أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليسار مُحمد مصطفى - فيزياءُ التكوين















المزيد.....

فيزياءُ التكوين


اليسار مُحمد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


حرفانِ من "نارٍ" و "ماءٍ" يرقدانِ على شفاهِ الأبجديّةْ
حرفينِ كُنا و انتهينا مُعجماً
نشتقُّ مما كانَ ما سيكونُ
من صفةٍ إلى صفةٍ نُبدِّلُ حالنا.
في البدءِ كنا أوليّنِ ولا مُثنَّى للذي كنا،
يوحدنا التقاءُ الساكنينِ إذا انكسرنا
لم يكنْ للوقتِ فينا شارعٌ يلقي ظلالهُ في الهويّةْ.
....

قُلتِ : ابْتَدئْ يا أيُّها الرُّوحُ المُرفرفِ في ضلوعِ الماءِ
و اعصر ضوْأكَ الأبديّ في زَمَني0
فكانَ الحبُّ غيْمَاً0 منْ نَحيبِ الرَّملِ يقترفُ الدماءَ
يُريق قنديلَ العشيّةِ في نبيذِ السرمديّةِ نازلاً درجَ المعاني
يقتفي لغةً تكونُ كما تكونُ قصيدتُهْ.


قُلْتِ: اقتَبِسْ مِنْ فَيْئِ قلْبِكَ جذوَةً
و أضِئْ سكوني أيُّها الظلُّ المُطِلُّ على وجودي
فاكْتسى بالطلِّ جِسْمُكِ و استوى قَرميدُ بَرِّكِ و السماءُ حديقتُهْ.


قُلْتِ: اشتَمِلْ لا تكتَمِلْ0 فالموتُ آخِرةُ الكمالِ
و لا تُمَجِّدْ نَصَّكَ الشعريُّ فيَّ
و لا تُحنّط صورتي في غُرفةٍ عذراءَ
وجهي رحلةٌ نحو التقابل لا زوايا في فصول ملامحي
وجهي التقاءُ الشمسِ معْ قمري على شرفاتِ ليلٍ أبيضِ الأوراقِ
وجهي حِنطَةٌ و الماءُ لونُهُ و السماءُ شبيهتُهْ!.


قلتِ: ارتَعشْ يا أيها الجَسَدُ المُنمَّقُ في حضوري
كُنْ غطاءَ مُقدَّساتي
كُنْ شعوري بالحياةِ تمرُّ فيَّ
كنشوةِ الموتِ البطيءِ المحتفي في لذّةٍ أزليّةِ المرعى
و كن صيّادَ آياتي
و سبِّحْ باسميَ الأعلى
فلي جسَدٌ أثيريٌّ يُطرزهُ اشتهاءكَ0
كلما نَضُجَتْ كرومُ اسمي على شفتيْكَ مُبْتلاً يقومُ
كأنَّما مَسَّتهُ محتوياتُ قلبِكِ فارتوى حتى انتشى

ما زالَ منكَ المشتهى0 ما زالَ فيكَ المُنتَهى
أنتَ الذي فيَّ ابتدأتَ و فيكَ خاتمتي
فكن لبقاً و أنتَ تصولُ أروقتي
و قلْ شِعراً يليقُ بفارسٍ عَقَرَ الرياحَ على شراعِ الشعرِ

كُنْ أبداً رشيقَ اللحنِ تعزفني بخفةِ عالمِ الآثارِ
يبحُثُ في جبيني عنْ تناسُخِ عزفهِ
و المسْ تفاصيلي لتُدرِكَ مُجملي
و أقِمْ لقلبِكَ فيَّ صومَعةً و عشْ فيها بحكمَةِ تائبٍ شقَّ الزمانَ بمذبحي
ليعودَ طفلاً مُرهَفَ الإيمانِ يلثغُني بدفءٍ مُخمَليٍّ
يستثيرُ شهيّتي للانهائيِّ الجديرِ بوصفِهِ

كُنْ عارِفاً للجِسْمِ تعرفُ ظلَّهُ0
للصوتِ أصداءٌ.. و لكنْ للصدى صوتٌ
و للصمتِ احتمالاتٌ و لكنَّ احتمالَ الصمتِ حكمةُ عابرٍ في مُنحنى المعنى
يهاجرُ في جهاتِ الأبجديةِ 0موغلاً في خيمةِ الحرفِ احتراقاً0 و السّماءُ بقيَّتُهْ.
....

قُلتِ الكثيرَ و مِلءَ عاطفةِ التمني.. لم أقلْ
وحَذَفتُ عاصفتي من الأجواءِ كي أهدي جناحَيَّ الربيعَ.. فلم أصلْ

غَـمَّسْتُ خطوي في الخريطةِ 0لم أجد شَجَراً هناكَ يُقلّني
لا الأرضُ تمسكني و لا الـ"فيزياءُ" تمنحني انْجِذاباً
و السُّقوطُ بلا قوانينٍ : فـراغٌ من سنين الضوءِ يبزغُ0
أسكنيني في يديكِ أو اذْخُريني في خوابي زهرةٍ سمراء زيتاً
كلما شمسٌ بعينيكِ احتمتْ.


لا تتركيني في تضاريس الخريطة غارقاً في الحبرِ مُغْترباً
حمام الدار يَحْـبو في الطريقِ و لا سماءُ لتُـقلع الأشعارُ نحوكِ
عارياً في بردِ أمنيتي أشدُّ عليَّ منكمشاً
و أخصِفُ ما تبعثَرَ في شوارعِ سيرتي..
ورقاً رسمتكِ فيهِ لا جدوى هنا للذكريات فكلُّ ما بيني و بينكِ:
شعلةٌ تصفرُّ في وضَحِ الرِّياحِ
أُحاورُ المعنى بلا معنىً هنا
أمـشي و أمــشـي ثـمّ أمـشي..لا وصولَ هنا إليّ
كأنني ضيّعتُ "نحوي" و المسافةُ بينَ بيني أمعَنَـتْ!.

كم سرتُ وحدي فوقَ هذا الماءِ؟0
منفيٌّ عن الكلماتِ بوحي
لا شوارعُ تلتقي طُرُقي
أحاورُ موجةً قد هيأتْ صمت انعكاسي شاهداً للعاصفةْ.

كم زرتُ أضرحةَ الزمان مضرجاً باللامكانِ
و كم عبرتُ على الكمانِ كطيفِ لحنٍ مُربَكٍ يجثو على وتر الدخانِ
و يخصفُ النوتات من كفِّ الخريف الخاطِفَةْ.

جسرٌ ضبابيُّ الوصولِ يقودني سيراً على الأحلامِ
[ قلتُ و لم أزلْ بعد الغيابِ أقولُ]
مُتكئاً على عكازةِ الآتي من الأيامِ
ملتمساً لما خلفي من الخطواتِ عذراً :
قد أرى شيئاً هناكَ إذا تبعتُ خطايَ
قد أصلُ الكلامَ إذا سمعتُ مرادفهْ!.

مسكونةٌ بالشمسِ أحرفُ هذه اللغة المذابةِ فوق جدرانِ الغمامِ
كأنما هي عادةٌ ملحيةٌ0من سالفِ الأشعار تُسدِلُ بحرها
و الملحُ حرٌّ في ضفافِ الجرحِ0 يزهر أينما حلتْ بهِ الذكرى
هو المعنى بلا لغةٍ يهاجرُ حيثما اتفق السياقُ
يفيضُ من قدح المؤلف كلما طلعت من الأوراقِ فاتنةٌ
تجرُّ من الشروخ شوارد الذهن المسافرِ عبر لحن العاطفةْ.



أروي لأمكنة الرخامِ قصيدةً في سيلِ روحي أُغرِقتْ
فتردني : [كم مرة جئتَ القصيدةَ زاحفاً0 كالمدّ كلكَ نحوها يسري ولا يأتيك منها الجزرُ؟
لا ساعِ البريد و لا حمامٌ زاجلٌ يقتادُ هذا الرمل نحو قصيدَتِكْ
فاقرأ كتابكَ كيفما عبثتْ سطوركَ فيهِ 0و اقرأ ما تبقى من حضوركَ
و اقتبسْ أثر البياض بقهوةِ الأمسِ المعتقِ في صباحِ جريدتِكْ
و اعثر لنفسكَ في غيابكَ ما تقولهُ عنكَ نسجاً من خيال قصيدتِكْ
كرسالةٍ منسيةِ العنوانِ تُرديكَ الخُطى
كقصيدةٍ عَفْويةٍ تُلقي بكَ الكلماتُ عندَ مَحَطّةٍ
و تظلُّ من فرطِ الهدوءِ مُعلقاً
و تهشُّ عنكَ الشمسُ هسهسةَ المشاةِ على بلاطِ فقيدتِكْ].

الآن تشهر ساقها الخشبيةُ الأشعارُ ناراً للصدى
و الآن من زغب الرُّخامِ يوشِّحُ الطاووسُ ذاكِرَة المَدى
يتصفحُ الماءَ الموثّق في شباكِ الصيفِ!.
قال لنفسهِ في خلوةٍ بيضاء فاقعةُ المساحةِ :
[ قد نسيتكِ حينَ لم أذكرْ سوايَ
و قد ذَكَرْتِكِ و الرِّمالُ تُشِعُّ من فنجانِ أزمنتي
و من حَجَرٍ تَسيلُ على جبينِ الكأسِ
تغفرُ للمهاجرِ ما تبقى من فصول الأرضِ في متن الخطى.

كم ناقدٍ حَفَرَ القصيدةَ باحثاً عن دولةٍ للحُبِّ في وَرَق الجَسَدْ؟
هل كلنا شعراء يُقرضنا الرِّثاءُ مدائناً للحُبِّ نطرقُ ماءها؟
يا حبُّ كم أبحرتُ فيكَ و لم أعدْ؟
يا حبُّ تفصلنا المسافة عن بقيتنا0 فكيفَ تعود أنتَ بـ"لا أحدْ"؟.

يا كلَّ هذي الأرض كوني موعداً
كوني الملاذ إذا رجعنا من غبار القلبِ مهزومين تقصفنا مدافع شوقنا
يا حبُّ كنْ جسدي الذي يمتدُّ في صفحاتِ هذا الصخرِ
كن بلدي التي في الليلِ أقرأها و أحلمُ ما تبقى من تفاصيلِ المدينَةِ
كنْ ملاذ النارِ في عتمات أورِدَتي
ليعرُجَ أوّلي من آخِري0 و أعود من هذا الأمَدْ.



#اليسار_مُحمد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مَهْجَع العُشاق
- على صَهْوَةِ الغِياب


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اليسار مُحمد مصطفى - فيزياءُ التكوين