أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - بائعة في سوق الخضار















المزيد.....



بائعة في سوق الخضار


رديف شاكر الداغستاني

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 16:38
المحور: الادب والفن
    


بائعة في سوق الخضار
كان لزاماً علينا التسوق من سوق الخضار حيث كنت الولد المرشح لهذه المهمة العسيرة ..انها اطراف بلادي المحاذية لايران..هي مدينة قلعة دزة .اجهل اللغة الكردية وهم يجهلون اللغة العربية فلم يروا في حياتهم بشر من العرب الا ما ندر كان ذلك بعد ثروة 14 تموز مباشرة ..هكذا حكم عليّ التحرك بلباس الدشداشة وبيدي علاكة الخوص مع حذاء بلاستك في قدمي ..وسط شراويل كردية صغيرهم وكبيرهم فهذا لباسهم القومي ... على استدلال الوصف لمكان بيع الخضار اتجهت للسوق الواقع في احد فروع الشارع العام الوحيد المبلط في المدينة ملقاة على الارض اكداس من الخضرة فوق اكياس من الجنفاص بجانب الجدار . من كل نوع طماطة.كمثري . باذنجان .عنب اسود . ابيض .واشياء اخرى لا اراها جيدا من شدة الارتباك الذي اصابني حين وقفت قريب من موضع الخضار الذي على الارض مقابل مقياس الوزن . حجر وحصى وحديد مختلف الاشياء في الميزان اليدوي المتكون من حبال وعتلة خشبية مع اطباق من خوص ...
الارتباك يزداد مع مرور كل لحظة تمر ؟ يتجمع حولي اعداد من الجمهور الكردي .اطفال وكبار يتحدقون بي كأني هابط من كوكب المريخ ... يتكلمون .. يضحكون .. ويبدو عليهم علامات استنكار وجودي عندهم استجمعت قواي واشرت بيدي على الخضرة واسال بالعربية من صاحبها اشارتي تدل على نيتي الشراء عارضاً عليهم النقود الورقية التي في يدي من فئة النصف دينار ...برزت فتاة كانت بين الجموع تكبرني قليلا ...صرخت بالناس الذين يزدادون تجمهراً حولي صرخت برو ..برو .. عيبا .. فهمت انها تطلب ابعادهم من حولي وقالت نبيع على باب الله بالعربية المكسرة ... بدأت تتكلم معي بكلمات بالغة الكردية كانها طلقات وأنا تبسمرت في مكاني اتابع شفتاها التي تتحرك سريعا وعيناها ووجهها كعبادة الشمس ... في لحظات تفحصتها جيدا بهرتني عيونها العسلية الكبيرة التي تتناسق عفويا مع ثوبها الوردي الذي ترتديه ....
أنا ومن أنا ؟وقد اصاب سهمها قلبي .. ايقضتني من استرسالي الجميل حين اشارت عليّ بيدها مع كلام عن المعروض من الخضار ... او كاكا .. او .. او .. ضحكت على نفسي للموقف الذي انا فيه .. اشرت لها على العنب . والبطاطا . والطماطة . وهي بالمقابل تمسك بالمعيار .. تعني كم تريد من الوزن هذا ... واشرت بيدها وتقول تقليدا على ماتردد مني من كلمات هذا فتقول هزا .. هزا .. موشرة على معيار الوسط بين المعاير في تقديري انه يزن 2كغم وكان المعيار من حصاة دائرية ولفت نظري على صدرها الدائري فكان التشابه كبير بين هذا الصدر المتهدل دون رباط حمال وبين اهتزاز الحصى في داخل الميزان .. فقلت لنفسي انت وين وبيا حال ... وين رحت .. تراجعت عن متابعة النظر على صدرها وعيونها ووجهها هي مجموعة من لوحة الله الجمالية لاتحتاج سوى تنظيم بسيط ونظافة اكثر لتفوز فيها بلقب ملكة جمال العالم وما انا كذلك باسترسالي .. ملات العلاقة وهي تبتسم تسلط على وجهها نور الشمس فزادها جمالا للمعان عيونها العسلية كانها نور من السماء مددت لها يدي الاخرى اناولها النقود كان نصف دينار لونه احمر .. استلمتها وسحبت العلاكة مبتعداً بسرعة تاركاً باقي الحساب ... راكضاً حتى وصولي الى عتبة الدار التي نسكنها .. توقفت لالتقط انفاسي .. بعد استراحة نصف ساعة تقريباً استرجعت الموقف كله كانه شريط سينمائي ويعاد عليّ وجهها الجميل وحركة شفتاها عندما كانت تنطق الكلمات كالرصاص وظل هذا الموقف يلاحقني الى اليوم الثاني كنت أنا وهي في سن المراهقة ولم تكن لدي ادنى تجربة بهذا الاتجاه ...
بقيت احلم بها طوال الليل احلام يقظة فعيني لم تنغلق ابداً وفيما أنا في احلامي هذه ... ايقظتني طرقات على بابنا نهضت بسرعة مستغرباً فلم نكن في انتظار احداً ما ولم نتوقع قدوم اخي لانه خرج مع الصباح الباكر الى المعسكر وزوجته وولدها نائمان في غرفة بعيدة عن باب الدار .. الا غرفتي ملاصقة لباب الدار لهذا فأنا المشرف على غلق الباب وفتحها طوال الوقت ... اسرعت بفتح الباب واذا بها واقفة امامي بشحمها ولحمها ووجها المتألق يحتضن تلك العيون العسلية ولها حاجبيها الكثيفتان حاميات هاتين اللؤلؤتين .. احقا تقف امامي .. في هذه اللحظات لم ابال بشئ سوى النظر اليها بامعان وبامان غير منتبه الى يدها الممدودة الي فيها كمية من النقود المعدنية هو باقي الحساب الذي تركته لدى شراء الخضرة ليوم امس ... لقد ارتبكت في تلك اللحظات ولم ادر ما افعله هل انادي على زوجة اخي النائمة .. هل ادخلها من باب الضيافة ماذا افعل لا اعرف .. انها امامي بشحمها ولحمها وبهائها ...
ضحكت بابتسامة عريضة وتهز بيدها التي فيها النقود المعدنية فتنطلق اصوات القطع المعدنية لتجلب انتباهي الا اني اتخذت قراراً سريعا يرد الي اعتباري الشخصي في ان اوكد على اعجابي بها ... بعد الاطمئنان بعدم وجود من يراقبنا قربت راسي من راسها وقبلتها قبلات سريعة غير منتظمة لفقداني التجربة .. سحبت نفسها الى الخلف وهي تضحك وتقول .. عيبا .. كاكا .. عيبا .. وهي تشير بما يوحي الى الخشبة ان يرانا احد ...سقطت النقود من يدها على الارض فهمت لتناولها وانا كذلك هممت لالتقط النقود فتلاقيا راسينا عن قرب فامسكت براسي ... وقبلتني على جبهتي فقلت لها .. عيبا .. عيبا .. كاكا .. ضحكنا ضحكاً ويبدو الاخرى هي لم يكن لها تجربة في القبل لهذا مسكت راسي لتقبلني عدة مرات وبسرعة ... بعد هذه القبل ذهبت مسرعة وتتلفت الى الوراء مع ضحكات كبيرة واختفت عندما انعطفت الى الشارع الفرعي... رجعت الى غرفتي لاربط الحلم بحلم جديد ليوم امس ... بعد هذه الحادثة لن اتردد الى سوق الخضار سوى مروراً لاختلس النظر عليها من بعيد .. فان لم تجد من يراقب تبادلني الابتسامة او تستغل من يكلمها من النساء يتبضعن منها فتضحك ضحكات بصوت مرتفع وتشير الي بعينها بان هذه الضحكات لك .. طلبت من زوجة اخي التي تعرف اللغة الكردية ان تدعوها الى جلب الخضار الى الدار بديلاً عن ذهابي الى السوق وفعلاً تحقق هذا الحلم وحضرت اليوم الاول .. كان الوقت العاشرة صباحاً وأنا لم انم تلك الليلة انتظاراً لهذا الصباح .. حين حضرت الى الدار فتحت لها الباب وكنا نستر الباب بستارة تبتعد عن الباب متراً واحداً تمكنا من ان نتبادل القبل السريعة غير المنتظمة كما يحصل بالافلام المصرية ليحصلوا على اعلى درجات النشوة ... وهي الاخرى لاتعرف كيف تعالج مشاعرها الجياشة فقبلاتها كانت تنصب على جبيني او راسي وأنا ارميها بقبلات على عيونها وخدودها التي تتورد يوميا مما شجعني على تقبيلها بقبلات على الشفاه لجهلي الاسلوب الامثل للتقبيل .. و كنت من غير المعتادين على متابعة الافلام العربية التي كانت تعرض على شاشات التلفاز كل يوم خميس ويسمى فلم السهرة والذي فيه مشاهد مشابهة للمواقف التي نمر نحن بها ولاعتبارات ادبية ..كنت اخجل جداً من النظر للرقص الشرقي واسمع المشاهدين الكبار يعلقون عليها بكلمات لا افسرها فاغادر المكان لحين انتهاء هذه اللقطات... يقال الحاجة ام الاختراع ... فتكرار حضورها بين يوم واخر اقمنا علاقة بريئة طفولية مما دفعني لتعلم اللغة الكردية بنصف النطق مع الفهم الكامل لمعنى الكلام خلال اسبوعين بعد شهر اصبحت اتكلمها بشكل جيد الا اني لا افصح عن هذا التعلم خبثاً مني لاعلم مايتكلمه الاخرين عني... حماية لنفسي .. كان لقائنا الاخير الذي فوجئت به..كانت عبوسة ضحكتها باهتة ولاول مرة تقبلني بقوة وطلبت مني ان لا انادي على زوجة اخي لتستلم ما احضرته فبقينا وراء الستارة وخلفنا باب الدار اغلقتها واسقطت العلاكة من يدها على الارض وضمتني الى صدرها بقوة وتقبلني من كل مكان في الراس والوجه وبشكل سريع اشعر أنا بدقات قلبها السريعة فهطلت من عيونها دموع اذهلتني جعلتني مشلولاً حين اسمع ترديدها كلمات بالعربية .. كاكا انت تحبني مع اشارة بيدها ان اداعب نهديها فسحبت يدي ووضعتها على نهديها وأنا مفزوع ويدي ترتجف بشدة قلت لها عيبا كاكا ... على انها كلمة سر الضحك معاً .. فلم تبادلني الضحك بل دفعتني وخرجت بعدما رشقتني بقبلة فاتحة فمها كانها تريد ان تاكلني مغادرة مسرعة واغلقت الباب الخشبية خلفها .. ما الحكاية لماذا هذا التصرف غير العادي لماذا لم تسلم الحاجات التي احضرتها حتى انها تركت ثمنها دون ان تستلم شي منه .. لماذا تساولات لم اجد جواب لها وبقيت الوم نفسي لدرجة البكاء كيف لا اتجاوب معها كنت سلبياً في وقت كنت اتمنى ان المس جسدها ونهديها .. كيف لن البي ما تريده هي وشئ فيه من اللياقة الادبية .. واحتضانها لي بشدة ودموعها تنزل كانها دماء كل هذه الاشياء تدل ان هناك حدث شئ لها او لعائلتها .. اختليت في غرفتي الى وقت العصر دون ان اتناول لا طعام ولا شراب .. توجهة الى السوق للاستطلاع ما امكن ان افهم شئ منه .. فلم اجد ضالتي سلمت امري على لقائها ليوم غد كما هي العادة .. واي غداٍ هذا الذي اتى فكان الوداع معها لي الاخير وزاد نوحي لاني لم اودعها كما يجب ولماذا لم اكتشف في وقتها لفعلت كل شئ ما يتخيله المراهق ..فرحت فيما بعد بتصرفي ذلك بعدما علمت انها غادرت قلعة دزة الى قرية قريبة مجاورة من الحدود الايرانية .. لم اتمكن من اكتشاف السبب قد يكون هناك من اكتشف علاقتنا .. فارادوا اهلها ابعادها عني .. شعرت بعدها بغربتي الحقيقية حيث كانت تعيش في تخيلي دائما . احاديثها . قبلاتها . ضحكاتها البريئة . كل شئ فينا يندفع انسانياً وعفوياً .. او هو الذي يصفونه بالحب اذا كان كذلك ينتهي حبنا بهذا التوقيت القصري .. اه بدا نفسي يتضايق ولن اطيق العيش في مكان غادره من احببته .. فعدت الى بغداد محاولاً نسيان الموضوع كله .. كيف انسى من احبتني بهذه العنفوان واحببتها اكثر من يملك الاخر انا ام هي من يعلم الاخر انا ام هي والمفترض انا الذي اعلم بكوني ابن المدينة المضاربة وعاصمة العراق وهي بنت القرية النائية .. لكن الواقع شئ اخر تصرفنا بعفوية انسانية لاتعرف الموقع الجغرافي والحيلة وطرق الجذب والتجاذب انطلقنا سوية في خلق التجربة ولا اخفي تعلمت منها كيف يصنع الحب . والمبادرة ...
بعد العودة الى بغداد
مدينتي التي ولدت فيها واحببتها .. حاولت جهدي في ان انساها ..الا انه كيف يكون ذلك سهلاً .لا ابدا على الاطلاق فكلما صادفت عائلة كردية في الشارع او السيارة ازداد قلبي شوقاً اليها واحببت الكرد من اجلها او كانت السبب لذلك ..
كيف انساها وعلمتني المبادرة والتجربة .. بعد مرور سنة ونصف شاءت الضروف العائلية ان تكون هناك في قلعة دزة فحشوت نفسي كجزء من هذه الظروف .. عدنا الى قلعة دزة وسكنا ذات الدار الذي سكناه ... وطيلة مسافة الطريق الطويل بين سليمانية والقلعة مسافة خمس ساعات بسيارة اللاندلوفر .. هذا الطريق المزعج الغير مبلط وفية مطبات كثيرة الا انه بالنسبة لي كانه موسيقى اتغنى طربا كلما اقتربت المسافة للمدينة .. جل تفكيري انحصر هل ساراها وعاهدت نفسي ان ابذل الجهد لاعادة العلاقة .. لكن قفز في ذهني سؤال كبير ازعجني حاولت سابقاً تجاوزه .. ماذا لو كان المحذور عليها انا او علاقتنا .. بالتاكيد هي الاخرى لديها تقييم لتجربتنا ولها وجهة نظر ... قلت لاترك كل شئ للظروف كان شئ لم يكن فلدينا تجربة علينا استثمارها من جميع الاوجه ... وصلنا المدينة التي تقع على مرتفع يحيطها وادي عميق خاصة من احدى جوانبها لذلك سميت بالقلعة .. وصلنا بعد غروب الشمس فلم ارى حركة قوية رغم ذلك فعيني على الفتيات .. اقول هذه هي .. لا .. هذه .. لا تخيلاً انها تنتضرني .. في اليوم الثاني لوصولنا ذهبت الى الشارع العام الوحيد المبلط في المدينة وفيه تتفرع الدرابين والحارات الصغيرة ..فهو شبه مقسم سوق الخضار. سوق الخبازين. سوق الغذائية .وهو عبارة عن محلين كبيرين فيه كل شئ غذائي وملابس قصدت المرور لمنطقة الخضارة دون ان ادخل فرعه حيث ساكون في وضع لا احسد عليه حين تكون لي مفاجات مجهولة وانا اضع اسوء الاحتمالات وبامكاني النظر من الشارع العام على الفرع لاتبين اي شئ .. دفعني ظلام الليل على التقرب من رأس الفرع الذي فيه يباع الخضار وهم قليلي العدد وما ان وضعت قدمي في الخطوة الاولى في داخل الفرع فوجئت نهوض الباعة من حالة الجلوس على الارض الى الوقوف والتجمع يبحرون النظر في مما دب الرعب في قلبي .. لماذا هذا الموقف وماذا يعني ذلك انا لا اعرفهم .. تظاهرت بعدم الاكتراث واخفاء ارتباكي .. فاسرعت مرتداً الى الشارع العام مسيراً الى المقهى الوحيد في القلعة الذي يرتاده المثقفون والموظفون الكرد او العرب على قلتهم لاحمي نفسي من سوء ما لا اعرف حقيقته...واتخذت كعادتي القديمة الكرويت المعزول المقابل للوادي مستقراً للجلوس عليه . جاءني صاحب المقهى يحيني وهو يتكلم العربية بطلاقة فصحى تعلمها من قرائته للقران الكريم باستمرار . حاملاً بيده استكان الشاي وصحن الدشلمة (قطع صغيرة من السكر) وجلس بجانبي وقال مداعباً ... كيف امور الحبايب قلت اي حبايب .. فهمت للوهلة الاولى يقصد اصدقائي من الكرد اجبته والله كاكا ماشفتهم . قال وين تشوفهم وهي الان بالقبر .. استفزني هذا الحديث جدا بل ارعبني لانه يعني كل شئ مكشوف للعامة قلت من هي في القبر قال الحبيبة التي تحرشت فيك ... راى على وجهي الاحمرار بين الغضب والخوف فاراد ان يطمائنني فاسترسل بكلامه ... لم يكن ذنبك كاكا .. ذنبها هي فاخذت عقابها ... قلت من هي مستنكراً معرفة عما يتحدث وماقصدك قال: ياعيني انت ليش زعلان وعصبي كل شئ راح في وقته ... واستمر محدثا : بعد لاتسمح مثل هاي بنية تضحك وياك وتعمل علاقة معك اجبته : لم يكن لدي اي علاقة مع فتاة كردية لا سابقاً ولم يكن في المستقبل وهذه الفتاة التي تقصدها بائعة الخضار انسانة شريفة وكانت تقصد الدار لتحضر ما لديها من خضار للبيع لا اكثر ولا اقل قال: ادري كاكا .. ادري .. في هذه اللحظات تمنيت لو لم اعد الى المدينة انها كارثة سببها انا قدتها الى الهلاك بسبب هؤلاء البشر او اشباه البشر .. اكلوها لحماً ورموها عظماً وقتلوها جرما : اه اي ماساة هذه يحملونها كل الاسباب ويدينونا ولم يحملوني اي شئ بل يواسوني لانها ازعجتني ولوثت سمعتي قلت له: كيف عرفت انها المسوؤلة ولها علاقة بي .. اسرت لصديقتها انها كانت تقبلك حينما تحضر عندكم قاطعته قائلا لا صحة لذلك ابدا وهذه الفتاة تحضر خضارها للدار وتقبض الثمن وتذهب وهذا يتم مع عائلتي اما اخبارها لصديقتها قد يكون من باب التفاخر ولاغراتها ليس الا وهذه تحدث بين الفتيات تحلم وتتمنى وانتم تقتلون على الحلم .. سالته هل قتلوها اهلها قال: نعم بعد رحيلك .. من اجل خبر قد يكون كاذباً او صحيحاً لماذا تتحمل هي وحدها هذا الذي سميتموه جرماً لتستحق القتل عليه .. : قال والله كاكا انا واهلها وسكان القرية يعرفونك انسان غريب ومؤدب وابن عائلة واخيك ضابط عسكري معروف يحترمه الجميع ...
بعد هذا الكلام نهض من جلسته لتلبية طلبات الزبائن .. دب الخوف في قلبي بالرغم اني لا اصدق تفاصيل روايته وهو كذلك لم يصدق اجاباتي الا انها الحقيقة قد اكتشفت والادانة دون تمحيص تقع عليها اجتماعيا لان المراة مدانة باي شكل كان والذكر الرجل لا غبار عليه وهذه قمة ماساة عالم التخلف واي تخلف ... فهل هذه الكلمات كانت رسالة لي واضحة وانذار بعدم خوض تجربة اخرى كمثل هذه المغامرة من جديد .. اذن قد ابعدوني من العقاب الا ان القادم لا افلت منه ولاعتبارات كثيرة ... رجعت الى الدار مهموما بين تصديق وتكذيب الرواية واقلبها من كل الوجوه واتذكر كيف كانت حين الوداع المفاجئ مرعوبة .. اه ايتها العزيزة الغالية تحملت عقاب الاثنين اي عدالة هذه الارض ام السماء .. من قتلها ياترى اهلها اقربائها انها جريمة اخرى لماذا تركوني لحالي هولاء الاوغاد ..انها جريمة اخرى تتحمليها كل شئ العار والشفار وأنا المسكين المعتدى عليه ..يارب العالمين ما هذا الظلم : اه ايتها الجميلة.. ياشمسي.. ياقمري .. اهكذا يقتل الحب والانسان معاً .. وما أنا في مصابي وألمي شارد الذهن جالس على عتبت الدار مقابل الوادي احاول ان استرد الذكريات عنها .. سمعت صوت اين هذا ابو المصايب والله لاكسر راسه بعد ما كبر تطلع منة كل هاي السوالف .. نهضت داخل الى الدار قلت : راس من تكسره قال : راسك الخاوي من العقل كنت السبب بقتل الفتاة العام الماضي : قلت من قال لك هذا قال : جائني المختار وابلغني وحذرني من انك ان عاودت الاتصال باي فتاة كردية اخرى سيكون خطراً عليك وعلينا : قلت هل صدقت ذلك الكلام قال : لا اعرف صدك جذب المهم خليك بعيد لو ترجع لبغداد ما عايزين مشاكل ... قلت : زوجتك شاهدة لم افعل لا أنا ولا هي اي شئ زوجتك تتسلم منها الخضار وتدفع الثمن لها لا اكثر من ذلك وتذهب وأنا امكث في الدار لم اغادره الا بعد الظهر فتدخلت الزوجة مؤيدة كلامي حيث إنها تكون نائمة عندما تحضر قمري ولم اوقضها الا بعد الحديث السريع والقبل الاسرع ... اسمها قمري فهو اسم على مسمى يتفق وشكلها ... اضفت قائلاً له : يا اخي هل انت ضد الحب اذا انت كذلك فكيف احببت زوجتك هذه فضحكا الاثنين معاً وقال : يا اخي الصغير انت ماتعرف البارتي جماعة البرزاني يحاولون تشويه سمعتنا فانت انتبه ساتصل بقيادة البارت والشيوعيين حين يحضرون لاحتفال يقوم به المعسكر لاكذب الخبر واقضي على هذه الدعاية المغرضة ضد العرب التقدميين وبعد يومين لم اجرأ على السوال عن ما حدث في احتفالية المعسكر بل هو الذي حدثني قائلاً : اعتذر البارت والشيوعيين عن تصرف صاحب المقهى معك كذلك عن حديث المختار معي وذكروا لي ان اهلها غلب عليهم الشك لامرها لحضورها اليومي لدارنا فابعدوها عن المنطقة لا اكثر ولا اقل فقط يستوجب منك الحذر مستقبلا فنحن هنا غرباء مرصودة كل حركة فينا قلت له الحمد لله انها لم تمت وهذا المهم والاهم الحب لا يعرف غريب .؟ بعيد . عربي . كردي ... قال : يعني هاي مو دعاية : قلت له كنا في البداية قال : ومن يفهم هذا في عالم معزول جبلي متخلف ...بعد لا تتفلسف براسي اغلق الموضوع احنة بيا حال وانت بيا حال ماعاملين شئ والزعيم نفاني الى هنا بين فترة واخرى ينقل الينا ضابط عربي من بغداد والجنوب ناصرية . وعمارة .
(( اعياد نوروز ... والدبكات العربية الجميلة))
اعياد نوروز هو عيد الربيع لدى الكرد والشعب العراقي يتم الاحتفال به عبر خروج العوائل من القرى والمدن الى اجواء الفضاء الجميل في جبال ومرتفعات وهضاب كردستان ليرقصون الدبكات الكردية مجاميع وافراد فينطلقون متحررين من النكد والهم المعيشي اليومي وما يزيد هذه الاحتفالات جمالاً هو الزي الكردي للنساء اذ يشكل لوحة مكملة حيث الالوان المختلفة وما يحدث في الشمال يحدث كذلك في بغداد فتخرج العوائل عربية كردية الى المساحات الخضراء او الى المناطق الاثرية لاقامة هذه المباهج ... خرجت وحيداً .. مكتئبا .. لا اعلم اي اتجاه اسير قادتني قدمي الى منحدر كثيف الاشجار فيه طريق تدفع الاغصان لتمر فيه وما أنا كذلك تصلني اصوات نساء واطفال كلما اقتربت يزداد الصوت وضوحا قلت لنفسي هذه احدى التجمعات الاحتفالية وخلال دفعي لاغصان الاشجار المتدلية من الاعلى شاهدت منظر مجموعة من النساء واطفال عرايا كما خلقني ربي يغتسلون من ماء عين جارية عدت ادراجي مرتعباً والعودة صعبة لارتفاعاتها وتذكرت ما نهاني عنه اخي ووعيده قلت في نفسي ما هذا المأزق اصعد بصعوبة .. من اين جاءت هذه الورطة احاول كل جهدي للابتعاد عن هذا المكان افقي وعامودي لكي يكون خروجي الى الاعلى بعيداً عن خط سيري الاول المتجه الى الحمام النسائي وفعلاً حين اعتليت اعلى التل شاهدت نساء يسلكون طريقي الاول ولم اشاهد احد من الرجال او الاولاد اتجهة بسرعة في اتجاه معاكس نازلاً التلة من الجهة الاخرى ومنها الصعود الى حافات الجبل فجلست للراحة بعد ان تخدش جسدي من جراء الاغصان الخشبية كذلك ملابسي متربة من الوحل حيث كان الماء في كل مكان ... عدت ادراجي الى الدار وأنا مهموم ومتكدر المزاج انزويت في غرفتي وحيداً لاريح جسدي من التعب والهم وما انا كذلك طرقت الباب عليّ زوجت اخي تناديني اخرج اخرج لك عندي خبر فتحت الباب رايتها تضحك بوجهي وتقول : تعرف قمري زوجوها اهلها قبل سنة لفلاح باحدى القرى القريبة قلت: وما ادراك قالت : اخوك استفسر عنها قلت : يالله يبشرج الله بالخير اندفعت اليها لاقبلها من راسها لهذا الخبر السار هممت لتبديل ملابسي .. قالت زوجت اخي : اين تذهب يمعود لا تعمل مشاكل بعدين هي بقرية قريبة على الحدود الايرانية والذهاب الى هناك ستلسق الجريمة عليك مضاعفة قديماً والان وهذا شئ معيب فهي متزوجة الان اجبتها : عفية اريدك بهذا العقل اتفكر روح الله وياك ..
خرجت مبتهج .. مرتاح السريرة .. أملي ان تقر عيني برؤية قمري ولو من مسافة بعيدة مجرد اطمئنان عليها انها في فرح وابتهاج كالاخرين فتجهت صوب القرى الواقعة باتجاه الحدود الايرانية وبعد سير ربع ساعة تجمعات هنا وهناك على التلال يرقصون ويتمايلون باجسامهم رجال ونساء ويشكلون بملابسهم وجمال الطبيعة الخضراء ولون الورد المشكل ابيض . احمر . اصفر . بنفسجي . كل الارض ورود صغيرة منتشرة ارى هذه اللوحة الجميلة من بعد بقيت محتاراً بين الاستمرار قدماً الى الامام باتجاه القرى ام اتوقف لمشاهدة هذه المجاميع المتباعدة الواحدة عن الاخرى مسافة نصف ساعة سيراً واقل رفعت راسي الى السماء قلت ياربي ارشدني ان ارى حبيبتي اين تكون وباي اتجاه اسير ما طلبت منك شئ سابقاً اليوم فقط اجلب لي الحظ ساصلي لك كل يوم اخترعت عمل خيرة قطعت وردة حمراء ثم البيضاء ثم الصفراء وحدت ان الوردة الحمراء دليلي فاغمضت عيني ورميت الثلاث وردات الى الاعلى لارى في اي اتجاه تسقط الوردة الحمراء هكذا فعلت فسقطت الوردة الحمراء الى اليمين يعني عليّ سلوك السير باتجاه التجمعات على يمين الطريق وهذا ماحصل فتقربت من احدى هذه التجمعات وجلست على ساق شجرة بعيدة وانظر واتبحر النظر كيف لي ان افرز قمري كلهم متشابهون في اللون الوجه الابيض والاحمر والملابس الموردة وبدات الشمس تعكس اشعتها لتظهر العيون ولمعانها بكل الوانها الزرق والصفراء والسواء حتى سلات الطعام ملونة وضعوها بشكل مبعثر مع بسط ملونة للجلوس عليها او المنام الى كان لابد من المبيت في العراء .. بعد ساعة من التامل شعرت بالجوع فاخرجت كيك وضعتها لي زوجت اخي مع بعض الفاكهة . قلت بعد هذه الوجبة ساتجه الى مكان اخر قد افلح بها وما أنا منهمك في طعامي البسيط من باب اللهو وسد الفراغ والاسى شعرت بالعطش الشديد فكيف السبيل فقتربت اكثر الى احدى التجمعات الصغيرة لاسد حاجتي من الماء خاصة شاهدت سماور وبجانبه اواني مياه تناولت دون الاستأذان من احد لانهم مشغولين بالرقص في كل المناسبات الاكل والماء والميانة مباحة انسانياً وحباً بعد ارتشاقي للجرعة الاولى اتضح امامي حين استدرت حركة الدبكة النصف دائرية ان يكون الاوجه امامي واذا بقمري مع الراقصين وهي ابهى جمالا من اخمس قدمها الى اخر شعرة من راسها ... حين شاهدتني ركضت باتجاهي ملوحة بيدها لزوجها ان يتبعها فكانت امامي بشحمها ولحمها قمري الحبيبة عند بعدها تعمق جراح حبها فيّ ..
تماسكت نفسي من اي رد فعل عاطفي في ظل هذه الاجواء لكنني اتمزق من الداخل امنيتي ان اضمها بالاحضان لكن كما قلت اين تعهداتك للاخرين اين تقديرك للموقف وقفت دون حراك هي الاخرى يبدو لها نفس الموقف او قريب منه اذ القت التحية بطريقة متطورة مدت يدها للمصافحة مع ضحكتها المتميزة ثم قدمت لي زوجها الفلاح تقليداً لها مد يده للمصافحة ويضحك ويقول: كاكا شلونك زين قالها بالعربية المكسرة بعد تبادل هذه التحيات سحبوني من يدي للمشاركة بالرقص فلبيت بفرح غامر ولم يكن في بالي اي اعتبار للتهديد والتحذير الذي قيل لي ان التزم الحذر قلت في نفسي (طز)شيصير خلي يصير يعني الحياة كم مرة يعيشها الانسان ...هم فرقونا والطبيعة جمعتنا ... بعد التعب من الرقص والفرح تناولنا الطعام بشكل جماعي حاولت الجلوس بجانبي الا اني قصدت الجهة المقابلة لها للتمتع بجمالها عن بعد الا انها اصرت بالتقرب خلال فترة تناول الطعام ... مرة بحجت تقديم (الماستاه) اللبن ومرة ( النان ) الخبز واخرى الماء وكل مرة تقول لي تذكيراً كاكا ماكو عيب وتضحك والذي يسمعها لايعلم ماتعنيه هذه الالغاز المحببة لدينا وهي كلمة سر العلاقة بيننا مع علمها اني افهم اللغة الكردية الا نزولاً لرغبتي لم تكشف ذلك ... بعد الانتهاء من تناول الشاي المعمول بالسماور دعاني زوجها بالرحيل معهم الى قريتهم بالايحاء منها تمتعت بالبداية بعدها تتدخلت قالت : عيب كاكا ... بعد هذه الكلمات السرية ارفض .. لا الف لا علمت انها تعلمت العربية من قراءة القران بشكل مستمر ليخفف عنها عذاب الحب والفراق ... قلت الحمد لله الذي اصبح لها دليل يعلمها كما علمتني السياسة ومبادئها كل شئ رغم صغر سني واخيراً رضخت لارادتهم بقناعة وفرح .. يبدو انها اعلمت اهل القرية بالعودة فلم يرغب اغلبهم بذلك بل قرروا المبيت بالمكان لمواصلة الاحتفالية اضافة ان القرية بعيدة كان يستوجب التحرك مبكراً وهذا يعني افساد الاحتفالية ... هي حسبتها وخططت لذلك ... بدءنا المسير على الاقدام نحن وبعض العوائل المسنة التي لارغبة لديها بالمبيت في الفضاء بدءنا السير عائلة بعد عائلة وكان ترتيب السير اخر عائلة فكل عائلة تصل بيتها او مفترق الطريق اليه يقل عدد السائرين ولم يبقى من السائرين غيرنا اذ كان دار سكناهم متطرف فوق التل ... اثناء المسير احاول جعل مكاني بجانب زوجها تعاود وتجعلني وسط بينهما فتحتك اكتافها ويدها بي وتتكلم معي بلغة الطرشان بكلمات واشارات كنا نتداولها سابقاً ... نسيت عزمي على العودة قبل حلول الظلام وصلنا الى دارهم ليلاً وهو وسط اربع دور من القرية تباعدت فاستقبلونا اهالي البيوت بترحاب شديد لايوصف وبتقدير عال لكوني زائر غريب من بغداد التي يسمعون عنها ولم يروها بحياتهم التي مرت ولا المتبقية منها .. هذا الزائر بقريتهم وجوب اضهار كل مالديهم من علامات رداً على احترامي وقبولي زيارة قريتهم رغم ضعف حالهم الاقتصادي الا انهم قاموا بالواجب لقد تم تهيئة المكان المناسب للمبيت عندهم ... ومكان الجلوس لاهل دور القرية فتعبت من السهر معهم من كثر الحديث عن الاصلاح الزراعي بدا ينفذ ويتم توزيع اراضي حكومية واراضي زائدة عن الحد القانوني للملاكين الاغوات للفلاحين مدعومين من الملا مصطفى البرزاني واغلب الاغوات هربوا الى مابعد الحدود الايرانية لموقفهم المعادي لثورة 14 تموز ومن هناك يشنون هجمات مسلحة على الفلاحين الفقراء الذين اصبحوا بين حانة ومانة خاصة القرى الحدودية فلم يجدوا الفلاحين من ينصرهم ... سوى بعض الفرق الجوالة التي شكلها الشيوعيين تساندهم وتزيد من معنويانهم لكونهم فرق مسلحة لكن هذا لايداوي الجرح ... لان الشيوعيين انفسهم يتعرضون للاغتيالات او لتهديدها الا ان الموقف تغير حين قاموا الاغوات بوسيلة التحايل على الفلاحين الذين استلموا الاراضي من الاصلاح الزراعي والتي كانت عائدة للملاكين تظاهر الاغوات والملاكين بالقبول بالامر الواقع والموافقة على المصالحة بينهم وفلاحي القرى فتمت احتفالية بهذه المناسبة باقامة دعوة عشاء في اكبر القرى تجمع العوائل الفلاحية وهولاء الملاكين وبعد انتهاء تناول الطعام هجمت مجموعة مسلحة بالتعاون مع الملاكين الحاضرين وطوقوا القرية واجبروا الحاضرين الانبطاح على الارض رجال ونساء وبدءوا الضرب عليهم بعد ان شدوا ايديهم وارجلهم واعتدوا على نسائهم جنسياً وعلنا بعد هذه الحادثة تتدخل الجيش وغزا المراكز الحدودية يلاحق الاغوات ويقصف مقراتهم بالمدفعية والطائرات بعد ذلك استتب الامر للفلاحين وعاد بعض الملاكين الى العراق بعد تقديم تعهدات بعدم القيام باي نشاط معادي واخرين لم يعودا فقط توقف نشاطهم ضد الفلاحين كل ذلك كان يجري بدعم من البرزاني الذي زار المنطقة عدة مرات ..
رميت جسدي المتعب على الفراش الذي اعدته بشكل جيد اغمضت عيني وانا ارى وجه الزوج يبتسم لي ويخرج من الغرفة الوحيدة لديهم لينام مع زوجته قمري في فناء الدار الصغير المنشا من الطين والحجر.. خلال نومي العميق احسست من يدلك لي صدري بحنية شعرت بها ولما رأت عيني بوضع الصحو اشرعت في تقبيلي بشكل غير طبيعي عن الذي كنا نمارسه بل مارست القبلة معي كمجربة تنتعش من الرحيق الروحي الجسدي وانا استوعب حرارة كل هيجانها فلم تكتفي بذلك بل بدات تقبل جسدي وتشم رائحته مسكتها من راسها ودفعتها دفعاً عن جسدي بعد ماتاكد لي انها قد ارتوت منه الا انها عاودت المحاولة ثلاث مرات خلال الليل الذي لم انم فيه مدافعاً عني وعنها من انفسنا الا انها كانت اكثر اصراراً للتقرب من المناطق الحساسة وابعدها بعدما ترتوي ما تشاء تبدا بتدليك اطرافي السفلى وعند شد التوتر النفسي والجسدي في نهضت وصرخت اخرجي وهي ترد .. ماكوعيب .. ماكو عيب .. شعرت بانها في حالة مستعدة ان تفعل ماتريد حتى لوكان الامر يصبح فضيحة .. احتضنتها بقوة مقبل شفتاها لاعباً بصدرها كما ارادة سابقا وتمنت لاهدا من اندفاعها ثم دفعتها الى خارج الغرفة صارخا بصوت عال .. كاكا .. او .. او .. (ماء) للشرب الزوج الفلاح ليناولني كاس من فخار فيه ماء تظاهرت وكانها استيقظت لتوها فطلب منها ان تعمل لي شاي ودخلنا الغرفة .. فاحضرت الشاي وشغل هو الفانوس الوحيد لديهم واعتذر عن شرب الشاي معنا لانه يجعله مستيقضا فرجع لفراشه في باحة الدار ... تالمت لاني اريد ابعد الاشياء ان تحصل لكنها تاتي كما تريد هي .. عند نهوضه وخروجه من الغرفة نظرت لي ضاحكة لانها انتضرت في موقفها وقالت : هكذا مهما حاولت الابتعاد فالقدر غلب الحذر اين المفر ..قلت :هكذا بدات تتفلسفين قالت : الحب وعذابه والظلم والاظطهاد .. قلت لماذا تزوجت هذا الرجل الفلاح قالت :الم تعرف السبب .. انت السبب ..نعم حين كنت احضر لداركم فتبعتني شقيقتي وكانت لبابكم شقوق امد يدي عليك واقبلك في ذلك اليوم قرروا ان يزوجوني باسرع وقت وابعادي عنك وهذا الرجل اكبر مني بعشر سنين ليستروا علي .. رغم ذلك تحديتهم وجأ ت اليك في اليوم التالي للوداع الا تذكر ذلك وسترسلت بحديثها لا احملك المسوؤلية لاني مازلت احبك وهذا من حقي لان ماجرى غصبن عني وخارج ارادتي وتاكد لي الان انت ايضا لاتزال تحبني رغم محاولاتك ردعي عن ممارسة الجنس معك الا اني لن أ توقف و لاتاراجع عنه .. قلت :لماذا قالت :لانهم سلبوني حقي في الحب والحياة فلابد من ان استعيد جزء من حقي او حقنا ماذا تقول انت ... لم يكن لدي جواب كانت محقة في تفكيرها الا ان الظرف ليس في صالحها من جميع الوجوه وانا غير قادر ان اعمل شئ لاقبل الزواج ولا بعده ... اه ياربي ماهذه الماساة التي انا فيها .. اهو قدري وقدرها .. طرحت جسدي على الفراش بعدما تناولت الشاي معها لاني اتعب بتعب وهم كبير لعدم وجود لدي الجواب الشافي لاسالتها ولما كلن الامر هكذا فلا حل لدي غير بطريقتين اما البي ماتطلب لتشبع رغبتها بالحب لتنجب طفلا مني يواسيها بعد الفراق او اهربها معي وهذا مستحيل وصعب التحقق وكلا الطريقتين في العرف الاجتماعي غير شرعي ومدان الا انه في حكم الواقع الانساني وجزء من الشرعية فيه .. حلال . ثم حلال .. ثم تزويجها دون الرغبة والموافقة منها أيكون شرعيا .. اذن لابد من قرار ضد التعسف والاضطهاد للحب والمراة .. ان زوجها غير قادر على الانجاب ... راودتني الكثير من الافكار وتداعيات الموقف لمثل هذه الاعمال والممارسات وتمر امامي مثل الشريط السينمائي ماساة النتأج والقتل المحتمل ... انتبهت انها مسترسلة في مسح جسدي بعد ان اطفاة الفانوس ...رباه اهدني الى حل حينها تذكرت كان صديق لي في بغداد حدثني عن مغامراته مع احدى صديقاته قال : اشغلتها بالمداعبة حتى غاب وعيها .. وجعلت من يدي ريشة عود يداعب اوتار جسمها كله من الراس حتى القدمين لحين بزوغ ضياء الصباح واتضح انها يقظة وتظاهرت بالاغماء مسترخية وهي اشد حرارة لممارسة الحب معي الا اني بديل ذلك امطرتها بقبل طويلة من فمها فنامت على ذراعي على امل ان ان يحقق مرادها حين ذلك هربت من دارها ... جهزت نفسي للخروج بسرعة من الغرفة لارتحل دون علم منها قبل كل ذلك تفحصت وجه الحبيبة الملك الطفولي النائمة فقبلتها قبلة خفيفة على وجنتيها لكي لاتصحو من النوم فخرجت مجتاحا باحة الدار متجها صوب باب الخروج دون الانتباه على مكان الزوج النائم وما ان همم ت بفتح باب التنك فاجأني صوت زوجها اين ذاهب كاكا ... وبيده صينية فيها افطار اعدها الفلاحين المجاورين لهم اكراما لضيف القرية ولم يسعفني غير جواب اني ذاهب الى قضاء الخلوة فقال ضاحكاً : كاكا الخلوة داخل البيت فاستردت متراجعاً الى الخلف لاذهب حيث اشار الي مكان وجود الخلوة إذا بي اشاهدها واقفة بباب الغرفة منفوشة الشعر كالصقر تريد ان تهجم علي فريستها التي هي أنا ترمضني بنظرة عتب شديدة قائلة : كاكا مو عيب تهرب من الدار دون سلام او وداع : طبعاً كان تقصد كيف تركتها دون م اعمل شئ قلت :كان هدفي أن اخرج دون أن ازعجكم قالت وهي تقترض شفتاها باسنانها لن تخرج من الدار الابعد ان تؤدي الواجب فهمت كاكا ...بعد ان تم عمل الشاي جلسنا الثلاثة نتناول الفطور والزوج يتحدث أن البيض من دار فلان والزبدة من دار فلان والحليب من دار فلان والخبز من دار فلان والشاي من دارنا قلت : بارك الله فيكم ما قصرتوا اشكركم واشكرهم بدلا ً عني تدخلت هي وقالت : الضيف عند العرب يبقى ثلاث ايام وليس نصف يوم وهي تحملق بي واسترسلت بالكلام قائلة : يجب ان تبقى ثلاث ايام حتى نشبع منك وتشبع منافي هذا الجو الجميل ..تقول هذا وعينها غمازة يعني انت تعرف ما اعنيه .. ضحكت مؤيداً كلامها معتذراً أن اهلي لايعلمون اين أنا الان فسوف يسالون عني في كل مكان قد يصلون هنا وساكون سبب في خلق مشكلة لكم : قالت : صحيح كاكا وهي تدرك ما اعني استطردت لنزوجك من عندنا وتبقى معنا هنا فالفلاحين يحتاجون الى كاتب ومرشد لاعمالهم الجديدة : وافقت ظاهرياً على المقترح حتى انسحابي دون كدر لاحد منهم وخاصة الحبيبة قمري التي قرأت الشك على وجهها وهي تتمنى ان يتحقق ذلك لاكون بقربها وحين هممت للرحيل للوقوف من اجل الرحيل رفض الزوج ذلك وطلب مني الانتظار نصف ساعة فخرج من الدار متجهاً لدار مجاور لهم يبعد سيراً هبوطاً وصعوداً اكثر من ساعة وما ان خرج اغلقت الباب بعتلة خشبية وهجمت عليّ تقبلني وتبكي لماذا تتركني مع هذا الحمار : قلت ساعود عن قريب لاتزوج من عندكم قالت : قلت لها : انهضي دون بكاء ارحميني قالت :سانتحر ان لم تعود او اقتل هذا الرجل واتخلص منه انه عاقر جنسياً لم يمارس واجبه خلال السنة عدا عدة مرات وتاشر باصابع يدها وأنا اريد طفلاً يواسيني وتستمر بالبكاء ... الله يلعن اليوم الذي تعرفت عليها ... الله يلعن اهلها وعاداتهم القبيحة والنظام الاجتماعي القذر .. الذي لايرحم المرأة امام هذه الاشكال رفعتها رفعتها برفق لكي تقف وسرت معها الى داخل الغرفة وسالتها هل توافقين الزواج مني قالت : نعم ياقاضي إذاً فليبارك الله زواجنا لساعة واحدة قد يحدث ما تتمنين ومارست ما امكن من الحب الجنسي معها فاشبعتها واشبعتني غير مبالين اذا حضر الزوج ام لم يحضر فزواجه غير شرعي بنظري ... وما مارسناه هو الشرع بعينه على اثر طرقات الباب ونداء صوت زوجها ا لعالي خرجنا سوية من الغرفة وفتحت هي الباب لزوجها ومعه شخص اخر ماسك بحمار ... طلبت مني بحنان ان اتذكرها واواصلها اشرت لها براسي موافقاً هذه اللحظات بدت كانها عروسة فعلاً تغير شكلها وتعابيرها فينتقل بين الشمسي والقمري ... انها تسمية مناسبة فاز من سماها قمري ... ساعدني زوجها على ركوب الدابة التي يقودها الدليل فودعتهم وارى دموع الفرح في عينها وقلبي يتكسر وزوجها مكشر ضاحكاً يلوح بيده تحية الوداع وهكذا سرنا لمسافة ساعة هجرت الدابة والدليل ومضيت سيراً على القدم بين اشجار متعددة المنافع سرحان كعريس يوم زفافه وما انا في احلامي هذه وصلت الى قلعة دزة وبعدها بعدة ايام غادرت الى بغداد ومنذ ذلك اليوم لا اعلم عنها اي شئ وما حدث لها .. التقيت بالصدفة باحد اهالي القلعة بعد عشرة سنين وهو ابن المختارسالته عنها قال: تسال عن الحبيب صار زبيب تزوجت وانجبت و الان تعيش بالقلعة بعد وفات زوجها فتزوجت باخر عامل خباز ... اّه ايها الحبيبة التي كانت تناديني بحبها وعشقها وجسدها .
انتهـــ ــكتبت ــ سنة 1975 ـــــــــــــــــــــــــى



#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية
- بلاغ/ صادر عن الحزب الشيوعي العراقي /هيئة القيادة المركزية
- بيان صادر عن الحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية
- الكرد الفيلية ..ادوار نضالية مميزة
- سقطت الكثير من الدكتاتوريات واهتزت عروش
- رجالنا خانعين للاحتلال ووحوش ضد نسائهم
- خاطرة الحب المقدس
- علاوي ابو البلاوي
- الحوار المتمدن .... لليسار أم اليمين
- الى متى يستمر الضحك على الذقون
- قائمة اتحاد الشعب..والفكر الأستسلامي الأنهزامي
- الدعاة المتاجرين بعواطف الجماهير في المناسبات الدينية يثيرون ...
- مفارقات بمناسبة انتهاء فترة السجن للوطني الصحفي الزيدي
- ستستمر دماء شعبنا بالنزف عندما تكون وسيلة لتحقيق غاية بعيدة ...
- ثورة 14 تموز المغدورة
- الجيش العراقي الباسل وجيش محمود العاكول
- الاحتلال -المقاومة والمقاومون والحرب الشعبية -------3
- في ضل الدمار والدماء والجوع ترتفع رايات العمال في الواحد من ...
- الاحتلال الفكر والتنفيذ - - - 2
- الاحتلال( الأصل والملحق ) 1


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رديف شاكر الداغستاني - بائعة في سوق الخضار