مهرجان الأدب العالمي برلين

عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 22:31
المحور: الادب والفن
    

مهرجان الأدب العالمي في برلين يفتتح دورته التاسعة وسط منافسة رمضانية.
من 9 وحتى 20 أيلول سبتمبر 2009 تحتضن العاصمة الألمانية برلين مهرجان الأدب العالمي التاسع، وسط منافسة شديدة، حيث يقام ولأول مرة من 3 وحتى 20 أيلول بمناسبة شهر رمضان العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي يشارك فيها مبدعون، عربا وأجانب وألمان، وتحيي فرق موسيقية وصوفية في مراكز متفرقة من العاصمة أماسٍ بهيجة.. خلال عشرة أيام سيتجول عشاق الثقافة والأدب بين 60 ردهة استعراض في أكثر من موقع في أنحاء المدينة، من الساعة الحادية عشر صباحا وحتى منتصف الليل، كتاب من مختلف أنحاء العالم سيستعرضون أدباً مثيراً للجدل لكنه مليءٌ بالجمالية وخالي من الصفقات، وسيكون ثلث الزائرين من الأطفال والشباب وليس الطبقات الأرستقراطية كما تعودنا ذلك دون شك.. ويساهم في أعمال مهرجان الأدب الذي أصبح تقليداً سنوياً يؤمه الكثير من المثقفين والصحفيين والطلبة، كتاب وشعراء ومتخصصون في الشأن الأدبي، الشعري والروائي والفكري. ثمانية وثلاثون عربياً من ثلاث عشرة دولة عربية سيشاركون من بين مئتين وعشرون كاتبة وكاتب من أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكيتين خلال 293 أمسية ثقافية موزعة على أكثر من مكان ومركز ثقافي، تعتبر ثمرة من ثمرات Literaturfestival -Berlin Internationales مهرجان "الأدب العالمي ـ برلين" ومؤسسة "مهرجان برلين" Berliner Festspiele التي يترأسها البرفيسور والشاعر يواخيم ساتيريوس Joachim Sartorius المتذوق للأدب والثقافة العربية وأحد أهم الشخصيات المساهمة في تنظيم المهرجان والمهتمين بأدب وثقافة العالم.

مهرجان الأدب العالمي في برلين هو حدث سنوي يقدم بالإضافة إلى النصوص الروائية مجموعة واسعة من النثر الأدبي والشعر المعاصر من مختلف أنحاء العالم. كما يتناول على هامشه الأوضاع المضطربة التي تعاني منها المجتمعات في الكثير من المناطق في العالم سيما دول ما يسمى بالنامية "العالم الثالث" بسبب الصراعات والنزاعات السياسية والاجتماعية القاسية، الأمر الذي جعل المهرجان يعرج غالباً على تسليط الضوء أيضاً على حياة المثقفين ومعاناتهم. ويواجه الكُتاب من مختلف الجنسيات والاتجاهات الجمهور بشكل مباشر، وهم يقرءون ويناقشون أهم القضايا المطروحة إقليميا ودولياً مثل الاحتلال و"حصار المدن" والإرهاب وأثار الاغتراب والتهجير قسراً، كما في العراق وفلسطين.. ويعتبر المهرجان المكان الذي تلتقي فيه القيّم والتطلعات وتنتشر الأفكار وتتحاور الحضارات والثقافات المختلفة، ويتشاطر المشاركون القادمون من مجتمعات متباينة حول مزاعمهم، لكنهم يلتقون على نقاط مشتركة تعني الإنسان والبيئة. ويفترض أن يعطي المهرجان دليلا على أن الناس من مختلف اللغات والثقافات والأديان، من ذوي خلفيات وتقاليد مختلفة يمكن أن يتعايشوا ويتفاهموا بطريقة سلمية وتعاونية.. ويعتبر المهرجان فرصة لاختبار الأفكار وتبادل الخبرات بين الكُتاب والمفكرين من جميع أنحاء العالم. كما أنه وسيلة للمزيد من القوة التعبيرية والطاقة الإبداعية على الساحة البرلينية.

أقيم المهرجان الأول للأدب العالمي لأول مرة في عام 2001 وانجذب إليه أكثر من ستة آلاف شخص فيما زاد زواره في السنوات اللاحقة على أكثر من ثلاثين ألف. ويجمع بين عدة أقسام من البرامج، مثل "الآداب في العالم" الكتب المحددة بأدب الأطفال "Kaleidoskop" الكتاب الدولي، أدب الشباب، وبعض الفعاليات الأخرى المصحوبة ببرنامج شامل، فني وسينمائي وموسيقي، فضلا عن سلسلة من المناقشات السياسية الموسومة بـ"تأملات". ولم يقتصر المهرجان خلال أيامه العشرة لهذا العام على العروض الشعرية والروائية والفكرية والفنية، إنما سيقدم عرضاً سينمائياً ومسرحياً، كذلك أمسية تكريم خاصة بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش تقرأ فيها نصوص عربية وألمانية مترجمة عن دوانينه الشعرية بمشاركة مجموعة من الشعراء العرب والألمان. وتحت عنوان "الذاكرة تتحدث" سيقوم الكُتاب بمزيج من القراءات والمحاضرات لاحياء ذكرى الكُتاب المتوفون، أسماء معروفة في الأدب الألماني والدولي اللذين تجاهلهم النسيان في العقود الماضية، مثل هنري ميللر جيمس كرس وخوان كارلوس أونيتي وسرجون بولص وفرانس فيرفيل ومحمود درويش والطيب صالح ورفعه الطهطاوي وهالدة أديب آديفار وآخرين سيكرمون بحفاوة هذا العام مثلما كرم آخرون في مهرجانات الأعوام المنصرمة.. ومن بين أمور الثقافة سيجري التطرق إلى أثر العولمة على الأدب وحالة حقوق الإنسان والكتاب.
برلين في 10 ايلول 2009

#عصام_الياسري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل