أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الادارة اللاعلمية ادارة ضعيفة وجبانة وخاسرة














المزيد.....

الادارة اللاعلمية ادارة ضعيفة وجبانة وخاسرة


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 09:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعتبر فريدريك تايلور 1856-1917 أبو الإدارة العلمية حيث تتلخص أهداف الإدارة حسب ما يؤمن به تايلور في تحقيق أكبر قدر من الربحية لصاحب العمل والعامل على شكل أجور كبيرة وأن مصلحة صاحب العمل والعامل متطابقتان وأن الحافز المادي هو أقوى العوامل لتحفيز الإنسان ودفعه للعمل وان هناك علاقة عضوية بين عامل الخوف من الجوع : أي دافع للعمل ودافع للربحية . فإذا أرتبط العمل بالجزاء "المزيد من العمل يعني المزيد من الربحية" كان ذلك دافعاً للإنسان للمزيد من البذل والعطاء .
عكف تايلور على تحليل المشكلات الثلاث التالية:
- المفهوم الخاطئ أن زيادة الإنتاج تعني البطالة .
- عدم وجود قوانين تحكم أداء العملية الصناعية والاعتماد على الأساليب العفوية .
- الإدارة الضعيفة .
وقد أطلق تايلور بعد سلسلة من الدراسات مصطلح الإدارة العلمية والتي تتعلق بأوضاع العمل والعامل لاكتشاف أمثل الوسائل لإنجاز العملية الصناعية وأمثل الوسائل لضبط وترقية أداء العامل . وكان هدف تايلور الرئيسي هو زيادة الإنتاجية على مستوى الورشة أو المصنع وهنا تختلف منهجية تايلور عن ماكس فيبر مؤسس البيروقراطية في أن وحدة تايلور للتحليل هي العامل والعملية الصناعية وليست المجتمع بأكمله. حيث كان تايلور ينظر لإنسان الورشة بمنظار يختلف عن الإنسان في المنظمة أو الإنسان في المجتمع فالإنسان في المجتمع تغلب علية الصفة الاجتماعية كما أن الإنسان في المنظمة تغلب علية الصفة التنظيمية أما الإنسان في الورشة فهو يتعامل مع الورشة بصفاته الآلية فنموذج الإنسان في الورشة هو نموذج الإنسان الآلي فلا يتوقع منه إلا سلوكاً آلياً يتناسب مع معطيات البيئة الإنتاجية .
ولذلك يؤمن تايلور بأن هناك أسلوباً واحداً أمثل لأداء أية عملية صناعية وانصرف اهتمامه إلى محاولة تحقيق كفاءة أداء العنصر البشري والإمكانات المادية المستخدمة في الإنتاج وترتيب أدوات الإنتاج ترتيباً منطقياً عن طريق دراسة الوقت والحركة . فقد كان يرى أن مشكلة الأداء تتلخص في أن الرؤساء والمشرفين لا يعرفون بصفة قاطعة معدل إنتاج مرؤوسيهم كما أن العامل لا يعرف المطلوب أداؤه من حيث الكم والكيف ولحسم هاتين المشكلتين أكد تايلور على إتباع الأسلوب العلمي التالي :
- التحديد الدقيق لكل عنصر في عمل الأفراد ويعني ذلك دراسة طرق العمل على أساس علمي لكل وظيفة عن طريق تحليل خطوات العمل واستبعاد غير الضروري منها وتحديد الحركات الضرورية لأداء العمل والوقت المحدد لها .
- استخدام الطرق العلمية في اختبار العمال وتدريبهم ووضعهم في المكان المناسب حتى يؤدي كل عامل عمله بأعلى قدر ممكن من الكفاءة .
- استخدام الحوافز المادية لحث العاملين لإنجاز الأعمال والقضاء على الإسراف وتخفيض الإنتاجية .
- الإشراف الدقيق على العاملين .
وهكذا راجت نظرية الإدارة العلمية وبدأ التسابق على الأخذ بأصولها وخاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا . بيد أن تايلور واجه معارضة شديدة من قبل نقابات العمال التي رأت أن أسلوبه ونهجه الإداري جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان علية أن ينتظم في خط الإنتاج تماماً كالآلة تُحسب عليه حركاته ويعمل وفقاً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السام والملل وتقتل المبادرة والابتكار والطموح .
وبالرغم من هذه الانتقادات وغيرها التي عابت على تايلور أنه بدأ دراساته بافتراضات خاطئة عن الإنسان فالإنسان ليس كله رشداً وعقلانية وإنما هو مزيج من الرشد والعقلانية والأحاسيس والمشاعر والإنسان أيضاً يسعى أحياناً لتحقيق المنفعة القصوى ويتصرف أحياناً كالآلة ولكن الآلية ليست كل صفاته . فقد أخفق تايلور حينما تناول جانباً واحداً من الإنسان هو الجانب الآلي وسلط عليه الأضواء . لذلك جاءت نظريته مبتورة.
وعلى ذلك يمكننا القول بان الأسلوب الوحيد الأمثل الذي صممه تايلور هو وليد حاجة المصانع إلى مثل هذا التنظيم الذي يهتم بالإنتاجية والكفاية والإتقان وكذلك نسجه تايلور بما يتناسب مع فكر المجتمع المادي عندما جعل الحافز المادي هو أقوى الحوافز على الإطلاق لدفع الإنسان على العمل وذلك وفقاً للنظرية الاقتصادية بأن الإنسان يسعى لتحقيق المنفعة القصوى . وفي سبيل تحقيق المنفعة القصوى ينسى إنسانيته ومشاعره وأحاسيسه وعواطفه لأن هذه المشاعر ليست واردة في نظام السوق الذي يقوم على حسابات مادية دقيقة .



#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادئ فايول العامة لتطوير العمل الاداري؟
- البعد السلوكي في الفكر الادري (هرم ماسلو للحاجات)
- هيكل تنظيمي جديد لمديريات الاتصالات يستبعد منه ارفع تأهيل اد ...
- الادارة الموقفية اللحظية ؟؟؟
- لماذا الفزع من الادارة ؟ - اتصالات طرطوس نموذجا_
- الرؤية التطويرية للسيد الرئيس خلقت المعهد الوطني للادارة وال ...
- معايير التدريب الناجح للعاملين في الادارات العامة
- كيف يمكن ان نحل المشكلات الادارية دون ابطاء ؟؟؟؟؟
- انواع التدريب للعاملين في الدولة
- الواقع معاند ويمكن تحقيق الاصلاح عام 2050
- تدريب العاملين على اسس الاارة الحديثة
- نتائج استخدام المعلوماتية في الادارة هل نسهل حياة الناس ؟
- العالم مهدد بالعطش واكثر المهددين هم العرب 22
- ادارة الطلب على المياه لان العالم مهدد بالعطش
- بعض اساليب التدريب الخاصة بالموارد البشرية
- العالم المعاصر بحاجة الى فلسفة جديدة لادارة الوقت وتنفيذ الم ...
- ادارة المواردالبشرية اهم من الرساميل لدولنا وشعوبنا
- عقود البناء والتشغيل والتحويل كشكل من اشكال الشراكة بين العا ...
- جذب الاستثمارات ليس اعفاءات بل مجموعة مؤشرات تطبق على المشرو ...
- الادارة العامة السورية فيل ضخم مصاب بالتهاب مفاصل هل يمكن عل ...


المزيد.....




- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع
- النفط ينخفض مع تراجع المخاوف المتعلقة بالصراع بالشرق الأوسط ...
- كيف ينعكس تراجع انكماش قطاع التصنع على اقتصاد اليابان؟
- هل تنتهي معجزة كوريا الاقتصادية؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الرحمن تيشوري - الادارة اللاعلمية ادارة ضعيفة وجبانة وخاسرة