أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عامر ياس القيسي - الأمية..من المشاكل الأساسية امام تقدم العراق














المزيد.....

الأمية..من المشاكل الأساسية امام تقدم العراق


عامر ياس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16 - 01:10
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



د.عامر ياس القيسي*
يعد التعليم حقا إنسانيا أصيلا وحاجة بشرية ضرورية أقرتها الشرائع السماوية ، والوضعية ، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، لذا فأن الأمية تعتبر شكلا من أشكال التمييز التربوي ، لأنها لا تعطي التعليم لمن هم في حاجة اليه ، كما انها تشكل معضلة تربوية حقيقية في اغلب البلدان التي تعاني منها ، فالأمية تعوق تقدم الفرد ، وتعطل تطور المجتمع في جميع المجالات ، وتقف حجر عثرة أمام تحقيق أهداف الفرد والمجتمع ، كما انها تبعد الكثير من أفراد المجتمع الحديث عن المشاركة في إدارة شؤون بلادهم ،هذا المجتمع الذي يتسم بالتعقيد والتطور السريع في المعرفة البشرية كما ونوعا ، كما في مجالات الصناعة المتقدمة ، وأسلوب الزراعة الحديثة ، فالأمية تجعل حياة الفرد في المجتمع المعاصر شديدة الصعوبة ، مما تشكل مشكلة اجتماعية ينتج عنها مشكلات تربوية ، واقتصادية ، وثقافية وسياسية صعبة ، ومستعصية الحل وما ينتج عن الأمية من جهل يرافقه تدهور في الواقع الصحي وشيوع الأمراض المتنوعة .
إن الأمية من ابرز مظاهر الإخفاق والتدني ، وصورة من صور الأزمة التربوية التي يعاني منها النظام التربوي في البلد ، فمن أهم معوقات تحقيق برامج محو الأمية ، هي التدني في الوعي وعدم وضع القضاء على الأمية في سلم الأولويات ، واعتبار الأمية مشكلة تربويا منفصلا عن المؤثرات الاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، والتنموية ، ومن المعوقات الأخرى عدم تخصيص الأموال اللازمة ، والتشريعات والهياكل التنظيمية التي تتطلبها عملية القضاء على الأمية ، وعوامل أخرى تتعلق بالإحصاءات عن الأميين وأماكن تواجدهم ، وضعف إعداد المعلمين المتخصصين في تعليم الكبار ومحو الأمية ، وظاهرة التسرب من المدارس الابتدائية مما يشكل رافدا إضافيا للامية ، وغيرها من المعوقات الأخرى .
ومما يؤسف له فأن مشكلة الأمية في العراق ما زالت بين اخذ وجذب بين وزارة التربية ، ولجنة التربية والتعليم في مجلس النواب ، وهيئة المستشارين في مجلس الوزراء ، ولكن بعيدا عن وضع حلول سريعة وعملية للقضاء على هذه الآفة التي تدمر المجتمع العراقي ، وتحول دون تقدم البلد أسوة بالدول المتحضرة ، مما يتوجب على جميع المعنيين الاهتمام الجدي بها والنظر إلى الأمية على انها مشكلة حضارية ، وتوسيع معالجتها من تعليم مهارات القراءة والكتابة إلى الأبعاد الثقافية المنبثقة عنها ، فضلا عن تجفيف منابع الأمية من خلال الجدية في تطبيق قانون
إلزامية التعليم الابتدائي النافذ ، وإيجاد آليات لتعديله بما يتلاءم ومرحلة العراق الجديد ، بحيث يشتمل على مرحلة رياض الأطفال ، وتعديل العقوبات التي يتضمنها ، والزام وزارات الدولة ودوائرها بالأخذ على عاتقها إعداد برامج لمنتسبيها من الأميين للقضاء على أميتهم ، والاستفادة من خريجي الكليات والمعاهد لهذه المهمة بعد اعدادهم لذلك ، كما ان معرفة حجم الأميين وأماكن تواجدهم بالاعتماد على الإحصاء السكاني المقبل من الأمور الضرورية للشروع في برنامج محو الأمية .
ان العلاقة المتبادلة بين التنمية وتطوير القوى البشرية ، تحتاج إلى رفع المستوى العلمي والتدريبي لهذه القوى ، مما يؤدي إلى زيادة معدلات التنمية التي تساعد بدورها على توفير ما يتطلبه هذا التطوير ، فانتشار الأمية في المجتمع يجعل تحقيق أهدافه في التطور والنمـــو شبه مستحيلة ، وللقضاء على الأمية ينبغي حشد الامكانات الوطنية ، وتحديد أهداف برامج محو الأمية بدقة ، ورسم آليات موضوعية ودافعية لتحقيق تلك الأهداف ، ووضع برامج تقويـــمية تعتمد على الأساليب العلمية ، كما ان تطوير نظم التربية والتعليم وزيادة كفاءتها وتخليصها من المشكلات التي تسهم في زيادة اعداد الأميين مثل ضعف طاقاتها الاستيعابية ، والرســــــــــوب
والتسرب ، وأساليب التعامل مع الطلبة وغيرها تشكل عوامل مهمة في القضاء على الأميـــــــة وتجفيف منابعها .

* باحث واكاديمي



#عامر_ياس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عامر ياس القيسي - الأمية..من المشاكل الأساسية امام تقدم العراق