وطن يعتليه الجفاف!!

صبا النداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وطن يعتليه الجفاف ..


العراق وطن يجف يوما بعد اخر ، جفاف يبدا بازمة المياه والازمات المتتابعة مع دول الجوار التي تقيم السدود هنا وهناك وتحارب هذه الارض في ان تحصل على حصتها المائية ، ثم جفاف المشاعر الجفوة الاجتماعية المؤسفة والتي لم يعهدها العراقيون من قبل ، بعده جفاف التفاعل الحي بين مكونات هذا الشعب ، أو ما يسمى بطوائف وقوميات الأمة العراقية ، ويلي كل ذلك جفاف الحكومة مع شعبها الذي انتخبها ، لا كهرباء ولا ماء ولا مجاري صحية ولا خدمات طبية بالمستوى المطلوب ، ثم جفاف في اطر التفاهم والحوار المشترك بين مكوناته التي ينبغي ان تبدا مرحلة جديدة من الوعي السياسي لتنطلق باتجاه بناء العراق الجديد الذي يتسم بصفة السيادة بعد الخروج المزمع للقوات الامريكية من العراق .
في ظل هذه المخاوف المشروعة ، وفي سياق هذه الجفاف المستشري تأتي قضية انسحاب القوات الامريكية من العراق ، مرحلة جديدة على طريق الأزمة العراقية الشاملة المستفحلة ... فبين انسحاب شبه كامل للقوات متعددة الجنسيات وازمة تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء يعيش المواطن حالة من التخبط بين هذا وذاك وبدات تتردد حكايات بين المواطن العراقي نسمعها يوميا ان ياريت تعود ايام النظام السابق وهذا شيء غير ممكن ان ننتقل الى الديمقراطية ولا نعيها ونتمنى ان نتحول الى الديكتاتورية مرة اخرى ..
انسحاب متعدد الجنسيات يبدا بشهر اب اللهاب وبنتهي بنهاية السنة ...!!
ما هي مقتربات هذ الانسحاب وما هي نتائجه المتوقعة ؟
الانسحاب بشكل مبسط ذو وجهين ، احدهما حسن انْ كانت الظروف المحيطة مؤاتية لتحقيق هذه الامنية، واخر سيء لان عنصر الوقت يتحكم به خلال هذه الفترة !!
امنية تمناها الشاعر العراقي بان تكون السيادة للجانب العراقي ويتحول الجانب الامريكي الى مرشد ومساعد لتحويل البلد الى نموذج للديمقراطية رغم أن ذلك يبعث الرعب والخوف لدى دول الجوار بلا استثناء ، لان الديمقراطية تبعث الهلع في الهياكل الهشة .
الشعب العراقي هو المعني رقم واحد بهذا الانسحاب ، وهو بين مؤيد وبين معارض ، تبعا لا ختلاف الولااءت السياسية والفكرية، وتحكمات المصالح والمطامع ، كان الواجب على إدارة اوباما أ ن تدرس هذه النقطة قبل ان تشرع بالانسحاب ، وإن لم يكن انسحابا كليا!!



صبا النداوي

#صبا_النداوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل