حول نداءالاحزاب الشيوعية العربية الى الحزب الشيوعي العراقي

حمزة الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 13:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

من يطلع على النداء الصادر عن الاحزاب الشيوعية العربية الى الحزب الشيوعي العراقي في صحيفة الحوار المتمدن بتاريخ 24 اب 2004 يبدو له للوهلة الاولى ان هذا النداء فعلا صادر عن الاحزاب الشيوعية العربية او اغلبها على الاقل لكن في الحقيقة ان العنوان لا يعكس ذلك لان هذا النداء صادر باسم عدد محدود جدا من الاحزاب الشقيقة وهو الذي لا يختلف نصا ومضمونا وروحا عن نداء الحزب الشيوعي الفلسطيني الى الحزب الشيوعي العرافي المؤرخ 14 اب 2004 ,والمنشور في الحوار المتمدن ايضا , فاذن باي حق يعنون هذا النداء باسم الاحزاب الشيوعية العربية .علما ان من حقهم الطبيعي وغيرهم من الاحزاب ان توجه النداءات وتصدر البيانات وتقدم النصح والنقد للاحزاب .
والمنظمات السياسية الاخرى , ولكن هذا ينبغي ان ينطلق من الروح الاممية الصادقة واللغة الحوارية العلمية المتحضرة , والبعيدة عن الجمل الحماسية الثورية والشعارات العاطفية الغير واقعية الداعية للقتل والتدمير والتخريب العشوائي لان هذه اللغة هي نفسها التي اوصلتنا جميعا الى هذا الحال الردئ , اضافة الى اتهاماتكم بالجملة وعلى الجميع دون استثناء .
وهنا اريد ان اسئل هل ان فعلا كل الاحزاب والقوى السياسية العراقية ومنها الحزب الشيوعي العراقي التي ناضلت وقدمت الكثير من التضحيات والشهداء في الساحات النضالية المختلفة ضد الدكتاتورية طيلة سنين حكمها الاسود , هل هي حقا دخلت العراق على ظهر دبابة امريكية ؟ !!! .
اليس هذا اتهاما باطلا ومنافيا للحقيقة وموقفا سياسيا وفكريا خاطئا , لايخدم قضية ولا يحل مشكلة , وانه بالمقابل اليس من حق الحزب الشيوعي العراقي ان يختار اسلوب النضال المناسب وفق الظروف والخصائص والامكانيات العراقية الملموسة ,وتفهمه لها لمواجهة المحتل الامريكي وحلفائه .
ان الشيوعيين العراقيين ادرى من غيرهم بالواقع العراقي بكل تطوراته ومستجداته السياسية , وما هي طبيعة المقاومة واشكالها واهدافها وتوجهاتها , وان موقفهم من الحرب والاحتلال ومفهومهم للمقاومة الوطنية المشروعة معروف للجميع قبل الاحتلال وبعده .
هل ان كل ما جرى ويجري في العراق الان من تفجيرات واغتيالات وتدمير البنية التحتية وضرب اماكن العبادة ....الخ . هل هي مقاومة وطنية باسلة كما تدعون ؟ وهل ان نموذج وتجربة المقاومة في فلسطين ولبنان كما ذكرتم في ندائكم كانتا تستخدم اساليب القتل والدمار الدنيئة والمدانة شعبيا ورسميا , انها كانت ولا تزال مقاومة وطنية مشروعة ولها مشروعها وبرنامجها واهدافها وقادتها , والتي لا يمكن ان تلتقي مع مقاومة القتل والتخريب لانها تستهدف المحتل وبنفس الوقت تحظى بكل الدعم والمساندة والتاييد من شعوبها وكل شرفاء العالم , لذلك انتصرت المقاومة الوطنية اللبنانية وحققت انجاز التحرير المشرف .
اليس ان ندائكم الى الشعوب العربية لضرب السفارات والمعاهد والمؤسسات والمصالح الاقتصادية الامريكية ...الخ في كل مكان من العالم وبشكل عشوائي دون تحديد الهدف المطلوب هو تعبير عن موقف عدواني متطرف بعيد كل البعد عن الفكر الشيوعي الانساني لانه يمكن ان يستهدف الابرياء دون تمييز , وهل ان كل من يعمل في هذه المؤسسات هو مطلوب للعدالة من قبلكم ؟!!! .اذن كيف التعامل مع الذين تحاوروا وتفاوضوا مع الاسرائليين من قادة عرب وغيرهم هل هم قي نظركم خونة وعملاء , اليس ان الاخوة في المنظمات الفلسطينية منهم من تحاور وتفاوضى مع الاسرائيلييين وبرعاية امريكية , وهل يجوز ان يتهموا بالعمالة والخيانة ؟
علمتنا الماركسية اللينينية ان ليس هناك شكلا او اسلوبا نضاليا محددا لمواجهة المحتل في هذا البلد او ذاك او في هذه المرحلة التاريخية او تلك , بل ان الشعوب هي التي تختار اساليبها الكفاحية المناسبة لظروفها وامكانياتها وقدراتها وباقل الخسائر الممكنة .
واخيرا يمكن الفول ان ندائكم كان دعوة للعنف والقتل والتخلي عن العملية السياسية الجارية في العراق , والاشكال النضالية الاخرى لمواجهة المحتل في كل مكان . , .

#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات