أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح حسن النهر - هل سيرفع العراقيون صوتهم ... ؟














المزيد.....

هل سيرفع العراقيون صوتهم ... ؟


فلاح حسن النهر

الحوار المتمدن-العدد: 3094 - 2010 / 8 / 14 - 21:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرات عديدة رفع العراقيون صوتهم أو رأسهم ، أو كليهما ، ليؤشروا موقفا ً ، سياسياً في الغالب ، ثم ليعودوا
إثرها الى سباتهم السابق ...
بعد الوثبات و الإنتفاضات و 14 تموز 1958 ، كانت المرة الأخيرة التي هتف فيها العراقيون بصوت عال ، بل
عال جدا ً ، هي يوم الأول من أيار 1959 . و بالرغم من تعدد و اختلاف الاراء و المواقف تجاه ذلك اليوم ، يبقى
ما حدث فيه صفحة ً هامة ً من صفحات التأريخ العراقي الحديث ، ففي مسائه سار نحو ربع مليون عراقي في
طريق لم يحسبو أو يتحسبو لما قيل عنه وما سيقال ، بعدها راح العراقيون في نوم مغناطيسي دام عقوداً من السنين .
من أين تستلهم الشعوب ُ القوة و العزيمة و الشجاعة لتثور أو تنتفض لتسوي حسابات طويلة ًو عريضة ً مــــع
حكامها ، أو لتخرج في تظاهرات تطالب ولو بحقوقها اليومية ، دون خوف من أن تـَـضرب بالنار أو الحديـــد ،
في حين تجد شعوبا ً تستجدي عطف و رحمة اولئك الحكام ؟؟
في ظروف مختلفة تنشأ و تترسخ خارطة العلاقات بين السلطة و الشعب ، أو بين الحاكمين و المحكوميــــــن ،
و تتداخل في هذه الخارطة خطوط سياسية و اجتماعية و اقتصادية و نفسية ، و يلعب الزمان و المكان دورا ً
رئيسا ًفي رسم تفاصيلها . فالعراق ليس انكلترا ، و اليمن ليست السويد ، و بروندي و رواندا و ... و ... أخيرها
الكونغو التي تصر على أنها ديمقراطية ، وهي لا تشبه أية دولة خارج القارة السمراء ، و حزامها الشمالــي
لا يشبه أبدا ً حزام أوربا الجنوبي لا الان و لا قبل قرن من الزمان ... مع أن الجغرافيا لم تضع سوى البحـــر
المتوسط فاصلا ً بينها .
هذه الدول ، كلها تقريباً ، تتبنى "الديمقراطية " على شكل انتخابات تأتي ببرلمان ، يِؤسس حكومـــــة ً
تعمل على ادارة دفة الحكم بطريقة غالبا ً ما تكون فردية ً تسلطية ...
و هنا ، كما هو الحال في " الديمقراطيات النامية " ، ينتهي دور المواطن ـ الناخب ، و ليس له بعد هذا
أن يقول أو يرى أو يسمع ، مادام مجلس النواب ينوب عنه ...
العراق تقدم على جميع البلدان النامية بديموقراطيته " التشكيلية " ، فهو ، منذ خمسة أشهر يؤكد ضرورة
تشكيل أو الإسراع في تشكيل الحكومة ، و لكن دون جدوى .
لم تحقق الديمقراطية العراقية في مرحلتها الثانية أية نتائج ايجابية منذ اسادس من آذار 2010 ســــــــوى
"تشكيل " مجلس برلملن شبه عاجز و شبه مشلول فشل خلال الأشهر الخمسة الماضية في رسم ملامـــح
حكومة متجانسة ذات طابع وطني . و رافق ذلك تدهور شامل في الخدمات و تصريف شؤون الدولــــة
و المواطنين مع استشراء لا مثيل له للفساد المالي و الاداري ، و كأن الديموقراطية لا تقوم و تترسخ إلا
بعد " خراب البصرة " . و تثير تحركات النـُخب ليس فقط الغضب و التأثر بل أيضاً مشاعر التذمر
و روح التمرد على خلفية اللامبالات و الأنانية المفرطة السائدة بين هذه النخب .
وفي " إشارة خفيفة " حاول بعض العراقيين رفع صوتهم لإيصاله الى إدارة السلطة القائمة ـ المنصرفة
و أعضاء البرلمان الجديد فاقدي الصلاحية في الوقت الحاضر ، ليبلغوهم بأن الكيل قد طفح أو يكاد ،
فجاء الرد سريعا ً بعد أن اطلقت السلطة عليهم صفة مشاغبين... و كان هؤلاء قد طالبوا بالكهرباء
(تأتي ساعتين في اليوم في صيف البصرة الحارق ) و بحقوق و خدمات اخرى تتعلق بجوهر الحياة
الإنسانية وقد تعبوا في انتظارها و فقدوا الأمل في الحصول عليها ...
لماذا جـُوبه بالعنف و القوة عراقيون حاولوا رفع صوتهم مطالبين ببعض الحقوق ، و قد وفرت
الديمقراطية العراقية لهم حقوقهم الأساسية في اختيار من ينوب عنهم و من يتكلم بإسمهم دون أن يرفع
صوته عالياً ؟! و كانوا في سني العهد البائدالـ 35 و ما قبلها محرومين من تلك الحقوق ...
الجواب : كي لا يرتفع هذا الصوت أكثر من الحد المسموح به فـُيسقط برلمانا ً أو حكومة أو يقلب
توازنات متوارثة ... كما حدث في الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي و كان آخرهــــــا
في عيد العمال العالمي عام 1959 ...
هكذا تحرص الديمقراطية في العراق أشد الحرص على أن لا ينفرط عقد التحالف الهزيل بين
أركان المجتمع العراقي الثلاثة : الحكومة و البرلمان و المواطنين ، لتصان مصالح " الـنــُـخب "
المتغلغلة الان و المسيطرة فيما بعد على كل جوانب الحياة ...
فهل سيبقى صوت العراقي خافتا ً أو غائبا ً وهو يتعرض لأبشع تدمير مبرمج سياسي و اقتصادي
و اجتماعي و نفسي ... ؟؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناويين الوضع السياسي في العراق و دور القوى اللبرالية


المزيد.....




- -سيارة مجهولة- تدهس حشدًا في هوليوود بلوس أنجلوس.. شاهد آثار ...
- برعاية أمريكية.. اتفاق مبادئ بين الكونغو و-إم23- في الدوحة
- نائبتان فرنسيتان للجزيرة نت: لن نوقّع أي وثيقة إذا قرصنت إسر ...
- دراسة: الأراضي الرطبة بأفريقيا من الأكثر تدهورا عالميا
- مصدر أمني يكشف للجزيرة مراحل اتفاق السويداء وترحيب بوقف إطلا ...
- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح حسن النهر - هل سيرفع العراقيون صوتهم ... ؟