونبرة صوتك اللامبالي وأنت تقول مجنونة وأتوقع منك كل شيء ولو فعلتيها سألحق بك ولن أعتقك ماذا لو فعلتها الأن هل ستأتي! لتغرق معي في هذا البحر الشاسع الذي يسرق زرقته من هدوء عينيك وتكون نهايتينا شيء من الأساطير ويوم يقدسه ويحتفل به العشاق المجانين على تعاسة قصة حب لم تكتمل كل عام ,أي الحروف أيها المجنون ستعيدك إلي ! مجانين أرض الله يحلقون في سقف جمجمتي يهللون ويكبرون بإسمك وقلبي يسقط في محيطك وأصابعي تتأرجح فوق زقوم الخطيئة وأكتب إليك من جديد من بعد تبلد وجفاف قد طال أكتب لك بعد مرور الجنون والنصف أكتب لك دون ذكر أسماء ترميني بين كفوف محكمة شيخ القبيلة بين حبل مشنقة الممنوع و (العيب) تنفيني بعيدًا عن تقيد الرقابة أكتب لك رسالتي هذه التي سأعلقها على جدران قريتنا عيدية للأطفال والنساء كما يعلق إبن خبر نعي والده كما يعلق ضابط فاسق أسماء المطلوبين أمنيًا وكما يكتب الباحثين عن عمل أرقامهم على ابواب الممرات لاأعلم كيف اعتذر لك تعرفني جيدًا لاأجيد لغة الاعتذار ليس بكبرياء مني كما كنت تقول لكن جرم رحيلي عنك لاتفي بحقه مجلدات من الإعتذار فكتابة خطاب إعتذار إليك شيء صعب يشبه لتأليف وخلق بشر أعترف لك كنت طفلة غبية جدًا عندما فرطت في عام من عمري وأنا أتخبط في عتمة الأقدار كنت تماما كما كنت تخبرني أقطع دابر كل يد تقترب من قلبي لذاتي وكبريائي الساذج فربي وهبني دم صلب لا يمكن لهائم أن يعوم بداخله إلا الأنبياء كأنت كنت البنت الفوضوية التي لاتفكر سوى بذاتها وعملها وكيف سيكون وجه الله البنت التي لاتفكر سوى بمشاريعها القادمة وأوراقها وضجيج خيالاتها وبعثرة حروف قرأتها لأسماء لاتحضرها كنت الفضاء الذي لايرمم ثقوبه سوى المعجزات كأنت كنت كالمسافر الذي يفتش عن وطنه ويتحدت للأطفال عن أشجار زيتون بلاده وعندما يسأله المارة أين وطنك قال لهم لاأعلم فقدت اسم وطني مع ذاكرتي لكني مؤمن انني سأستعيد ذاكرتي يومًا ما وها أنا أستعيد ذاكرتي واسم وطني المربوط برباعية إسمك في أول عيد لايجمعني بك,أشتاق لقبلات استرقها منك في هذا العيد حتى أوزع الهدايا على الأطفال وأنا مبتسمة أشتاق لصوتك العابق بالفل الذي أعشقه وهو يأتيني الأن مع لهجة القرويات وهدوء الفلاحين والأشجار الباسقة يأتي مع العصافير المغادرة وحلوى العيد وصوت المأذن الصغيرة وصمت الجداول ونقاء البسطاء ورائحة القهوة العربية التي تعشقها صوتك هو أمنيتي في هذا العيد هو الدعوة الوحيدة التي طلبتها وكررتها كثيرًا في ليلة القدر ويؤجل الله تلبيتها لأمر يشعرني بالضجر وأتمنى أن يخبرني به فقد سئمت نظرات النساء الحادة عندما تقول إحداهن : عيدك مبارك وأقول :لاعيد لي إلا بحضور نبيي قولي لي عظم الله أجرك في هذا العيد..


10/أيلول/2010



#سهام_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرف الأول من هويتي
- السيد موت


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهام محمد - عيد الموت