اضاءة من حياة الشهيد الشيوعي سلام عادل

حمزة الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 904 - 2004 / 7 / 24 - 10:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

هذه السطور ليست مقالة عن حياة الشهيد الشيوعي سلام عادل بل هي اضاءة تتناول جانب محدد من حياته وفاءا وتقديرا وتخليدا له , حيث تتناول بعض من مواهبة واهتماماته وامكانياته وقدراته المختلفة والمتنوعة .
ولد الشهيد في مدينة النجف عام 1922 واسمه الحقيقي حسين احمد الرضي وعرف على الصعيد العراقي والدولي باسم سلام عادل ,الذي نمى وترعرعه في مدينة النجف ,حيث عمل مبكرا مع والده السيد احمد في السوق ,وهذا انعكس عليه ايجابيا من خلال التعامل مع الناس واقامة العلاقات الطيبة معهم ,وواصل الشهيد دراسته حتى دار المعلمين ,وتعرض للفصل والاعتقال والسجن والاقامة الجبرية لاكثر من مرة وفي فترات زمنية مختلفة ,وخلالها عمل في الاعمال الحرة منها فتح دكان لبيع
الماكولات الشعبية ,وعمل موظف مفتش باصات وغيرها من الاعمال .كذلك عمل خطاطا لانه يجيد كل انواع واشكال الخط المختلفةاضافة الى اهتماماته التي مارسها ويجيدها في المسرح والاخراج المسرحي والشعر والرياضة والرسم .حيث عمل مدرس للرياضة والرسم ..
رشح الشهيد سلام عادل الى الحزب الشيوعي العراقي في منتصف الاربعينيات وكان شخصية هادئة محبوبة متواضعة جماهيرية ,ويتميزايضا بالنشاط والحيوية وسرعة البديهية ,لذلك خلال فترة قصيرة اصبح عضوا في الحزب وكان اسمه الحزبي مختار ,وواصل نشاطه الحزبي المتميز من خلال مسؤوليات حزبية قيادية مختلفة وفي اماكن متعددة من العراق ..
كان الرفيق الشهيد سلام عادل يتحلى بالروح الشيوعية العالية والايمان بقضية الشعب والطبقة العاملة والفكر الماركسي اللينيني وكيفية تطبيقة على الظروف العراقية الملموسة ,والتصدي للتيارات الانتهازية اليمينية ,ومكافحة الافكار الغريبة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ,وكان متاثرا بافكار وحياة الرفيق الخالد فهد .
وفي عام 1954 حضر الرفيق الشهيد سلام عادل مؤتمر الاحزاب الشيوعية لدول الكومنولوث في لندن .وفي عام 1955 اصبح الشهيد سلام عادل سكرتيرا للحزب الشيوعي العراقي ومنذ ذلك التاريخ اصبح اسمه الحزبي عمار ,وعمل جاهدا على تعزيز وتوطيد وحدة الحزب ومعالجة الكتل والتيارات الانشقاقية عند نشؤها وبالطرق التنظيمية الاصولية ,وكان الشهيد منظما جيدا ومهتم بالعمل التنظيمي وحياة الحزب الداخلية والعمل الجماهيري .
وفي عام 1958 كان للحزب وللشهيد سلام عادل دورا متميزا في نجاح ومساندة ثورة 14 تموز المجيدة ,حيث صدر بيان في اليوم الاول للثورة باسم الحزب الشيوعي العراقي يؤكد على صيانة الجمهورية وتوطيدها وتعزيز اتجاهها الديمقراطي المعادي للاستعمار والاقطاع ,اضافة الى برقية تهنئة الى قيادة الثورة باسم الشهيد سلام عادل .
في عام 1961حضر الرفيق الشهيد سلام عادل المؤتمر 22 للحزب الشيوعي السوفييتي ..والقى كلمة هامة حول الاوضاع في العراق والمخاطر التي تهدد الجمهورية والاستقلال الوطني .
كان الشهيد مهتما جدا بقضية الصحافة والنشر والكتابة حيث كان يتمتع بالقدرة والكفاءة والامكانية على الكتابة في الصحافة وله كراريس تتناول العديد من القضايا العقدية السياسية والفكرية المختلفة ,وكانت له مساهمات متميزة في تحرير جريدة الحزب وله الكثير من الكتابات التي نشرت باسم الحزب الشيوعي العراقي وليس باسمه ومن كتابات الرفيق الشهيد سلام عادل
رد على مفاهيم برجوازية قومية تصفوية
سياستنا وطريقنا لحل المسالة القومية الكردية في العراق حلا عادلا
البرجوازية الوطنية في العراق .
وجهة نضالنا في الريف
انتفاضة 1956 ومهامنا في الظرف الراهن
الاصلاح الزراعي
اذن هكذا كان الشهيد سلام عادل قائدا سياسيا جماهيريا ومنظما حزبيا وكاتبا متميزا ومهتما بالخط والرسم والشعر والرياضة والمسرح .
وبعد الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 وسقوط الحكومة الوطنية واغتيال قادتها ,شن فاشست الحرس القومي حملات دموية ضد الشيوعيين والديمقراطيين ادت الى اعتقال الشهيد سلام عادل يوم 19 شباط ,وتعرض الشهيد بعدها الى ابشع انواع التعذيب على ايدي الزمر الفاشية البعثية واعلن استشهاده يوم 7 اذار 1963 .وظن هؤلاء الطغاة ان باستشهاد قائد الحزب ورفاقه الابطال قد انتهى الحزب الشيوعي العراقي هذا الحزب الذي اصبح جزء لا يتجزا من تاريخ العراق الحديث بكل نجاحاته واخفاقاته بقي حزب الخالد فهد مزهر رغم الجراح وراياته الحمراء ترفرف فوق ربوع العراق ,اما الطغاة في مزبلة التاريخ او امام المحاكم القضائية العراقية لمواجهة حكم الشعب كمجرمي حرب بحق الشعب العراقي والانسانية ..
حافظ الرفيق الشهيد سلام عادل على الحزب وتوطيد وحدته امام كل الكتل الانتهازية الاستسلامية مثلما حافظ وصان وبكل امانة تنظيم الحزب واسراره امام الطغاة الفاشست الجبناء حتى استشهاده البطولي.
المجد الخالد للرفيق الشهيد سلام عادل شهيد الشعب والوطن
المصادر -بعض وثائق الحزب الشيوعي العراقي
كتاب سلام عادل سيرة مناضل

#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل