الفقر والديمقراطية

حكمت عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 11:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الفقر والديمقراطية
لابد من بحث العلاقة بين الفقر والديمقراطية ...
الديمقراطية بمفهومها العام هو حكم الشعب أي بمعني منع احتكار السلطة والثروة من قبل حزب او جماعة او طائفة معينة.والفقر نمطا انثروبولوجيا متجذرا في العراق فمنذ نشأة الدولة العراقية أخذت بإعادة توزيع الثروات وفق منحى طائفي وقومي وظلت نسبة من السكان تعاني الفقر..حتى عقد السبعينات من القرن الماضي ونتيجة لزيادة عوائد النفط بعد عام 1973 حقق نصيب متوسط الفرد من الناتج المحلي 3812 دولار في عام 1980 ولكن هذا التحسن انخفض نتيجة الحرب العراقية الإيرانية والعقوبات الاقتصادية أما في التسعينات من القرن الماضي ازداد عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر وانهيار الطبقات الوسطى وفي عام 1995 اتسعت ظاهرة الفقر لتصل 71% من السكان نتيجة انتشار البطالة والتضخم وانهيار الاقتصاد والإنتاج. في المسح الاجتماعي والاقتصادي لأسرة العراقية في العراق لعام 2007 أجراه الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات في وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي إن أكثر من 9 ملايين عراقي يعيشون تحت مستوى خط الفقر. في الريف تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية وتدهور المراعي بسبب نقص مناسيب المياه دجلة والفرات وانخفاض معدلات الأمطار وانهيار الري وتقلص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة.
إما المدن هناك عدة ظواهر منها انتشار أحزمة الفقر وتشكيل الاحياء العشوائية وتراجع الإنتاج الصناعي شكل تهديدا للأمن الاجتماعي وأصبح العراق حاضنة لنمو النزاعات الطائفية والاثنية وتفكيك النسيج الاجتماعي وانهيار البنية الأخلاقية وانتشار الجريمة المنظمة. هذه الحالة أعادت المشهد الاجتماعي إلى قرون عديدة إلى الوراء والدلالة على ذلك حالة التسول لفتيات في ربيع العمر وهن يمارسن التسول في الطرق العامة وهناك أطفال وصبيان يمارسون ( الذلة) مستجدين العابرين وسائقي السيارات هذه الصور لم تجد لها مكان في البوم العائلة العراقية إذا عدنا بالذاكرة العراقية إلى مائة عام للوراء. سنقرأ في مفكرة العراقي الكثير من الذكريات البائسة بعضها يتحدث عن الجوع وبعها عن المرض وعن الفيضانات غير تلك المذكرات تأبى لأحد أن يقرأ عن لقمة يومها بعد رحلة تذهب بها إلى متاهات وظلمات فأي ديمقراطية ... وأي تداول سلمي للسلطة...
تتحدث بها أصحاب الكروش المنتفخة والفلل والهمرات والجوازات الدبلوماسية والحمايات الشخصية الخاصة ..
فللباطل جولة وللحق جولات...
اتقوا ثورة الجياع والمحرومين.

#حكمت_عزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات