أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر















المزيد.....

فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر أمام سفارة إسرائيل في برلين:
أطالب بإضافة اسم ابنتي زينب إلى هويتي المقدسية

عصام الياسري

دخل اضراب الشاب الفلسطيني المقدسي فراس المراغي عن الطعام، والذي بدأه في برلين يوم الاثنين 26 يوليو أمام السفارة الاسرائيلية في منطقة شماركِن دورف شارع فيكتوريا اوغست، يومه السادس والثلاثين مما أوصل وضعه الصحي الى حالة خطرة.. ويحتج فراس المراغي على رفض السلطات الاسرائيلية تسجيل طفلته زينب المولودة لأم ألمانية في وثيقة هويته المقدسية، وعدم المساس بحقه الطبيعي والانساني غير القابل للتصرف في العودة الى وطنه ومسقط رأسه مع اسرته الصغيرة.. ولا زال المراغي مصراً على مزاولة الاضراب، رغم تدهور وضعه الصحي وتقلبات الجو بين الحر الشديد والبرد والمطر، يجلس على كرسي مخيّم تحت شجرة ثَمَر الزّان وزجاجات المياه من حوله، وحيث ينام أيضاً وضباط الشرطة الذين يحرسون السفارة الاسرائيلية عينهم عليه.

ينحدر فراس المراغي "37عاما" من القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها اليها، وهي لم تقم بضم سكان المدينة الفلسطينيين وعدم منحهم الجنسية الاسرائيلية فحسب، انما منحتهم تصريحا بالاقامة يمكن أن يفقدوه في أي لحظة. وهو لا يعمل بالسياسة ولا ينتمي الى حركة، ومع هذا فإنه يخشي أن يفقد حقوقه ويُمنع من العودة الى مسقط رأسه في حي سلوان.. وفي لقاء معه وهو يبدو متعباً روي لنا قصته مشيراً الى أنه يأتي من القدس الشرقية، وكان يعيش مع أهله هناك لعدة أجيال، ومعه شهادة جامعية في الدراسات الاسلامية. وبأنه لا يملك جواز سفر إنما بطاقة الاقامة للتنقل، لكنه يبقى من منظور القانون الاسرائيلي عديم الجنسية. قبل عشر سنوات التقى في القدس زوجته الحالية، وقبل ثلاث سنوات انتقل معها الى برلين، لتكمل شهادة الدكتوراه وحيث رزق الزوجان قبل سبعة شهور بطفلة.

أراد المراغي أن يسجل ابنته البالغة من العمر سبعة أشهر في السفارة الاسرائيلية للحصول على وثيقة سفر كي لا يواجه وزوجته اشكالات قانونية حينما يتهيأ للسفر مع زوجته وابنته الى فلسطين كي يتعرف والده على حفيدته.. لكنه واجه رفض السفارة بحجة أن والدة الطفلة ألمانية ولا يمكن استخراج وثائق اسرائيلية لها، أما هو نفسه فقد تلقى تنبيها من وزارة الداخلية الاسرائيلية بأن تصريحه بالعودة الى القدس لن يُمدّد. وفي بيان للسفارة جاء: أن وزارة الداخلية في القدس لها فقط، حق تسجيل ابنته في اسرائيل، وبعد ذلك لا يعرف فيما اذا سيسمح له بالعودة الى اسرائيل أم لا؟. الأمر الذي جعل المراغي قلقاً من فقدان حقه الشرعي كفلسطيني ومواجه معضلة كبيرة، سيما وأن وثيقة سفره تنتهي في مايو 2011. وعليه قبل حلول ذلك الوقت كفلسطيني العودة الى القدس والعيش هناك لمدة سنة ونصف السنة لكي لا يفقد حق الاقامة.

ويلاقي المراغي من زوجته فيبكه كل الدعم كما انها قلقة على صحته، وتأتي في كل يوم مع ابنتها لزيارته والاطمئنان عليه. وفي الوقت نفسه، تشارك شخصيات ومنظمات ألمانية وعربية ويهودية للتضامن معه، كالرابطة الدولية لحقوق الانسان ومجموعة فيسبوك، كذلك الصحافة ورسائل الالتماس والدعم تظهر كل يوم على الانترنت. ولاتزال المظاهرات تخرج للتعبير عن التضامن معه. حتى السكان المحليين ومن أماكن بعيدة يأتون للتعاطف معه وتبليغه التحايا وبعضهم يجلب له المياه، وعباد الشمس والشموع. ووضع زوجين ألمان من برلين سيارتهما متوقفة في مكان قريب من اعتصامه ليلجأ اليها عند المطر. والى جانب مقعده وضع المراغي لوحة كتب عليها المادة 13 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان: " لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك وطنه والعودة اليه متي شاء". ويقول: " من لديه جواز سفر اسرائيلي ويعيش في الخارج، يمكن ان يعود في أي وقت. لماذا لا نملك نحن الفلسطينيون مثل هذا الحق، ولا نعامل مثل باقي البشر"؟.

وبسبب سلوك السلطات الاسرائيلية وممارستها أعلى درجات القهر بحق الفلسطينيين، وانتهاج سياسة هدم منازلهم وحرمانهم من العودة الى أماكنهم للسكن فيها لجعل القدس الشرقية تحت سيطرة اسرائيل بالكامل، أصبح الفلسطينيون يشعرون بالحرمان من أبسط حقوقهم.. احتُلت القدس الشرقية في حرب الايام الستة في عام 1967 من قبل اسرائيل. وأصبحت من وجهة النظر الاسرائيلية، انها جزء من "عاصمتها الموحدة". ألا أن الفلسطينيين متمسكون بحقهم أن تبقي القدس عاصمة دولتهم، فيما أقر الكنيست في عام 1980 قانونا من شأنه اضفاء الشرعية على ضم القدس الشرقية، لكن المجتمع الدولي لم يعترف بذلك.

اضراب فراس المراغي أمام السفارة الاسرائيلية في برلين، لم يكن هدفاً لانتزاع حقه الانساني والقانوني وحسب، أنما هو وسيلة في غاية من الأهمية تجسد مدى اصرار الفلسطيني على الكفاح لنيل شرعيته الوطنية التي تؤكدها الأعراف والمواثيق الدولية. كما أنه اضراب لأجل توجيه نظر الرأي العام حول ما يجري في القدس من انتهاكات اسرائيلية تُخالف مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان? وتستهدف قهر واذلال الفلسطينيين.. وفي حديث أجراه بالأمس معه القنصل العام في السفارة الاسرائيلية معلناً عن رغبة السفارة في ايجاد حل يرضي الطرفين لانهاء الاضراب، مشيراً الى أن الجهة الوحيدة المخولة لاصدار وثائق الولادة والتسجيل هو مكتب المدير العام لدائرة التسجيل التابع لوزارة الداخلية الاسرائيلية وأن السفارة مستعدة للقيام بتسهيل أمور سفره لانجاز الاجراءات. ألا أن المراغي رفض ذلك، معلناً بأنه سيواصل الاضراب. وأنه يسجل باضرابه موقفا يعبر عن حالات مماثلة لآلاف المقدسيين الذين يحملون اقامات مؤقتة تستطيع اسرائيل الغاءها متى شاءت، وأكد أنه لن يغادر المكان الذي جاءه على قدميه. وأنه لن يتراجع عن اضرابه أمام السفارة الا اذا غيرت الأخيرة موقفها وقبلت بتسجيل ابنته في وثيقة سفره وأعادت له حقه في العودة مع أسرته الى القدس والحياة في بيته بمسقط رأسه في حي سلوان في فلسطين.

عصام الياسري
برلين في 31 آب 2010

عصام الياسري
[email protected]



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف يغني للعراق من برلين
- إثارة إبداعية وبوابة عشتار تتحدى الزمن في معرض ألماني
- حملة جمع تواقيع للتضامن
- حملة تضامن
- مهرجان برلين السينمائي 2010
- الإنتخابات العراقية والكتل المتنافسة
- مهرجان برلين السينمائي العالمي
- مهرجان برلين للافلام القصيرة
- الفيلم الألماني -الشريط الأبيض- متعة سينمائية في إطار جديد
- الابن الغائب يتمسك بحبال القصيدة
- كتاب العالم بين التحدي الثقافي ومواجهة السياسة
- مهرجان الأدب العالمي برلين
- سنان أنطون يقاضي
- قيثارة مدين رواية لإدانة القوم
- رحم الله ذاكَ الزمان
- المقام العراقي فن ذو جذور تاريخية تمتد إلى السومريين
- متى يتوقف نزيف الدم وينتهي قتل الصحافيين والاستهتار بحياتهم ...
- الزميل منتظر الزيدي أمام القضاء محكوم سلفاً بلا رحمة!.
- مهرجان برلين العالمي يوقد أضواءه على أرض الحرب الباردة
- مهرجان الفيلم العالمي - برلين


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - فلسطيني مضرب عن الطعام منذ شهر