أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - حول مسرحية الأصم .... الاخرس














المزيد.....

حول مسرحية الأصم .... الاخرس


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 00:06
المحور: الادب والفن
    





ما كدت أنشر نصي المسرحي البانتوميم ( الاصم ... الاخرس ) حتى وصلتني بعض التعليقات والمداخلات ؛ اما عن طريق النشر المباشر ؛ او من خلال المراسلات الشخصية التي جاد بها النقاد او القراء الذين يهتمون بالثقافة المسرحية عامة وبهذا اللون من النتاج المسرحي على وجه التخصيص . وتنحصر تلك الايجابيات بالنقاط الالية : ــ
اولا ـ هل يجوز تكثيف المسرحية في فصل واحد ومشهد وحيد وحسب ؟
ثانيا ـ هل ان المسرحية ذات بعد منظور محدد بذات النص ؛ ام ان له اسقاطات اخرى مهموسة ورمزية ؟
ثالثا ـ ما هي دلالات الخيط الضوئي الممتد ما بين بطل المسرحية ؛ وبين الصورة المعلقة على الحائط ؟
رابعا ـ ما هي الحكمة من اختصارالملاحظات الاخراجية خلال النص ؟
ولكي اجيب بايجاز مكثف على كل تلك التسآؤلات أدرج في ادناه هذا الايضاح :

الصمت والايماء
تتنوع على مسارح العالم اساليب وصيغ مبتكرة في التأليف المعاصر ؛ وذلك لكي لايكون المسرح مكبلا بعناصر شكلية تحد من انطلاقته للوصول الى الاهداف التي من اجلها برز هذا الفن الواسع والمتشعب الى الوجود ؛ : فلو جلنا اليوم على ما يقدم من مسرحيات على مختلف القاعات في اوربا مثلا لهالنا ذلك الابداع الكبير الذي احدثته ثورة المعلومات في الكشف عن تطورات لاحدود لها في بناء عملية التأليف المسرحي من حيث المضمون والشكل .ومن ذلك فن البانتوميم الذي يختلف جذريا عن التمثيل الصامت (وهو ما استخدمه شارلي شابلن بجدارة عالية في افلامه الاولى على الرغم من اختراقه لذلك الصمت حينما اضفى عليه جملا حوارية او توضيحية مطبوعة على الفلم اقتضتها ظروف الزمن الذي تم فيه ذلك الانجاز مما بدد قليلا من التمتع بالايماء وحسب ) ؛ وهذا الاختلاف ( ما بين الصمت المطلق وبين المتحرك ايماءا ) يعنى بالمفهوم المسرحي هو اعطاء القدر الكافي والعميق لابراز عقدة الفكرة ؛ عن طريق الايماء بالحركة
المدروسة التي تخدم ذات النص .

الفصل والمشهد
اما عن توظيف ( الفصل والمشهد) واختصارهما في وحدة هذين االاطارين الفنيين وحسب ؛ درست هذا الجانب بشكل دقيق وجعلتهما منضبطين تماما داخل ذات النص المسرحي دونما ترهل او توسع غير مطلوب اصلا بل قد يؤدي الى تفكيك تماسك وحدة البناء الدرامي .
ولغرض الوصول الى معنى توضيحي ادق ؛ دعونا نقف عند ذلك التحديد المختار سوية لنتبين ما المقصود من وراء ذلك :

عندما ترفع الستارة يبدأ الفصل ؛ فاما ان ينتهي الى عدة فصول كما في الكلاسيكيات المسرحية المتعارف عليها ؛ او يتوقف عند تكوينه المخطط له ابتداءا ؛ وهنا اما ان ينتشر هذا الفصل الواحد بدوره على مشهد او اكثر بحسب طبيعة المكان والزمان وطبقا لما يقتضيه العمل الابداعي : او ان يكتفي موضوعيا بقصله الواحد ومشهده الوحيد ؛ وفي هذه المسرحية بالذات فضل المؤلف بل وفرض عليه الموضوع ( حتميا ومنطقيا ) الاكتفاء بالفصل الواحد والمشهد الوحــــيد (و هذا الاسلوب مألوف جدا : فهناك مسرحيات ذات فصول متعددة ؛ ولكنها تدور في مكان واحد وزمن لا يتغير ضمن مشهد منفرد فقط ؛ وهناك ايضا فصل واحد ولكن يتوزع على مشاهد متعددة .. الخ ) ؛ وعليه فحرية العنونة والتقتير والامتداد متروكة للمؤلف طبقا لما يريد ايحاءه الى المتلقي ( مشاهدا أم فارئا ) . والمؤلف في نصنا هذا هدف الى تحقيق التركيز على جوهر الفكرة ذات البعد الرمزي وهي تتبلور في فصل واحد ومشهد واحد ؛ ولا عيب فني في ذلك اطلاقا .

معاني النص
في المسرحية الرمزية ذات البعد العميق ؛ يمكن للمتلقي ان يجعل اسقاطاتها على اكثر من واقع ظاهر ؛ ففي هذا النص يمكنك ان تجعل من الاسطة جاسم .... العراق الذي اضحى مثل الاصم الاخرس ( لم استعمل الابكم ؛ لان ذلك يعني انه لم ينطق منذ الولادة وهو لم اقصده بالطبع ) ؛ وان هذا العراق وقع في مأزق لايستطيع منه حراكا الا بمعاونة الطبقة المثقفة التي تمثلها الشخصية الاقرب الى قلب الوطن ؛ و هي الصورة المعلقة على دولاب الملابس كما في المشهد والتي يربطها في ذات الوقت حبل ضوئي يشد من ازر بطل المسرحية حينما يكون في تلك العتمة الدامسة . ان هذا الخط الوهمي هو الرابط المشع بين الاثنين ؛ تأكيدا على تلك العلاقة الروحية التي تشد بين قلبيهما . وفي اسقاط آخر .... ربما يكون الاسطة جاسم ( ايضا ) رمزا للبطالة ؛ اما الهوة التي وقع فيها فهي هنا مجسدة للجوع والمرض والعوز المادي ... الخ وعندها تكون الصورة هي المنقذ الذي يمد ضوء اشعاعه لانهاء الظلام الدامس القابع في تلك الحفرة و التي تمثل في صيغة اخرى الحالة المزرية المتدنية التي حلت بكل العاطلين عن العمل .... الخ
من هنا يتبين ان الاسقاطات التي هدف اليها النص متعددة الوجوه والاغراض بحيث يمكن للمتلقي ( والناقد بالذات ) ان يكيفها طبقا لموحياته لتسند الفكرة ذاتها وتخرج بنتائج ابداعية كثيرة لاحدود لتفسيرها من خلال هذا العمل الادبي المدروس بكل عناية وحبكة فنية عالية .

الملاحظات الاخراجية
اما بالنسبة لقلة الملاحظات التي يتوجب ان يسترشد بها الاخراج والتي اختصرها النص متعمدا ؛ فان ايجازها ينسجم تماما مع الشرح الوافي لحركة الضوء والصوت والموسيقى التصويرية وغيرها من وسائل الايضاح التي اوردتها ابتداءا والتي تترك للمخرج مساحة واسعة من التحرك ضمن حدود النص ؛ ذلك لانها تستجيب في ذات الوقت مع مفهوم فن البانتوميم الايمائي الذي يثري المسرح بكثير من الحركات والاشارات والتعابير والاحساسات المظهرية التي يبرزها المخرج المبدع وكذلك ممثل هذا الفن الرفيع باعتبارها جزءا من ادواته واساليبه التعبيرية والتي يتقبلها المتلقي كنوع من قدرات الفنان الذي يقف على خشبة التألق وحيدا الا من مكنته وموهبته وثقافته المسرحية .



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصم .... الاخرس
- من فيض مشاعري
- آثارنا التي تدمر وتنهب يوميا
- 14 تموز ونزاهة الزعيم عبد الكريم قاسم
- تقديم ديوان احلام الورد
- موجز لما نشرت عام 2009 ( 3 )
- موجز لما نشرت عام 2009 (2 )
- موجز لما نشرت عام 2009 (1)
- المهجرون وقانون الانتخاب
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 3 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي ( 2 )
- أهمية الوثائق في صفحة تأريخية من التشريع العراقي (1) *
- في الفن التشكيلي / بين نوري مصطفى بهجت وخالص عزمي
- نوح القمرية من على نخلة الصالحية
- الاعدادية المركزية ( الشرقية ) في الموصل
- المتوازن
- السينما العراقية وسبل تطويرها في الذكرى الستين لبدء انتاجها
- يا لعناء الممثل
- كيف أنسى الطيب صالح
- ليس الحل في تمثيل المرأة نسبيا


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالص عزمي - حول مسرحية الأصم .... الاخرس