أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر العدل - رمضان كريم أحيانا














المزيد.....

رمضان كريم أحيانا


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 18:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



منذ أيام حل علينا شهر رمضان، والمراقب لسلوكنا العام يصل إلى وقائع ترصد أننا قومَ تسكن فى عقولنا ثقافتنا انتقائية ضعيفة، تسمح بخلط وقائع الفساد مع مظاهر التدين، ثقافة ترى أن شهر رمضان كريم دائما، وتتسامح مع كثيرين يأتون أفعالا تجعل منه كريما أحيانا.

فى أماكن العمل الحكومية، يقوم بعض الموظفين الأثرياء بنصب موائد علنية يتاجرون فيها بمظاهر تدينهم، يوزعون صدقاتهم تفاخرا على زملائهم من صغار الموظفين، ويكتشف العاقل أن هؤلاء الموظفين يثرون على حساب اقترافهم الصريح لكثير من الموبقات الدينية من رشوة وإهمال فى العمل وتعطيل مصالح الناس وتكدير حياتهم.

فى دور العلم، يشترك الكثير فى موائد زيف من تدين موسمى، أساتذة يطيلون ترديد الأذكار على سبح فخمة، وطلبة يتوقفون عن التدخين وصبغ الشعر، وطالبات يمتنعن عن استخدام مساحيق التجميل ويرتدين حجاب الرأس، وبعد رحيل شهر رمضان ينطلق الجميع فى لهوهم شاغلون.

فى أجهزة الأعلام، تنتشر موائد تخلف ثقافى مريع من برامج تصنع البلاهة فى عقول جمهور المشاهدين، تدعوهم للمقامرة واستهلاك الوقت، وتسخر من إمكاناتهم، وتدربهم على الشكاية والبكاء والاستجداء، هكذا يتقلص انتماء المشاهدين إلى العقل والتحضر والوطن.

فى الشّوارع والميادين، تُنصَبُ باسم الدين موائد طعام تهدر منطق كل دين وتسحق كرامة كل فقير، فبدلا من أن تصل الموائد إلى بيوت الفقراء والمعوزين، يخترق الأثرياء قوانين استخدام الطرق والشوارع، وينصبوا موائدهم أمام بيوتهم، ويرتاد هذه الموائد قليل من الفقراء وكثير من العابثين، إنها موائد نفاق ينسى أصحابها أن الجائع الفقير لا يشبع من طعام يقدّم له فى خدمة الفنادق الفاخرة، وأن شبع الفقير لا يعافيه من ألم الحسرة على ما يراه من إسراف.

كثير من موائد الطعام الدينية تهدر الأموال وقصف عنق أى اقتصاد، ففى العام الماضى أعلنت إحدى الجمعيات أنها تنفق على موائد الإفطار حوالى المليون جنيه مصرى يوميا، وينسى أعضاء تلك الجمعية أن تكاليف عربة واحدة لبيع الفول أو الكشرى لا يزيد عن خمسة آلاف جنيه، مثل هذه العربة يقوم على تشغيلها أثنين من العمال وتكفل حياة كريمة لأسرة متوسطة، أى أن ما ينفق على موائد الإفطار اليومية لتلك الجمعية يكفى لفتح ما لا يقل عن مائتى بيت جديد يوميا، بيوت تعتمد العمل المنتج بدلا من قبول الحياة عالة على الآخرين، إنها جمعيات تمارس الوصاية الدينية على أموال السذج وصدقات المتطهرين، تدير بعض أموال المجتمع بأداء يوحى بأننا أمام كوارث اقتصادية.

هكذا تنتشر مواسم التدين فى بلادنا، وتنتشر معها ملامح التخلف الثقافى والحضارى بين من يحملون قشور التّدين ويبررون فسادهم بتفسيرات خاطئة لنصوص دينية.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التحول المهنى
- البحث عن ثقافة
- منهج التقدم
- إدانة انتخابية
- الصياح بالتغيير
- مٌسجًل خطر
- حٌمىً وظيفية
- التفكير بالوكالة
- تنشيف ريق
- أبو العريس
- الردع بالمعرفة
- خطاب الجامعة الثقافى
- فلوسنا ورق
- الناقة سافرة تأكيداٌ
- إنهم لصوص
- هوجة الفتاوى
- إنهم عجزة
- أشجان موظف
- حرية الرأى – معزة خالتى نظيرة
- مسارح المنصورة


المزيد.....




- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسر العدل - رمضان كريم أحيانا