أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - وسيم - اقصوصة !














المزيد.....

وسيم - اقصوصة !


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


يعرف جمال انه محط اعجاب النساء !! في المدرسة الابتدائية كان الجميع يعرف اسمه ، والمدرسة مختلطة ، مشهور بجماله الذي قد لاتملكه اي فتاة !! ، لكن فدوى هي الوحيدة التي تتجنبه ، تعتقد ان كل جميل من الذكور غبي !! او بالاحرى كل وسيم غبي !! لكن طبعا لكل قاعدة شواذ !! ستكبر وتدرك ذلك !!
وفدوى هذه هي التي تبحث عن الجمال في كل شئ ، فمن العجيب ان تتجنب جمال ، لكنها من اسرة منطقية لاتؤمن بمجنون ليلى وحكاياته التي ليس لها وجود على ارض هذا الواقع الذي بات هو الاخر عالما افتراضيا مثل السايبر - انترنت ، في زمن اصبحت فيه معظم تعاملات البشر في عالم افتراضي ، من نقود الى زواج الى الى .......

فدوى فتاة تتبع العقل والمنطق ، وليس من الممكن ان تطيش سهام عقلها يوما ... لا طبعا مستحيل ، وكان جمال قد ترك المدرسة الابتدائية مبكرا ، وسافر الى بغداد ، وعاد ليلتقي بشلة المدرسة القديمة في عالم الجامعة ، ومن العجيب ان تلتقي شلة الابتدائية ذاتها في الجامعة !!

جاء جمال الى الكلية ، وفدوى هي الاخرى ، وتعاسة الحظ اقتضت ان يكونا في قسم واحد ، لكن جمال شكله بدا مختلفا ، اصبح رجوليا اكثر منه ذلك الشكل الانثوي القديم ، حين كان يشبه الفتيات !! في الابتدائية ، وكانت فرقان البغدادية في نفس الشعبة معه ، وفدوى في شعبة اخرى ..

وفي القسم الداخلي تتحدث الفتيات عن شعبة الف وما جرى فيها ، فيضحكن على المواقف التي تحدث كل يوم ، يتم الضحك عادة على مافعله اشطن طالب في الصف ، واذا بفدوى تعجب ان يكون اشطن من في شعبة الف هو ذلك الجمال الذي تعتقده غبيا !!

وبالفعل بلغ به الغباء ان يكمل الكلية في ثمان سنوات ، بل هذا هو حال الدراسة في تلك الكلية الصعبة !! اكملت فدوى دراستها قسم اللغة الفرنسية ، وشائت الصدف ان تتعين في نفس الدائرة التي تعين فيها اخينا الوسيم ، جمال !!

وكالعادة نسيت كل شئ عنه الا الايام التي كان يقف فيها في باب القسم ، يتفحص الطالبات ، ويتصيد المواقف المضحكة ، وتلك المواقف التي كانت ترويها فرقان ، هو طبعا لا يتذكر انهم كانوا سوية في نفس المدرسة الابتدائية !!

واليوم ادركت هي ان الوسيم قد يكون ذكيا ، وهنا جاءت الطامة الكبرى ، هي تعمل في قسم اخر غير القسم الذي يعمل فيه ، ولازالت تلك البنت المؤدبة المهذبة ، وهو قد اصبح رجلا مستقرا ليس من اولئك الوسيمين الاغبياء !! وسقطت قاعدة ، كل وسيم غبي ، واخبرت صديقتها بالحقيقة المرة ، ان هذا الرجل هو فارس احلامها ، وقد اخبرتها صديقتها وهل سمعت منه شيئا او قال لك شيئا ، قالت : لا ، ولكن هو هذا الرجل الذي ليس له مثيل على وجه الارض ، وفدوى لايقر لها قرار ان لم يكن زوج المستقبل من اكثر الرجال تميزا !!

وذات يوم التقت بـ ( فرقان ) واخبرتها بأن زميل الابتدائية والكلية هو اليوم يداوم معها في نفس الدائرة ، وانها صعقت بذكائه ، وانها لاتريد ان تتزوج غيره ، ولكن فرقان الحكيمة اخبرتها ، ان لا مناص من الهرب من هذا الوهم ، ان المرأة لا يمكن ان تختار ، المرأة يتم اختيارها !!!

بعد يومين من تلك الصدمة الكبرى بأن الواقع هو الواقع ولايمكن تغييره ، وقعت فدوى اسيرة المرض ، مريضة لايام وايام ، ولا يعرف احد سبب لمرضها ، وتركت الدوام وتركت كل صديقاتها ، وانتكست في غيبوبة من الحزن والكآبة واليأس ، وبعد شهرين ذهبت الى الدوام من جديد ، والكل يسأل عن مرضها ، كيف اصبحت يا فدوى ، لقد ذبلت !!

ادركت فدوى للتو واللحظة ان مجنون ليلى ليس من قصص الخرافات ، بل هو واقع من الممكن ان يقع فيه كل انسان ، وانها لرهافة حسها ، وقعت اسيرة الفخ الذي وقع فيه قيس يوم قال :

تحدثني الاحلام ، اني اراكم ، الا ليت احلام المنام تطول !!

واخذ الجميع يبارك لها عودتها سليمة صحيحة ، وجاء الاخ الوسيم ، واخبرها انه يتذكر انها داومت قبله في الدائرة وانه داوم فيما بعد ، ولكن ها هو الان يسعى بخطى حثيثة لرئاسة احد الاقسام ، قالت له سمعت بعض الزميلات يتهمنك بالغرور ، قال لست بمغرور لكنني لا احدث كل احد ، اتحدث اليك ، لانك زميلتي من قبل هذا بسنين ، في المدرسة في الجامعة ، وهن حديثات عهد بي !!

زغرد الامل بداخلها ، انه لربما سيقول لها شيئا ، ولكن الطفلة الصغيرة التي في داخلها قد بدأت للتو تدرك اسرار مجنون ليلى ، لم تدرك ان الاخ قد اخذته امه لكي يطلع على ابنة الجيران في خطبة عادية !! لكن ام البنت رفضت ذلك !!

ادركت يومها ، ما قاله علماء الاجتماع : ان سهام كيوبيد تسير في اتجاه معين !! ( اجل المال ، والشهرة ... والعرق ، والدين ... الخ )

صدمها الامر بشدة حين سمعت ذلك ، وقالت يجب ان افعل شيئا !! لماذا يحق للرجال التعبير ولايحق لها ذلك !!

اذن ما الحل ؟؟؟ كتبت له جملة مفيدة ، ان لديها سرا تريد ان تخبره به......... وضعت الورقة بين يديه وهربت...

لكن تلك اللحظة كانت لحظة خاطفة ومجنونة ، وعليها ان تهرب من جديد !! تركت الدائرة وتركت الرسالة بين يديه ، وعادت في اليوم التالي ، ولم تسأله !!
كانت تنتظر ان يقول لها شيئا ، ظل صامتا !! ماذا يقول !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

واي رجل في موقفه سيكون كذلك !! شابة صغيرة تجروء على ذلك ، وتقلب سير التقاليد ، في ان الرجل يحق له ان يخطب المرأة والمرأة لاتستطيع اختيار الرجل، وهو الرجل الغبي ماذا يقول ؟؟؟

عادت من جديد لنظرية الرجل الوسيم ، ان هو الا غبي !!



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو حاسبنا يوما منكر؟ او اخاه نكير ..
- الدكتور كاظم حبيب والزيارات المليونية ...
- مركز نسوي في العمارة .... نهاية سعيدة على انقاض مأساة !!
- ذكرى استشهاد طالب الدكتوراه حيدر المالكي- مظلوم العمارة وأبي ...
- يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق
- ثمن الحرية 10 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 9 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 8 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 7 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 6 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 5/ من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية ... 4/ من قصص ضحايا الارهاب ..
- ثمن الحرية 3 / .. من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية .. من قصص ضحايا الارهاب
- حين يقتلون علماء ... في الربيع الخامس والعشرين
- نساء ميسان ... لا احد يفهمهن !!
- لأنني .. لاأغني .. !
- البرلمان ... والطمع ...
- بلاد على قارعة الطريق ! ... ومن يهتم !


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - وسيم - اقصوصة !