أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - شئ من التأريخ















المزيد.....

شئ من التأريخ


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 200 - 2002 / 7 / 25 - 00:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                            

 

في عصر الواقعية و العولمة وفي عصر تبادل الثقافات وحوار الحضارات وتعايش الشعوب ، يخرج البعض عن الواقع بأفعال و آراء وكتابات ، اقرب للخيال منه إلى الواقع المعاش ، يشترون الأوهام ويعتقدون أن الأحلام هي الحقائق ، يعلقون كل السلبيات على شماعة الآخرين ، ولا يرون القشة إلا في عيون هذا الآخر ، بعد أن تعبوا من تقديم أنواع الخدمات لأزلام السلطة ، حينما كان شعبنا الكردي يذبح من الوريد إلى الوريد ، كان بعض هؤلاء الذين خرجوا فجأة من جحورهم هنا وهناك ، مستغلين الحرية التي منحتهم التجربة الكردية ، ولم ينطقوا بكلمة ضد ممارسات النظام ، و كأن الأكراد قد جاءوا من كوكب آخر ، والعجيب في أمر هؤلاء انهم لا يتكلمون عن تعريبهم وتتريكهم وعن أراضيهم التاريخية الأخرى .

حدثني زميل لي بأنه شاهد عند أحد أصدقائه في أمريكا ، كاسيت فيديو مصور ، يظهر فيه بعض الأخوة الآشوريين مسلحين وبملابسهم القومية وهم على ظهر دبابة،على استعداد للهجوم على أسوار نينوى ، أكد لي زميل آخر بأنه شاهد ذلك الفلم المفربك ، الذي أنتجه البعض لغرض جمع التبرعات في أمريكا والمهجر لصالح بعض الجمعيات والأحزاب الآشورية .

أضاع الأخوة الآشوريين الكثير من الفرص ، نتيجة جدالهم حول جذورهم ،هل هم سريانيون أم بابليون أم عبرانيون أو هم كلدان ، ولا زال هذا الجدال صاخبا في متاهات عالم التسميات ، ويحاولون عن قصد جعل الاخوة الكلدان آشوريين، وتحويل  الأزيديين  لب الكرد إلى قومية أخرى .

المعروف تاريخيا أن جذور الأخوة الآشوريين ، ترجع إلى الموجات السامية ، التي هاجرت من الجزيرة العربية ، إلى بلاد ما بين النهرين في بابل ومنها هاجروا إلى مناطق شمال ما بين النهرين في شرباتو ونينوى ، وحسب تفسيرهم للتأريخ  فيكون من حقهم المطالبة  بأراضيهم التاريخية في تلك المناطق أيضا ، في حين عند غزوهم شمال العراق ، حدثت مقاومة وحروب طاحنة بين سكان هذه المنطقة وبين الغزاة الجدد ، وقاموا بإجلاء أعداد كبيرة منهم واستعبدوهم وحاولوا صهرهم ، وسبوا النساء و الأطفال و احرقوا المدن و أطلقوا أسماء آشورية على حواظرهم ، ملوكهم الطغاة أول من استعملوا سياسة الصهر والتهجير ونفث الدم الآشوري بالقوة في شرايين الأمم الأخرى ، والآثار شاخصة على ما اقترفوه في بابل وعيلام وفي كردستان وأذربيجان وأرمينيا وفي أطراف بحر قزوين ، حيث يذكر البروفيسور (        راغوزين ) في كتابه ( آشور )عن النظام الذي اتبعه سرجون الثاني ضد الشعوب غير الآشورية و ينقل عنه :

شعوب من جهات العالم الأربعة ، يتكلمون لغات متعددة ، كانوا يقطنون الجبال والوهاد ...... أنا بأسم الإله آشور وبقوة ساعدي ، سبيتهم وأمرتهم التحدث بلغة واحدة ، أبناء آشور المتبصرون ، أنا عينتهم مدبرين ورؤساء ، على تلك الشعوب لتلقينها مخافة الإله آشور ومخافة الملك .

ويقول كذلك سنحريب : احرقت حاضرتهم واستوليت على مدنهم الكبيرة و الصغيرة  .

اكثر ملوك الآشوريين مارسوا السبي وحرق الزرع والضرع ، إن منطقتنا الإقليمية  زاخرة بالنقوش على الصخور التي تؤكد ما ذهبنا إليه ، حيث يتفاخر هؤلاء الغزاة في   نقوشاتهم الصخرية ويقولون ( أجليت سكانها إلى آشور و أطلقت على مدنها أسماء آشورية ) .

أليس هذا استعبادا لبني البشر ؟ !!!! ، أم يعتبر ذلك إنجازات بشرية ، وتلمذة للجاليات الأجنبية !!! ، كما يقوله بعض الغلاة منهم ، هذا الأسلوب الدامي مع الأمم المغلوبة على أمرها استمرت كثيرا ، مما جعلت شعوب المنطقة مضطرة للتوحد ضد مضطهد يهم الغزاة ، ففي سنة 612 ق. م أتفق الميديون الآريون الكرد مع الإمبراطور البابلي السامي نبوبلاصر ، وهاجموا الإمبراطورية الآشورية ، وتحررت نينوى من الاحتلال ، ومنذ ذلك التأريخ لم تقم قائمة للإمبراطورية الآشورية ، ويحتاج أقامتها إلى مشروع كبير أكبر من المشروع الصهيوني ، لطرد شعوب المنطقة التي تعيش على أرضها منذ آلاف السنين لصالح الآشوريين، ومنهم من يعيش على أرضه قبل مجيء الآشوريين إلى المنطقة بآلاف السنين .

يعترف أحد غلاة الآشوريين وهو الدكتور( بيره سرمس ) في الفصل الرابع من كتابه ( من نحن ) وتحت عنوان مصير الجاليات الآشورية في مادي ويذكر ( أن جبال آشور كانت جزء من ماداي ) .

المسألة الآشورية ظهرت أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى في الساحة السياسية في إيران الفارسية وتركيا العثمانية ، واستغل الروس اضطهاد الأتراك وبدرجة أقل الفرس للآشوريين ، ومن ثم دخل الفرنسيون والإنكليز على الخط ، الذين لم يضغطوا باتجاه إعادة الآشوريين إلى أراضيهم في ولاية هكارى  والى مقاطعة أورمية   ، رغم وعودهم للمرحوم مار شمعون وللمرحومة سورما خانم ، بل أستغلهم الإنكليز بعد احتلال العراق الحالي كقوة عسكرية لحماية الصناعات النفطية في العراق ، وجرى توطينهم في كردستان العراق وفي بعقوبة والحبانية ، بعد أن زودوهم بالبنادق والذخيرة و(120 ) روبية لكل شخص منهم ، وأستغلهم  الإنكليز في إيران أيضا لفتح طريق همدان – كرمنشاه – خانقين ، ومات منهم بالعشرات أثناء العمل في ظروف مزرية .

عندما انتفض العرب والأكراد ضد الإنكليز ، أرسلوا قطعات الليفي ( الكتائب الآشورية المسلحة من قبل الإنكليز ) لقمع المنتفضين ، وكذلك أرسلوا الكتائب الآشورية لمحاربة القوات الطورانية التركية ، في هماوند وراوندوز وكويسنجق والعمادية .

دفع بعض قادة الآشوريين نتيجة الغلو في القول والفعل ببني قومهم إلى متاهات مأسوية ، وبتحريض من الإنكليز قام بعض قادة آشوري تركيا بعد مجيئهم إلى العراق سنة 1918 م ، إلى إشعال الفتنة بين الأطياف العراقية ، مثل الصدام الدامي الذي حصل في كركوك بتأريخ 4/5/1924 ، ونشب في الموصل شجار دامي أيضا في 15/8/1923 بين آشوري تركيا وسكان الموصل من العرب قرب دير مريم العذراء ، وفي 9/8/1923 كانت  قد  حصلت مأساة أخرى دامية بين الآشوريين وبعض أفراد من عشيرة الجبور العربية في بيجي داخل شركة النفط العراقية ، وفي سنة 1920 قام الآشوريون المنتقلون إلى جسر مندان وعقره ، بمذبحة ضد عشيرة السورجية الكردية ، الأمثلة كثيرة وعديدة ، فهل من مصلحة الأكراد و الآشوريين ،بل هل من مصلحة الأطياف العراقية نبش الماضي ، والرجوع إلى التأريخ الغابر في القدم ، في منطقتنا الإقليمية سادت حضارات وبادت ، وبقي الإنسان أثمن شئ في الوجود ، فلماذا هذا التحامل والتلفيق والعقد ؟ .....

يقول الكاتب الروسي الآشوري  ق . ب ماتقييف ( مار متي ) في كتابه ( الآشوريون والمسألة الآشورية ) صفحة153  عن الأحداث المسلحة للآشوريين سنة 1933 ، وشن حكومة المملكة العراقية حملة عسكرية ضدهم و يذكر ( بأن كثير من شيوخ الأكراد رفضوا المشاركة في مذابح الآشوريين ، حيث وقف الأكراد بشكل عام على الحياد ، تجاه نداء الحكومة العراقية ، وحسب شهادة المشاركين في تلك الأحداث ) ، بل التجأ الكثير من  عوائل الآشوريين  للاحتماء بالأكراد .

أما عن الهجرة فأن جميع أطياف الشعب العراقي ، يهجرون وطنهم نتيجة ظلم النظام ، وأما هجرة الآشوريين ليست بنت يومها ، وأنظار الأخوة المسيحيين بصورة عامة مصوبة نحو المهجر في الغرب المسيحي ، ليس في العراق وحده ، بل في لبنان وسورية والأردن وإيران وتركيا ومصر ، وفي أقطار أخرى عديدة ، ولا تمنع  السلطات الكردية من يرغب الهجرة  إلى الخارج ، والى أي قومية أو دين أو مذهب أنتمي ، لأن  حرية السفر مكفولة للجميع ، أما كون عدد الآشوريين قد  وصل إلى 50 ألف كما يقول أحدهم ، أو 30 ألف كما يقول الآخر ، فهذه المسألة تخصهم وتخص أحزابهم وجمعياتهم ورجال دينهم ، يمكنهم دراسة هذه الظاهرة ، ووضع الحلول لها مع الإدارة الكردية .

أما تفسير التأريخ على الأهواء والمزاج ، وتحديد الجغرافية حسب الرغبات ، فهي ليست من الحقيقة بشيء ، والجغرافية واقع معيش على الأرض ، ونحن الأكراد نعيش على أرضنا منذ عقود سحيقة في التاريخ ، ونتعايش مع كل من يقبل أن يعيش معنا بمحبة وكرامة وعز ، لأننا نؤمن بالعيش المشترك ، أما الطلب منا أن ننسى تاريخنا ورموزنا ، فنعتقد بأن  الأنهار  من الدماء والدموع التي سالت منا على مر التأريخ ، لا يستطيع كائن من كان أن يحولها إلى ماء ، أما شتم الأموات والشعوب فهي دلالة ضعف ، نحن حقيقة موجودة على ارض الواقع ، أما حسد البعض فيتحول إلى مرض عضال لا يرجى شفاؤها ،  ويرحم الله من يقول الحقيقة ويذكر المحاسن ولا يسئ للآخرين ويعرف حجمه ، والعاقل والحريص على بني جلدته يدعو بالحسنى و يتعد ويذكر الإنجازات  وينتقد بإيجابية وليس بالحقد ، ولا يستغل بعض الظروف ويختفي وراء أسماء وهمية .      

 

 

                     

                                   

                                                                            



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة التركية تتعارض مع تطورات ومستجدات العصر
- رسالة وشكر ومحبة من كردي لشقيقه العربي من سني لأخيه الشيعي
- الديمقراطية بين الواقع والتطبيق.... كلنا في الهم شرق


المزيد.....




- ماكرون يطلق مبادرة أوروبية لإنهاء القتال بين إسرائيل وإيران ...
- مذيعة CNN لمسؤول إيراني: إذا نجوتم هل ستمتلكون قنبلة نووية؟ ...
- إيران تستدعي سفير ألمانيا على خلفية -الإشادة بقيام إسرائيل ب ...
- كييف تودّع 28 ضحية في أعنف هجوم روسي هذا العام... وزيلينسكي: ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سنخصّص 26 مليار دولار لتعزيز القدرات ا ...
- صاروخ جديد يدخل على خط الصراع بين طهران وتل أبيب.. ماذا نعرف ...
- هل ضلّت ناقلات النفط طريقها؟ إشارات مشوشة ترسم خرائط وهمية ف ...
- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وتحركات دبلوماسية لتجنب الأسو ...
- حزب الله.. إيران تعرف كيف تحمي نفسها
- ترامب: لا رغبة لدينا بالانخراط في صراع عسكري مع إيران


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي عقراوي - شئ من التأريخ